مؤرخ إسرائيلي: التطبيع مع السعودية لن يحمينا من الجبهات المشتعلة
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
قال مؤرخ إسرائيلي، إنه على الرغم من أهمية إبرام اتفاق تطبيع، مع السعودية، إلا أنه في الوقت ذاته لن يمنع أي تهديدات تعصف بدولة الاحتلال.
وأوضح أستاذ دراسات الشرق في جامعة "تل أبيب"، إيال زيسر، في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "اتفاقية السلام (التطبيع) التي تتم صياغتها بين إسرائيل والسعودية، هي تطور إقليمي مهم من شأنه أن يعزز المصالح، خاصة الاقتصادية والسياسية للطرفين".
وأضاف: "مع أهمية مثل هذه الاتفاقية، لكنها لن تنقذ حتى حياة جندي إسرائيلي واحد، ولن تمنع اندلاع الانفجار التالي على حدود غزة أو في الشمال مع لبنان، سواء كان ذلك؛ جولة مواجهة أو حرب شاملة، والتي يحذر البعض منها حاليا في النظام الأمني".
وأوضح زيسر، أن "اتفاق السلام مع مصر الذي وقعه رئيس الوزراء الراحل مناحيم بيغن 1979، هو اتفاق بارد ومنفصل، يفضل معظم الإسرائيليين نسيانه، كانت مصر العدو الأول لإسرائيل لسنوات وشكلت تهديدا لوجودنا، هكذا في حرب 1948، وحرب 1967، وهكذا في حرب الاستنزاف وحرب 1973، ومن ناحية أخرى، لم تكن السعودية عدوا نشطا ولا حتى اليوم، وهي لا تشكل تهديدا ولا أي تحد أمني".
ونوه إلى أن "التهديدات التي تواجه إسرائيل هي في ساحات أخرى وضد أعداء معروفين، الشعب الفلسطيني، حزب الله على الحدود الشمالية وسوريا وإيران"، مؤكدا أن أي "اتفاق سلام مع السعودية، لن يغير موقف إسرائيل الاستراتيجي تجاه هؤلاء الأعداء، ولن يساعدنا على أي حال في التعامل معهم في زمن الاختبار".
ورأى أن الأمر "في حالة السعودية، هي صفقة؛ اقتصادية وسياسية بالدرجة الأولى، وليست تصفية للتهديدات الأمنية التي تحوم فوق رؤوسنا، تأمل إسرائيل في الحصول على منافع اقتصادية واستقرار اتفاقات إبراهيم التي وقعتها مع بعض الدول العربية، بينما تأمل السعودية في تحسين موقعها في أروقة البيت الأبيض والحصول على مساعدات أمريكية تسمح لها بتعزيز أمنها".
ونبه أن "اتفاق التطبيع مع السعودية مهم في تثبيت أسس بناء السلام والتطبيع الذي تأسس بتوقيع دول اتفاقات إبراهيم؛ الذين ساهموا في الاقتصاد الإسرائيلي، وعززوا شعور الإسرائيليين بالثقة بالنفس، وفوق كل شيء مكنوا من وضع دبي وأبو ظبي على خريطة المسافرين الإسرائيليين، لكن لم يكن لهما أي تأثير أيضا إطلاقا على خريطة التهديدات لإسرائيل من الشمال ومن إيران".
وتابع: "كل هذا مهم، حيث تبين أن مسألة الاتفاق مع السعودية هي في تقاضي لا نهاية له، والثمن الذي ستدفعه إسرائيل - وخاصة واشنطن - يزداد أكثر فأكثر، على عكس الإمارات أو السودان والمغرب، السعودية ليست في عجلة من أمرها لإبرام صفقة، وفوق كل شيء هي مصممة على ضمان حصولهم على عائد مناسب مقابل ذلك".
ولفت الخبير الإسرائيلي، أن "واشنطن مهتمة بإزالة القضية الفلسطينية من جدول الأعمال، وعدم ظهورها مرة أخرى كل يوم وإثارة النيران العربية والرأي العام، بسبب تصرفات أو تصريحات بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية".
