شارك الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، في فعاليات الندوة الثقافية التي نظمتها السفارة الإندونيسية بالقاهرة تحت عنوان «دور خريجي الأزهر في نشر الثقافة وبناء الأوطان».

وقال الأمين العام خلال كلمته: إننا نعيش في عالم تتنوع فيه الاتجاهات وتتعدد فيه الرؤى والأطروحات التي أفرزت مجموعة من الاتجاهات الفكرية والرؤى الثقافية والجماعات ذات الاتجاهات المتعددة والمتنوعة وجهة ومقصدًا وفكرًا وثقافة، مما يلقي بمزيد من المسؤولية على المؤسسات البحثية والدينية والدعوية والتربوية.

وأضاف، أن العالم في الآونة الأخيرة يعيش مجموعة من المشكلات البيئية والاجتماعية والأخلاقية والقضايا الإنسانية المتعددة التي يمكن أن تقضي على الإنسانية بفعل الإنسان تجاه أخيه الإنسان، كما لا يخفي أن العالم يعيش مجموعة من الأزمات والتي من أولاها هذه الأزمة الأخلاقية التي يسعى المروجون لها إلى القضاء على النظم الإنسانية والقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية والشرائع السماوية.

وتابعت «عياد»، أن الواقع الأليم الذي يحياه العالم في الآونة الأخيرة والذي يتمثل في التجرؤ على المقدسات الدينية والمبادئ الربانية والتعاليم الإلهية التي يراد منها هداية الإنسان واحترامه واحترام حريته وآدميته وهي أمور جنيعها تحتاج إلى وقفات صادقة تحقق السلم العالمي والمجتمعي.

أشار إلى أن هذا اللقاء يدور حول موضوع من الأهمية بمكان وهو دور خريجي المؤسسة الأزهرية في نشر رسالتها، وهو دور من أوجب الواجبات سيما وأن المشكلات التي نتوقف من أمامها هي مشكلات تتعلق بالإنسان وعلاقته بربه وعلاقته بالآخرين والعلاقة بالكون بأسره؛ حيث استطاع الأزهر الشريف من خلال جملة من الأمور التي ارتكز عليها في دعوته أن يعمل على حلها وأن يقول القول الفصل في كيفية مواجهتها، مما ضمن لهذه المؤسسة عبر هذا التاريخ الطويل البقاء والصمود والاستمرار.

المؤسسة الأزهرية مستمرة ومحافظة على وجهتها

أوضح الأمين العام أن مما تميزت به المؤسسة الأزهرية أنها ظلت مستمرة ومحافظة على هدفها وعلى وجهتها، إذ تؤكد بهذه المحافظة على مقولة إن الأزهر مشيئة إلهية وإرادة ربانية، حيث استطاعت أن تنقل الإسلام بمبادئه وتعاليمه نقلة حضارية أسهمت في بسطه من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، معتمدة في ذلك على عدة حقائق أهمها: الموضوعية في الحكم؛ حيث استندت إلى هذه الموضوعية التي تتعامل بها مع الجميع، المسلم وغير المسلم دون مراعاة لفوارق ثقافية أو عرقية أو جنسية أو لغوية أو عرقية مصداقًا لقوله تعالى: {كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ}.

وأوضح أن الأمر الثاني الأمانة في النقل، فهذه المؤسسة عبر تاريخها الطويل حافظت على تلك الأمانة في التعريف بالآخر والنقل عنه لأنها تعتمد على حجة استنادًا لقوله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}، والأمر الثالث العالمية في الهدف؛ حيث تنطلق من عالمية الدعوة التي قامت على أمرها، فالإسلام الدين الخاتم دعوة عالمية، والأزهر مؤسسة علمية عالمية حافظت على هذه العالمية من خلال قوة الهدف وتنوع المذاهب ووحدة الفكر وأمانة الدعوة.

