نشرت صحيفة "فيدوموستي" الروسية تقريرًا تحدثت فيه عن اعتزام رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي زيارة موسكو في المستقبل القريب ربما في الثامن من الشهر المقبل.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن لهذه الزيارة أهمية كبيرة؛ حيث إنها ستكون منفصلة ولن تتزامن مع قمة البريكس المقرر عقدها في كازان في تشرين الأول/ أكتوبر القادم.



وتضيف الصحيفة أن المتحدث باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف قال "نحن نستعد بالفعل لزيارة رئيس الوزراء الهندي". والجدير بالذكر أن هذه ليست الزيارة الأولى التي يؤديها مودي إلى الخارج منذ فوز حزب بهاراتيا جاناتا بالانتخابات البرلمانية في الخامس من حزيران/يونيو. ونجح مودي في الاحتفاظ بمنصب رئيس الوزراء الذي يشغله منذ سنة 2014. وبالنسبة لبوتين، يعد هذا أول اجتماع مع رئيس الوزراء الهندي منذ الانتخابات التي أجريت في آذار/مارس.

وعقب فوز حزب بهاراتيا جاناتا، حضر مودي قمة مجموعة السبع التي انعقدت في إيطاليا بين 13 و15 حزيران/ يونيو. وفي المؤتمر الدولي لحل النزاع في أوكرانيا الذي انعقد في سويسرا بين 15 و16 حزيران، مثل الهند السفير الهندي السابق في موسكو، نائب وزير الخارجية باوان كابور، لكنه لم يوقع على البيان الختامي.

وبحسب رئيس مركز منطقة المحيط الهندي التابع لمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، أليكسي كوبريانوف، سيتم بالفعل التطرق إلى القضية الأوكرانية في المفاوضات بين بوتين ومودي، قائلًا: "تعرفت وزارة الخارجية الهندية على موقف أوكرانيا وشركائها خلال القمة في سويسرا، والآن حان دور روسيا".


من جانبه، يرى ناندان أونيكريشنان، الخبير في مؤسسة "أوبزرفر للأبحاث" أن مشكلة الصراع المسلح في أوكرانيا، والتي لا تصب في صالح الهند، تشكل أهمية كبيرة لكلا الجانبين. وعليه، تريد دلهي حل الوضع بشكل سريع ولكن في شكل تسوية.

ويضيف أونيكريشنان: "لم تمارس روسيا ضغوطًا علنية على الهند في سياق المؤتمر السويسري، ولم تنضم السلطات الهندية إلى البيان المشترك للقمة".

ومع ذلك يرى أونيكريشنان أن الصراع الأوكراني ليس الموضوع الأكثر أهمية للمناقشة بين بوتين ومودي، بحيث تهتم روسيا والهند، اللتان تدعيان أنهما "زعيمة الجنوب العالمي"، بقضايا التنمية السياسية العالمية على غرار إصلاح الهياكل السياسية والاقتصادية العالمية مع زيادة حصة تمثيل الدول غير الغربية.

وأضافت الصحيفة أن العلاقات الاقتصادية بين روسيا والهند، على الرغم من مخاطر العقوبات الغربية، مستمرة في التطور. وفي الربع الأول من سنة 2024، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 17.5 مليار دولار. وبالنسبة لسنة 2023 بأكمله، تضاعف حجم التجارة بمعدل 1.8 مرة وبلغ بحلول سنة 2022 نحو 65 مليار دولار.

وبحسب كوبريانوف ظلت العلاقات الروسية الهندية ودية على مدى العامين الماضيين، قائلًا: "إن المهام ذات الأولوية، بالإضافة إلى إنشاء آلية دفع مستدامة في التجارة الثنائية، تتمثل في التنويع والتدابير الرامية إلى إيجاد توازن في عمليات التصدير والاستيراد وإنشاء سلاسل إنتاج جديدة بمشاركة الشركات الروسية والهندية". كما يستبعد كوبريانوف تشكيل حزمة عقوبات الاتحاد الأوروبي رقم 14 تهديدات على نظام المراسلة المالية الروسي للتجارة الروسية الهندية.

