اقتصادنا بخير.. ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي|ماذا قال البنك المركزي؟
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
تولي الحكومة أهمية كبرى لملف الصادرات، حيث تمثل مصدرا لتوفير العملة الصعبة التي تسهم في تأمين احتياطي النقد الأجنبي للدولة، ما يساعد على تعافي الاقتصاد المصري وعودة الجنيه بقوة أمام العملة الأجنبية.
وأعلن البنك المركزي المصري، اليوم الأحد، عن ارتفاع صافي احتياطي النقد الأجنبي إلى 34،878.6 مليون دولار أمريكي في نهاية يوليو 2023 (بصفة مبدئية).
احتياطي النقد الأجنبي
وقرر البنك المركزي في اجتماعه الخميس الماضي، رفع أسعار الفائدة الحالية، وفقًا للمعطيات الاقتصادية والتي يقودها ارتفاع معدل التضخم المتواصل لمعدلات قياسية.
وقررت لجنة السياسة النقدية داخل البنك المركزي رفع سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي بواقع 100 نقطة أساس ليصل إلى 19.25%، 20.25% و19.75%، على الترتيب، كما تم رفع سعر الائتمان والخصم بواقع 100 نقطة أساس ليصل إلى 19.75%.
كما أصدرت لجنة السياسات النقدية قرارها النهائي برفع الفائدة بمعدل 1%، مخالفة توقعات بنوك الاستثمار والخبراء التي كانت تشير إلى استمرار سياسة البنك المركزي في تثبيت سعر الفائدة عند معدلاتها الحالية.
وتتكون العملات الأجنبية بالاحتياطى الأجنبى لمصر من سلة من العملات الدولية الرئيسية، هى: الدولار الأمريكى والعملة الأوروبية الموحدة "اليورو"، والجنيه الإسترلينى والين اليابانى واليوان الصينى، وهى نسبة توزع حيازات مصر منها على أساس أسعار الصرف لتلك العملات ومدى استقرارها فى الأسواق الدولية، وهى تتغير حسب خطة موضوعة من قبل مسئولى البنك المركزى المصرى.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن تحرك النقد الأجنبي يعد خطوة جيدة، حتى وإن كان تحركا طفيفا، حيث إنه ارتفع ولم يتراجع، كما أن الاحتياطي يكفي احتياجات مصر من الواردات، حوالي 4 أشهر ونصف تقريبا، وهو معدل مقبول في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية وارتفاع تكلفة الاستيراد.
وضع اقتصادي صعبوأضاف الإدريسي - خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذا الاحتياطي جاء في وقت صعب جدا، سواء تداعيات الحرب الروسية والأوكرانية ومشاكل سعر الصرف وارتفاع تكلفة الاستيراد، وغيرها من التحديات العظيمة التي تواجهها الحكومة.
وأشار الإدريسي، إلى أننا نأمل ارتفاع الاحتياطي للنقد الأجنبي في مصر بنسبة أكبر، كما حدث في فبراير 2020، التي وصل الاحتياطي حينها إلى 45.5 مليار دولار، وتراجع بشكل كبير منذ الأزمة الروسية الأوكرانية، ولكن لدى الدولة المصرية والبنك المركزي إصرار كبير لزيادة حجم الاحتياطات الأجنبية، وسط توقعات باستمرار الأزمة الروسية الأوكرانية لسنوات قادمة.
وتابع: "نشهد وضعا اقتصاديا صعبا خلال الفترة القادمة، ولابد للاقتصاد المصري بكافة سياسته، سواء كانت سياسات نقدية أو مالية أو استثمارية أو تجارة خارجية، أن تكون مهيأة بشكل كامل للوضع الاقتصادي العالمي المليء بالتحديات".
وسبق، وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، إن الدولة المصرية لديها خطة لتوفير النقد الأجنبي لمدة عام كامل، وأضاف أن الدولة منذ المؤتمر الاقتصادي وتم الإعلان فيه عن توصيات كثيرة وهي تتحرك وتنفذ تلك التوصيات، مشيرًا إلى أنهم أعلنوا أن لديهم خطة لتوفير النقد الأجنبي حتى مدة 6 أشهر مقبلة حتى نهاية العام المالي، ولكن لدينا الآن خطة لتوفير النقد الأجنبي لمدة عام كامل بخطة واضحة والدولة تعمل فيها وتتحرك بخطى واضحة.
