تولي الحكومة أهمية كبرى لملف الصادرات، حيث تمثل مصدرا لتوفير العملة الصعبة التي تسهم في تأمين احتياطي النقد الأجنبي للدولة، ما يساعد على تعافي الاقتصاد المصري وعودة الجنيه بقوة أمام العملة الأجنبية. 

وأعلن البنك المركزي المصري، اليوم الأحد، عن ارتفاع صافي احتياطي النقد الأجنبي إلى 34،878.6 مليون دولار أمريكي في نهاية يوليو 2023 (بصفة مبدئية).

احتياطي النقد الأجنبي 

وقرر البنك المركزي في اجتماعه الخميس الماضي، رفع أسعار الفائدة الحالية، وفقًا للمعطيات الاقتصادية والتي يقودها ارتفاع معدل التضخم المتواصل لمعدلات قياسية.

وقررت لجنة السياسة النقدية داخل البنك المركزي رفع سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي بواقع 100 نقطة أساس ليصل إلى 19.25%، 20.25% و19.75%، على الترتيب، كما تم رفع سعر الائتمان والخصم بواقع 100 نقطة أساس ليصل إلى 19.75%.

كما أصدرت لجنة السياسات النقدية قرارها النهائي برفع الفائدة بمعدل 1%، مخالفة توقعات بنوك الاستثمار والخبراء التي كانت تشير إلى استمرار سياسة البنك المركزي في تثبيت سعر الفائدة عند معدلاتها الحالية.

وتتكون العملات الأجنبية بالاحتياطى الأجنبى لمصر من سلة من العملات الدولية الرئيسية، هى: الدولار الأمريكى والعملة الأوروبية الموحدة "اليورو"، والجنيه الإسترلينى والين اليابانى واليوان الصينى، وهى نسبة توزع حيازات مصر منها على أساس أسعار الصرف لتلك العملات ومدى استقرارها فى الأسواق الدولية، وهى تتغير حسب خطة موضوعة من قبل مسئولى البنك المركزى المصرى.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن تحرك النقد الأجنبي يعد خطوة جيدة، حتى وإن كان تحركا طفيفا، حيث إنه ارتفع ولم يتراجع، كما أن الاحتياطي يكفي احتياجات مصر من الواردات، حوالي 4 أشهر ونصف تقريبا، وهو معدل مقبول في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية وارتفاع تكلفة الاستيراد.

وضع اقتصادي صعب 

وأضاف الإدريسي - خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذا الاحتياطي جاء في وقت صعب جدا، سواء تداعيات الحرب الروسية والأوكرانية ومشاكل سعر الصرف وارتفاع تكلفة الاستيراد، وغيرها من التحديات العظيمة التي تواجهها الحكومة.

وأشار الإدريسي، إلى أننا نأمل ارتفاع الاحتياطي للنقد الأجنبي في مصر بنسبة أكبر، كما حدث في فبراير 2020، التي وصل الاحتياطي حينها إلى 45.5 مليار دولار، وتراجع بشكل كبير منذ الأزمة الروسية الأوكرانية، ولكن لدى الدولة المصرية والبنك المركزي إصرار كبير لزيادة حجم الاحتياطات الأجنبية، وسط توقعات باستمرار الأزمة الروسية الأوكرانية لسنوات قادمة.

وتابع: "نشهد وضعا اقتصاديا صعبا خلال الفترة القادمة، ولابد للاقتصاد المصري بكافة سياسته، سواء كانت سياسات نقدية أو مالية أو استثمارية أو تجارة خارجية، أن تكون مهيأة بشكل كامل للوضع الاقتصادي العالمي المليء بالتحديات".

وسبق، وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، إن الدولة المصرية لديها خطة لتوفير النقد الأجنبي لمدة عام كامل، وأضاف أن الدولة منذ المؤتمر الاقتصادي وتم الإعلان فيه عن توصيات كثيرة وهي تتحرك وتنفذ تلك التوصيات، مشيرًا إلى أنهم أعلنوا أن لديهم خطة لتوفير النقد الأجنبي حتى مدة 6 أشهر مقبلة حتى نهاية العام المالي، ولكن لدينا الآن خطة لتوفير النقد الأجنبي لمدة عام كامل بخطة واضحة والدولة تعمل فيها وتتحرك بخطى واضحة. 

تحقيق انفراجة حقيقية

وأكد رئيس الوزراء أن الدولة مستمرة في تيسير كل الإجراءات، وهناك متابعة على مدار اليوم مع كل الجهات لتحقيق انفراجة حقيقية في الإفراج عن البضائع في كل الموانئ.

