تجددت الاشتباكات مساء أمس الخميس بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شرقي وجنوبي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، في حين حذرت منظمات دولية من حدوث مجاعة في 14 منطقة بأنحاء السودان.

وأفاد مراسل الجزيرة أن مصادر بالجيش السوداني أكدت للجزيرة تقدم قوات من الجيش مسنودا من قوات حركات الكفاح المسلح في المحور الشرقي للقتال بمدينة الفاشر.

وعلى صعيد القتال في محور ولاية سنار، أفادت مصادر عسكرية في الجيش السوداني بوصول تعزيزات عسكرية لمدينة سنار، وأن الجيش السوداني بات يحاصر قوات الدعم السريع المتواجدة في بعض مناطق جبل موية بولاية سنار، وأن الموقف مطمئن.

وفي المقابل قال عضو المجلس الاستشاري لقوات الدعم السريع الباشا طبيق إن سيطرة قواتهم على منطقة جبل موية بولاية سنار، مكنت الدعم السريع من قطع ولاية النيل الأبيض و كل ولايات كردفان ودارفور عن ميناء بورت سودان.

وفي ذات السياق، دعت حركتا جيش تحرير السودان-المجلس الإنتقالي وتجمع قوي تحرير السودان – في بيان صحفي مشترك – الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية والمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الآلاف من المدنيين العزل والنازحين الفارين من الحرب  الدائرة بكل مناطق المواجهات العسكرية بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بصفة عامة.

قصف مدفعي يسفر عن قتلى وأضرار بمرافق صحية بالفاشر (الجزيرة) استهداف المستشفيات

في غضون ذلك، قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي في تغريدة على منصة "إكس" أن قوات  الدعم السريع استهدفت اليوم مركز التغذية العلاجية في معسكر أبو شوك بالفاشر والتابع  لبرنامج الغذاء العالمي.

واعتبر مناوي استهداف المنشأة العلاجية جريمة من جرائم الحرب، وأن ما وصفها بالمليشيا المدعومة من الخارج تقوم سياسيتها على الإبادة وخلق الفوضى، وفقا لتعبيره.

من جهتها قالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر وغرفة طوارئ مخيم أبو شوك للنازحين إن أربعة أشخاص على الأقل سقطوا قتلى وجرح 12 آخرين إثر قصف مدفعي استهدف مخيم أبو شوك للنازحين شمالي المدينة اليوم.

وحسب التنسيقية وغرفة الطوارئ فإن المخيم تعرض لقصف مدفعي عنيف أسفر عن تدمير مرافق صحية ومنازل مواطنين بالمخيم حيث تدمرت أكثر من ثلاثة غرف صحية بمركز التغذية العلاجية الوحيد بالمخيم.

كما تعرض المستشفى السعودي بالفاشر للمرة الثانية للقصف المدفعي مما ألحق أضرارا برزان مياه وسقف غرفة العمليات.

وقالت شبكة أطباء السودان في تعميم صحفي إن قوات الدعم السريع قامت أمس بتصفية مدير مستشفى الحصاحيصا بولاية الجزيرة الطبيب فاروق يحيى محمد عبد الرحيم، أمام أسرته.

ونددت شبكة أطباء السودان بشدة ما اعتبرته جريمة بشعة، تمثل استمرارا لسجل قوات الدعم السريع في ارتكاب الانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين العزل.

واتهمت لجان مقاومة الحصاحيصا قوات الدعم السريع باغتيال شاب وجد مقتولا أمس بالقرب من منطقة الصناعات بالمدينة.

755 ألف شخص يواجه جوعا كارثيا في السودان  (رويترز) انعدام الأمن الغذائي

ومن جانب آخر، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الخميس، إن واحدا من كل خمسة أشخاص في السودان يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي.

وأوضح غيبريسوس في منشور عبر منصة إكس أن 755 ألف شخص يواجه جوعا كارثيا و25.6 ملايين يواجهون جوعا حادا في السودان. وأضاف أن هذه أسوء مستويات الجوع التي سجلها التصنيف المرحلي المتكامل في البلاد.

كما أظهر تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي يوم الخميس أن هناك خطرا حقيقيا من حدوث مجاعة في 14 منطقة بأنحاء السودان إذا تصاعدت الحرب، وسط أزمة جوع تتفاقم بشكل حاد وصفها برنامج الأغذية العالمي بأنها الأكبر في العالم.

وذكر التقرير أن تلك المناطق تشمل أجزاء من العاصمة الخرطوم ودارفور وكردفان وولاية الجزيرة، وهي المناطق التي شهدت أعنف القتال.

ويواجه نحو 8.5 مليون، أي ما يقرب من خُمس السكان، نقصا في الغذاء يمكن أن يؤدي إلى سوء التغذية الحاد والوفاة أو يتطلب استراتيجيات تعامل طارئة.

ومنذ منتصف أبريل 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قوات الدعم السریع الجیش السودانی

إقرأ أيضاً:

قوات الدعم السريع تقتل 23 سودانيًا أثناء محاولتهم الفرار شرق ولاية الجزيرة

لقي 23 سودانيًا مصرعهم إثر هجمات شنتها قوات "الدعم السريع" شرق ولاية الجزيرة، وسط فرض حصار على الأهالي في قرى محلية الكاملين، ومنعهم من الخروج، مما أدى إلى مقتل من حاول الفرار.