وبزيارة مودي لموسكو، ينبغي الانتهاء من إعداد اتفاق بشأن إجراءات إرسال أفراد عسكريين ومعدات عسكرية للتدريبات ومكافحة الكوارث الطبيعية في البلدين. وتشبه الوثيقة اتفاقية مماثلة عقدت بين الولايات المتحدة والهند سنة 2016.

وفي ختام التقرير؛ ينوه أونيكريشنان بأن تطوير التعاون العسكري التقني مسألة مهمة في العلاقات الثنائية، بحيث تعد الهند أحد المشترين الرئيسيين للأسلحة الروسية وحصة الواردات من الأسلحة الروسية هي الأكبر على الرغم من انخفاضها في السنوات الأخيرة.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الهندي مودي موسكو بوتين روسيا روسيا الهند موسكو بوتين مودي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رئیس الوزراء الهندی

إقرأ أيضاً:

مُقاربة كولمبو: كيف توازن زيارة “مودي” سياسة سريلانكا الخارجية؟

تصنف العلاقات بين الهند وسريلانكا بأنها علاقة استراتيجية قائمة على أساس مصالح مشتركة عديدة بين البلدين. وقد أجرى رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، خلال أبريل 2025، زيارة إلى دولة سريلانكا، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية مع دولة الجوار الجنوبية. وتُعد هذه أول زيارة لزعيم أجنبي يستضيفه الرئيس السريلانكي أنورا كومارا ديساناياكي الذي تولى منصبه في سبتمبر 2024.

تجديد الشراكة:

سعت نيودلهي من جراء تلك الزيارة تحقيق عدد من الأهداف، ويأتي على رأسها الآتي:

1. تعزيز العلاقات الاقتصادية: تجمع الهند وسريلانكا علاقات اقتصادية متينة، إذ بلغ حجم التجارة الثنائية، خلال الفترة 2023-2024، نحو 5.54 مليار دولار، كما تتشارك الدولتان اتفاقاً للتجارة الحرة منذ عام 2000. وبلغ حجم الاستثمار الأجنبي المباشر الهندي في سريلانكا نحو 2.25 مليار دولار حتى عام 2023، وتتركز الاستثمارات الهندية على قطاعات الطاقة والعقارات والتصنيع، والاتصالات، والتمويل.

كما أن هناك عدداً من المشروعات بين البلدين ما زالت قيد التنفيذ مثل الممر البري الاقتصادي بين ترينكومالي وكولمبو، كما سبق أن تعهدت الهند بتقديم 61.5 مليون دولار لتطوير ميناء كانكيسانثوراي في مدينة جافنا السريلانكية، فضلاً عن مخططات خدمات العبارات بين منقطتي راميسوارام وتالايمانار في سريلانكا. بالإضافة إلى الإعلان عن تدشين محطة طاقة شمسية ومستودع زراعي عالي التقنية بغرض المساعدة في تطوير القطاع الزراعي بالبلاد.

ومن جهة أخرى؛ تلعب الهند دوراً محورياً في تجاوز سريلانكا للأزمة الاقتصادية التي تعرضت لها عام 2022، عقب إعلان الدولة إفلاسها وعدم استطاعتها تسديد الديون الخارجية، إذ قدمت نيودلهي مساعدات تقدر بنحو 4.5 مليار دولار في الفترة 2022-2023، كما وقعت اتفاق مع سريلانكا لإعادة هيكلة الديون، في يونيو 2024، باعتبارها- أي الهند- أحد أكبر الدائنين لكولمبو.

2. تنمية التعاون الطاقي: تهتم نيودلهي بتعزيز التعاون الطاقي مع سريلانكا، إذ تم توقيع اتفاق ثلاثي يجمع بين الهند ودولة الإمارات العربية المتحدة وسريلانكا، في 6 أبريل 2025، بشأن تطوير مدينة ترينكومالي السريلانكية لتصبح مركزاً إقليمياً للطاقة في منطقة جنوب آسيا، والإسهام في تعزيز أمن الطاقة في سريلانكا. وسيتضمن المشروع خط أنابيب متعدد المنتجات مع إمكانية استخدام مزرعة خزانات نفط تعود إلى حقبة الحرب العالمية الثانية، والتي تُشغّلها جزئياً الشركة السريلانكية التابعة لشركة النفط الهندية (IOC)، ومن المتوقع أن يصبح هذا المركز مركزاً إقليمياً للوجستيات في مجال الطاقة، مُستفيداً من الاستثمارات المشتركة والخبرة الفنية لدى كل من الهند ودولة الإمارات.

