تقرير لـMiddle East Eye: في حال اندلاع حرب.. حزب الله لن يكون عدواً سهلاً لإسرائيل
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أن "صحيفة "ذا تلغراف" البريطانية نشرت هذا الأسبوع تقارير لا أساس لها من الصحة عن مزاعم أن حزب الله يستورد ويخزن أسلحة إيرانية في مطار بيروت الدولي. وما كان من المسؤولين اللبنانيين إلا أن سارعوا إلى نفيها. إن مثل هذه الاتهامات المتهورة تعزز الحرب النفسية التي تشنها إسرائيل، والتي بلغت ذروتها وسط تكهنات بأن تل أبيب تخطط لشن هجوم واسع النطاق على لبنان بمجرد إنهاء عملياتها في رفح.
وبحسب الموقع، "الأهم من ذلك، أن الهجوم الشامل على لبنان من المرجح أن يتحول إلى حرب إقليمية. قد لا تتدخل إيران بشكل مباشر، على الأقل ليس على الفور، لكنها ستسرع بالتأكيد كلأشكال الدعم المادي والعسكري لمنع انتصار إسرائيل. وأظهر الهجوم الانتقامي الذي شنته إيران ضد إسرائيل في نيسان بعد أن قصفت الأخيرة قنصلية طهران في دمشق، استعداد طهران لعبور هذا الخط. وكما كان متوقعا، أعرب المسؤولون السياسيون الأميركيون عن دعمهم لإسرائيل إذا شنت حربا على لبنان. لكن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، تشارلز براون، حذر من أن واشنطن قد لا تكون قادرة على الدفاع عن إسرائيل ضد حرب واسعة النطاق مع حزب الله بنفس الطريقة التي فعلت بها خلال الهجوم الإيراني في نيسان". وتابع الموقع، "قد تضطر واشنطن أيضاً إلى القلق بشأن استئناف الهجمات ضد قواعدها في العراق والأردن. باختصار، تدرك العقول الهادئة في واشنطن العواقب الوخيمة التي قد تترتب على اندلاع حرب واسعة النطاق. ومن دون دعم أميركي مباشر وضوء أخضر من واشنطن، لن تكون إسرائيل قادرة على شن هذه الحرب، ناهيك عن الفوز بها. وعلى الصعيد الداخلي، وقفت الرعاية الأميركية للجيش اللبناني عائقاً في طريق بناء قدرته الهجومية، خشية أن يستخدمها ضد إسرائيل. وفي حين يتمتع خصوم حزب الله السياسيون المؤيدون للولايات المتحدة ببصمة إعلامية قوية، في غياب البصمة العسكرية، فإن تأثيرهم على مسار الحرب محدود".
وأضاف الموقع، "ربما يكون حزب الله قد خسر الدعم النشط من أقوى حليف مسيحي، "التيار الوطني الحر"، لكن قراره بفتح جبهة لدعم غزة أعاد تأهيل سمعته بين الناخبين السُنّة في أعقاب تدخله المثير للانقسام في سوريا، حتى أن بعض الجماعات السنية انضمت إلى حزب الله في عملياته ضد إسرائيل. إن وجود جبهة موحدة يقلل من خطر إثارة التوترات الطائفية بين السنة والشيعة. إن الوحدة تحت شعار مساعدة غزة هي أيضاً تذكير بالسبب الجذري لهذا الصراع: حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على القطاع المحاصر. ويواصل المسؤولون الأميركيون مساعيهم لتحييد الجبهة اللبنانية من خلال فصلها عن غزة، لكن حزب الله ظل ثابتاً على تمسكه باستراتيجية "وحدة الجبهات"." وبحسب الموقع، "باختصار، المفتاح لإنهاء القتال على الجبهة الشمالية يتلخص في تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار في غزة. وهذا هو الموقف العقلاني والأخلاقي الذي يجب على كافة الأطراف أن تتبناه. لكن تعنت إسرائيل، ودعم واشنطن، والخطاب الأوروبي المزدوج، وتواطؤ الأنظمة العربية، كلها أمور تقف في طريق التوصل إلى اتفاق. بينما تنهي إسرائيل حملتها القاتلة في رفح، وفي غياب تغيير كبير في السياسة الإسرائيلية الداخلية يؤدي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، قد يجعل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوجه اهتمامه إلى لبنان. وهذا من شأنه أن يقدم سيناريوهين. الأول هو أن تقوم إسرائيل بتصعيد هجماتها على لبنان بموجب قواعد الاشتباك الحالية. أما الثاني الأقل احتمالاً، ولكنه لا يزال ممكنا، وهو أن تقوم إسرائيل بشن هجوم كبير".
