أعلن أمين سرّ دولة الفاتيكان بييترو بارولين أنّ الحلّ لرئاسة الجمهوريّة يبدأ من "عين التينة"، وأنّ المسيحيين يتحمّلون مسؤوليّة التعطيل، إلى جانب بقيّة الأفرقاء. وأيّدت أوساط سياسيّة من فريق الثامن من آذار ما قاله المسؤول الكنسيّ، وأشارت إلى أنّ الحوار الذي يدعو إليه رئيس مجلس النواب نبيه برّي هو فعلاً الطريق الوحيد لإنهاء أزمة الشغور الرئاسيّ، وأنّ من يرفضون التوافق، وفي مُقدّمهم "القوّات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية "، هما من يُعطّلان الانتخابات الرئاسيّة، وخصوصاً وأنّ موفد البابا فرنسيس قال بوضوح إنّه يدعم التواصل بين اللبنانيين، وشدّد على أهميّة أنّ يكون لديهم رئيس في أقرب وقتٍ لحماية البلاد وصون الدستور.


 
في المقابل، تلفت أوساط نيابيّة إلى أنّ تصريح بارولين من عين التينة يحمل عدّة دلالات، وبشكل خاصّ عندما أشار إلى أنّ الحلّ يبدأ من دارة برّي. وتقول الأوساط عينها، إنّ لا إجماع بين الأحزاب المسيحيّة الأربعة على مرشّح واحدٍ، فرئيس "التيّار الوطنيّ الحرّ" النائب جبران باسيل يبحث عبر الحوار، عن التوافق على الرئيس كيّ يُحسّن موقع فريقه في السنوات الستّ المُقبلة، بينما "القوّات" و"الكتائب" تدعمان وزير الماليّة السابق جهاد أزعور، فيما رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة لا يزال متمسّكاً بترشّحه، طالما أنّه لا يزال مدعوماً من "حزب الله" وحركة "أمل".
 
وتُضيف الأوساط النيابيّة: أنّ بارولين يُوافق برّي، عندما يقول إنّ الأزمة الرئاسيّة مسيحيّة، لكنّه أشار إلى أنّ الأفرقاء الآخرين يتحمّلون مسؤوليّة الفراغ، ما يعني أنّ رئيس مجلس النواب شريك أيضاً بالتعطيل. وتوضح الأوساط أنّ المسؤول الفاتيكانيّ قصد بأنّ الحلّ يبدأ من "عين التينة"، من خلال إجراء الحوار. فروما تُؤيّد التوافق، وهي لم تدخل في لعبة الأسماء، ولم تدعم شخصيّة مسيحيّة معيّنة، وتركت الخيار للبنانيين للاتفاق في ما بينهم، بعد تعذر كلّ فريقٍ على انتخاب مرشّحه.
 
كذلك، تُتابع الأوساط قولها: إنّ برّي لا يدعو إلى جلسات انتخاب، وهو يحتجز الاستحقاق الرئاسيّ، باشتراطه الذهاب إلى الحوار، قبل إجراء الانتخابات. وتضيف: إذا قرّر رئيس المجلس فتح أبواب البرلمان، يكون قد عبّد الطريق نحو الحلّ، وهذا ما قصده بارولين.
 
وتُؤكّد الأوساط النيابيّة أنّ هناك حلّين متوفّرين حاليّاً لموضوع الانتخابات الرئاسيّة: الحوار أو الدعوة لجلسات مفتوحة، تجري خلالها نقاشات نيابيّة، تُفضي إلى التوافق. وتُضيف الأوساط أنّ برّي لديه الحلول من جهّة، ويستطيع التعطيل من جهّة أخرى، كيّ يُؤمّن الإجماع على فرنجيّة، أو زيادة عدد داعميه إلى 65 نائباً.
 