وعن توفير النقد الأجنبي بالدولة المصرية، كانت مصر تعمل في الأوقات الراهنة على استثمار أهم مورد تمتلكه حاليا وهو الغاز الطبيعي الذي وجهت إليه استثمارات هائلة طوال الفترة الماضية، ولذا فقد اتجهت الدولة نحو توفير أكبر كمية منه لتصديره إلى الخارج والحصول على النقد الأجنبي، وذلك في ظل الأزمة العالمية التي تمر بها دول العالم أجمع، ولا سيما ما يشهده من أزمة طاقة طالت مختلف دول العالم.

والجدير بالذكر، أن الدولة تقوم على زيادة جذب الاستثمار المؤسسي الأجنبي، من خلال توفير البيئة الاستثمارية الجاذبة وتقديم التسهيلات والحوافز الحقيقية، للمستثمرين المشاركين في التداول بالأسواق المالية، ويشمل الاتحادات الائتمانية والبنوك والصناديق الكبيرة مثل الصناديق المشتركة أو صناديق التحوط وصناديق رأس المال الاستثماري وشركات التأمين وصناديق التقاعد.

ويمثل الاستثمار المؤسسي نحو 80% من إجمالي حجم التداول في البورصات العالمية المتطورة، ويلعب دوراً مهماً في الأسواق المالية، نتيجة لما تضخه تلك المؤسسات من رؤوس أموال للشركات، وخلق مزيد من الطلب في سوق الأوراق المالية؛ ما يوفر سيولة إضافية للأوراق المالية المتداولة، ويسهم في زيادة الاستثمارات في السوق المالية المحلية؛ ما يؤدي إلى زيادة المعروض من العملات الأجنبية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البنك المركزي النقد الأجنبي الاستيراد الأزمة الاقتصادية احتیاطی النقد الأجنبی البنک المرکزی

إقرأ أيضاً:

أسعار صرف الدينار الكويتي اليوم الأحد 29-9-2024 في البنك المركزي المصري

 

سعر الدينار الكويتي اليوم الأحد 29 سبتمبر 2024 في البنك المركزي المصري هو كما يلي:

سعر الشراء: 158.22 جنيه
سعر البيع: 159.78 جنيه ويمكنك تطبيق الاسعار الدورية عبر الموقع الرسمي للبنك المركزي المصري على آخر تحديث.

 

جدير بالذكر أنه قررت لجنة السياسة النقديـة للبنك المركــزي المصـري في اجتماعهـا يــوم الخميس الموافـــق 5 سبتمبر 2024 الإبقاء على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند 27.25% و28.25% و27.75% على الترتيب.

كما قررت الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند 27.75%. ويأتي هذا القرار انعكاسا لآخر المستجدات والتوقعات على المستويين العالمي والمحلي منذ الاجتماع السابق للجنة السياسة النقدية.

وعلى الصعيد العالمي، يظل معدل النمو الاقتصادي مستقرا إلى حد كبير، وإن كان أقل من مستواه خلال الفترة السابقة على جائحة كورونا وقد ساهمت سياسات التشديد النقدي في اقتصادات الأسواق المتقدمة والناشئة في انخفاض التضخم عالميا، حيث استمر بعض البنوك المركزية في خفض أسعار العائد الأساسية مع اقتراب التضخم من مستوياته المستهدفة.

ويعود التيسير الطفيف في الأوضاع النقدية أيضا إلى المخاطر النزولية المتعلقة بالتشغيل والنمو الاقتصادي.

وبالنسبة لأسعار السلع الأساسية، فعلى الرغم من تفاقم التوترات الجيوسياسية في المنطقة شهدت أسعار الطاقة انخفاضا طفيفا، وإن كانت التوقعات لا تزال متأثرة بحالة عدم اليقين تجاه أسعار السلع الأساسية بشكل عام.

وعلى الجانب المحلي، تباطأ معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي إلى 2.2% في الربع الأول من عام 2024 مقارنة بنحو 2.3% في الربع الرابع من عام 2023.

ويرجع هذا التباطؤ إلى انخفاض مساهمة القطاع العام في النشاط الاقتصادي بسبب تأثير أزمة الملاحة في البحر الأحمر على قطاع الخدمات، كما أن الارتفاع الأخير في النشاط الاقتصادي للقطاع الخاص لم يكن كافيا لتعويض ذلك التراجع.

وتفيد آخر المؤشرات الأولية للربع الثاني من عام 2024 بأن نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بدأ في الارتفاع، ومن المتوقع أن يتعافى تدريجيا اعتبارا من السنة المالية 2024/2025، بعد تباطؤ ملحوظ خلال السنة المالية 2023/2024.

