قالت وزيرة الثقافة اليونانية إن فكرة إنشاء المتحف وتشغيله الناجح قضت على الحجة البريطانية القوية في الماضي بأن البلاد ليس لديها بنية تحتية مناسبة لحفظ آثارها.

ويتمتع متحف الأكروبوليس في أثينا الذي يحتفل العام الجاري بعيد تأسيسه الخامس عشر بموقع مثالي لحفظ جميع منحوتات معبد البارثينون، بما في ذلك المجموعة الموجودة في المتحف البريطاني في لندن.

صرحت بذلك وزيرة الثقافة اليونانية لينا ميندوني التي ألقت كلمة في مراسم افتتاح معرض للقطع الأثرية التي تم اكتشافها خلال أعمال التنقيب في موقع إنشاء المتحف.

إقرأ المزيد روسيا.. العثور على مخطوطة باللغتين العربية واليونانية تعود إلى القرن الـ15

وقدمت ميندوني مطالب اليونان بإعادة جمع كل منحوتات البارثينون الموجودة في متحف الأكروبوليس. ووفقا لها، فإن إنشاء متحف الأكروبوليس وتشغيله الناجح قضت على الحجة القوية الوحيدة للبريطانيين في الماضي، وهي أن اليونان ليست لديها بنية تحتية مناسبة ولائقة لحفظ الروائع. وقالت: "من المقبول عالميا الآن أن فكرة اليونان لإعادة جمع المنحوتات في وطنها تعتمد على رغبة قوية وقدرة عملية على حمايتها والحفاظ عليها وعرضها بطريقة علمية بحتة".

وكما أشارت الوزيرة فإن اليونان تقوم على مدار عقود بتحقيق مشروع نموذجي لحفظ وترميم جميع المعالم الأثرية في الأكروبوليس، بما في ذلك البارثينون. وبعد مرور 15 عاما أصبح من الواضح تماما أن حجج المتحف البريطاني لم تكن غير قابلة للرد عليها، فحسب بل وتم دحضها تماما بعد الفضائح التي تم الكشف عنها في السنوات الأخيرة الماضية، والمقصود بالأمر هو عدم الحصول على إذن من السلطان العثماني لتصدير المنحوتات. وأن البنية التحتية الممتازة وعمل متحف الأكروبوليس وارتباطه البصري العضوي بالصخرة المقدسة التي يقع عليها مجمع الأكروبوليس القديم وارتباطه الفريد بماضي أثينا التاريخي وحاضرها يجعل كل ذلك من المتحف مكانا مثاليا لحفظ جمبع منحوتات البارثينون، بصفتها مجموعة واحدة غير قابلة للتجزئة.

المصدر: تاس

 

 

المصدر: RT Arabic

إقرأ أيضاً:

المرتضى رعى افتتاح معرض عن بيروت 1840-1918 في متحف نابو

رعى وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى، احتفال افتتاح معرض نابو "بيروت 1840 -1918 صور وخرائط"، في متحف نابو- الهري في قضاء البترون ، تحت عنوان "لنتذكر بيروت كما كانت ولنحافظ على ما تبقى وننهض مجددا"، في حضور وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار، وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا، نقيب المحررين جوزيف قصيفي، رئيس الرابطة المارونية خليل كرم، مؤسس متحف نابو جواد عدره سفراء وشخصيات وحشد كبير من المهتمين.

بعد النشيد الوطني اللبناني، ألقى الوزير المرتضى كلمة استهلها بالقول: "يسكن الوقت في صور. فإذا تملص من ظرف مكانه، ومضى إلى حيث لا تمسكه يد ولا تسمع به أذن، بقي رهين الأبيض والأسود وسائر ألوان قزح، محبوسا في خفقة القلب، ومرفوعا على حائط الذاكرة. ولوقت المدينة صوره كما لناسها. فهي مثلهم ذات جسد... تكبر وتشيخ وتهرم، فتنهدم ثم ترتفع، وتضيق ثم تتسع، حتى يصير يومها رسول ما بين أمسها وغدها، حاملا رسالة الشغف عبر بريد الحنين".

أضاف: "بيروت مليكة المدائن، سيدة الضوء والحرية، عليها تناوب الوقت ألوانا شتى، وظلت هي هي، تطحن الأيام في ساحاتها وتعجن الزمان خبز كرامة، ولا أطيب... وفي تبدل أحوالها تمد الوجود بشيء من بقيتها لتستقيم فيه الحياة الفضلى، على الرغم من الآلام والدمار والاحتلال والتشظي... بيروت الجرح الذي لا يعرف إلا الفرح، والصبح الذي لا يرقى إليه غروب، والإنسان الذي لا شأن له إلا أن يعقد ميثاقا غليظا مع الفكر والإبداع والانتماء إلى الخير وثقافة الحق".

وتابع: "في الطريق منها إليكم حدثتني نفسي: ترى، أتكون صورة بيروت القديمة أجمل في الحقيقة من صورتها وهي حديثة العمران؟ لعل هذا السؤال يختصر هما أساسيا تتنكبه وزارة الثقافة، أن تحافظ على الكنوز الغالية من العمران التراثي في العاصمة، من غير أن تمنع تطور المدينة على النسق الطبيعي لنمو المدن وازدهار الحضارة، ومن غير أن تحرم المواطنين حقهم في الانتفاع بملكياتهم، المكفول لهم في نصوص الدستور. إنه الصراع السرمدي بين الأمس والغد، لن ينتهي حتى يزولا معا حين يزول الزمان. لكن وزارة الثقافة كانت ولا تزال تسعى جاهدة إلى المواءمة ما بين النقيضين، من ضمن الأحكام القانونية النافذة".