وتُعلّق مصادر نيابيّة في المُعارضة على تصريح بارولين، وترفض أنّ يتمّ زجّ المسيحيين مع المُعطّلين، لأنّهم أكثر المُطالبين باحترام الدستور، بينما تتّهم برّي وفريقه السياسيّ باحتجاز الإستحقاق الرئاسيّ، عبر فرض الحوار ومرشّحهما. وتُذكّر المصادر أنّ "القوّات" و"الوطنيّ الحرّ" التقيا على دعم أزعور، الذي حصل على 59 صوتاً، وكان من المُمكن أنّ يحصد تأييداً نيابيّاً أكبر، لو لم يُعطّل "الثنائيّ الشيعيّ" النصاب، قبل أكثر من سنة على الدعوة لآخر جلسة انتخاب.
 
وتقول الأوساط السياسيّة: إنّ الفاتيكان والبابا فرنسيس كما أشار بارولين، يشعران بالقلق لعدم إنجاز الانتخابات الرئاسيّة حتّى اللحظة. فروما يهمّها جدّاً أنّ يكون للبنان رئيس مسيحيّ في أقرب وقت، وأنّ تنتهي الخلافات بين الأفرقاء السياسيين، للمُحافظة على هويّة البلاد التعدديّة التي نوّه بها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني. وتُشدّد الأوساط السياسيّة على أنّ الموفد الكنسيّ وضع الإصبع على الجرح، وهو أنّ لبنان لا يستطيع الاستمرار في الشغور، ومُحيطه مشتعل بالحروب، وهناك خطرٌ بتمدّد الحرب إليه في أيّ لحظة، إنّ فشلت المساعي الدبلوماسيّة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: عین التینة الرئاسی ة یبدأ من نیابی ة إلى أن

إقرأ أيضاً:

كيف ترى الأوساط السياسية إسقاط روسيا لمشروع القرار البريطاني حول السودان؟

أسقطت روسيا مساء الاثنين مشروع قرار بريطاني في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار في السودان، أيده 14 عضوا لكنه واجه فيتو المندوب الروسي ديمتري بوليانسكي، مما استقطب انتقادات شديدة وملاسنات بينه وبين مندوبي الولايات المتحدة ليندا توماس غرينفيلد وبريطانيا باربرا وودوارد.

وكانت كل من بريطانيا وسيراليون تقدمتا بمشروع قانون يتضمن 15 بندا تهدف إلى وقف الأعمال العدائية على الفور والانخراط في حوار للاتفاق على تهدئة الصراع، والتنفيذ الكامل للالتزامات التي تم التعهد بها لحماية المدنيين، ووقف العنف الجنسي، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى تجنب أي تدخل خارجي يثير الصراع وعدم الاستقرار.

ورحبت الخارجية السودانية بالفيتو الروسي، وقالت -في بيان- إن "حكومة السودان ترحّب باستخدام روسيا الاتحادية حق النقض، وتشيد بالموقف الروسي الذي جاء تعبيرا عن الالتزام بمبادئ العدالة واحترام سيادة الدول والقانون الدولي ودعم استقلال ووحدة السودان ومؤسساته الوطنية".

من اليمين: محمد الطاهر وأمين حسن عمر وعبدالرحمن عبدالله محمد وعبدالمطلب الصديق (الجزيرة+وكالات) جدل مستمر

ورغم عدم مرور مشروع القرار في مجلس الأمن، فإنه ما زال يثير كثيرا من الجدل بشأن الأهداف التي يرمي إليها، والقوى التي يمكن أن تمارس ضغطا على الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لتنفيذ البنود التي جاءت فيه، خاصة أنه ليس مشروع القرار الأول الذي يصوت عليه مجلس الأمن ويتعلق بالسودان.

فقد قال الأستاذ المساعد في كلية الإعلام بجامعة قطر عبد المطلب صديق إن مشروع القرار ما زال يثير كثيرا من الجدل كونه جاء بعد محاولات بريطانية عديدة، "بدأت منحازة لمليشيا الدعم السريع في البداية، ثم خفّت حدة التماهي مع مصالح الدعم السريع على أمل الحصول على موافقة دولية تعطي بريطانيا وحلفاءها مشروعية في اتخاذ إجراءات أكثر تشددا تجاه الجيش السوداني والحكومة".