وذكر أن "السعودية تريد ضمانات أمريكية لأمنها، وهو أمر ستحصل عليه بلا شك، بالإضافة إلى الترويج لمشروع نووي، من المفترض أنه لأغراض سلمية، وعندها من الصعب منع إيران، ونتيجة لذلك ، تصبح السعودية وتركيا وربما مصر أيضا نووية"، محذرا من أن "المساعدة في مثل هذه العملية وحتى تسريعها، ليس في مصلحة إسرائيل".
وشدد زيسر، على أن "الصفقة مع السعودية، لا تبرر تصفية تتضمن التنازل عن مصالح إسرائيلية، لهذا السبب عليك أن تأخذ نفسا عميقا وأن تتحلى بضبط النفس، وفي النهاية سيأتي يوم السلام السعودي الإسرائيلي"، وفق تقديره.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة تطبيع السعودية الاحتلال السعودية الاحتلال تطبيع صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مع السعودیة
إقرأ أيضاً:
الخارجية: انسحاب إسرائيل من اتفاق "الأونروا" تصعيد خطير لتصفية القضية الفلسطينية
أدان د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، قرار إسرائيل الأخير بالانسحاب من الاتفاق المنظم لعمليات وكالة الأونروا، مؤكدًا أن هذه الخطوة تعتبر تصعيدًا خطيرًا تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وقضية اللاجئين.
جاء ذلك خلال استقبال د. بدر عبد العاطي، اليوم، سيجريد كاخ، كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشئون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة، لمتابعة سبل التعامل مع الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية اللازمة للتخفيف من معاناة المدنيين الفلسطينيين داخل القطاع.
وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن الوزير عبد العاطي أعرب خلال اللقاء عن الحرص على مواصلة التشاور مع المسئولة الأممية حول تنفيذ ولايتها بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم ٢٧٢٠، وضرورة العمل على الإنفاذ الفوري والمستدام للمساعدات الإنسانية العاجلة للفلسطينيين في قطاع غزة، والضغط على إسرائيل لتحمل مسئولياتها تجاه المدنيين داخل القطاع وفقًا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني وباعتبارها قوة الاحتلال.
كما نوه الوزير عبد العاطي إلى ضرورة العمل على مضاعفة الاستجابة الإنسانية لاحتياجات الفلسطينيين بالقطاع مع دخول فصل الشتاء وفى ظل ما تسببت فيه السياسيات والإجراءات الإسرائيلية من تفشى المجاعة والأوبئة، مشددًا على أن المعدل اليومي لدخول المساعدات الإنسانية غير كاف للتعامل مع حجم الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع. كما أكد أن استمرار السيطرة العسكرية الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني لمعبر رفح، وتقاعس إسرائيل عن فتح معابرها الأخرى بشكل كامل أدى إلى تقويض عملية النفاذ الإنساني، وهو أمر ترفضه مصر بشكل قاطع ويعكس إصرارًا إسرائيليًا على إعاقة دخول الشاحنات الإنسانية في مخالفة صارخة للقانون الدولي الإنساني.
وحرص وزير الخارجية على الاستماع لرؤية وتقييم المسئولة الأممية لآخر تطورات الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة، مستعرضًا الجهود المصرية خلال الفترة الأخيرة لتحقيق التقارب بالداخل الفلسطيني، مشددًا على موقف مصر الثابت بشأن تمكين السُلطة الوطنية الفلسطينية من الاضطلاع بواجباتها في قطاع غزة.
كما حرص على التأكيد على ثوابت الموقف المصري، وفي مقدمتها رفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وضرورة توحيد الضفة الغربية وغزة تحت قيادة السلطة الفلسطينية باعتبارها وحدة متكاملة من الأراضي الفلسطينية، وأهمية تنفيذ حل الدولتين.