وقال: "مثل ما نحن فيه الآن، يمكن أن يشكل جسرا يحفظ التراث ولا يمنع الحداثة، ويسكن الماضي في منازل المستقبل، من غير أن يلغي الأخير الأول، إنه متحف الذاكرة، نتجول في أرجائه فنرى أحوال عاصمتنا كيف كانت في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. كيف كانت الأبنية والطرقات والشاطئ والناس يوم بيروت بلدة صغيرة قليلة البيوت. ولعل عرض هذه المجموعة من الصور ههنا في هذا المعلم البهي في شمال لبنان، تعبير عن حقيقة أن العاصمة تتجاوز حدود نطاقها العقاري، فهي موجودة في جغرافيا الوطن كلها، كما تضم هي في قلبها أبناء الوطن الآتين إليها من كل صوب فيه".

أضاف: "هذا الإنجاز التوثيقي التراثي، لا ينبغي له أن يكون مقصوراً على صور بيروت وحدها. ففي طرابلس مثلا، الواقعة من ههنا على مرمى موجة أو موجتين، كنوز معمارية لا حصر لها ولا شبيه، تحتضن عصورا سحيقة ووسطى وحديثة، ويجدر بها أن يكون لها تراثها المحفوظ في صور؛ ومثلها سائر المدن والقرى اللبنانية. من هنا دعوتي لأولي الأمر، ولكل المهتمين بهذا العمل الحضاري الرائد، وعلى رأسهم المجالس البلدية، إلى إنشاء معارض للذاكرة على نسق هذا المعرض، خاصة بكل قرية أو منطقة، ذلك أن الوجوه تنطفئ، والأسماء تزول، والأماكن تتغير، وينتاب الذاكرة وهن النسيان، فإذا أحاط بها إطار وضمها موضع... بقيت وتناقلتها الأجيال".

وختم المرتضى: "للقائمين بهذا العمل الرائع، مبارك ما فعلتم وما ستفعلون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

عدره

والقى مؤسس متحف نابو كلمة ترحيبية. وقال: "ورد في كتاب "الارض والكتاب" للمبشر والرحالة البروتستانتي وليم طومسون عن بلادنا: لن يكونوا مطلقا شعبا واحدا ولن يجتمعوا على هدف ديني او سياسي مهم، ولذلك سيبقون ضعفاء غير قادرين على حكم ذاتهم ومعرضين للغزوات واضطهادات الغرباء".

وتابع: "يذكر الآثار الفنيقية والرومانية والاسلامية في بيروت. لكن هذه البيوت وسقوفها هدمت وعلى مرفأ بيروت وبوابته الفنيقية وعلى اطلال منازل العاصمة، شيدت تلك المباني المرتفعة بغياب لاي تنظيم مدني ياخذ تاريخ المدينة بالاعتبار. نحن في نابو نؤمن ان الخلاف في الرأي يشجع على الابداع وانه من دون الفن والثقافة لن يكون هناك لا اقتصاد حي ولا ادارة حسنة لهذه البلاد. الخراب الذي نراه على كل الصعد هو نتيجة الجهل والانانية والجشع... وفي الثقافة علاج لذلك".

وشكر "الذين ساهموا في وضع اللبنات لتحقيق ذلك الحلم، كانهم يقولون لطومسون: نحن شعب واحد ولسنا ضعفاء، وسنبقى مصرين على زراعة الامل، كما قال شكسبير في مسرحيته كل شيء بخير اذا انتهى بخير ما من ارث اغنى من الصدق".

منيمنة

وكانت كلمة لرئيس جمعية تراث بيروت سهيل منيمنة قال فيها: "أتيح لي المشاركة في هذا الحدث الثقافي المميز، فهذا المعرض هو خير دليل على ان الثقافة في ارض مبتكري الابجدية لا تزال بخير على الرغم من كل الظروف التي مر بها لبناننا".

الحاج

أما المؤلف بدر الحاج فأشار الى أن "هذا الجهد في اقتناء الصور هو جهد شخصي بحت"، وقال: "بدأت العمل به منذ ما يقارب الثلاثين عاماً والمجموعة التي تضم صوراً لبلاد الشام والعراق هي في متحف نابو الان".

وختم: "المسألة ليست التكاليف المالية لمثل هذا الجهد، انما هي اساساً البحث المضني والمتواصل في المجلات والكتب القديمة والمتاحف بحيث تابعت تاريخ بدايات وتطور فن التصوير في بلادنا، آملاً ان تعجبكم المشاهد وتعجبكم كيف كانت بيروت وكيف اصبحت وأترك لكم القرار".

ويضم المعرض مجموعة كبيرة من الصور ويستمر ستة أشهر.

 

مقالات مشابهة

  • نائب رئيس المفوضية الأوروبية يزور متحف الحضارة.. ويشيد بالكنوز الأثرية
  • وزير الثقافة: إنه لبنان أيها القتلة الأغبياء
  • متحف البراءة.. بوح باموق من الصفحات إلى أعين الزائرين
  • حرائق الغابات تجتاح اليونان مع اقتراب موسم الحرائق
  • اندلاع حريق غابات جديد قرب العاصمة اليونانية
  • ما إنجازات ثورة 30 يونيو في القطاع الثقافي؟
  • المرتضى رعى افتتاح معرض عن بيروت 1840-1918 في متحف نابو
  • "أمامنا أوقات صعبة".. رئيس وزراء اليونان يحذر من موسم حرائق الغابات
  • السلطات اليونانية تخمد حريقًا في شمال أثينا
  • إخماد حريق في أثينا واستمرار مخاطر اندلاع حرائق أخرى في اليونان