تحقيق انفراجة حقيقيةوأكد رئيس الوزراء أن الدولة مستمرة في تيسير كل الإجراءات، وهناك متابعة على مدار اليوم مع كل الجهات لتحقيق انفراجة حقيقية في الإفراج عن البضائع في كل الموانئ.
وعن توفير النقد الأجنبي بالدولة المصرية، كانت مصر تعمل في الأوقات الراهنة على استثمار أهم مورد تمتلكه حاليا وهو الغاز الطبيعي الذي وجهت إليه استثمارات هائلة طوال الفترة الماضية، ولذا فقد اتجهت الدولة نحو توفير أكبر كمية منه لتصديره إلى الخارج والحصول على النقد الأجنبي، وذلك في ظل الأزمة العالمية التي تمر بها دول العالم أجمع، ولا سيما ما يشهده من أزمة طاقة طالت مختلف دول العالم.
والجدير بالذكر، أن الدولة تقوم على زيادة جذب الاستثمار المؤسسي الأجنبي، من خلال توفير البيئة الاستثمارية الجاذبة وتقديم التسهيلات والحوافز الحقيقية، للمستثمرين المشاركين في التداول بالأسواق المالية، ويشمل الاتحادات الائتمانية والبنوك والصناديق الكبيرة مثل الصناديق المشتركة أو صناديق التحوط وصناديق رأس المال الاستثماري وشركات التأمين وصناديق التقاعد.
ويمثل الاستثمار المؤسسي نحو 80% من إجمالي حجم التداول في البورصات العالمية المتطورة، ويلعب دوراً مهماً في الأسواق المالية، نتيجة لما تضخه تلك المؤسسات من رؤوس أموال للشركات، وخلق مزيد من الطلب في سوق الأوراق المالية؛ ما يوفر سيولة إضافية للأوراق المالية المتداولة، ويسهم في زيادة الاستثمارات في السوق المالية المحلية؛ ما يؤدي إلى زيادة المعروض من العملات الأجنبية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البنك المركزي النقد الأجنبي الاستيراد الأزمة الاقتصادية احتیاطی النقد الأجنبی البنک المرکزی
إقرأ أيضاً:
مفيش تعويم للجنيه.. اقتصاد مصر بخير وهدية منتظرة من صندوق النقد الدولي
ساهمت حزمة الاستثمارات الأجنبية الأخيرة وارتفاع الاحتياطي النقدي للبلاد في تعزيز ثقة وكالات التصنيف الائتماني الدولية في الاقتصاد المصري، وقد ظهر ذلك جليا من خلال إعلان وكالة التصنيف الائتماني "فيتش" تصنيف مصر من (B-) سالب إلى (B).
ورفعت وكالة "فيتش" التصنيف الائتماني لمصر للمرة الأولى منذ عام 2019، في خطوة تمثل دفعة جديدة للاقتصاد المصري.
وقامت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني برفع تصنيف مصر بمستوى واحد من "B-" إلى "B"، مع نظرة مستقبلية مستقرة، وذلك وفقًا لبيان صدر يوم الجمعة.
من جانبه أشاد الدكتور محمد ممدوح، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، ورئيس لجنة الحقوق الاقتصادية، بإعلان وكالة فيتش للتصنيف الائتماني رفع تصنيف مصر من (B-) إلى (B)، مؤكدا أنها خطوة تعزز من قوة الاقتصاد المصري وثباته.
التصنيف الائتماني لمصروشدد ممدوح، على أن هذا التصنيف الجديد يعكس الثقة الدولية في مسار الإصلاح الاقتصادي، الذي تتبناه الدولة المصرية، ويؤكد قدرة الاقتصاد على مواجهة التحديات العالمية الراهنة.
وأشار الدكتور ممدوح إلى أن رفع التصنيف الائتماني سيسهم في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، مما ينعكس إيجابياً على معدلات النمو ويوفر فرصاً لتطوير البنية التحتية والخدمات.
سعر الدولار مقابل الجنيه المصري في البنوك اليوم الجمعة 1 نوفمبر 2024 سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه اليوم السبت 2 نوفمبر 2024 بعد تقرير صندوق النقد الدولي.. نواب: توقعات نمو الاقتصاد المصري تعكس عدم المجاملة لأي دولة.. وتؤكد الاستقرار فى أسعار الجنيه مقابل العملات الاجنبيةوأكد أنه يدعم الإصلاحات الاقتصادية التي تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة وتحقيق العدالة الاجتماعية، مشدداً على أهمية استمرار العمل نحو تعزيز الحقوق الاقتصادية للمواطنين.