وختم الموقع، "من الممكن أن ينشأ بعد ذلك حريق إقليمي. وإذا حدث ذلك، فلن يتم احترام أي خطوط حمراء. إن إنهاء الحرب لن يكون سهلاً مثل بدايتها، وسيكون الموت والدمار بمثابة تذكير آخر بأن السلام والاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي غير متوافقين بشكل أساسي. وفي الواقع، لن تنعم شعوب المنطقة بالأمن والحرية ما لم تتحرر فلسطين". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: ضد إسرائیل على لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
واشنطن وطهران.. مقارنة بين اتفاق 2015 ومطالب 2025 وموقف إسرائيل
أعلن وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو أمس الأربعاء قبول واشنطن امتلاك إيران لبرنامج نووي سلمي، في مؤشر على تراجع حدة الخلاف بين الطرفين بعد انخراطهما في عملية تفاوض انطلقت مؤخرا من سلطنة عمان.
إيران أيضا، أرسلت إشارة بإمكانية التوصل لاتفاق، إذ عبر وزير خارجيتها عباس عراقجي عن تفاؤله بإحراز تقدم في التفاوض مع واشنطن.
وكانت إيران توصلت لاتفاق مع القوى الدولية في 2015 بشأن البرنامج النووي، ولكن دونالد ترامب سحب واشنطن من هذا الاتفاق في عام 2018، فردت طهران بتنصلها منه كليا.
فيما يلي مقارنة بين اتفاق 2015، وملامح الاتفاق الذي قد تسفر عنه مفاوضات 2025، إلى جانب الموقف الإسرائيلي:
2015.. تنازلات ومكاسب متبادلة
في 2015، توصلت القوى الدولية وطهران لاتفاق اعتبر لحظة فارقة في علاقات الطرفين التي خيم عليها التوتر الشديد لعقود.
تمحور الاتفاق حول إجراءات تمنع إيران من صنع سلاح نووي، مقابل رفع العقوبات الدولية عنها.
وقد تضمن الاتفاق بنودا واضحة تقيد البرنامج النووي الإيراني من قبيل تخصيب اليورانيوم بنسب منخفضة، ومنع طهران من استخدام أجهزة الطرد المركزي الحديثة.
إلى جانب التفتيش الدولي للمنشآت النووية، حيث يسمح بدخول المفتشين إلى المواقع المشبوهة بما فيها المواقع العسكرية.
كذلك، يشمل الاتفاق عدم إنشاء إيران مفاعلات نووية جديدة تعمل بالماء الثقيل، خلال 15 عاما.
وينص الاتفاق على أن تشرف روسيا على تأمين الوقود النووي لإيران.
إعلانفي المقابل، يقضي الاتفاق برفع العقوبات الاقتصادية والمالية الأوروبية والأميركية على إيران.
وقد نص الاتفاق على أنه مقابل التزامات إيران، تتعهد الأطراف الأخرى، برفع كافة العقوبات عن إيران بما فيها العقوبات المفروضة من الأمم المتحدة.
وبموجب الاتفاق، تتعهد الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي بعدم فرض أي حظر جديد على إيران.
وحينها، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن الاتفاق ينص على الإفراج عن جزء من الأرصدة الإيرانية المجمدة في الخارج.
لكن ترامب سحب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق في ولايته الأولى عام 2018.
