في المناظرة الأولى بين الرئيس الأميركي، جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب، تطرق الأخير إلى سياسات الإدارة الأميركية الحالية في التعامل مع الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس.

وانتقد ترامب، في المناظرة على قناة "سي إن إن" من استوديو في أتلانتا، سياسات بايدن التي زعم أنها تسببت في حدوث هجوم السابع من أكتوبر، وذكر أن إدارته السابقة جففت كل الإيرادات لطهران، ما جعلها غير قادرة على دعم حماس أو أي جماعات مسلحة في المنطقة.

من جانبه، قال بايدن إنه في عهد ترامب هاجمت إيران مئات الجنود الأميركيين وتسببت في إصاباتهم.

وأضاف أن "مجلس الأمن ومجموعة السبع وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وافقوا على خطة مقترحة بثلاث مراحل.. وحماس تريد استمرار الحرب".

وأشار إلى أنه يـ"ضغط بشدة لجعل حماس توافق على الخطة"، ودافع بايدن عن قراره بتعليق إرسال قنابل تزن 2000 رطل (أكثر من 900 كلغ)، لأنه من الصعب أن تستخدم في مناطق مأهولة.

وأكد أن الولايات المتحدة أكبر داعم لإسرائيل، مشيرا إلى أنه تم "إضعاف حماس" و"علينا القضاء" على الحركة.

ورد ترامب بدوره بالقول "بايدن يقول إن حماس هي التي لا تريد وقف إطلاق النار، ولكن إسرائيل هي التي لا تريد وقف إطلاق النار، عليهم إنهاء الأمر".

وقال ترامب إن بايدن أصبح مثل "الفلسطيني السيء وهو ضعيف"، فكان الرد من الرئيس الحالي بأن هذا الكلام من "الحماقة".

وأدار المذيعان جيك تابر ودانا باش مناظرة "سي إن إن".

ولم يُجب ترامب على سؤال فيما لو كان سيؤيد دولة فلسطينية مستقلة لإنهاء الحرب بيت إسرائيل وحماس في غزة، وسألت المذيعة باش: "هل ستؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة من أجل دعم السلام في المنطقة؟"، ليرد الرئيس السابق بالقول: "سيتوجب علي أن أرى" الوضع حينها، لينتقل بعدها إلى الحديث عن اتفاقيات التجارة مع الدول الأوروبية، وفق ما نقلته "سي إن إن".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

حقا .. من انتصر؟

21 يناير، 2025

بغداد/المسلة:

ليث شبر – التيار الوطني العراقي

الحرب التي جرت بين إسرائيل وحماس خلفت وراءها خسائر مادية وبشرية جسيمة. تشير التقديرات إلى أن إسرائيل فقدت حوالي 850 جنديًا وضابطًا و1200 مدنيًا، من بينهم ما لا يقل عن 282 امرأة و36 طفلًا. بالإضافة إلى ذلك، أصيب حوالي 16,000 جندي إسرائيلي و1941 مدنيًا في هجوم 7 أكتوبر. بلغت تكلفة الحرب على إسرائيل حوالي أكثر من 67 مليار دولار، بما في ذلك النفقات العسكرية المباشرة والنفقات المدنية وخسائر الإيرادات، وغادر حوالي 600,000 إسرائيلي البلاد خلال الحرب.

أما في قطاع غزة، فقد قُتل حوالي 47,000 فلسطيني، من بينهم أكثر من 6000 امرأة و11000 طفلًا. وأصيب أكثر من 110,000 شخص في القطاع، ونزح حوالي 1.7 مليون شخص بسبب الحرب. تضررت 68% من الأراضي الزراعية، و52% من الآبار ، ودُمِّر 72% من أسطول الصيد في القطاع. وتتراوح تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة بين 30 إلى 40 مليار دولار.

حقًا من انتصر؟..

هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه بعد كل حرب، وخاصة بعد الحرب التي جرت بين إسرائيل وحماس. هذه الحرب التي شهدت تصاعدًا في العنف والدمار، وخلفت وراءها الكثير من الأسئلة حول من هو المنتصر الحقيقي في هذا الصراع.

