السومرية نيوز-دوليات

استعرض المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية ISPI، أبرز المرشحين للرئاسة الإيرانية الذين قد تكون حظوظهم اعلى بالفوز، وكذلك مدى تأثر السياسة الإيرانية الداخلية او الخارجية بفوز كل منهم. المعهد في بحث تحليلي تتبعته السومرية نيوز، قال ان "أحد أكثر الجوانب المدهشة في المناظرات الرئاسية في إيران هو التركيز الكبير على الدبلوماسية والاتفاق النووي لعام 2015 والعقوبات، وعلى الرغم من التصورات بأن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران تجاوزت الدبلوماسية الجادة، فإن هذه الانتخابات تؤكد على الاعتراف السياسي داخل إيران بالحاجة إلى حل دبلوماسي للعقوبات".



وأشار الى انه "قد عبر عن هذه الحاجة بقوة المرشح الإصلاحي مسعود بيزشكيان، ولكن أيضًا بشكل ملحوظ المرشح المحافظ محمد باقر قاليباف، لقد أصبح السباق منافسة ثلاثية متقاربة بين بيزشكيان وقاليباف والمتشدد سعيد جليلي".

ويشير المعهد الى ان بيزشكيان يتجه إلى الصعود في استطلاعات الرأي، بينما يخسر قاليباف وجليلي الأرضية، ومن غير المرجح أن يحصل أي منهما على نسبة 50٪ المطلوبة للفوز المباشر في الجولة الأولى"، مبينا انه إذا بقي قاليباف وجليلي في السباق، فمن المرجح أن يتجه إلى جولة إعادة، ومع ذلك، إذا كانت نسبة المشاركة أعلى من المتوقع، فقد يحقق بيزيشكيان فوزا مفاجئا في الجولة الأولى، على غرار ما فعله حسن روحاني في عام 2013.


ووعد المرشح المحافظ قاليباف باتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية من أفغانستان وبناء جدار حدودي مع البلاد، كما وعد بمنح الأراضي والمساكن للإيرانيين، اما قاضي زاده هاشمي، المتشدد الذي ليس لديه أي فرصة للفوز، خاض الانتخابات على أساس القيم العائلية، حتى أنه أشاد بحكومة ميلوني الإيطالية باعتبارها نموذجًا يحتذى به.

بالمقابل، ركزت حملة الإصلاحي بيزشكيان والذي يعد افضل الخيارات التي تأمل واشنطن بفوزه، ركزت حملته على التغلب على الخلافات الفئوية في البلاد وكذلك التغلب على الفقر، كما أيد إجراء محادثات دبلوماسية مع الغرب لرفع العقوبات عن البلاد، وهو موضوع ردده قاليباف أيضًا، ويُنظر إليه على أنه أساسي لحل المشاكل الاقتصادية في البلاد.

ووعد المتشدد الأصولي جليلي بـ "محاربة الفساد"، لكن يُخشى أن يكون هذا بمثابة رمز لتطهير الخدمة المدنية واستبدالها بالموالين له من المتشددين، وأيًا كان الفائز في هذه الانتخابات، فمن المرجح أن تسير إيران في اتجاه مختلف عن الاتجاه الذي سلكه رئيسي، خاصة إذا انتقلت الرئاسة إلى قاليباف أو بيزشكيان، اللذين، على الرغم من خلافاتهما، خاضا الانتخابات على منصة تكنوقراطية وسطية تختلف تمامًا عن رئيسي.


ويبين المعهد، إن مسعود بزشكيان ـ وزير الصحة السابق أثناء الفترة الثانية للرئيس الإصلاحي خاتمي، لا يعتبر مرشحاً قوياً، وخلال المناظرات الانتخابية طغى على المناظرات مرشح المحافظين مصطفى بورمحمدي، الذي قدم مقترحات إصلاحية أكثر إقناعاً، ومع ذلك فقد احتشد المعسكر الإصلاحي خلف بزشكيان، ودعم ترشيحه بقوة أكبر، وقد تم إطلاق حملة إعلامية قوية لإقناع المتشككين بالتصويت.

