شاهد: عفراء الطفلة المعجزة رأت النور وسط الركام.. عمرُها بعدد شهور الزلزال الذي ضرب جنوب شرق تركيا
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
نجت الطفلة بأعجوبة لكنها فقدت جميع أفراد عائلتها، توالت على المستشفى طلبات التبني لكن عمتها أخذتها لتعيش مع بناتها الأربع وأبنها.
يصادف اليوم الأحد، مرور ستة أشهر على وقوع الزلزال المميت الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير/ شباط، وأودى بحياة نحو 50 ألف شخص.
اليوم المشؤوم الذي صدم العالم، خرجت من تحت أنقاض دماره آلاف القصص، منها قصة الطفلة عفراء، "الطفلة المعجزة" التي تم انتشالها من تحت الأنقاض بعد عشر ساعات من وقوع كارثة الزلزال.
عفراء التي نجت بأعجوبة، فقدت والديها وأربعة من أشقائها، في بلدة جندريس شمال سوريا. حيث ظلوا تحت الأنقاض.
تتمتع الطفلة اليوم بصحة جيدة، تعيش مع أسرتها الجديدة، وتبتسم حتى للغرباء.
أسرت قصة عفراء العالم، تم انتشالها ولايزال جسدها متصلا بوالدتها عبر الحبل السري. ومن جهات العالم الأربع جاءت طلبات التبني، لكن تحليل الحمض النووي أثبت قرابتها لهالة، العمة المتزوجة من خليل السوادي، تبنياها وربياها مع بناتهم الخمس وابنيهما.
يقول السوادي، إن عفراء أصبحت كأبنته الحقيقية. يتكلم بينما يلاعب عفراء مرجوحة علقت في باحة البيت.
يؤكد السوادي"هذه الفتاة ابنتي.. هي بالضبط مثل أطفالي".
يروي السوادي كيف أن عائلته لم تتجاوز حتى الآن صدمة ما حدث، وكيفأن الزلزال ترك الخوف في قلوب عائلته، تستأجر العائلة شقة، تقضي فيها النهار وعند حلول الليل تنتقل العائلة إلى خيمة لقضاء الليلة. حيث الخوف يمنع أطفاله من النوم تحت سقف المنزل.
يقول السوادي إنه يتلقى مساعدات إنسانية من قبل وأفراد، منذ تبي عائلته الطفلة عفراء، حيث تعطيهم هذه المنظمات حفاضات وحليب الأطفال، لكنهم لم يتلقوا أي مساعدات من منظمات الإغاثة.
يخطط السوادي لسيناريو رواية ما حدث لعفراء عندما تكبر، يقول إنه سيخبرها بما حدث بالضبط، ولن يخفي الأمر عنها.
قال إنه إذا لم يخبرها، فإن زوجته أو أطفاله سيفعلون ذلك.
كان أسمها آية!عند وصولها الى المستشفى، عانت الرضيعة من برودة شديدة في أطرافها وحرارة داخلية منخفضة، بعدما أمضت ساعات تحت الأنقاض بعد ولادتها، وفق تقدير الطبيب المعالج.
بعد يوم من وصول الطفلة إلى المستشفى، أطلق عليها الكادر الطبي أسم آية. لكن عمتها سمتها عفراء على أسم والدتها التي ولدتها تحت الأنقاض ولقيت مصرعها بعد ذلك.
بعد أيام من ولادة عفراء ، أنجبت أمها بالتبني ابنة اسمها عطاء.
يقول والدها بالتبني، إن الأم قامت بإرضاع الطفلتين منذ ذلك الحين.
عائلة عفراءتمكن عناصر الإنقاذ وسكان من إخراج جثث العائلة، بعد ساعات من البحث والعمل المضني بإمكانيات ضئيلة، فيما تتلقى الرضيعة العناية الطبية في حاضنة داخل مستشفى جيهان في مدينة عفرين في أقصى شمال محافظة حلب.
قتل أكثر من 4500 شخصا وجرح نحو 10.400 بسبب الزلزال وفقًا لأرم الأمم المتحدة، التي قدرت أن 43٪ من المصابين نساء وفتيات بينما 20٪ من المصابين أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و 14 سنة.
معجزة أخرى.. إنقاذ شابة وامرأة في تركيا بعد 11 يوماً على الزلزال المدمرظنّه آخر موعد له في هذه الدنيا... صبيّ تركيّ يوثّق لحظة الزلزال المدمر ويسأل ربه العفو والمغفرةبلغت قوة الزلزال المدمر 7.8 درجة، ضرب سوريا وتركيا في ساعات الصباح الأولى من يوم 6 فبراير/ شباط. متبوعا بهزات ارتدادية.
ومن بين المناطق الأكثر تضرراً شمال غرب سوريا الذي الذي تسيطر عليه المعارضة، ويقطنه حوالي 4.5 مليون شخص، نزح الكثير منهم بسبب الصراع المستمر منذ 12 عامًا والذي أودى بحياة نصف مليون شخص في سوريا.
