قصف متبادل بين حزب الله وإسرائيل وواشنطن تحذر من توسع الصراع
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
تبادل حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي القصف المدفعي والصاروخي على طول الخط الأزرق، في حين حذرت الولايات المتحدة من أن تقود أي مناورة عسكرية إسرائيلية ضد حزب الله في جنوب لبنان إلى الحرب مع إيران.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن المدفعية الإسرائيلية قصفت اليوم الجمعة بلدتي الخيام وكفركلا جنوبي البلاد صباح اليوم الجمعة.
جاء ذلك بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف الليلة الماضية مباني ادعى أنها تابعة لحزب الله في بلدتي الخيام والعديسة جنوبي لبنان.
وقال مراسل الجزيرة إن المقاتلات الإسرائيلية شنت غارات على بلدات حداثا وراميا وحولا وعيترون، وقصفت المدفعية الإسرائيلية محيط بلدات جنوبية عدة.
في المقابل دوت صفارات الإنذار اليوم الجمعة عدة مرات في مستوطنات زرعيت وعرب العرامشة في الجليل، بعد إطلاق صواريخ من جنوب لبنان.
ونشرت قناة 24 الإسرائيلية صورا قالت إنها لحرائق اندلعت في مواقع عدة قرب مدينة صفد بعد إطلاق حزب الله عشرات الصواريخ والمسيرات من جنوب لبنان.
من جهة أخرى، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إنه تم رصد إطلاق نحو 40 صاروخا باتجاه الجليل الأعلى، وإن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت نصفها.
وأمس الخميس، قال حزب الله إنه قصف بعشرات من صواريخ الكاتيوشا قاعدة الدفاع الجوي الصاروخي التابعة لقيادة المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا.
وأضاف الحزب أنه هاجم بالمسيّرات أماكن الضباط والجنود في موقع الناقورة البحري مؤكدا وقوع قتلى وجرحى، وقال إنه قصف بالصواريخ موقع رويسة القرن.
وخلال الأسابيع الأخيرة، زادت حدة التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، مما أثار مخاوف لدى القوى الغربية من اندلاع حرب شاملة، لا سيما مع إعلان الجيش الإسرائيلي قبل أكثر من أسبوع المصادقة على خطط عملياتية لهجوم واسع على لبنان.
تحذير أميركيوفي هذا السياق قالت صحيفة "هآرتس" إن الولايات المتحدة حذرت إسرائيل من أنه حتى المناورة العسكرية المحدودة في جنوب لبنان قد تؤدي إلى حرب شاملة مع حزب الله وإيران.
وأضافت الصحيفة أن هذا التحذير جاء بعد أن قدم مسؤولون إسرائيليون كبار لنظرائهم الأميركيين خلال زيارة وزير الدفاع يوآف غالانت الأخيرة إلى واشنطن، خطة عملية إسرائيلية تهدف إلى دفع حزب الله عدة كيلومترات بعيدا عن الحدود، في محاولة لتجنب حرب شاملة من المتوقع أن تؤدي إلى دمار واسع النطاق في كلا الجانبين.
وتعتقد الإدارة الأميركية أن هناك فرصة ضئيلة جدا لتنفيذ مثل هذه العملية دون إثارة صراع واسع النطاق، وتخشى أن يؤدي أي توغل بري من قبل إسرائيل في جنوب لبنان على الفور إلى سلسلة متبادلة من التفجيرات المدمرة في عمق البلدين.
وبحسب الصحيفة فقد علق أحد المسؤولين الأميركيين عند سماع الخطة قائلا "حتى لو أقسمت إسرائيل أنها تريد فقط دفع حزب الله بعيدا عن الحدود ولا تريد تدمير بيروت، فإن الجانب الآخر ربما لن يصدق ذلك".
وتخشى الولايات المتحدة أن تتدخل إيران بشكل مباشر في حرب من هذا النوع، وأن تقصف مناطق مختلفة في إسرائيل إلى جانب حزب الله، بطريقة تؤثر على عمل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية.
خطة إجلاءوفي سياق متصل، قال مسؤولون أميركيون إن وزارة الدفاع (البنتاغون) تنقل بعض الأصول العسكرية قرب إسرائيل ولبنان لتكون جاهزة لإجلاء الأميركيين إذا اشتد القتال بين إسرائيل وحزب الله.
ونقلت قناة "إن بي سي" الأميركية عن المسؤولين قولهم إن سفينة هجومية وجنودا من مشاة البحرية تحركوا إلى البحر المتوسط للانضمام إلى سفينة إنزال هناك. وأضافوا أن واشنطن تبحث مع حلفائها تنسيق عمليات الإجلاء من لبنان وأي عمليات عسكرية.
وأعربت واشنطن عن قلقها المتزايد من شن إسرائيل غارات وهجوما بريا محتملا على لبنان خلال الأسابيع المقبلة.
وذكرت "إن بي سي" أن مسؤولين إسرائيليين مصممون على ملاحقة حزب الله في لبنان رغم ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
وأشارت القناة الأميركية إلى أن إسرائيل ترغب في إنشاء منطقة عازلة بطول 16 كلم على الحدود اللبنانية، وأنها تهدف إلى إبعاد حزب الله عن الحدود دبلوماسيا، وإن تعذر "فالجيش مستعد لاستخدام القوة".
ومنذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان -أبرزها حزب الله- مع جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفا يوميا عبر الخط الأزرق الفاصل، خلّف مئات بين قتل وجريح، معظمهم بالجانب اللبناني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات جنوب لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
خبير استراتيجي: انتهاكات إسرائيل للهدنة في لبنان تتم تحت أنظار لجنة المراقبة
قال العميد طارق العكاري، المتخصص في الشأن الاستراتيجي والاقتصاد العسكري، إنه أثناء اجتماع اللجنة «الأمريكية - الفرنسية»، المراقبة لوقف إطلاق النار في لبنان مع قوات حفظ السلام، كانت الطائرات المسيرة الإسرائيلي على بعد أمتار من الاجتماع الذي عقد في رأس الناقورة، تفجر وتنسف المنازل.
انتهاكات إسرائيلية مستمرة للهدنةوأضاف «العكاري» خلال مداخلة هاتفية بقناة «القاهرة الإخبارية»، أن رأس الناقورة لم يستطع جيش الاحتلال الإسرائيلي الدخول إليها أثناء القتال مع حزب الله، ودخلها منذ أيام فقط، مشيرا إلى أنه دخل إلى البلدات الغربية والقطاع الغربي وطالت الخروقات القطاع الشرقي، وتوغلت الدبابات الإسرائيلية إلى بلدة بني حيان.
ولفت المتخصص في الشأن الاستراتيجي والاقتصاد العسكري، إلى أن قوات حفظ السلام «اليونيفيل» كانت على بعد أمتار من التفجيرات التي تتم في القرى اللبنانية.
خلافات غير ظاهرية بين حزب الله والحكومة اللبنانيةوأوضح أن الأمر الأن لا يتعلق بمسألة الخروقات الإسرائيلية لهدنة وقف إطلاق النار، بل يتعلق بخلافات غير ظاهرية بين حزب الله والحكومة اللبنانية؛ إذ أن «الأول» مستاء خاصة أنه بعد تركه الجنوب اللبناني والحدود المتاخمة للأراضي الفلسطينية المحتلة لم يستطع الجيش اللبناني وقف الخروقات بسبب الحالة الضعيفة التي عليها.