كما شهدت الزيارة، افتتاح مودي أيضاً محطة للطاقة الشمسية بقيمة 100 مليون دولار تم تطويرها بشكل مشترك من قبل شركة الطاقة الحرارية الوطنية الهندية ومجلس كهرباء سيلان (مصدر الطاقة في سريلانكا). كما وقعت الدولتان اتفاقيات بشأن ربط شبكات الكهرباء عبر الحدود.

3. توطيد التنسيق الدفاعي والأمني: شهدت الزيارة، توقيع رئيس الوزراء الهند مع الرئيس السريلانكي اتفاقاً دفاعياً، لمدة 5 سنوات، وينص على تدريب أفراد الجيش السريلانكي في الهند وتبادل المعلومات وتناقل الخبرات التكنولوجية. ويشمل هذا الاتفاق إطاراً لقيام الهند بتزويد سريلانكا بمعدات عسكرية لتعزيز قدراتها الدفاعية، في ظل تأكيد مودي على “ارتباط أمن البلدين ببعضهما البعض، في مواجهة تمدد الخطر الصيني بالمحيط الهندي”، خاصة بفضل ما تحظى به سريلانكا من أولوية إعمالاً لسياسة الجوار أولاً، التي ترفعها الهند منذ استقلالها عام 1947.

وجدير بالذكر أن البلدان يرتبطان بأُطر للتعاون والتنسيق الأمني، لعل أبرزها مؤتمر كولمبو الأمني والذي تم تأسيس أمانته العامة (CSC) عام 2000، ويهدف إلى معالجة التهديدات العابرة للحدود وتعزيز التعاون في مجالات مثل السلامة البحرية ومكافحة الإرهاب والأمن السيبراني والإغاثة في حالات الكوارث، وتعزيز الأمن الإقليمي بالتنسيق بين الهند وسريلانكا وجزر المالديف وموريشيوس.

4. ترسيخ الروابط الثقافية: شملت الزيارة قيام مودي بتعضيد أواصر الروابط الدينية مع سريلانكا عبر استعراض آثار بوذا من ولاية غوجارات في سريلانكا بمناسبة عيد فيساك 2025، كما تم الإعلان عن اعتزام الهند تجديد معبدي ثيروكونيسوارام وسيتا إيليا. كما زار مودي معبد جايا سري ماها بودي في مدينة أنورادهابورا التاريخية في سريلانكا وقدم احتراماته في الضريح البوذي، وأدى الصلاة فيه والتقى برئيس الأضرحة البوذية بالمدينة، مدللاً على أن البوذية رمز للسلام والتنوير. جدير بالذكر أن لهذا المعبد أهمية تاريخية خاصة في الروابط الدينية والحضارية بين البلدين. وخلال زيارة تلك المدينة تم افتتاح مشروعين للسكك الحديدية تم إنجازهما بمساعدة وتمويل الهند.

5. حل الخلافات البينية: سعت الزيارة إلى حل الخلافات بين البلدين حول مصايد الأسماك والصيد الجائر في المياه السريلانكية من قِبل صيادي ولاية تاميل نادو الهندية. فخلال عام 2024، أُلقي القبض على أكثر من 500 صياد هندي، ولا يزال 97 منهم مُحتجزين لدى سريلانكا حتى مارس 2025. وقد ضغط رئيس وزراء ولاية تاميل نادو، على نيودلهي لمعالجة هذه القضية، حيث صدر مؤخراً قراراً في مجلس الولاية باستعادة جزيرة كاتشاتيفو، التي تنازلت عنها سريلانكا في سبعينيات القرن الماضي.

وترى سريلانكا أن الصيادين الجائرين يتعدون على شواطئها. وتتصاعد الدعوات لمعالجة الإشكالية بين الجانبين، إلا أنه لا يتُوقع حدوث أي تغيير في وضع كاتشاتيفو نظراً للاتفاقية الثنائية المُلزمة مع الهند.

