ألمانيا.. «الرعب» من «ديناميت 1992»!
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
دورتموند (أ ف ب)
تخوض ألمانيا المضيفة ثمن نهائي كأس أوروبا 2024 في كرة القدم «السبت» ضد الدنمارك في دورتموند، آملة في التعلّم من دروس تعادلها الأخير مع سويسرا التي تخوض مباراة صعبة مع حاملة اللقب إيطاليا في برلين.
وبعد نحو عقد من الترنّح في البطولات الكبرى، قدّمت ألمانيا بداية جيّدة في دور المجموعات بفوزين على أسكتلندا (5-1) والمجر (2-0)، لكن في الثالثة كادت تفقد صدارة مجموعتها الأولى، قبل أن ينقذها هدف المهاجم المغمور قبل سنوات قليلة نيكلاس فولكروج في الوقت القاتل ويمنحها نقطة التعادل أمام سويسرا.
كان هذا بمثابة جرس إنذار للألمان الحالمين بلقب قاري رابع، وأوّل منذ 1996، يفضّ الشراكة مع إسبانيا.
ويملك فريق المدرب الشاب يوليان ناجلسمان تاريخاً أعرق من جيرانهم الشماليين، لكن ذكريات نهائي نسخة 1992 لا تزال عالقة بالأذهان بالنسبة لكثيرين.
بعد حصوله على بطاقة دعوة في اللحظة الأخيرة، إثر استبعاد يوغوسلافيا، حقق «الديناميت» الدنماركي مفاجأة مدوية محرزاً اللقب على حساب ألمانيا 2-0 في السويد.
أقرّ مدرب ألمانيا أنذاك بيرتي فوجتس في عاموده في صحيفة آر بي أن فريقه «قلّل من تقدير» الدنماركيين.
كتب «في 1992، خسرنا النهائي أمام فريق دنماركي كبير، رغم ترشيحنا أنذاك، على غرار الفريق الألماني حالياً، والجميع أعتقد أن اللقب في جيبنا، وللأسف بعض اللاعبين شارك هذا الرأي».
واعتبر فوجتس أن مستوى الدنمارك راهناً قد لا يضاهي جودتها في نسخة 1992، لكن الضغط حالياً على كاهل الألمان «كانت الدنمارك متعطّشة للنجاح ولا تواجه الضغوط، لعبوا كرة القدم وفوجئنا بطريقتهم، أيضاً لأننا قللنا من تقديرهم».
وصحيح أن ألمانيا فازت ثلاث مرات فقط في 11 مباراة عام 2023، إلا أنها لم تخسر بعد في 2024، محققة الفوز خمس مرات ومتعادلة مرتين، في وقت يعمد ناجلسمان إلى التمسّك بتشكيلته الأساسية.
ربما منحت هذه السياسة الاستقرار لألمانيا، لكن كلفتها خسارة المدافع جوناثان تاه الذي سيغيب عن المواجهة بسبب الإيقاف وقد يحلّ بدلاً منه مدافع بوروسيا دورتموند شلوتربيك.
ويحوم الشكّ حول مشاركة أنتونيو روديجر لإصابة عضلية بفخذه.
وقال شلوتربيك أن الألمان الذين يعوّلون في خط الوسط على جمال موسيالا، فلوريان فيرتس وتوني كروس الذي سيعتزل نهائياً بعد البطولة، يعرفون «كل شيء» عن الدنماركيين «خطة المباراة بأكملها، الدفاع، الهجوم».
شلوتربيك الذي سيلعب في عقر داره دورتموند، قال إن «الجدار الأصفر» الشهير في المدرجات سيتحول إلى «جدار أبيض».
في المقابل، تأهلّت الدنمارك بقيادة كريستيان إريكسن بثلاثة تعادلات وحلت وصيفة في مجموعتها بفارق اللعب النظيف عن سلوفينيا.
ويلتقي الفائز من هذه المباراة مع المتأهل بين إسبانيا وجورجيا.
وينطلق ثمن النهائي في العاصمة برلين، بمواجهة إيطاليا المتأهلة بشق النفس مع جارتها سويسرا.
احتاج «الأزوري» إلى الدقيقة الثامنة من الوقت البدل عن ضائع من المغمور نسبياً ماتيا زاكانيي لمعادلة كرواتيا، والحلول وصيفاً في المجموعة الثانية بفارق خمس نقاط عن إسبانيا.
