أكد الدكتور منجى بدر، الوزير المفوض والمفكر الاقتصادى، أن قناة السويس تتميز بمكانة فريدة على خريطة الملاحة البحرية العالمية، لاسيما بعدما واصلت الدولة تنفيذ خططها الاستراتيجية من أجل تطوير المجرى الملاحى والمرافق والبنية التحتية له والأسطول البحرى، مضيفاً فى حواره لـ«الوطن» أن الدولة وضعت أفضل السياسات الملائمة والمرنة تنظيمياً وفنياً وتكنولوجياً لزيادة القدرة الاستيعابية للقناة.

تطوير القناة يضمن استقرار سلاسل التوريد العالمية وزيادة إيراداتها لصالح الدولة

فضلاً عن تشجيع التجارة والاستثمار عبرها، بما يسهم فى ضمان استقرار سلاسل الإمداد والتوريد العالمية، وهو ما انعكس على ارتفاع معدلات أداء القناة وتحقيق زيادة غير مسبوقة فى إيراداتها. ولفت المفكر الاقتصادى إلى أن تطوير قناة السويس قاد خلال السنوات الماضية، لوضع مصر على خريطة التجارة العالمية، فى ظل التحديات التى تواجه قنوات ملاحية أخرى فى أوروبا وأمريكا؛ بسبب الجفاف والأزمات الجيوسياسية، وإلى نص الحوار:

ما قراءتك لأهمية قناة السويس الجديدة وتأثيرها فى حركة التجارة العالمية؟

- توسيع وتعميق قناة السويس الجديدة من أهم المشروعات القومية، ويُعد يوم 6 أغسطس من كل عام يوماً تاريخياً، نحتفل به كما احتفلنا قبل أيام بذكرى تأميم قناة السويس عام 1956.

وتم افتتاح قناة السويس الجديدة بشكل موازٍ لقناة السويس القديمة من أجل تسهيل وتسريع عملية مرور سفن الشحن عبر القناة فى كلا الاتجاهين وتقليل مدة انتظار السفن العابرة للقناة، إضافة إلى زيادة القدرة الاستيعابية للقناة من أجل التمكن من استيعاب النمو المستقبلى المتوقع لحركة التجارة العالمية، وما يترتب على ذلك من جعل قناة السويس الطريق المفضّل للسفن التجارية، ويزيد تنافسية القناة دون بديل لها.

كيف تخدم قناة السويس الجديدة المنطقة الاقتصادية للقناة؟

- تحقق قناة السويس الجديدة عدة أهداف لخدمة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، التى تصب فى صالح الاقتصاد المصرى بوجه عام، مثل زيادة العائد من العملة الصعبة، وهو ما تم تحقيقه، حيث حقّقت القناة رقماً قياسياً لم يتحقّق من قبل بواقع 9 مليارات و400 مليون دولار فى السنة المالية الحالية «2022 - 2023»، مقارنة مع 7 مليارات دولار العام المالى السابق، بما يمثل زيادة قدرها 35%.

بالإضافة إلى حفر وتوسعة أكبر فى قناة السويس، وزيادتها إلى نسبة 50% من طول المجرى الملاحى، وتقليل زمن العبور، ليكون 11 ساعة بدلاً من 18 ساعة لقافلة الشمال، وتقليل زمن الانتظار للسفن، ليكون 3 ساعات بدلاً من 8 إلى 11 ساعة، مما يخفض تكلفة الرحلة البحرية ويرفع درجة تسعير قناة السويس.

وتعتبر القناة الجديدة بمثابة البنية التحتية لمشروع التنمية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والاستفادة من الموقع الجغرافى الفريد للقناة، وتعظيم العائد من حجم البضائع الضخم الذى يعبرها سنوياً باستخدام ثقافة القيمة المضافة والصناعات، لتكون القناة الجديدة نواة للمشروع القومى العملاق لتنمية المنطقة والمناطق المجاورة، وتكون بؤرة إشعاع للنمو لباقى القطاعات فى مصر.

ماذا يميز قناة السويس الجديدة، ودورها فى جذب الاستثمارات الأجنبية؟

- تتميز القناة بمكانة فريدة على خريطة الملاحة البحرية العالمية، حيث واصلت الدولة تنفيذ خططها الاستراتيجية من أجل تطوير المجرى الملاحى والمرافق والبنية التحتية للقناة والأسطول البحرى، علاوة على وضع أفضل السياسات الملائمة والمرنة تنظيمياً وفنياً وتكنولوجياً لزيادة القدرة الاستيعابية للقناة.

فضلاً عن تشجيع التجارة والاستثمار عبرها، بما يسهم فى ضمان استقرار سلاسل الإمداد والتوريد العالمية، وهو ما انعكس على ارتفاع معدلات أداء القناة وتحقيق زيادة غير مسبوقة فى إيرادات قناة السويس لتُسجل الرقم الأعلى فى تاريخ القناة، حيث بلغت 9.4 مليار دولار عام 2022/ 2023، مقابل 7 مليارات دولار عام 2021/ 2022.