ولفت «عياد» إلى أن رسالة الأزهر الشريف ليست بالرسالة الثانوية، ويكفي أنها تقوم على الإسلام عقيدة وشريعة وسلوكًا، حيث استمدت السمو في رسالتها من سمو الرسالة التي قامت عليها، والتنوع في البناء فالأزهر الشريف حين يقوم بإعداد جيل من العلماء والمفكرين لحمل الأمانة والقيام بواجب الدعوة يسعى إلى بناء شخصية متكاملة يراعى فيها أبعاد متعددة تتمثل في: البناء العَقَدِي، والبناء الفكري، والبناء الروحي، والبناء البَدَني، والبناء العلمي والمعرفي، والبناء الأخلاقي، إيمانًا من تلك المؤسسة بأنها تخرج ممثلين لها لتعريف الناس بدين الله وسفراء لدفع ما قد يرد على هذا الدين من أقاويل جائر واتهامات باطلة.

وختم الأمين العام كلمته بالتأكيد على أن المؤسسة الأزهرية تسعى نحو الأفضل دائمًا، حيث لم تقف عند حد معين في مواجهة المشكلات المختلفة بل تتجاوب مع الواقع من خلال إيجاد تخصصات متعددة في فنون مختلفة تجمع بين علوم الدين والدنيا، وتسعى إلى الأفضل دائمًا، وهي في سعيها تنطلق من مبدأ التكامل بين بني الإنسان لأنها تنطلق من حقيقة إلهية هي الوحدة في الأصل الإنساني قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً}، وتسعى لغاية إسعاد البشرية لأنها تقوم على أمر الدين ، والدين في الحقيقة جاء لتحقيق السعادة لبني الإنسان.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مجمع البحوث الإسلامية إندونيسيا الأمین العام

إقرأ أيضاً:

مجمع البحوث الإسلامية ينعى شقيقة الإمام الأكبر شيخ الأزهر

نعى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، بمزيدٍ من الرضا بقضاء الله وقدره الحاجة سميحة محمد أحمد الطيب، الشقيقة الكبرى لفضيلة الإمام الأكبر- شيخ الأزهر الشريف، التي انتقلت إلى رحمة الله تعالى فجر اليوم الأربعاء.

كما يتقدم الأمين العام للمجمع د. محمد الجندي وجميع العاملين بالمجمع  بخالص العزاء وصادق المواساة لمولانا فضيلة الإمام الأكبر ولأسرة الفقيدة، سائلًا المولى -عزَّ وجلّ-  أن يرحمها بواسع رحمته، وأن يسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أهلها ومحبيها الصبر والسلوان، وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.

وتوفيت الحاجة سميحة محمد أحمد الطيب، الشقيقة الكبرى لفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 90 عامًا.

وتعرضت الحاجة سميحة محمد أحمد الطيب، لوعكة صحية تلقت على إثرها العلاج في مستشفى الكرنك الدولي بمدينة الأقصر بصعيد مصر مسقط رأس شيخ الأزهر الشريف، واستمرت في المستشفى لمدة 10 أيام حيث تم حجزها في العناية المركزة ووضعها تحت الرعاية الشديدة.

ومن المقرّر أن تشيع الجنازة صباح اليوم الأربعاء في تمام التاسعة صباحًا وستدفن الفقيدة في مقابر عائلة الطيب بالقرنة في مدينة الأقصر. 

مقالات مشابهة

  • «البحوث الإسلامية» يناقش مشروع إحياء المزولة الفلكية بالجامع الأزهر
  • "البحوث الإسلامية" يناقش مشروع إحياء المزولة الفلكية بالجامع الأزهر
  • مجمع البحوث الإسلامية: إخلاص النية أساس قبول العمل في الإسلام
  • الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يوجه رسالة هامة إلى مجاهدي المقاومة الإسلامية (نص + فيديو)
  • مجمع البحوث الإسلامية ينعى شقيقة الإمام الأكبر شيخ الأزهر
  • مجمع البحوث الإسلامية ينعى شقيقة شيخ الأزهر
  • بالفيديو.. “البحوث الإسلامية”: غياب التربية الإيمانية يعتبر أول سبب رئيسي في السرقة
  • أمين البحوث الإسلامية يجري جولة تفقدية بوعظ الغربية
  • أمين “البحوث الإسلامية” يجري جولة تفقدية بوعظ الغربية ويناقش معهم خطط تكثيف اللقاءات الميدانية
  • أمين “البحوث الإسلامية” يجري جولة تفقدية بوعظ الغربية ويناقش خطط تكثيف اللقاءات الميدانية.. صور