بوابة الوفد:
2024-07-01@12:15:28 GMT

صداقة بلون الدم

تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT

«عبده» ذبح صديقه بسبب 2000 جنيه وألقى جثته أسفل الطريق الدائرى

أسرة الضحية: كان بيحب صاحبه ومحدش كان يتوقع أن يقتله غدرًا

 

«تعالى ما تمشيش وانت زعلان.. هديك فلوسك».. بتلك الجملة استدرج مسجل خطر صديقه داخل منزله فى مدينة 15 مايو وأنهى حياته بطعنة غادرة فى الظهر، ليكتب نهايته بطريقة مأساوية بسبب مبلغ مالى رفض المتهم رده إلى المجنى عليه، وقرر التخلص منه للأبد.

فى منزل بسيط وسط أبوين وشقيق كان يعيش «أحمد محمد» حياة هادئة طبيعية لا شيء يعكر صفو تلك الأسرة، غير المشكلات العادية التى لا تخلو منها منازل الأسر، ويمارس أحمد عمله برفقة شقيقه فى أحد المستشفيات، وهناك تعرف على المتهم «عبدالرحمن العدوى» الشهير بـ»عبده» ونشأت بينهما علاقة صداقة قوية.

بعد 3 أشهر ترك أحمد العمل فى المستشفى لكن علاقته بـ»عبده» لم تنته بل زادت علاقتهما حتى تبادلا الزيارات فيما بينهما، وأصبحت أسرة «أحمد» تعتبر عبدالرحمن ابنا ثالثاً لهم، ولا يعرفون أى شيء عن سلوك المتهم السيئ الذى يخفيهم عنهم.

اقترض المتهم من «أحمد» مبلغ 2000 جنيه على سبيل السلفة، لكنه ماطل فى ردها مرة أخرى وكان ينوى عدم ردها، ومع طلب صديقه أمواله اتصل به على هاتف والدته بسبب كسر شاشة موبايل الضحية «يا خالتى أنا عايز أكلم أحمد» لم تلق الأم اهتماما لمعرفتها بالمتهم وأنه صديق ابنها، ولكنه طلب منه أن يقابله داخل منزله فى منطقة 15 مايو بالقاهرة، وليلة وقفة العيد فى الثانية عشرة ظهراً خرج الضحية من منزله وتوجه إلى بيت القاتل على وعد بأن يعود لأسرته للإفطار معهم مغرب وقفة عرفات.

مع اقتراب الإفطار حاولت أسرة أحمد أن تتواصل معه على هاتف والدته الذى وضعه فى جيبه أثناء خروجه، لكنه لم يجب وأن التليفون خارج نطاق الشبكة، فحاولوا أن يهاتفوه على تليفون صديقه «عبده» لكن لم يختلف الأمر لأن الهاتف كان مغلقا، فتسلل الشك بداخل الأسرة البسيطة، ولم يكن أحد منهم يتوقع أن تكون نهاية ابنهم على يد صديقه الذى يحبه ويثنى دائما على أخلاقه.

مر يومان على اختفاء «أحمد» فاعتقد الأب أن ابنه برفقة أصدقائه، ولم يكن أحد من تلك العائلة يعرف مكان سكن صديقه «عبدالرحمن»، حتى تفاجأ الأب باتصال من مباحث قسم شرطة حلوان يطالبونه بالحضور، فأسرع الأب إلى هناك وأدلى بمعلومات عن ابنه وأخر لقاء جمعه به، حتى أفصح له بأنهم عثروا على جثمان ابنه أسفل الطريق الدائرى بالبدرشين به عدة طعنات. 

لم يصدق الأب ما تعرض له ابنه، فلم يستحق تلك النهاية القاسية، لدماثة خلقه وطيبة قلبه، وأخبرهم أن ابنه كان برفقة صديقه عبدالرحمن وأنه منذ يومين لا يعلم شيئًا عنه وكان بصدد الإبلاغ عن اختفائه، تحريات رجال المباحث دلت ان صديق المجنى عليه وراء ارتكاب الواقعة بالاشتراك مع 3 آخرين بينهم شقيقه واثنان من أصدقائه.

انطلقت قوة أمنية من ضباط مباحث البدرشين وحلوان و15 مايو ألقت القبض على المتهمين، الذين اعترفوا بتفاصيل الواقعة كاملة، وقال المتهم الرئيسى «عبده» إنه نشب خلاف بينه وبين الضحية داخل مسكنه فى 15 مايو وغادر صديقه متوجها إلى منزله، لكنه أسرع خلفه وأقنعه بالعودة ومنحه الأموال التى يتشاجرون عليها «تعالى هديك فلوسك».