المصادر الإضافية • أ ب
المصدر: euronews
كلمات دلالية: تركيا سوريا أطفال زلزال تركيا وسوريا ضحايا وسائل التواصل الاجتماعي باكستان فرنسا إسرائيل الهجرة غير الشرعية سلوفينيا شرطة سياحة هولندا النيجر ضحايا وسائل التواصل الاجتماعي باكستان فرنسا إسرائيل الهجرة غير الشرعية تحت الأنقاض
إقرأ أيضاً:
«نلعب لو بين الركام».. أطفال بغزة يمرحون في منتزه دمرته إسرائيل
الثورة / وكالات
حرمت الإبادة الإسرائيلية أطفال قطاع غزة من كامل حقوقهم، فبعد أن قتلت أكثر من 17 ألف طفل، حرمت البقية من أشياء أخرى كالتعليم واللعب، ولاحقت حدائقهم فدمرتها وحطمت ما فيها من ألعاب.
في «منتزه برشلونة» وسط حي تل الهوى غرب مدينة غزة، لا تزال آثار الإبادة الإسرائيلية شاهدة على المكان، فلا الألعاب سلمت من التدمير، ولا المكان ظل عامرا بالحياة، إلا أن طفلات يستعدن هناك قسطا من الراحة والمرح بعد شهور من القصف والقتل والنزوح.
الطفلة الفلسطينية سحر الخور، تلهو داخل «منتزه برشلونة» رغم الدمار الذي لحق بالمكان والمنطقة المحيطة جراء الإبادة الجماعية التي شنها الجيش الإسرائيلي على مدار أكثر من 15 شهرا.
تحاول الخور وأطفال آخرون اللهو واللعب والمرح، رغم الخراب والدمار الكبير الذي خلّفه الجيش الإسرائيلي، في مشهد يعكس صمود الفلسطينيين كبارا وصغارا، وإصرار الأطفال على المرح.
لم يتبقَ من الألعاب داخل المتنزه الذي كان ولا يزال متنفسًا للعائلات وأطفالهم، سوى هياكل مدمرة للألعاب والأراجيح، ومع ذلك، يصرّ الأطفال على اللعب والمرح وسط الركام، كأنهم يؤكدون أن الطفولة باقية وستأخذ حقها رغمًا عن كل الألم الذي أحدثته آليات الجيش الإسرائيلي.
وتتنقل الخور من أرجوحة إلى أخرى والبسمة ترتسم على وجهها، لكن مشاهد الدمار التي تحيط بالحديقة تنغص عليها فرحتها، كما تقول لمراسل الأناضول.
وتضيف وعيونها تبرق بالأمل: «كانت حديقة برشلونة تتوسط هذا الحي الذي يعد أحد أجمل أحياء مدينة غزة وأكثرها اكتظاظا بالسكان، وكان يضم مجمعا للأبراج السكنية التي تحتوي على عشرات الشقق، قبل أن تتحول إلى كومة من الركام».
وتستذكر كيف كانت تذهب مع صديقاتها إلى المنتزه قبل اندلاع الإبادة الإسرائيلية للهو واللعب بعد الانتهاء من الواجبات الدراسية، وكيف كان الجو حافلا بالضحكات والأصوات التي غابت، وحل مكانها صمت مطبق بعد وقف الإبادة الإسرائيلية ودخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وتقول الخور إنها تفتقد في هذه الأيام صديقاتها اللواتي فرقتهن الإبادة الإسرائيلية بين شهيدة وجريحة ونازحة، حالهن كحال بقية فئات الشعب الفلسطيني في القطاع.
وبعد تدمير الجيش الإسرائيلي للحيّ خلال عملياته العسكرية البرية في مدينة غزة، وغياب الأماكن الترفيهية والمساحات الآمنة، وجد الأطفال في المنتزه، رغم دمار ألعابه، فرصة للهروب من واقعهم الصعب والقاسي.
وعلى أرجوحة أخرى، تدفع الطفلة ليان الأشقر بشقيقتها الصغيرة، وتقول لمراسل الأناضول: «كنا نأتي هنا لنلعب ونمرح قبل الإبادة، لكن الاحتلال الإسرائيلي دمّر كل شيء، فالألعاب تكسّرت، ولم يعد لدينا أماكن نذهب إليها للترفيه».
وتضيف الأشقر: «رغم كل الخراب والدمار الذي لحق بالمكان، إلا أننا جئنا إلى هنا لنلعب ونفرح حتى وسط الدمار، نريد أن نشعر بالسعادة مثل أطفال العالم».
وعلى مقربة منها؛ وبينما كانت الطفلة جوري الغزالي تحاول التأرجح على لعبة محطمة، عبّرت عن مشاعرها قائلة: «لا يوجد ألعاب سليمة، وكل شيء حطمه الجيش الإسرائيلي».
وتضيف: «لا نريد الشعور بأن الحرب لم تنته بعد، أو أنها قد سلبتنا كل شيء، بل نريد أن نواصل المشوار رغم كل المصاعب والدمار الإسرائيلي».
وتستطرد الطفلة بكل براءة: «كنت آتي إلى هنا لألعب مع إخوتي وصديقاتي، لكن المكان تحول إلى خراب بفعل آلة التدمير الإسرائيلية، ورغم ذلك لن نوقف اللعب والمرح، حتى وإن لعبنا على الحجارة وأكوام الركام».