قراءة إسرائيلية في مناظرة بايدن وترامب.. انهيار الأول وصعود الثاني
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
تابع الإسرائيليون بكثافة المناظرة الرئاسية الأمريكية بين الرئيس الحالي جو بايدن، المرشح الديمقراطي، والرئيس السابق دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري، مع أن ظهور الأول جاء بمثابة تحقيق لكل كوابيس العديد من أعضاء حزبه، حيث بدا ضعيفاً ومتعباً، وأحياناً غير متماسك، فيما ظهر الثاني أفضل أداء منه، والنتيجة انهيار بايدن، وتأكد الانطباع بأنه لا يستطيع تحمّل المهمات الصعبة، ولذلك فإذا لم يرتكب ترامب الأخطاء، فإن فرص فوزه بالانتخابات مرتفعة.
باراك رابيد المراسل السياسي لموقع ويللا، ذكر أن "المواجهة الرئاسية الأولى لحملة الانتخابات الأمريكية كانت تحقيقا لكل كوابيس الكثيرين في الحزب الديمقراطي، وفي حين كان من الممكن أن يكون أداء ترامب أفضل، فإن أداء بايدن لا يمكن تعريفه بأي وصف آخر سوى الانهيار، بعد أن حبس نفسه ومستشاروه أنفسهم في مقر إقامته الرئاسية في كامب ديفيد، واستعدوا لمواجهة ترامب، لكن من الواضح أنهم أفرطوا في الاستعداد، حيث بدا بايدن متعبا، وأجشّ، وضعيفا".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "منذ الدقائق الأولى للمواجهة، أعطى بايدن انطباعاً بأنه غارق في البيانات، وغير قادر على تنظيم أفكاره، ويجد صعوبة في إخراج جملة بليغة ومتماسكة من فمه، وتلعثم عندما تحدث عن الكورونا".
وأوضح أن "ترامب من جهته ارتبك عندما أشار بايدن لعلاقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وواجه صعوبة في تقديم حجج واضحة وقوية حول موضوع الإجهاض الذي يعتبر من القضايا المركزية في حملته الانتخابية، لكنه هاجم بايدن بشكل مستمر، الذي واجه صعوبة في الرد، ولم يكن يركز على حرب غزة، وفشل في تفسير مدى دعمه لدولة الاحتلال، وبدا واضحا مهاجمة ترامب له، وتقديمه كمن يحاول منعها من القضاء على حماس".
وأشار أنه "في مرحلة معينة من المواجهة، استعاد بايدن رباطة جأشه، وتحسن أدائه، ولكن بعد فوات الأوان بالفعل، والانطباع العام الذي تركه لدى كل من شاهد المواجهة أنه لا يستطيع الخدمة في أصعب منصب في العالم لمدة أربع سنوات أخرى، مع العلم أنه قبل نصف ساعة من بدء المواجهة، ظهر حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم للتعبير عن دعم بايدن، لكن مظهره البليغ والمرن وشبابه الواعد سلّط الضوء على جميع نقاط ضعف بايدن بعد دقائق قليلة، حيث يود الكثيرون في الحزب الديمقراطي رؤيته يقف على المسرح أمام ترامب".
وأكد أن "مصادر الحزب الديمقراطي تصف المشاعر بعد المواجهة بأنها اكتئاب ممزوج بالذعر، وأصبح الخطاب القائل بضرورة تنحي بايدن، وإفساح المجال أمام مرشح أصغر سناً، وأكثر جاذبية، أكثر علنية من أي وقت مضى بعد المواجهة، بعد أن دار حتى الآن في غرف مغلقة، رغم أنه لا تزال هناك أسابيع قليلة قبل انعقاد مؤتمر الحزب الديمقراطي، حيث سيتم الإعلان رسميًا أن بايدن مرشحه الرئاسي، ولا توجد آلية في الحزب قد تؤدي لاستبداله، أو إجباره على التنحي".
وكشف أن "هناك شخصين فقط يمكنهما التأثير على بايدن الآن، هما: زوجته غيل، والرئيس الأسبق باراك أوباما، وقد أخبرتني ناشطة سياسية مخضرمة في الحزب الديمقراطي أن ثقة كبار أعضاء الحزب الديمقراطي بنائبة الرئيس كاميلا هاريس ليست أكبر بكثير من بايدن ذاته".