استغل المتهم عودة صديقه معه مرة أخرى وفاجأه بطعنة غادرة فى الظهر، ثم تابعها بعدة طعنات أخرى حتى أنهى حياته ورقد على الأرض جثة هامدة، وبعدها شاهده شقيقه الذى يسكن معه بنفس المسكن، واتصل المتهم باثنين من أصدقائه وأخبرهما بانه أمسك بـ لص وعليهما الحضور لمشاركته فى تسليمه للمباحث.

بعد وصول صديقيه تفاجآ بجثة الضحية، فطلب منهما المتهم مشاركته فى التخلص من الجثمان حتى لا يورطهما معه فى الجريمة، ونجح فى إقناع الثلاثة «شقيقه وصديقيه» فى التخلص من الجثمان وحملوه داخل سيارة أحدهم وألقوه فى منتصف الليل أسفل الطريق الدائرى بالبدرشين معتقدين بأنهم تخلصوا من الجريمة وأنهم نجحوا فى الهروب من العقاب ومشاركة القاتل فى جريمته.

مر ما يقرب من 24 ساعة على إلقاء الجثمان بالطريق حتى عثر خفير على الجثة التى تعرضت لنهش الكلاب الضالة، فأبلغ رجال الشرطة «فيه قتيل تحت الدائري» لتنطلق قوة أمنية من رجال مباحث البدرشين بالجيزة برئاسة العميد محمد مختار رئيس مباحث قطاع جنوب الجيزة، وتم التحفظ على الجثمان داخل ثلاجة حفظ الموتى، ولم يعثر رجال الشرطة على أى أوراق تدل على هوية الضحية، ومن خلال الفحص والتحرى تم التوصل لأسرته وتبين أنه يدعى «أحمد محمد» من سكان منطقة حلوان بالقاهرة.

تم التواصل مع أسرة الشاب القتيل الذين أكدوا أنه دائم التواجد مع صديق له وأنه آخر من شاهدوه معه وأخبر أحد افراد اسرته انه سيتوجه لزيارة صديقه فى منزله ولم يعد من حينها، وطالبت أسرته بسرعة القصاص من المتهمين كى يستريح قلبهم الذى قُتل غدرا على يد صديقه بسبب مبلغ 2000 جنيه. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الطريق الدائرى إلى المجنى عليه

إقرأ أيضاً:

د. أحمد زايد: 30 يونيو.. تاريخ كتبه المصريون

تظل ذكرى ثورة الـ30 من يوليو، شهادة على تاريخ جديد، كتبه جموع الشعب المصرى، وتمثل نقطة تحول كبيرة لتوقيتنا المعاصر، حيث خرجت جموع الشعب عن بكرة أبيها ضد حكم المرشد حيث الوصاية والاستبداد والإرهاب الذى تمارسه جماعة فاشية استولت على الحكم لمدة عام كامل، مارست فيه السلطة باسم الدين، بعد أن شعر أن الهدف الرئيسى فى العيش الكريم المطمئن الذى طالب به الخروج الأول بات هدفاً بعيد المنال، فكان التخوين والتكفير والإرهاب والعنف والتطرف.

إن تنظيم الإخوان ليس لديه فكرة الوطن، بل هدفهم خلافة الجماعة، حتى لو قامت بإحداث فتنة وتفرقة بين أفراد المجتمع، لأن شعارهم من ليس معنا فهو ضدنا، فالإخوان يتبعون منهج وأفكار سيد قطب، لذلك كانت ثورة ٣٠ يونيو إنقاذاً للشعب المصرى والوطن من براثن الإرهاب، فالقوات المسلحة فى ثورة ٣٠ يونيو أنقذت مصر من الإرهاب والحرب الأهلية، والتى كانت ستمتد لسنوات لولا تدخل الجيش استجابة لمطالب الشعب.

30 يونيو تاريخ يجب أن يُحفر فى ذاكرة الأرض. هذا التاريخ يعتبر هاماً جداً فى حياة الإنسان المصرى والمجتمع المصرى، لأنه شهد تحولاً كبيراً من حالة إلى حالة، ومن وضع إلى وضع.

من مجتمع يكاد يفقد ذاته وتماسكه، وأرضه وذاكرته ووطنيته.

مجتمع يتحول فيه البشر إلى ما يُطلق عليه حرب الكل ضد الكل.

الكل يتصارع والكل يتقارب.

كل جماعة انقسمت على نفسها وكل أسرة انقسمت على نفسها.

السلطة العليا فى الدولة أصبحت تلتهم كل شىء وتسيطر على كل شىء.

تصدر بياناً بتعديل دستورى أو إعلان دستورى يمكن رئيس الجمهورية من السيطرة على كل شىء والتحول إلى طاغية بالمعنى الذى نعرفه لكلمة طاغية.