ويشير المعهد الى ان نجاح بزشكيان يعتمد على نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع، فكلما ارتفع عدد الأشخاص الذين سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع، كلما زادت فرصه في الفوز بالانتخابات، وتشير استطلاعات الرأي الحالية إلى صعوده، ولكن إذا لم يفز في الجولة الأولى، فإن التحالف بين المحافظين والمتطرفين قد يعرض فرصه للخطر، وعلاوة على ذلك، وجه خطاب خامنئي يوم الأربعاء ضربة قوية لآمال الإصلاحيين، وفي انتقاده للمرشحين ذوي الميول الغربية، أكد المرشد الأعلى ضمناً أن خطاب الحملة الانتخابية شيء، والحكم شيء آخر.

ويخلص المعهد الى انه قد لا يتغير النهج الإيديولوجي للسياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية بعد الانتخابات الإيرانية المفاجئة، ومع ذلك، قد تتأثر قضيتان رئيسيتان بوصول شخصية سياسية جديدة إلى الرئاسة الإيرانية في عام 2024، تنفيذ السياسة الإيرانية تجاه واشنطن والاستراتيجية الاقتصادية.

في الواقع، يعد تخفيف العقوبات موضوعًا مهمًا في المناقشة الانتخابية الإيرانية نظرًا لارتفاع معدلات الفقر في إيران والحاجة إلى معالجة العقبات البنيوية في اقتصاد منتج للنفط، ويقترح الفصيل المعتدل مسارًا يركز على بقاء النظام السياسي على أساس تحسين الوضع الاقتصادي الداخلي لمنع وإدارة صعود السخط الداخلي، اما على الجانب المحافظ، ينصب التركيز على تنفيذ سياسة متشددة لضمان التماسك الداخلي للنظام السياسي وتجنب خطر إضعاف النظام السياسي في وقت أزمة الشرعية.

وانطلقت الانتخابات الإيرانية اليوم الجمعة لانتخاب خليفة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي الذي انتهت دورته الرئاسية مبكرا بحادث سقوط طائرة الشهر الماضي.

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

الإعلان عن جولة ثانية للانتخابات الإيرانية بين بيزشكيان وجليلي

أعلنت هيئة الانتخابات الإيرانية، اليوم السبت، عن جولة ثانية من انتخابات الرئاسة في 5 يوليو، بسبب عدم حصول أي مرشح على 50 بالمئة من الأصوات في الجولة الأولى.

وقال المتحدث باسم لجنة الانتخابات في وزارة الداخلية محسن إسلامي للصحفيين: “لم يتمكّن أي من المرشحين من الحصول على الغالبية المطلقة من الأصوات” في الدورة الأولى، وبالتالي سيتواجه “المرشحان الأول والثاني” في دورة ثانية تجري في الخامس من يوليو.

وبذلك يتأهل الإصلاحي مسعود بيزشكيان والمحافظ سعيد جليلي للجولة الثانية.

ولم تكن هناك سوى جولة إعادة واحدة من الانتخابات الرئاسية في تاريخ إيران، في عام 2005، عندما تفوق محمود أحمدي نجاد على الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني.

ويشترط القانون الإيراني أن يحصل الفائز على أكثر من 50 بالمئة من مجموع الأصوات المدلى بها، وإذا لم يحدث ذلك، يخوض اكثر مرشحين اثنين فوزا بالأصوات في السباق جولة إعادة بعد أسبوع.

مقالات مشابهة

  • كيف ستتغير سياسة طهران تجاه موسكو؟
  • ما هي معضلات المرشد الأعلى في الجولة الثانية من الانتخابات الإيرانية؟
  • رئاسيات إيران إلى جولة إعادة.. الإصلاحي بيزشكيان وجها لوجه مع المحافظ جليلي
  • الانتخابات الإيرانية.. قاليباف يحشد لمناصرة جليلي لإيقاف جماح الإصلاحيين
  • الإعلان عن جولة ثانية للانتخابات الإيرانية بين بيزشكيان وجليلي
  • لجنة الانتخابات الوطنية الإيرانية: مسعود بزشكيان وسعيد جليلي يتأهلان الى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الجمعة القادم 5 تموز
  • جولة إعادة بين بيزشكيان وجليلي بالانتخابات الرئاسية الإيرانية
  • التلفزيون الإيراني: تقدم بزشكيان في النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية
  • الانتخابات الإيرانية.. إنهاء عمليات التصويت عقب تمديدها ثلاث مرات
  • ماذا يقول الناخب الإيراني عقب الإدلاء بصوته؟