 واستهدفت الهجمات وحدة الصناعات الإدارية ومنطقتي "الجديد"، كما تم فرض حصار على قرية حبيبة في محلية الكاملين، ومنع المواطنين من مغادرتها.

وفي منطقة الجديد – الثورة، لقي 6 أشخاص مصرعهم، بينهم امرأة وطفلة توفيتا جراء سوء التغذية، بينما سقط 8 قتلى في منطقة الجديد – القهوة، بينهم سيدة أُطلقت النار عليها أثناء محاولتها النزوح.

وراح ضحية الهجمات أيضا على قرية الفراجين شخصان، بينما قُتل 7 أشخاص في قرية حبيبة.

وحذرت منصة "نداء الوسط"، التي تعمل على رصد الانتهاكات ضد المدنيين، من تدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقة بسبب ممارسات قوات "الدعم السريع"، مشيرة إلى أن القوات المتبقية شرق الجزيرة تحاصر عددًا من القرى وتنفذ عمليات نهب وترويع ضد الأهالي.

وأكدت المنصة أن القوات تقوم بنهب المواد الغذائية ومصادرة قوت الأسر من منازلهم، داعية إلى تقديم إغاثة عاجلة للأهالي المحاصرين.


الألغام تحصد الأرواح 
من جهته، أفاد "مرصد أم القرى" بانفجار قذيفة من مخلفات الحرب داخل أحد المتاجر في سوق المنطقة، مطالبًا السلطات بالتحرك السريع لتنظيف المناطق التي استعادها الجيش في ولاية الجزيرة من "الأجسام المشبوهة" والألغام والقذائف غير المتفجرة التي تنتشر على نطاق واسع.

 وتأتي هذه الحادثة في ظل تزايد التحذيرات من مخلفات الحرب المنتشرة في الأحياء والأسواق، والتي تشكل خطرًا يوميًا على حياة الأهالي، خاصة الأطفال.

وأكد المرصد أن الجهات المختصة لم تتخذ إجراءات كافية لمعالجة مشكلة مخلفات الحرب، رغم النداءات المتكررة من المواطنين، مما أدى إلى استمرار وقوع حوادث مماثلة.

وأفاد مواطنون من المنطقة برصد أجسام مشبوهة لم تنفجر بعد في بعض الأحياء السكنية، وقاموا بإرسال صور ومقاطع فيديو توثق وجودها، مطالبين بالتدخل العاجل لتأمين المنطقة وحماية الأرواح.

وفي الأسبوع الماضي، أدى انفجار لغم أرضي في أحد المنازل بحي العيشاب في محلية أم القرى شرق ولاية الجزيرة، إلى مقتل شخص وإصابة آخرين بجروح تم نقلهم إلى مستشفى الفاو لتلقي العلاج.

 وأشارت المنصة إلى أن قوات "الدعم السريع" قامت خلال سيطرتها على محلية أم القرى بزرع ألغام أرضية في بعض المناطق لمنع تقدم الجيش، دون أن يعلن الجيش عن إجراءات كافية للتعامل مع مخلفات الحرب.


وفي 11 كانون الثاني/ يناير الماضي، استعاد الجيش السيطرة على مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، بينما لا تزال قواته تخوض معارك ضد قوات "الدعم السريع" التي يتزعمها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، والتي تحاصر بعض القرى شرق الجزيرة.

ووفقًا لمرصد "الجزيرة لحقوق الإنسان"، نفذت قوات "الدعم السريع" سلسلة من الانتهاكات الجسيمة في ولاية الجزيرة منذ منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2023، حيث فرضت سيطرتها على المدن والقرى وارتكبت جرائم تنتهك القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان.

 وشملت تلك الانتهاكات أعمالاً عسكرية عنيفة باستخدام أسلحة ثقيلة وتقنيات متطورة ضد المدنيين العزل، مما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى.

كما شهدت الولاية تصاعدًا خطيرًا في أنماط الانتهاكات، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري والتعذيب وسوء المعاملة، حيث استُهدف المدنيون بشكل خاص.

مقالات مشابهة

  •  مقتل 9 مدنيين في قصف مدينة استعادها الجيش السوداني  
  • أي دور للإمارات في حرب السودان بين الجيش و”الدعم السريع”؟
  • الجيش السوداني يكشف عن هروب سيارات قتالية لـ”الدعم السريع” من الفاشر
  • شركة أسلحة تركية ساعدت في تأجيج الحرب الأهلية الوحشية في السودان، قامت بتهريب الأسلحة سرًا إلى الجيش السوداني وفقًا للسجلات
  • قوات الدعم السريع تقتل 23 سودانيًا أثناء محاولتهم الفرار شرق ولاية الجزيرة
  • وزير الدفاع السوداني: الجيش قطع شوطا طويلا ضد الدعم السريع
  • الكشف عن مقبرة جماعية ومركز تعذيب بالسودان.. واتهامات للدعم السريع
  • مصريون محررون من قوات الدعم السريع بالسودان.. يحكون تفاصيل احتجازهم
  • الجيش السوداني: لا هدنة مع الدعم السريع ولا خيار غير الحسم
  • عودة 9 مصريين احتجزتهم قوات الدعم السريع بالسودان 19 شهرا