كان المجتمع فاقداً للأمن، لا يستطيع الشخص فيه الحفاظ على أمنه الشخصى فى الشوارع أو على أمن منزله أو ممتلكاته.

كانت الحياة مليئة بالقلق والاضطراب.

العلاقة بالدول الأخرى كانت تضحى بالوطن من أجل تحقيق أهداف سياسية ضيقة، والتضحية بالتاريخ الوطنى الكبير لمصر من أجل أهداف سياسية ضيقة.

كل هذه المشاهد تجعلنا نقول إن خروج الشعب فى 30 يونيو ومطالبته بتنحى رئيس الجمهورية والدخول فى بناء جديد أو حياة جديدة أو مجتمع جديد، يعتبر تاريخياً ويجب أن نتذكره ونعتز به لأنه حول المجتمع إلى مجتمع يدرك مصالحه، يبحث عن تماسكه، ضميره الجمعى، حضارته، ذاكرته، تاريخه، اطمئنانه، وأمنه، وكل ما فقده فى هذا العام.

استطاع المجتمع بالفعل أن يخرج خروجاً كبيراً.

إذا قارنا بين الخروج فى 30 يونيو والخروج فى 25 يناير، نجد أن خروج 30 يونيو كان متميزاً وكبيراً جداً، حيث شاركت فيه كل جموع الشعب فى كل المحافظات وكل الفئات الاجتماعية، حتى من أُطلق عليهم «حزب الكنبة» الذين لم يخرجوا فى 25 يناير.

أنا شخصياً خرجت فى 30 يونيو، وشاركت فى معظم أيام التظاهرات فى ميدان التحرير.

كنت أصطحب معى من يرغب من الشارع، سواء بالسيارة أو التاكسى.

كانت تجربة عظيمة، شاهدنا فيها هذا اليوم العظيم فى تاريخ مصر، وخروج القوات المسلحة وتلاحمها مع الشعب، وقوفها بجانب الشعب بصلابة وإدراك للحظة التاريخية.

يجب أن نتذكر كيف يمكننا إدراك اللحظة التاريخية، وقادة النخبة العسكرية أدركوا اللحظة وتدخلوا للتلاحم مع الشعب وتغيير الوضع الكبير الذى شهدناه، وبدء وضع خريطة طريق بمشاركة كل الفئات التى تمثل المجتمع المصرى.

انتقلنا إلى مجتمع جديد نحاول بناءه بتكوين الدستور وإرساء القواعد الأساسية فى مجالس النواب والشيوخ وكل المؤسسات، وإصدار قوانين هامة تخص المجتمع المدنى وكثير من الجوانب التى تؤسس للدولة بشكل قوى.

انطلقنا فى مجالات التنمية المختلفة، ونحن نستقبل 30 يونيو بعد هذه الفترة، نود استكمال هذا المشروع التنموى والحفاظ على قوة الإرادة السياسية والزخم الذى رافق هذه المشاريع.

نحتاج لمراجعة المشروعات التى تحتاج إلى تنمية أكثر، والدخول بقوة فى مجالات الصناعة والتقدم التكنولوجى وتطوير التعليم والصحة، ليصبح الإنسان المصرى مستقلاً ومعتمداً على نفسه.

نأمل فى السنوات القادمة أن نحقق اكتفاءً ذاتياً فى الغذاء واللحوم والدواجن وكل شىء، لتصبح مصر من جديد سلة غذاء للعالم، وتحافظ على هويتها وتماسكها وحضارتها الملهمة.

يجب أن نحافظ على هذه الحضارة والثقافة، ونتضافر جميعاً من مواطنين ومجتمع مدنى ورجال أعمال وحكومة لبناء مستقبل أفضل.

مقالات مشابهة

  • "ضربه بكزلك".. استمرار حبس المتهم بقتل سباك بطعنة نافذة في الوراق
  • ننشر صورة المتهم بقتل نقاش لدفاعه عن صديقه بدار السلام
  • "منعه من شرب مخدرات".. حبس المتهم بقتل سباك بطعنة نافذة في الوراق
  • "طعنة بالصدر".. ننشر صورة المتهم بقتل سباك الوراق بسبب المخدرات
  • "منعه من تعاطي المخدرات تحت البيت".. شقيقة ضحية بلطجي الوراق تكشف تفاصيل الواقعة
  • د. أحمد زايد: 30 يونيو.. تاريخ كتبه المصريون
  • فيلم عصابة الماكس يحصد إيرادات متوسطة بالسينمات أمس
  • بعد إحالته للمفتي.. تأجيل محاكمة متهم بقتل منجد المعادي لشهر يوليو
  • فيلم عصابة الماكس .. إيرادات الخميس تتجاوز 600 ألف
  • الاستماع لأقوال أسرة شخص لقى مصرعه داخل مسكنه فى منشأة القناطر