عراد نير مراسل الشئون الدولية في القناة 12، ذكر ان "ثلاثة خاسرين خرجوا من المواجهة الدرامية بين بايدن وترامب، حتى أنني سمعت بالفعل دعوات في الحزب الديمقراطي لاستبدال الأول بسبب عرضه المؤلم، وتبين أنه ليس في كامل صحته، أما الخاسرون فهم بايدن والعالم الحر والولايات المتحدة، رغم أن نتيجة المواجهة بدت سيئة للغاية بالنسبة لمؤيديه، فقد بدا عليه المرض في الجمل الأولى التي قالها، وظهر أجشًا، وغير مركّز، سواء في مضمون ما قاله، أو نظرته للمشرفين على المناظرة، أو نحو الكاميرا التي يجلس خلفها الناخبون في منازلهم، ومع مرور الدقائق، أصبح الأمر أسوأ".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "المواجهة الرئاسية بدأت بالقضايا الاقتصادية التي تزعج الأميركيين أكثر من غيرها، فقد ارتبك بايدن في إجاباته، وبدا غير متماسك، فيما بدا ترامب فجأة بأسلوب فصيح، صحيح أنه ظهر منفصلا عن الواقع، مختلقا للحقائق، لكنه حازم وبليغ، لذلك من المفترض أن تكون هذه المواجهة الأكثر إثارة في التاريخ الأمريكي، ليس بسبب الجوهر، بل بسبب المظهر أيضاً".
وكشف أنه "في الدقائق الأولى من المناظرة أدرك العديد من الديمقراطيين أن الهدف لم يتحقق، ولم يفشل بايدن بإقناعهم بأنه غير جدير فحسب، بل جعل الكثيرين يشككون في أنه المرشح المناسب، ولم يكن هناك داعي لانتظار العناوين المثيرة والمتطرفة التي ظهرت في وسائل الإعلام في نهاية المواجهة، فقد عنونت بوليتيكو صفحتها الأولى بعبارة "انتهى بايدن"، وغرّدت نيكي هيللي قائلة "سجلوا كلامي.. بايدن لن يكون المرشح الديمقراطي"، وهكذا بدأت الدعوات لاستبدال بايدن من داخل الحزب الديمقراطي وأنصاره تُسمع بالفعل بسبب أدائه المؤلم".
وأوضح أن "ترامب، على عكس أسلوبه المعتاد، ظهر في بداية المواجهة هادئا وواقعيا، لكنه سرعان ما فقده، وعاد إلى ترامب المألوف، وقد ظهر في النهاية أنه مرشح متحدث موهوب، ليس لديه أدنى فكرة عما يتحدث، سطحي، لكنه يكذب ببلاغة، ضد متسابق "بايدن" ربما يعرف عما يتحدث، ضليع في التفاصيل والحقائق، لكنه غير قادر على قول ذلك بوضوح، مما يجعله غير مقنع، بسبب تقدمه في السن، وعدم جدارته بأن يكون رئيسا".
وختم بالقول إن "نتيجة هذه المناظرة أننا أمام ثلاثة خاسرين: أولهم جو بايدن الخاسر الأول من المواجهة، ومن بعده، تخسر الولايات المتحدة الأمريكية، القوة الأقوى في العالم، والخاسر الثالث هو العالم الحر برمّته، عندما يصبح خاضعا لقيادات من الطغاة الأقوياء الذين يسعون لإخضاعه".
تجدر الإشارة إلى أن المواجهات الرئاسية هي لحظات أساسية في الحملة الانتخابية عبر التاريخ الأمريكي، لأنه قد تتسبب بأن تطير بالمرشحين إلى السماء، أو تحطّمهم على الأرض، والنتيجة أن بايدن انهار، وظهر أنصار ترامب سعداء للغاية بنتيجة المواجهة الرئاسية، وإذا لم يرتكب أخطاء في الأشهر المقبلة، فإن فرصه في التغلب على بايدن ليس فقط في المواجهة، بل أيضًا في الانتخابات الرسمية المقررة في نوفمبر القادم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية المناظرة بايدن ترامب الانتخابات الاحتلال الاحتلال انتخابات بايدن مناظرة ترامب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الحزب الدیمقراطی
إقرأ أيضاً:
9 شهداء في قصف مسيرات إسرائيلية بيت لاهيا بغزة
أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 9 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف -اليوم السبت- بلدة بيت لاهيا بمحافظة شمال قطاع غزة.
وقال مراسل الجزيرة إن المسيرة الإسرائيلية استهدفت مرتين تجمعا للمواطنبن في بيت لاهيا، وأوضح أن من بين الشهداء 4 صحفيين كانوا يعملون على تغطية الأحداث والمشاريع الإغاثية في المنطقة، وأكد وصول جثامين الشهداء إلى المستشفى الإندونيسي.
كما أفاد المراسل بإصابة فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في حي تل السلطان بمدينة رفح جنوبي القطاع.
وداع عدد من شــهداء مجزرة بيت لاهيا قبل قليل في المستشفى الأندونيسي شمال غزة. pic.twitter.com/JsckuIbd4J
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 15, 2025
يأتي ذلك ضمن سلسلة خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تحاول إسرائيل التنصل منه برفضها الانتقال إلى مرحلته الثانية، كما هو متفق عليه، بعد انتهاء الأولى مطلع مارس/ آذار الجاري.
ويعرقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بدء مفاوضات المرحلة الثانية، ويريد تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من المحتجزين الإسرائيليين في غزة، دون استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق.
إعلانفي المقابل تؤكد حركة المقاومة الإسالمية (حماس)، مرارا التزامها باتفاق وقف إطلاق النار وتطالب بإلزام إسرائيل به، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية.
وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.