عين ليبيا:
2025-02-06@22:20:31 GMT

الفرنكوفونية.. وانقلاب النيجر

تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT

أنشأت فرنسا منظمة للدول الناطقة بالفرنسية العام 1970، وهي منظمة اقتصادية وثقافية انظمت اليها أيضا بعض الدول الاخرى لأجل المصالح المشتركة, فاق عددها الثمانون دولة, وغالبيتها كانت تحت الاحتلال الفرنسي, وندرك بان الدول الاستعمارية الاوروبية ومنها فرنسا استغلت خيرات الدول الفقيرة كما انها استخدمت رعايا هذه الدول في اعمال شق الانفاق وإقامة الجسور وبناء المدن الحديثة على اكتاف الافارقة بأثمان بخسة ,سمح لهم بالبقاء بها ويسكنون في احياء جد متخلفة.

فرنسا تقوم باستيراد المواد الاولية بأثمان رخيصة من مستعمراتها السابقة وبالأخص اليورانيوم الذي يستخدم في انتاج الطاقة الكهربائية, ولم تقم الدول الاستعمارية بالاستثمار في محمياتها السابقة لكي ينتعش اقتصادها, ما جعل الحياة بها جد صعبة ان لم نقل مستحيلة, ما اجبر السكان على الهجرة طلبا لحياة افضل ,نحو اوروبا ,التي وضعت حدا لدخول الافارقة الى اراضيها حيث يتم استخدامهم في الاعمال البدائية جني المحاصيل الزراعية واعمال النظافة التي لا يرتضيها السكان الاصليون للقارة العجوز ,وعقد اتفاقيات مع دول جنوب البحر المتوسط (العبور)ومحاولة توطينهم بها مقابل مبالغ بسيطة ,لتظهر للعيان وكأنها مشكلة افريقية بحثة ومن ثم خلق توتر سياسي واجتماعي بين البلدان المصدرة للعمالة والعابرين لها.

انقلاب النيجر الاخير احدث ضجة اعلامية واعتبر انه مخالف للديمقراطية وتعد على السلطة المنتخبة شعبيا ,متجاهلين حالة البؤس التي يعيشها السكان وان من تم انتخاباهم انما هم دمى تحركها فرنسا للاستفادة من خيرات البلد.

حتما ستوجه اصابع الاتهام بشان ما يجري في النيجر وقبلها بوركينا فاسو ومالي الى روسيا والصين اللتان اخدتا تقيمان مشاريع استثمارية في عديد البلدان الافريقية لتعود بالنفع على الجميع ,ولا ننسى الدور الايجابي الذي قامت به روسيا السوفييتية اثناء الحقبة الاستعمارية في شد ازر الحركات التحررية من ربقة المستعمر الغربي من خلال تزويدها بالسلاح وتدريب منتسبي تلك الفصائل لآجل طرد المستعمر ونيل استقلالها, إلا انه وللأسف اتضح انه استقلال شكلي ليس الا, فالذين جاؤوا الى السلطة اما ان يكونوا عملاءا له, او ان الدول الاستعمارية ناصبت الخيرين من ابناء الوطن العداء واسقطتهم لتستمر في نهب الخيرات.

اعلان كل من بركينا فاسو ومالي مباركتهم للانقلاب اغضب الدول الاستعمارية كما فرنسا التي لوحت باستخدام القوة ضد من اسمتهم بالمتمردين وارجاع من كانوا في السلطة الى سدة الحكم, لكن قرار وقف تصدير اليورانيوم الى فرنسا من قبل رئيس بوركينا فاسو فرمل التصرفات الصبيانية التي كانت فرنسا تنوي القيام بها ربما الى حين ,ولكن تظل انتفاضة العسكر ووقوف الشعب الى جانبه خير دليل على الرغبة في الخروج من العباءة الفرنسية ومن ثم تتزعزع ثقة الدول بمنظومة الفرنكوفونية بفرنسا وتسبب في تشتتها , وقد تكون البداية لان تحذوها بقية دول القارة لأجل الاستقلال الحقيقي والاستفادة من الموارد المتاحة ,ولا باس من التعاون مع روسيا والصين  لتحقيق مكاسب افضل خاصة وان هاتان الدولتان لم يشهد لهما العالم بانهما دولتان استعماريتان, بل تنبذان كل اشكال الاحتلال والعبودية.