ما الفائدة التى أضافتها القناة الجديدة للمنطقة الاقتصادية وقناة السويس؟

- تتضمن مشروعات تطوير قناة السويس مشروع توسعة وتعميق المنطقة الجنوبية للقناة، حيث يبلغ طول المشروع 30كم من الكيلو 132 حتى الكيلو 162 ترقيم القناة، ويبلغ عرضه 40 متراً شرقاً وعمق 27 متراً بدلاً من 24 متراً، كما يتيح مشروع التطوير زيادة الأمان الملاحى بنسبة 28%، علاوة على زيادة الطاقة الاستيعابية فى المنطقة بـ6 سفن إضافية.

وبالتالى فإن إنشاء قناة جديدة موازية للأصلية وكذلك إنشاء المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وعدم اقتصار المنطقة على وظيفة المعيار التجارى فقط، سيرفع تصنيف قناة السويس کأحد أهم الممرات الملاحية.

المنطقة الاقتصادية

يجب استمرار العمل على إدارة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وفق المعايير العالمية للخدمات البحرية بما يزيد قدرة وتصنيف القناة، کما يساعد على المنافسة فى مجال الخدمات البحرية، وخطوة لاستغلال الطاقات الاقتصادية لهذا الموقع العبقرى وللاستفادة القصوى من هذا المورد المهم، والبناء على هذه الفرص التى تتيحها القناة الجديدة وتحويلها إلى محور اقتصاد عالمى حتى يمكن المساهمة فى التنمية المستدامة وتحقيق رؤية مصر 2030

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قناة السويس المنطقة الاقتصادیة لقناة السویس قناة السویس الجدیدة القناة الجدیدة على خریطة من أجل

إقرأ أيضاً:

ما بين تحدى الهيمنة الأمريكية وتعزيز أمن الممرات البحرية

بقلم: د. حامد محمود

كاتب متخصص فى الشئون الاقليمية والدولية

د. حامد محمود

القاهرة (زمان التركية)- رسائل عدة تبعثها مناورات ” الحزام الأمني البحري 2025″ التى انطلقت قبل أيام بمشاركة القوات البحرية لإيران وروسيا والصين، وهي مناورات عسكرية قبالة السواحل في جنوب غرب إيران حيث تشارك سفن قتالية وداعمة للقوات البحرية الصينية والروسية، وسفن الجيش الإيراني وبحرية الحرس الثوري التى تشارك ايضا في هذه المناورات .

وتهدف المناورات إلى “تعزيز الأمن في المنطقة وتوسيع التعاون المتعدد الأطراف بين الدول المشاركة” وذلك حسبما هو معلن.

وعلى الرغم من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنه غير قلق على الإطلاق بشأن المناورات العسكرية المزمعة بين روسيا والصين وإيران.

إلا أن هناك العديد من الأهداف والرسائل من وراء اجراء هذه المناورات: أولها تعزيز التعاون المشترك بين الدول الثلاثة حيث أجرت من قبل مناورات مشتركة في المنطقة خلال السنوات الماضية انطلاقاً من رغبتها المشتركة في مواجهة ما تصفه بالتهديدات لامن دولها.

ثانيها الرغبة فى تحدى الهيمنة الامريكية الامريكية فى منطقة الشرق الاوسط عامة ومنطقة الخليج العربى وشمال المحيط الهندى بشكل خاص.

ثالثا رغبة ايران فى إظهار قواتها البحرية والسيطرة على منطقة مركزية للتجارة والإمدادات العالمية فعلاوة على المناورات الجوية والبرية التي دأبت عليها، بدأت إيران مناورات بحرية مشتركة مع كل من الصين وروسيا على مساحة 17 ألف كيلومتر مربع (6600 ميل مربع) شمالي المحيط الهندي وخليج عمان.

وعلى وقع التوتر المتصاعد في البحر الأحمر وبحر العرب، أعلن المتحدث الإيراني باسم المناورات المعروفة بـ”حزام الأمن البحري 2025″ أن النسخة الخامسه منها ترمي إلى ضمان الأمن بالمنطقة وتوسيع التعاون مع الحلفاء، وأوضح أنها تهدف إلى تعزيز التجارة الدولية ومكافحة القرصنة والإرهاب البحري وتبادل المعلومات في مجال الإنقاذ، فضلا عن ان التدريبات ستشمل التعاون المشترك على إنقاذ السفن من الحرائق والاختطاف والرماية على أهداف محددة وإطلاق نار ليلي على أهداف جوية.

ورغم أن الدول الثلاث سبق ونفذت -منذ 2019- مناورات بحرية مشتركة في المحيطين الهندي والأطلسي وبحر عُمان، يرى مراقبون في إيران أن التدريبات الجارية التي تأتي في ظل توترات إقليمية بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، تكاد تكون مختلفة عن المناورات السابقة.

منطقة المثلث الذهبى

ومن المهم الاشارة الى أن منطقة المناورات اختيرت بعناية لتتوسط ثالوث المضايق الذهبية هرمز وباب المندب وملقا، مما يزيد من أهمية الحزام الأمني التي تشكله شمالي المحيط الهندي لضمان مرور السفن التجارية ولاسيما تدفق الطاقة العالمية.