وقد أسفرت الزيارة عن إفراج سريلانكا عن 14 صياداً هندياً استجابة لدعوة مودي لتبني نهج إنساني في التعامل مع تلك القضية، في بادرة حسن نية لتحسن العلاقات بين الهند وسريلانكا للتخفيف من وطأة القضايا الخلافية العالقة.

هذا بالإضافة إلى الخلافات التجارية، حيث يخشى بعض السريلانكيين من أن تستغل الهند الزيارة للضغط على كولومبو لحل النزاعات حول التعريفات الجمركية وما يتعلق بمشروع طاقة الرياح التابع لمجموعة أداني الهندية بقدرة 484 ميجاوات في مانار بسريلانكا.

نهج مُتوازن:

عكست زيارة مودي إلى كولمبو عدد من الدلالات والرسائل، والتي يمكن تسليط الضوء عليها على النحو التالي:

1. تخوف نيودلهي من توجهات كولمبو الجديدة: تتخوف نيودلهي من التحولات السياسية في سريلانكا بعد فوز الرئيس الذي ينتمي لليسار القومي ديساناياكي بالرئاسة، في سبتمبر 2024، كما حاز حزبه “السلطة الشعبية الوطنية”، على أغلبية كاسحة في الانتخابات البرلمانية التي عُقدت في نهاية 2024، من أن يؤدي ذلك إلى اتجاه كولمبو إلى مزيد من التقارب مع الصين، على حساب العلاقات التاريخية مع الهند. وربما يُدلل على هذا الاتجاه من جانب سريلانكا توقيع صفقة مصفاة النفط الصينية في هامبانتوتا بقيمة 3.2 مليار دولار، والتي وقّعتها مع شركة سينوبك الصينية المملوكة للدولة، وذلك خلال الزيارة التي قام بها ديساناياكي إلى بكين، في يناير 2025، والتي شهدت أيضاً التوقيع على 15 وثيقة تعاون بين الجانبين.

يُضاف إلى ذلك أن هناك بعض دول الجوار الهندي قد حدثت بها مؤخراً تحولات سياسية أسفرت عن اتجاهها نحو مزيد من تعزيز علاقاتها مع بكين، ومنها بنغلاديش، بعد تغير النظام السياسي بها عقب الإطاحة بنظام الشيخة حسينة، وكذلك المالديف بعد فوز الرئيس محمد مويزو، والتي عقدت اتفاق تجارة حرة مع الصين. ومن ثم تأتي تلك الزيارة في محاولة لحفاظ نيودلهي على العلاقات مع كولمبو، كما سعى النظام الجديد في كولومبو إلى تأكيد هذا الأمر؛ حيث منح الرئيس السريلانكي نظيره الهندي جائزة “ميثرا فيبهوشانا” للمرة الأولى وهي أعلى جائزة تُمنح لزعيم أجنبي، وهو ما يجعل تلك البادرة التاريخية ذات دلالة رمزية.

2. موازنة كولمبو علاقاتها الخارجية: حرص الرئيس السريلانكي ديساناياكي على التأكيد على أن سياساته الخارجية متوازنة في التعامل مع القوتيْن الإقليميتيْن المجاورتيْن (الصين والهند)، وعدم اعتبار فوزه وحزبه بمقاليد السلطة ردة عن سياسات بلاده التقليدية في الصداقة مع الهند، إذ أجرى ديساناياكي أول خارجية له إلى نيودلهي في ديسمبر 2024، وتبعها بزيارة إلى بكين في يناير 2025، ومن ثم فإن تلك الزيارة تعد امتداداً لهذا النهج في ظل حرص سريلانكا على استمرار اعتمادها الاقتصادي على كلا البلدين لإدارة ديونها وضمان حيادها الجيوسياسي في حال حدوث مواجهات إقليمية، خاصة في ظل إيلاء الرئيس السريلانكي الاهتمام في المقام الأول باستعادة الاستقرار الاقتصادي لبلاده وضبط خطط الإنقاذ المبرمة مع صندوق النقد الدولي.

