«عبده» ذبح صديقه بسبب 2000 جنيه وألقى جثته أسفل الطريق الدائرى
أسرة الضحية: كان بيحب صاحبه ومحدش كان يتوقع أن يقتله غدرًا
«تعالى ما تمشيش وانت زعلان.. هديك فلوسك».. بتلك الجملة استدرج مسجل خطر صديقه داخل منزله فى مدينة 15 مايو وأنهى حياته بطعنة غادرة فى الظهر، ليكتب نهايته بطريقة مأساوية بسبب مبلغ مالى رفض المتهم رده إلى المجنى عليه، وقرر التخلص منه للأبد.
فى منزل بسيط وسط أبوين وشقيق كان يعيش «أحمد محمد» حياة هادئة طبيعية لا شيء يعكر صفو تلك الأسرة، غير المشكلات العادية التى لا تخلو منها منازل الأسر، ويمارس أحمد عمله برفقة شقيقه فى أحد المستشفيات، وهناك تعرف على المتهم «عبدالرحمن العدوى» الشهير بـ»عبده» ونشأت بينهما علاقة صداقة قوية.
بعد 3 أشهر ترك أحمد العمل فى المستشفى لكن علاقته بـ»عبده» لم تنته بل زادت علاقتهما حتى تبادلا الزيارات فيما بينهما، وأصبحت أسرة «أحمد» تعتبر عبدالرحمن ابنا ثالثاً لهم، ولا يعرفون أى شيء عن سلوك المتهم السيئ الذى يخفيهم عنهم.
اقترض المتهم من «أحمد» مبلغ 2000 جنيه على سبيل السلفة، لكنه ماطل فى ردها مرة أخرى وكان ينوى عدم ردها، ومع طلب صديقه أمواله اتصل به على هاتف والدته بسبب كسر شاشة موبايل الضحية «يا خالتى أنا عايز أكلم أحمد» لم تلق الأم اهتماما لمعرفتها بالمتهم وأنه صديق ابنها، ولكنه طلب منه أن يقابله داخل منزله فى منطقة 15 مايو بالقاهرة، وليلة وقفة العيد فى الثانية عشرة ظهراً خرج الضحية من منزله وتوجه إلى بيت القاتل على وعد بأن يعود لأسرته للإفطار معهم مغرب وقفة عرفات.
مع اقتراب الإفطار حاولت أسرة أحمد أن تتواصل معه على هاتف والدته الذى وضعه فى جيبه أثناء خروجه، لكنه لم يجب وأن التليفون خارج نطاق الشبكة، فحاولوا أن يهاتفوه على تليفون صديقه «عبده» لكن لم يختلف الأمر لأن الهاتف كان مغلقا، فتسلل الشك بداخل الأسرة البسيطة، ولم يكن أحد منهم يتوقع أن تكون نهاية ابنهم على يد صديقه الذى يحبه ويثنى دائما على أخلاقه.
مر يومان على اختفاء «أحمد» فاعتقد الأب أن ابنه برفقة أصدقائه، ولم يكن أحد من تلك العائلة يعرف مكان سكن صديقه «عبدالرحمن»، حتى تفاجأ الأب باتصال من مباحث قسم شرطة حلوان يطالبونه بالحضور، فأسرع الأب إلى هناك وأدلى بمعلومات عن ابنه وأخر لقاء جمعه به، حتى أفصح له بأنهم عثروا على جثمان ابنه أسفل الطريق الدائرى بالبدرشين به عدة طعنات.
لم يصدق الأب ما تعرض له ابنه، فلم يستحق تلك النهاية القاسية، لدماثة خلقه وطيبة قلبه، وأخبرهم أن ابنه كان برفقة صديقه عبدالرحمن وأنه منذ يومين لا يعلم شيئًا عنه وكان بصدد الإبلاغ عن اختفائه، تحريات رجال المباحث دلت ان صديق المجنى عليه وراء ارتكاب الواقعة بالاشتراك مع 3 آخرين بينهم شقيقه واثنان من أصدقائه.
انطلقت قوة أمنية من ضباط مباحث البدرشين وحلوان و15 مايو ألقت القبض على المتهمين، الذين اعترفوا بتفاصيل الواقعة كاملة، وقال المتهم الرئيسى «عبده» إنه نشب خلاف بينه وبين الضحية داخل مسكنه فى 15 مايو وغادر صديقه متوجها إلى منزله، لكنه أسرع خلفه وأقنعه بالعودة ومنحه الأموال التى يتشاجرون عليها «تعالى هديك فلوسك».
استغل المتهم عودة صديقه معه مرة أخرى وفاجأه بطعنة غادرة فى الظهر، ثم تابعها بعدة طعنات أخرى حتى أنهى حياته ورقد على الأرض جثة هامدة، وبعدها شاهده شقيقه الذى يسكن معه بنفس المسكن، واتصل المتهم باثنين من أصدقائه وأخبرهما بانه أمسك بـ لص وعليهما الحضور لمشاركته فى تسليمه للمباحث.
بعد وصول صديقيه تفاجآ بجثة الضحية، فطلب منهما المتهم مشاركته فى التخلص من الجثمان حتى لا يورطهما معه فى الجريمة، ونجح فى إقناع الثلاثة «شقيقه وصديقيه» فى التخلص من الجثمان وحملوه داخل سيارة أحدهم وألقوه فى منتصف الليل أسفل الطريق الدائرى بالبدرشين معتقدين بأنهم تخلصوا من الجريمة وأنهم نجحوا فى الهروب من العقاب ومشاركة القاتل فى جريمته.