وعدّد صديق -في مقابلة مع الجزيرة نت- أسباب الجدل التي أثارها مشروع القرار:

أولا: المشروع جاء دبلوماسيا ومتخفيا، حيث أكد تأييده اتفاق جدة، وهذا لم يكن واردا في القرارات والمواقف السابقة لبريطانيا وحلفائها في الملف السوداني. ثانيا: حمل مشروع القرار إدانة صريحة لقوات الدعم السريع، خاصة في مناطق دارفور والجزيرة، لكن سبب الإدانة يرجع إلى الحرج البالغ الذي وقعت فيه هذه الدول مع تنامي جرائم الدعم السريع. ثالثا: الإدانة أيضا انسحبت على الجيش السوداني، وتغيرت لغة مشروع القرار لتعود إلى سابق عهدها باستخدام مصطلح "طرفي النزاع"، وبالتالي المساواة بين الجيش الحكومي و"مليشيا الدعم السريع". رابعا: كذلك تخفى مشروع القرار تحت غطاء تقديم المساعدات الإنسانية، وهو في الواقع قفزة نحو الوصول إلى تسوية مدنية تحافظ على هيكل الدعم السريع بالوصول إلى اتفاق يضمن مصالح أطراف خارجية في السودان. خامسا: مشروع القرار أُعد على عجل، كأنه يستبق الوصول إلى حل سياسي قبل تورط الدعم السريع في المزيد من الجرائم، مما يحول دون الوصول إلى تسوية مرضية للحلفاء الخارجيين.

يذكر أنه منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، اندلعت حرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه سابقا محمد حمدان دقلو (حميدتي).

دخان وحرائق بالخرطوم جراء القتال بين الجيش السوداني والدعم السريع (رويترز) الوقوع في الفخ

وفي بداية الشهر الحالي، قالت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة -مع تولي بريطانيا رئاسة مجلس الأمن لهذا الشهر- إنه "بعد مرور 19 شهرا منذ اندلاع الحرب (في السودان)، يرتكب الجانبان انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، بما في ذلك اغتصاب النساء والفتيات على نطاق واسع".

ويذهب مستشار الرئيس السوداني السابق أمين حسن عمر إلى "أن مسودة المشروع البريطاني حتى لو عدلت مرة أخرى لإغراء الحكومة والقوى السياسية بقطعة الجبن في أطراف الفخ، فإنها لا تزال تحمل الهدف ذاته المتمثل في تمرير شرعية ما للمليشيا وكذلك حجز دور رئيسي لقحت (مكونات سياسية سودانية تتشكّل من تجمع المهنيين) في المستقبل السياسي".

وأضاف أمين حسن عمر -في منشور على حسابه في فيسبوك- أن "محاولة بريطانيا التجاوب الجزئي مع رؤية الحكومة السودانية إنما تهدف لإحراج مناصري رؤية الحكومة حتى لا يصوتوا ضد القرار المشبوه، ولكن جوهر المسودة لا يزال يساوي بين الحكومة والمليشيا بالكف عن الخروقات، وبريطانيا لا تزال تحاول أن تحجز للمليشيا مقعدا شرعيا في المستقبل السياسي القريب والبعيد".

ووصل مستشار الرئيس السوداني السابق إلى استنتاج بأن "تأهيل المليشيا كان هدف بريطانيا منذ سنوات، ومهما تغير التعبير والتكتيك، فيظل المقصد ذاته قائما".

روسيا استخدمت الفيتو من أجل إسقاط مشروع قرار متعلق بالحرب في السودان (الفرنسية) أزمة توصيف

مشروع القرار الذي عارضته روسيا الاثنين ليس المحاولة الأولى من أجل وقف إطلاق النار في السودان، ولم يكن مجلس الأمن المنبر الأول الذي يشهد هذه المحاولات.

فقد قال المختص في الجغرافيا السياسية عبد الرحمن عبد الله محمد إن مشروع القرار لم يكن سيحظى بوجود فعلي على أرض الواقع، وذلك لأن الأزمة السودانية تم التعامل معها بطرق مختلفة وعبر منابر مختلفة، وتم إصدار كمية من القرارات سواء كانت أممية أو حالية من بريطانيا أو أميركا أو الاتحاد الأوروبي، ولكنها ذهبت أدراج الرياح".