3. مُفاضلة بين استثمارات الهند والصين: في ظل التنافس الهندي الصيني على النفوذ في سريلانكا نظراً لكونها مركزاً تجارياً واستراتيجياً بحرياً في المحيط الهندي، برزت بعض التقديرات التي تقارن بين استثمارات البلدين، وتفضيل البعض منها للانخراط الهندي، نظراً لأن استثماراتها تركز على القطاعات التنموية التي تحقق منافع اقتصادية متبادلة، مثل الطاقة وتطوير البنية التحتية الرقمية وتحديث القطاع الزراعي وتعزيز السياحة، مع الوضع في الاعتبار أن الهند لا تزال أكبر مساهم في قطاع السياحة في سريلانكا، حيث شكلت 20.3% من إجمالي عدد السياح الوافدين في عام 2024، بينما تحتل الصين المركز الخامس.

في حين رأت تلك التقديرات أن استثمارات الصين خاصة المبرمة خلال زيارة ديساناياكي كانت ذات صلة بمبادرة الحزام والطريق مثلما تجلى في مشروع ميناء هامبانتوتا ومصفاة النفط بإشراف شركة سينوبك الصينية، وقد يُنظر لتلك المشاريع أنها تثقل كاهل اقتصاد سريلانكا بالديون لصالح الصين، فضلاً عن محدودية جدواها للاقتصاد وإدراج العديد من تلك التمويلات تحت بند القروض عبر بنك التنمية الصينية وما يثيره من مخاوف بشأن فخ الديون.

وفي المقابل، فإن الصين من جانبها تنظر لذلك التناول لدورها في الاقتصاد السريلانكي باعتباره مسعى لإبعادها عن مبادرة الحزام والطريق من خلال الترويج لما يسمى بفخ الديون، بالنظر إلى أن القروض الصينية لا تمثل أكثر من نحو 10% من إجمالي قروض سريلانكا المدينة بشكل رئيس للهند والمؤسسات المالية الغربية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، فالأحرى تسليط الضوء على فخ الديون الغربية والهندية لا الصينية، وفق هذا التصور.

وفي التقدير، يمكن القول إن أهمية سريلانكا تتنامى بفعل موقعها الاستراتيجي والتجاري في منطقة المحيط الهندي بما يجعلها عرضة للمخاطر الناجمة عن تفاقم حدة التنافس الهندي الصيني. ولكن تظل قدرة كولمبو على تحقيق التوازن في تقاربها من كل من الهند والصين مرهوناً بقدرتها على استعادة تعافيها الاقتصادي لتجنب الوقوع في فخ الديون على نحو يقلص استقلاليتها في مواجهة النفوذ والتدخل الأجنبي في شؤونها، وتغلغل التدخل العسكري الأجنبي في أراضيها على نحو قد يجعلها ساحة للمواجهات الإقليمية المباشرة أو بالوكالة.

” يُنشر بترتيب خاص مع مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أبوظبى ”


مقالات مشابهة

  • نتنياهو يناقش مع مودي إنشاء ممر يربط آسيا وأوروبا مروراً بالسعودية
  • تصعيد خطير بين الهند وباكستان على خلفية هجوم في كشمير الهندية
  • مُقاربة كولمبو: كيف توازن زيارة “مودي” سياسة سريلانكا الخارجية؟
  • الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يلتقي رئيس الوزراء الهندي
  • الرئيس السيسي يعزي رئيس وزراء الهند في ضحايا حادث إرهابي استهدف سائحين بكشمير
  • الرئيس السيسي يعزي رئيس وزراء الهند هاتفيًا في ضحايا الحادث الإرهابي بولاية كشمير
  • السيسي يعزى رئيس وزراء الهند جراء الحادث الإرهابي ويؤكد تضامن مصر مع أسر الضحايا
  • ‏رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: الضربات الروسية على كييف "تذكير حقيقي بأن روسيا هي المعتدي
  • الشرطة الهندية تتعرف على 3 مسلحين يشتبه بضلوعهم في هجوم كشمير
  • مودي يقطع زيارته للسعودية وحملات واسعة للقوات الهندية في كشمير