قال مدرّبه لوتشانو سباليتي إن حامل اللقب الأخير صيف 2021، للمرّة الثانية في تاريخه، يستحق التأهل، بيد أنه وجّه انتقادات للاعبيه، شنّ ابن الخامسة والستين حملة أيضاً على وسائل الإعلام التي تلقي بالضغوط على فريقه.
قال مدرب نابولي السابق «من وجهة نظري يتحسّنون تدريجاً».
ومقارنة مع النسخة الأخيرة، عندما فازت إيطاليا على سويسرا 3-0 في دور المجموعات، استبعد مسجّلا الأهداف الثلاثة في تلك المباراة مانويل لوكاتيلي وتشيرو إيموبيلي، بالإضافة إلى لاعب الوسط ماركو فيراتي.
اعتزل المدافعان المخضرمان جورجو كييليني وليوناردو بونوتشي، فيما لا يزال مهاجم يوفنتوس فيديريكو كييزا بعيداً عن مستواه.
أصر زاكانيي (29 عاماً) على وجوب تطوّر فريقه في الأدوار الإقصائية «نعرف أن المنتخب الوطني يعاني دوماً، ثم يأتي الوقت الحاسم».
في المقابل، تضمّ تشكيلة المدرب مورات ياكين عدة محترفين في الدوري الإيطالي، بينهم حارس إنتر بطل «سيري أ» يان سومر وثلاثي بولونيا دان ندويي، ريمو فرويلر وميشال أبيشر.
وتخوض سويسرا الأدوار الإقصائية للمرة السادسة توالياً في بطولة كبرى، علماً أنها أقصت فرنسا بركلات الترجيح في النسخة الماضية، قبل أن تودّع بالسيناريو عينه أمام إسبانيا في ربع النهائي.
أضاف زاكانيي لاعب لاتسيو «فريقهم مدمج، يلعبون من أجل بعضهم البعض ونحتاج إلى مباراة كبيرة للتغلّب عليهم».
يغيب عن إيطاليا المدافع ريكاردو كالافيوري بسبب الإيقاف، بيد أن زاكانيي عبّر عن جاهزيته رغم إصابته بضلوعه تحت كومة من اللاعبين المحتفلين بهدفه المتأخر ضد كرواتيا.
يبقى معرفة باقي الأسماء في تشكيلة سباليتي، في ظل معاناة لاعب الوسط الدفاعي جورجينيو، عدم إقناع المهاجم ماتيو ريتيجي ضد كرواتيا، على غرار المهاجم الآخر جانلوكا سكاماكا مطلع البطولة.
وستكون المواجهة مع سويسرا ثأرية لأبطال العالم أربع مرات، إذ حرمهم «ناتي» من التأهل المباشر إلى مونديال قطر 2022 بعدما تقدّم عليهم في صدارة المجموعة الثالثة من التصفيات الأوروبية وأجبرهم على خوض الملحق القاري، حيث خرجوا من نصف نهائي المسار الثالث بالخسارة على أرضهم أمام مقدونيا الشمالية 0-1 بهدف سُجِل في الوقت بدل الضائع.
ويلتقي الفائز من هذه المباراة مع الفائز بين إنجلترا وسلوفاكيا.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كأس أمم أوروبا يورو 2024 ألمانيا الدنمارك
إقرأ أيضاً:
سلاح تولوز أمام باريس.. أبو خلال يستعيد توهجه بعد المعاناة
مشوار طويل خاضه زكريا أبو خلال مع تولوز الفرنسي، والذي انتعش مؤخرا مع عودة المهاجم الدولي المغربي إلى قمة مستواه، حيث سيكون أحد أسلحته الرئيسية في مواجهة باريس سان جرمان، غدا الجمعة، ضمن الجولة 12 من الدوري.
سلاح تولوز أمام باريس.. أبو خلال يستعيد توهجه بعد المعاناةهزَّ "زكا" أبوخلال في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر شباك رينس، وساهم في فوز ثمين لتولوز (1-0) بفضل هدفه الرابع في آخر خمس مباريات.
موهبة أفريقية.. إبرام أغلى صفقة في تاريخ الدوري الأمريكي باراجواي تتأهب لاحتضان نهائي كوبا سود أمريكاناصرخ وقتها بصوت عال في المنطقة المختلطة قائلا "لقد عدت". صرخة من القلب بعد 14 شهرا من المشقة والكثير من الشكوك.