من الناحية العسكرية، قد يبدو أن إسرائيل قد حققت انتصارًا بفضل تفوقها العسكري والتكنولوجي. القوات الإسرائيلية تمكنت من تدمير العديد من البنية التحتية لحماس، بما في ذلك كثير من الأنفاق والمواقع العسكرية. ولكن هل يمكن اعتبار هذا انتصارًا حقيقيًا؟ الحرب لم تؤدِ إلى القضاء على حماس أو إنهاء الصراع، بل على العكس، زادت من تعقيد الوضع وأدت إلى مزيد من العنف والكراهية.

من جهة أخرى، حماس قد تعتبر نفسها منتصرة لأنها استطاعت الصمود أمام الهجمات الإسرائيلية وأظهرت قدرتها على الرد وإطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية. هذا الصمود قد يعزز من مكانتها بين الفلسطينيين ويزيد من شعبيتها. ولكن هل يمكن اعتبار هذا انتصارًا حقيقيًا؟ الحرب أدت إلى دمار كبير في غزة وسقوط العديد من الضحايا المدنيين، مما يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني.

الحرب بين إسرائيل وحماس ليست مجرد صراع عسكري، بل هي أيضًا صراع سياسي وإعلامي. فكل طرف يسعى إلى كسب دعم المجتمع الدولي وتأييد الرأي العام. في هذا السياق، يمكن القول إن كلا الطرفين قد حقق بعض النجاحات وبعض الإخفاقات. إسرائيل نجحت في الحصول على دعم بعض الدول الغربية، بينما حماس نجحت في كسب تعاطف العديد من الشعوب والمنظمات الدولية.

لا يمكن إغفال أن نتائج هذا الصراع المستمر تؤثر بشكل كبير على منطقة الشرق الأوسط خصوصًا والعالم عمومًا. فالاضطرابات والعنف المستمر في المنطقة يزعزع الاستقرار الإقليمي ويؤثر على الأوضاع الأمنية والاقتصادية للدول المجاورة. كما أن هذا الصراع يولد موجات جديدة من اللاجئين ويزيد من حدة التوترات السياسية. وبالنسبة للعالم، فإن استمرار هذا النزاع يعزز من التحديات الأمنية ويزيد من تعقيدات العلاقات الدولية.

لكن في النهاية، يمكن القول إن الحرب لم تحقق انتصارًا حقيقيًا لأي من الطرفين. الخاسر الأكبر في هذه الحرب هو الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الدمار والفقر والحرمان. الحرب لم تؤدِ إلى تحقيق السلام أو الاستقرار، بل على العكس، زادت من تعقيد الوضع وأدت إلى مزيد من العنف والكراهية.

من منظور التيار الوطني العراقي بقيادة الدكتور ليث شبر، فإن الحل الحقيقي للصراع بين إسرائيل وحماس يكمن في الحوار والتفاوض. والدكتور ليث شبر يؤمن بأن العنف لا يمكن أن يؤدي إلى تحقيق السلام، وأن الحل الوحيد هو التفاهم والتعاون بين جميع الأطراف. التيار الوطني العراقي يدعو إلى تعزيز الحوار والتفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والعمل على تحقيق حل عادل وشامل يضمن حقوق الجميع ويحقق السلام والاستقرار في المنطقة.

في الختام، يمكن القول إن الحرب بين إسرائيل وحماس لم تحقق انتصارًا حقيقيًا لأي من الطرفين. الحل الحقيقي يكمن في الحوار والتفاوض والعمل على تحقيق السلام والاستقرار. الشعب الفلسطيني يستحق حياة كريمة وآمنة، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التفاهم والتعاون بين جميع الأطراف.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • مندوب روسيا بالأمم المتحدة: موسكو ستراقب تنفيذ الاتفاق بين إسرائيل وحماس
  • أخبار غزة.. إسرائيل قد تواجه صعوبة في استئناف حربها ضد حماس
  • حماس: ندعو إلى توحيد الصف الفلسطيني لمواجهة هذا التغول الصهيوني
  • بعد الحرب..إسرائيل تريد السلام في غزة لكنها لن تمول إعادة الإعمار
  • اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة معلّق بخيط رفيع
  • الصحف العربية: سياسات ترامب وقراراته وحصار إسرائيل للضفة الغربية تتصدر العناوين.. وتكويت تام للقضاء الكويتي خلال 5 سنوات
  • إبراهيم عيسى: أبو عبيدة رجل مختل وحماس ليست جماعة وطنية
  • غارديان: اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة معلق بخيط رفيع
  • سخرية وحزن في إسرائيل من وعد نتنياهو بالنصر المطلق في غزة
  • حقا .. من انتصر؟