مر ما يقرب من 24 ساعة على إلقاء الجثمان بالطريق حتى عثر خفير على الجثة التى تعرضت لنهش الكلاب الضالة، فأبلغ رجال الشرطة «فيه قتيل تحت الدائري» لتنطلق قوة أمنية من رجال مباحث البدرشين بالجيزة برئاسة العميد محمد مختار رئيس مباحث قطاع جنوب الجيزة، وتم التحفظ على الجثمان داخل ثلاجة حفظ الموتى، ولم يعثر رجال الشرطة على أى أوراق تدل على هوية الضحية، ومن خلال الفحص والتحرى تم التوصل لأسرته وتبين أنه يدعى «أحمد محمد» من سكان منطقة حلوان بالقاهرة.
تم التواصل مع أسرة الشاب القتيل الذين أكدوا أنه دائم التواجد مع صديق له وأنه آخر من شاهدوه معه وأخبر أحد افراد اسرته انه سيتوجه لزيارة صديقه فى منزله ولم يعد من حينها، وطالبت أسرته بسرعة القصاص من المتهمين كى يستريح قلبهم الذى قُتل غدرا على يد صديقه بسبب مبلغ 2000 جنيه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الطريق الدائرى إلى المجنى عليه
إقرأ أيضاً:
ندوة بمكتبة جامعة القاهرة لمناقشة كتاب "سؤال الأخلاق"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظمت المكتبة المركزية الجديدة بجامعة القاهرة ندوة لمناقشة كتاب"سؤال الأخلاق فى مشروع الحداثة جدل الحضور والغياب" للدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الاسكندرية، والصادر عن مؤسسة "العويس الثقافية"، وذلك بمناسبة فوزه بجائزتها.
أدارت الندوة الدكتورة سرفيناز أحمد حافظ؛ مديرة المكتبة، وعقدت الندوة تحت رعاية الدكتور محمد سامى عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة والدكتور محمود السعيد نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، وحضرها جمع من أساتذة الجامعة وطلاب الدراسات العليا وعدد من المهتمين.
كشف الدكتور أحمد زايد عن مشواره البحثى الذى استغرق ست سنوات لكى يظهر هذا الكتاب، من أجل معالجة قضية حضور الأخلاق بشكل دائم علي مستوى الخطاب، وغيابها أيضًا بشكل دائم على مستوى الواقع.
وقال إن مشروع الحداثة الذى نبت وترعرع فى الغرب "متأزم" ويعانى من"وهن أخلاقى"، وأصبح هناك ما يمكن أن نطلق عليه "أخلاقيات ما بعد الحداثة"، حيث المجتمعات المتفككة، وافتقاد الروابط الإجتماعية مع تفشى الفردية.
وأضاف الدكتور أحمد زايد أنه بسبب هذا يمكن أن نقول أن الحداثة الغربية قتلت كانط صاحب "مبدأ الواجب"، لصالح ميكافيللى صاحب "مبدأ المصلحة"، مشيرًا إلى أن هذا يقودنا الى أن الأخلاق تكون احيانًا "سائلة"، وفى أحيان أخرى "لزجة"، وأكبر مثال على ذلك موقف الغرب من قضية فلسطين منذ عام1948، ولهذا يلجأ الغرب إلى"أخلاقيات براءة الذمة" بالدفاع فى خطابه عن الديموقراطية وحقوق الإنسان، وحقوق الطفل والمرأة ... إلخ، وبناء الكيانات الأممية مثل اليونسكو، وتبنى مبادرات وانفاق الأموال، ومحاولة الدفع بالخبراء لمحاربة الفقر، والجريمة والهجرة غير الشرعية، ولكن الأرقام تكذب ذلك فالفقر فى العالم فى ازدياد ومعدلات الهجرة واللجوء تتفاقم.
وأوضح زايد أن الغرب الذى أنتج مفكروه وفلاسفته الحداثة التى نقلت الإنسانية وطورتها، هو نفسه المسئول عن الحقبة الإستعمارية، والتورط فى جريمة جلب الزنوج من بلدانهم الإفريقية، وهو الذى أقر العنصرية، وزرع إسرائيل فى المنطقة، لذلك فالعالم يعانى من "وهن أخلاقى" أحدث تشظى للأنسان وتفككت الروابط الإجتماعية، وزاد الهلع الإجتماعى.
وتحدث الدكتور أحمد زايد خلال مناقشة الكتاب عن ما أسماه أخلاقيات الفضاءات الإلكترونية، والبايولوجيا والذكاء الاصطناعى والمناخ، مشيرًا إلى اهتمام الغرب البالغ بها لأنها تهدد منظومته الحداثية، كما طرح ما يمكن وصفه بروشتة لكيفية تخلص المجتمع العالمى من منظومة الأخلاق المتناقضة، بالتحول إلى "حداثة مصقولة" فيها شفافية وعدل، مشيرًا إلى أن عالم اليوم فى حاجة إلى "أنسنة" العولمة والحداثة . وتطرق للحديث عن حاجتنا إلى "انبعاث أخلاقى" جديد.
عقب الندوة أهدت الدكتورة سرفيناز أحمد حافظ درع المكتبة للدكتور أحمد زايد، واصطحبته فى جولة تفقدية فى مقر سفارة المعرفة التابع لمكتبة الإسكندرية والذى يقدم خدماته للباحثين والطلاب فى جامعة القاهرة كما تفقد متحف المكتبة.