ومع ذلك، بدأ كل شيء بشكل مثالي بالنسبة للاعب الذي انضم إلى تولوز في صيف 2022 قادما من نادي أ زد ألكمار الهولندي.
بسرعة كبيرة، اغتنم هذا المهاجم القادر على اللعب على الجناحين الأيمن أو الأيسر، الفرصة لانتزاع مكانه في تشكيلة منتخب بلاده في كأس العالم في قطر وساهم في إنجازه التاريخي ببلوغ نصف النهائي وإنهاء العرس العالمي في مركز رابع تاريخي.
سجَّل هدفا في الفوز التاريخي على بلجيكا (2-0) في دور المجموعات وضعه في مرتبة البطل المحلي.
نشوة استمرت بعد عودته إلى تولوز، حيث فاز معه بكأس فرنسا بعد بضعة أشهر، خصوصا عندما سجل هدفا في المباراة النهائية ضد نانت (5-1).
في الـ "ليج 1"، أنهى المغربي موسمه برصيد 10 أهداف وصنع 5 تمريرات حاسمة (سجل ايضا 4 أهداف في كأس فرنسا).
لكن السماء المشعة سرعان ما أظلمت بعد حوادث مؤسفة عدة.
في اليوم التالي للتتويج ضد نانت، وهو أول لقب للنادي منذ عام 1956، دخل اسمه لأول مرة في جدل. اتُّهم بتصريحات تمييزية ضد المسؤولة المحلية المنتخبة لورانس أريباجيه التي كانت وقتها ملحقة بوزارة الرياضة.
تعليقات نفاها اللاعب دائمًا ولكنها أدت في ذلك الوقت إلى "تهميشه" من قبل النادي.
بعد 15 يومًا، أثناء استقبال نانت في الدوري، رفض أبو خلال ارتداء قميص مطبوع عليه قوس قزح دعمًا لمكافحة رهاب المثلية، وهو الموقف الذي أثار حفيظة العديد من المشجعين والعديد من مسؤولي النادي الذين فتحوا الباب أمام رحيله.
يستحق ذلك
بينما بدا أن نجمه سطع مجددا في بداية الموسم الماضي بأهدافه الثلاثة في المراحل الأربع الأولى، تعرض لإصابة خطيرة في ركبته في 21 أيلول/سبتمبر خلال المباراة الأولى لتولوز في مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليج) على ملعب مضيفه سان جيلواز البلجيكي.
لم يعد إلى الملاعب إلا في نيسان/أبريل الماضي فقط، ولكن دون أن يتمكن من إعادة ربط خيط قصته مع النادي.
كادت العلاقة بينهما أن تصل إلى نقطة اللاعودة قبل بضعة أسابيع، وتحديدا في نهاية أيلول/سبتمبر الماضي ضد ليون، عندما أطلقت الجماهير صافرات الاستهجان لدى دخوله الملعب. في نهاية المباراة، تطلب الأمر تدخل قائد فريقه فنسان سييرو لإبعاده عن العديد من ألتراس تولوز الغاضبين من موقفه.
قال عقب المباراة ضد رينس في حديث نادر جدا أمام وسائل الإعلام: "بعد إصابتي الكبيرة، واجهت صعوبات مع الجماهير. عندما لا تسجل، هذا ما يتذكرونه".
لعب دور الممرر الحاسم في المباراة ضد رين (2-0) في المرحلة الأخيرة قبل فترة التوقف الدولية، وقاد مرة أخرى فريقه إلى الفوز الثالث تواليا دون أن تهتز شباكه بأي هدف، وهو أمر لم يحققه الفريق منذ 12 عامًا!
قال مدربه الإسباني كارليس مارتينيس نوفيل الذي دعمه دائمًا ويشيد اليوم بشخصيته: "إنه سعيد مرة أخرى وهذا أمر جيد للجميع".
وأضاف: "لقد ناضل من أجل العودة إلى مستواه وهو يستحق ذلك".
من جهته، ختم أبو خلال الذي ساهم في 5 أهداف من الستة (سجل 3 أهداف مع تمريرتين حاسمتين) التي سجلها تولوز خارج قواعده هذا الموسم، كلامه قائلا: "الأهداف تأتي، لذلك أنا متفائل بالمستقبل". الأكيد أن باريس سان جرمان سيضعه تحت المراقبة.