وأضاف محمد -في مقابلة مع الجزيرة نت- "أننا الآن أمام أزمة توصيف للقضية السودانية، فالمجتمع الدولي ما زال مصرا على أن القضية هي أزمة بين الجيش السوداني والدعم السريع، وأن نص البيان فيه نوع من الضبابية حيث يحاول أن يجرّم الجيش والدعم السريع على حد سواء".

وأشار المختص في الجغرافيا السياسية إلى "أن الجيش السوداني لم ينتهك حرمات ولم يتعرض للنساء أو الأطفال، ولم يجند الأطفال، إنما فعل ذلك كله الدعم السريع". ولكن الضغط الإقليمي والمجتمع الدولي يحاولان أن يساويا بين الطرفين، وعجزا عن وضع مصفوفة مطالب تكون موضوعية وتكون موجهة للدعم السريع.

ووصف قوات الدعم السريع بأنها لم تعد لديها هرمية أو قيادة مركزية، لكنها "استحالت إلى مجموعة من العصابات التي لا رادع لها"، و"حتى الجنرال حميدتي نفسه لن تنصاع الجنود لقراراته، لأنها تقاتل من أجل المغنم فقط".

تخفيف المعاناة الإنسانية

لكن هناك وجوها أخرى لمشروع القرار على صعد مختلفة تتعلق بفتح المعابر وإمكانية وصول الهيئات الإغاثية إلى جميع مناطق السودان من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية، وكذلك منع تدخل الأطراف الإقليمية والدولية في الشأن السوداني، ووقف وصول الأسلحة إلى الجهات المتحاربة.

ولذلك يرى الناشط السوداني محمد الطاهر أن مشروع القرار سيكون له تأثير كبير على الصراع في السودان من حيث تخفيف المعاناة الإنسانية في مناطق الصراع، وتقليل العمليات العسكرية وإيقاف إطلاق النار في كثير من المناطق تمهيدا لدخول طرفي النزاع في مفاوضات مباشرة تحت رعاية الوسطاء الدوليين.

وأضاف الطاهر أن الشعب السوداني في أمس الحاجة حاليا لكل أنواع المساعدات، سواء منها ما يتعلق بالغذاء أو الدواء، فأبواب المجاعة بدأت تغرق مناطق كثيرة من مناطق الصراع، والآن تفتك الأمراض والأوبئة بأبناء الشعب السوداني الذين لا يتمكنون حاليا من الحصول على أقل الاحتياجات العلاجية، خاصة الأمراض المزمنة كالملاريا.

وتسببت الحرب في نزوح نحو 11.3 مليون شخص، بينهم 3 ملايين تقريبا إلى خارج السودان، وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون الإنسان التي وصفت الوضع بأنه "كارثة" إنسانية، في حين يواجه نحو 26 مليون شخص انعداما حادا في الأمن الغذائي.

مقالات مشابهة

  • دغيم: على المجلس الرئاسي ممارسة اختصاصه بتغيير رئيس مفوضية الانتخابات
  • لقاء وفد من الإصلاح مع نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي لمناقشة القضايا الحيوية
  • أول سؤال نيابي للعرموطي حول رفع الضريبة الخاصة على المركبات الكهربائية / وثائق
  • رئيس الوزراء يبدأ زيارة محافظة الوادي الجديد لتفقد وافتتاح عدد من المشروعات
  • رئيس الوزراء يبدأ زيارة محافظة الوادي الجديد لتفقد وافتتاح عدد من المشروعات وإطلاق عدة فعاليات
  • رئيس الوزراء يبدأ زيارة للوادي الجديد لتفقد وافتتاح مشروعات خدمية وتنموية
  • نبيه بري يلتقي كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية بقصر عين التينة
  • كيف ترى الأوساط السياسية إسقاط روسيا لمشروع القرار البريطاني حول السودان؟
  • رئيس الصين: حريصون على حل الخلافات مع الاتحاد الأوروبى من خلال الحوار
  • البرهان يشيد بـ«الفيتو» الروسي… ويتمسك بمحاربة «الدعم»