ردا على ذلك، تنصلت إيران من الاتفاق وتمكنت من الوصول بنسبة التخصيب إلى 60%، مقتربة بذلك من النسبة التي تمكّنها من صناعة قنبلة نووية (90%).
كما بدأت بتشغيل أنظمة طرد مركزي أكثر تقدما من تلك التي سمح بها الاتفاق النووي.
2025.. تغيرات سياسية وشروط مشددة
مطالب الطرفين في 2025، لا تختلف في جوهرها عن بنود اتفاق 2015.
ذلك أن الهدف الأساسي الأميركي المعلن هو منع طهران من صنع قنبلة نووية، بينما هدف طهران المعلن يتلخص في بناء برنامج نووي سلمي مع رفع العقوبات الاقتصادية عن البلاد.
ولكن إيران كانت أقوى سياسيا في 2015 مقارنة بعام 2025، حيث سقط النظام الموالي لها في دمشق، وتلقى حليفها الثاني حزب الله انتكاسة كبيرة في حربه مع إسرائيل.
هذا المتغير يشجع واشنطن على وضع مطالب جديدة، وقد يجبر طهران على تقديم تنازلات كانت مستبعدة في الأعوام الماضية.
وبعد أن كان اتفاق 2015 يبقي تخصيب إيران لليورانيوم في حدود معينة، تطالب واشنطن حاليا بتجريد طهران من هذا الحق بشكل كامل.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن بإمكان إيران امتلاك برنامج نووي مدني سلمي إذا أرادت ذلك عبر استيراد المواد المخصبة، وليس بتخصيب اليورانيوم.
وأكد روبيو أن على إيران أن تتخلى عن كل عمليات تخصيب اليورانيوم إذا كانت ترغب في التوصل إلى اتفاق في المحادثات الجارية مع إدارة الرئيس دونالد ترامب وتجنب خطر اندلاع صراع مسلح.
وبشكل عام، يسعى الرئيس الأميركي إلى اتفاق أكثر صرامة، يقيّد البرنامج النووي الإيراني بشكل دائم لا مؤقت.
إعلانكذلك، يطالب ترامب بوضع قيود على تطوير إيران للصواريخ الباليستية، التي يراها تهديدا للولايات المتحدة.
وفي اتفاق 2015، لم يكن البرنامج الصاروخي أصلا محل تفاوض.
أما إيران، فتطالب برفع العقوبات الاقتصادية، التي أدت إلى تدهور قيمة العملة وارتفاع التضخم، وتهدف للعودة بنفطها إلى السوق الدولية وضمان تدفق عائداته، وإعادة اندماجها في النظام المالي العالمي.
كما تطالب برفع الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، بعدما صنفته إدارة ترامب عام 2019.
وتصر على الاعتراف بحقها في برنامج نووي للأغراض السلمية، مثل توليد الطاقة والبحث العلمي.
وتشدد طهران على ضرورة وجود ضمانات ملزمة من الولايات المتحدة بعدم الانسحاب من أي اتفاق نووي جديد، إذ لا تزال تجربة الانسحاب الأميركي من اتفاق 2015 تلقي بظلالها على أي مسار تفاوضي جديد.
الموقف الإسرائيلي
في 2015، عارضت إسرائيل بشدة الاتفاق النووي بين طهران والقوى الدولية، وحاليا تبدي قلقا كبيرا إزاء احتمال التوصل لاتفاق جديد بين إيران والولايات المتحدة.
وبشكل شبه يومي يهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوجيه ضربة عسكرية لإيران.
وذكر تقرير الأربعاء أن إيران تعزز التدابير الأمنية حول مجمعين من الأنفاق على عمق كبير يتصلان بمنشآتها النووية الرئيسية، وتكتفي الولايات المتحدة بمطلب سلمية البرنامج النووي الإيراني.
لكن إسرائيل تذهب إلى أبعد من ذلك وتصر على أن أي محادثات يجب أن تؤدي إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، مثل ما حصل مع التجربة الليبية.