ويزيد من أهمية المناورات الجارية كونها تأتي متزامنة مع الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة وتداعياتها على “غطرسة” التحالف الأميركي البريطاني في مياه البحر الأحمر والمحيط الهندي والمياه الإقليمية.

بالاضافة إلى أن المناورات الثلاثية تبعث رسالة للجهات المعنية أن الأطراف الشرقية المشاركة فيها عازمة على ضمان المضايق الإستراتيجية في المنطقة دون الدول الغربية.

ولعل الرسالة الرئيسة لهذه المناورات أنها تجدد سياسة الدول المشاركة فيها بعدم قبولها أي تغييرات جيوإستراتيجية وجيوسياسية في المحيط الهندي، لا سيما المناطق البحرية التي تقع شماله وغربه.

ويعتقد أن حزام الأمن البحري يثبت لدول المنطقة تفوق الأمن الإقليمي على نظيره المستورد من القوى الغربية، ولذلك فمن المهم توسعة التعاون العسكري المشترك ومشاركة الدول المطلة على أعالي البحار والمحيط الهندي في التحالف الشرقي الصاعد والتعاون معه لضمان الأمن البحري الإقليمي وسلامة النشاط الاقتصادي هناك.

وفى التحليل النهائى..

فان المناورات والإصرار على تنفيذها في نطاقها الجغرافي وحيزها الزماني المعتاد يثبت عزم الدول المشاركة فيها على مواجهة الحضور العسكري الغربي في المنطقة.

ومع تحدى جماعة الحوثي للهيمنة البحرية للقوى الغربية في البحر الأحمر بما يتناسب وسياسات الدول المشاركة في مناورات حزام الأمن البحري 2024، لطالما تنظر الولايات المتحدة إلى هذه الدول كونها تمثل تهديدا لأمنها القومي وبذلت ما بوسعها لفرض العقوبات والتضييق على القوى الشرقية بما يبرر إظهارها القوة على تنفيذ رد مشترك ومواجهة الهيمنة البحرية الغربية.

مرحلة جديدة من التعاون الامنى البحرى للقوي الثلاث

كما أن من شأن المناورات الجارية أن تؤسس لمرحلة جديدة تتراجع فيها الهيمنة البحرية الغربية في الشرق الأوسط وشرق آسيا، مؤكدا أنه فضلا عن إيران والصين كونهما دولتين إقليميتين، فإن الحضور العسكري الغربي في المنطقة يشكل خطا أحمر لروسيا التي تجرعت الأمرين بسبب السياسات الغربية التي لم تسمح يوما بحضور موسكو -رغم قربها لأوروبا- في إطار النظام العالمي الغربي.

فالحضور العسكري الروسي في المحيط الهندي والمياه الإقليمية تحديا للهيمنة البحرية الغربية وتجاوزا للخطوط الأميركية الحمراء، مؤكدا أن سلسلة مناورات حزام الأمن البحري ليست سوى بداية لسياسة إستراتيجية طويلة المدى تهدف لمواجهة الحضور الأميركي في المنطقة وتقويضه.

ولذلك فمن المهم تحديث إستراتيجياتها العلياء وفق المستجدات السياسية في المنطقة واستغلال مبادرة الحزام والطريق وممر شمال-جنوب الدولي لتعزيز التعاون السياسي والأمني والعسكري والاقتصادي بينهما في إطار خارطة الطريق الرامية إلى تقويض الهيمنة الغربية.

وخاصة أن الموقع الجيوإستراتيجي الذي تتمتع به كل من إيران وروسيا والصين، بإمكانه أن يسهم في تحويل التعاون العسكري الراهن بينها إلى تحالف عسكري إستراتيجي.

Tags: ايرانتحدى الهيمنة الأمريكيةتعزيز أمن الممرات البحريةروسيامناورات الحزام الأمني البحري

مقالات مشابهة

  • بقرار أمريكي أوروبي.. حجب قناة الأقصى الفضائية عن الظهور في كافة الأقمار الصناعية
  • قرار أمريكي أوروبي مشترك بحجب قناة الأقصى
  • تنفيذ 2064 شقة ومنطقة خدمية تضم محال ومدرسة وحضانة بـ السويس الجديدة
  • نفق بحري ضخم مرتقب سيُغير خريطة الطرق والسكك الحديدية في أوروبا
  • انقلاب ميكروباص على طريق السويس بالقاهرة الجديدة
  • مندور: إدراج قناة السويس ضمن أفضل 500 جامعة عالمية في تخصص الزراعة
  • تهديد حوثي جديد يعيق انتعاش إيرادات قناة السويس
  • ما بين تحدى الهيمنة الأمريكية وتعزيز أمن الممرات البحرية
  • جامعة قناة السويس تحجز مقعدها في النهائيات العالمية لبطولة "Red Bull Four 2 Score" بالنمسا
  • هل تعيد بريكس تشكيل موازين القوى الاقتصادية العالمية؟