وقالت الوكالة إن الترقية مدعومة بالتدفقات الأخيرة من الاستثمارات الأجنبية، ولا سيما صفقة رأس الحكمة، التي عززت احتياطيات مصر من النقد الأجنبي. كما عززت الإصلاحات مثل زيادة مرونة سعر الصرف والسياسات النقدية الأكثر صرامة فيما يتعلق بالمالية الخارجية لمصر، مما زاد الثقة في متانة هذه التعديلات.
وأضافت أن احتياطيات مصر الأجنبية ارتفعت بمقدار 11.4 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، لتصل إلى 44.5 مليار دولار، بدعم من صفقة رأس الحكمة وزيادة استثمار غير المقيمين في الدين المحلي. وتساعد هذه الخطوات في تقليل الاعتماد على الدين الخارجي.
وقالت: "تعافى صافي الأصول الأجنبية في القطاع المصرفي إلى ما يقرب من التوازن، من عجز بلغ 17.6 مليار دولار في يناير. ويعكس هذا نحو 24 مليار دولار من العملات الأجنبية الجديدة من صفقة رأس الحكمة، وزيادة تقدر بنحو 17 مليار دولار في حيازات غير المقيمين من الديون المحلية منذ فبراير. وقد تم تحويل الـ11 مليار دولار المتبقية من استثمارات"رأس الحكمة" إلى ودائع العملة الأجنبية الإماراتية الموجودة لدى البنك المركزي المصري، مما أدى إلى خفض الدين الخارجي.
وأضافت أن "التمويل الدولي، مثل قرض صندوق النقد الدولي وقيمته 8 مليارات دولار ودعم الاتحاد الأوروبي بقيمة 7.4 مليار يورو، ساعد في تمويل عجز الحساب الجاري في مصر. ومن المتوقع أن يبلغ متوسط الاستثمار الأجنبي المباشر 16.5 مليار دولار سنويًا خلال السنة المالية 2025 والسنة المالية 2026، مما يعزز مرونة الاقتصاد المصري".
ووفقًا لوكالة فيتش، ساعد الدعم الفني من صندوق النقد الدولي في ضمان سعر صرف أكثر مرونة، مع زيادة أحجام النقد الأجنبي بين البنوك. ويُنظر إلى هذه المرونة على أنها مستدامة في إطار السياسة الحالية.
وقالت "فيتش" إن التضخم انخفض من ذروة بلغت 35.7% في فبراير إلى 26.4% في سبتمبر ومن المتوقع أن ينخفض أكثر. ومن المتوقع أن تنخفض أسعار الفائدة المرتفعة، مما سيقلل من عبء خدمة الديون الحكومية، وهو عامل حاسم للصحة المالية.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، أن المناقشات التي أجرتها مصر مع فريق صندوق النقد الدولي خلال الفترة الماضية، تضمنت نقطة هامة للغاية، تتمثل في أن المراجعة والتفاوض مع مسئولي الصندوق لا تتضمن أية مبالغ جديدة أو قروض إضافية، بل تشمل فقط مراجعة الالتزامات والمستهدفات وتوقيتات تحقيقها طبقا للظروف المحيطة والمستجدات الواقعة في المنطقة، وهو ما يعني أنه ليس هناك أية أعباء سيتحملها المواطن المصري، فنحن نتحدث عن إطالة أمد بعض الإجراءات؛ حتى يتسنى لنا التخفيف من وطأة الظروف الراهنة.
وكشف مصدر لـ"صدى البلد"، الرسالة التي تحملها تصريحات رئيس مجلس الوزراء، والتي تأتي على هامش زيارة كريستالينا جورجييفا، المدير العام لصندوق النقد الدولي إلى القاهرة، قائلا إن "الدكتور مدبولي يريد نفي كل ما يتردد عن تحرير جديد لسعر الصرف (تعويم الجنيه) أو رفع لأسعار الوقود أو الدعم قريبا، وأن هناك تفهمات كبرى قامت بها الحكومة ممثلة في البنك المركزي المصري مع صندوق النقد الدولي في هذا الشأن".