حقا ان المحافظة على الاستقلال اصعب من نيله, فهل تتوالى الصفعات على الخد الفرنسي الصفيق وتعرف قدرها جيدا ويكون ذلك عبرة لكل الدول الاستعمارية, ويشجع بقية الدول على الانتفاضة في وجه العملاء.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

مقتل 10 من جنود النيجر في كمين قرب حدود بوركينا فاسو

قُتل 10 جنود من جيش النيجر في كمين مسلح استهدفهم في منطقة قرب الحدود مع بوركينا فاسو في وقت متأخر من يوم الاثنين.

موكب عسكري خلال حفل بمناسبة الذكرى السنوية 58 لإعلان جمهورية النيجر (وكالة الأناضول)

ووفقًا للمصادر العسكرية، كان الجنود في مهمة روتينية بالقرب من الحدود بين النيجر وبوركينا فاسو عندما تعرضوا للهجوم.

وقد نفذ الهجوم مسلحون يُعتقد أنهم ينتمون إلى جماعات مسلحة تمارس نشاطاتها في المنطقة، والتي غالبًا ما تكون معروفة بنشاطها عبر الحدود بين النيجر وبوركينا فاسو.

تفاصيل الهجوم والأضرار

وأفادت مصادر محلية أن الحادثة وقعت في منطقة تُعرف بكونها معبرًا رئيسيًا للجماعات المسلحة التي تنفذ عملياتها عبر الدول الواقعة في منطقة الساحل.

ولم تقتصر حصيلة الهجوم على القتلى فقط، بل أسفرت عن إصابة عدد آخر من الجنود بجروح متفاوتة، إضافة إلى تدمير آليات عسكرية كانت مرافقة للقوة.

وذكر بيان للجيش النيجري أن قواته ردّت على الهجوم وبدأت عملية تمشيط في المنطقة لتعقب المهاجمين.

كما أكدت السلطات النيجرية أنه سيتم تكثيف الجهود الأمنية في المنطقة الحدودية لمنع تكرار مثل هذه الهجمات في المستقبل.

التحقيقات والتداعيات الأمنية

ورغم أن الجماعات المسلحة لم تعلن عن مسؤوليتها عن الهجوم بشكل رسمي، فإن الوضع الأمني في النيجر ومنطقة الساحل بشكل عام قد شهد تدهورًا في الآونة الأخيرة، مما يزيد من مخاوف الأمن المحلي والدولي.

خريطة النيجر (الجزيرة)

وقد أضاف الجيش النيجري في بيانه أنه فتح تحقيقًا موسعًا لتحديد هوية المهاجمين والأهداف المحتملة وراء الهجوم.

إعلان

الجدير بالذكر أن النيجر وبوركينا فاسو يعانيان من تزايد "النشاطات الإرهابية" التي تقودها جماعات توصف بالمتطرفة، مما يعقد جهود الحكومات المحلية في مواجهة هذه التحديات.

من جانب آخر، تواصل المنظمات الإنسانية تحذيرها من تأثير الوضع الأمني المتدهور على المدنيين، خاصة مع تصاعد حالات النزوح بسبب الهجمات المتكررة على القوات الحكومية وعلى القرى التي تقع في المناطق الحدودية.

مقالات مشابهة

  • "الدوما": تعاون روسيا مع الدول العربية أولوية في السياسة الخارجية
  • مقتل 10 من جنود النيجر في كمين قرب حدود بوركينا فاسو
  • وفد رفيع المستوى من سونلغاز في النيجر 
  • “مجموعة لاهاي” تحرص على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني
  • ما هي الدول الأوروبية التي تعاني أكثر من غيرها من مشاكل التركيز والذاكرة؟
  • «تمسكت بحقوق شعبنا».. فلسطين ترحب بمواقف الدول التي رفضت التهجير والضم
  • الشعبية: تصريحات ترامب إعلان حرب على شعبنا وغزة عصية على المشاريع الاستعمارية
  • عضوب بـ«النواب»: تصريحات ترامب تكشف النوايا الاستعمارية.. والشعوب العربية لن تقبل
  • تقرير: غزة تدخل إمبراطورية ترامب الاستعمارية
  • ما هي العقبات التي تمنع تنظيم الإسلام في فرنسا مُنذ ربع قرن؟