 

ومع ذلك، يظل النشاط الاقتصادي الحقيقي أقل من طاقته الإنتاجية، مما يدعم المسار النزولي للتضخم خلال الفترة المقبلة، ومن المتوقع أن يظل كذلك حتى يقترب من طاقته القصوى على المدى المتوسط. وفيما يتعلق بمعدل البطالة، فقد تراجع إلى 6.5% في الربع الثاني من عام 2024 مقارنة بنحو 6.7% في الربع الأول من عام 2024، مدفوعا بشكل أساسي بارتفاع أعداد المشتغلين في قطاع الزراعة.

 

وواصلت الضغوط التضخمية تراجعها مع الانحسار التدريجي لأثر الصدمات السابقة، حيث انخفض التضخم السنوي العام إلى 25.7% والأساسي إلى 24.4% في يوليو 2024 وذلك للشهر الخامس على التوالي. وعلى الرغم من استمرار التضخم المرتفع في السلع غير الغذائية، فإن الانخفاض الكبير في التضخم السنوي للسلع الغذائية لا يزال يدفع التضخم العام نحو الانخفاض.

 

وجدير بالذكر أن المعدل السنوي لتضخم السلع الغذائية سجل 29.7% في يوليو 2024، وهو أدنى معدل له منذ ما يقرب من عامين، مما يعكس الأثر الإيجابي لفترة الأساس بعد معدلات التضخم المرتفعة خلال عام 2023. وعليه، يشير التراجع التدريجي في تضخم السلع الغذائية بجانب تحسن توقعات التضخم إلى أن التضخم يسير حاليا في مسار نزولي.

 

ويشير تباطؤ التضخم إلى عودة معدلات التضخم الشهرية إلى نمطها المعتاد بفعل سياسات التشديد النقدي الأخيرة، مع تراجع تأثير صدمات سعر الصرف والعرض السابقة وتفيد التوقعات أن التضخم سوف يسجل معدلات مقاربة لمستوياته الحالية حتى الربع الرابع من عام 2024 أخذا في الاعتبار إجراءات ضبط أوضاع المالية العامة المتخذة والمتوقعة.

 

ومن المتوقع أن ينخفض التضخم بشكل ملحوظ خلال الربع الأول من عام 2025 بسبب التأثير التراكمي لسياسات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس غير أن المسار النزولي للتضخم لا يزال عُرضة لمخاطر صعودية، بما في ذلك تراجع إمدادات النفط العالمية، وتصاعد التوترات الجيوسياسية الإقليمية، وحالة عدم اليقين بشأن انتهاج سياسات تجارية حمائية، واحتمالية أن يكون لإجراءات ضبط المالية العامة تأثير يتجاوز التوقعات.

 

وفي ضوء ما سبق وارتكازا على قرارات لجنة السياسة النقدية في اجتماعاتها السابقة، ترى اللجنة أن إبقاء أسعار العائد الأساسية للبنك المركزي دون تغيير يعد مناسبا في الفترة الحالية إلى أن ينخفض معدل التضخم على نحو ملحوظ ومستدام.

 

وستواصل لجنة السياسة النقدية تقييم تأثير قرارتها على الاقتصاد في ظل التقييد الحالي للأوضاع النقدية وفي ضوء ما يرد من بيانات خلال الفترة القادمة. وتشير اللجنة إلى أنها ستواصل متابعة التطورات الاقتصادية عن كثب وتقييم المخاطر المحيطة بتوقعات التضخم، مؤكدة على أن المسار المتوقع لأسعار العائد الأساسية يعتمد على معدلات التضخم المتوقعة وليس معدلات التضخم السائدة.

 

مقالات مشابهة

  • محافظ البنك المركزي يلتقي سفيرة اسبانيا في العراق
  • البنك المركزي يطلق الوكالة المصرية لضمان الصادرات والاستثمار غدا
  • غدا.. الجنايات تستكمل محاكمة متهم بالاتجار في النقد الأجنبي
  • أسعار صرف الدينار الكويتي اليوم الأحد 29-9-2024 في البنك المركزي المصري
  • الرئيس السريلانكي الجديد وإجراءات التقشف التي فرضها الغرب
  • إحالة عاطل بتهمة الاتجار بالنقد الأجنبي للمحاكمة الجنائية
  • ضربة قاصمة لحزب الله بعد قصف البنك المركزي واحتراق أمواله.. ونكبة طالت الحوثيين في اليمن
  • البنك المركزي العراقي يبيع أكثر من 258 مليون دولار بمزاد اليوم
  • أكثر من مليار دولار مبيعات البنك المركزي العراقي خلال أسبوع
  • الثلاثاء..مُحاكمة مُتهم بالإتجارفي النقد الأجنبي بعابدين