مطالعة في دفاتر الاتحاد الأوروبي
زين العابدين صالح عبد الرحمن
أعلن مجلس الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على ستة شخصيات سودانية منهم قيادات في الجيش و أخرى من ميليشيا الدعم و سياسيين و هذه تعد المرة الثانية التي يفرض فيها الاتحاد الأوروبي عقوبات، حيث كان قد فرض عقوبات في الأولى في يناير 2024م، و قال الاتحاد معللا فرض عقوباته أن هؤلاء يعيقون عملية التحول الديمقراطي في البلاد و استقرارها.
قدم الاتحاد الأوروبي العديد من الإسهامات المادية، و التمويل المالي قبل الثورة إلي قيام ورش لعدد من المنظمات المدنية يهدف إلي التدريب في عدة مجالات تتعلق بعملية التحول الديمقراطي، خاصة التعريف بموجبات الديمقراطية و ثقافتها إلي جانب إدارة الإزمات، و فتح حوارات في المجتمع، إلي جانب تأسيس عدد من منظمات المجتمع المدني في نشاطات متنوعة و مختلفة و خاصة بالجندر، و جميعها تحت شعار إنتاج ثقافة ديمقراطية و نشرها في المجتمع على أن تساعد الأجيال الجديدة في مسعاها الداعي لتحول ديمقراطي في البلاد.. و أيضا قدمت الدولتان اللتان تعتبران العمود الفقرى للإتحاد الأوروبي" فرنسا و المانيا" دعوات لعدد من القوى السياسية و الحركات لقيام ورش في بلديهما تساعدان على عملية التحول الديمقراطي خاصة لمجموعة "نداء السودان" المكونة تحالفيا من عدد من الأحزاب و الحركات المسلحة بقيادة الإمام الصادق المهدي.. و كل ذلك كان مفهوما الهدف منه هو التحول الديمقراطي في السودان.. و قدم الاتحاد الأوروبي و عدد من دوله مساعدات مالية إلي عدد من المنظمات و المركز الإعلامية لقيام ورش و نشاطات الإعلامية..
بعد الثورة بدأ نشاط الاتحاد الأوروبي في السياسة يزداد و أغرب شيء...! أن الاتحاد الأوروبي قدم ميزانية مالية لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك عبارة عن مرتبات للعاملين في مكتبه و ليس للحكومة السودانية.. و نسأل الاتحاد الأوروبي و وفقا للمعايير الديمقراطية التي تؤسس على القوانين إليس كان الأفضل أن تقدم المساعدة للحكومة السودانية عبر مؤسساتها.. و وفقا لتلك المعايير أيضا يجب أن يحدثنا أي مسؤول في الاتحاد الأوروبي أو مسؤول في أي دولة من دول الاتحاد هل يمكن أن تقبل أن تدفع مرتبات حكومتها من دولة أو اتحاد خارجي.. و إذا كانت الإجابة لا لماذا لم يلفت الاتحاد نظر رئيس الحكومة أن هذا الدعم المقدم يجب أن يظهر في ميزانية الدولة.. الغريب أن رئيس الوزراء لم يصرح به بهل هي معلومات مسربة من المكتب..
أن قبول حمدوك دعما مغطى من الاتحاد الأوروبي دون أن يجعل الدعم يمر عبر وزارة المالية أصبح مثله مثل الجنرال فيليب بيتان مؤسس دولة فيشي في فرنسا، و الذي تعاون مع النازيين الذين احتلوا بلاده و نصبوه رئيسا عليها، الغريب في الأمر كل الأحزاب السياسية و الحاضنة السياسية لم تعلق على ذلك مطلقا، كأنهم كانوا موافقين على ذلك بالسكوت. هل كانوا يتنبأون أن الحرب قادمة و سوف تشرد القيادات السياسية؟ .. الملاحظ أن العديد من القيادات السياسية كانت تذهب و تشارك في الورش و الندوات و المحاضرات التي يقيمها الاتحاد الأوروبي و الدول التابعة له، و يعلمون أن الاتحاد الأوروبي لا يقدم ذلك لسواد اعين السودانيين، و دلالة على ذلك لم يتم التنبيه لرئيس الوزراء أن من أهم القواعد الجوهرية التي تؤسس عليها الديمقراطية احترام القوانين و الشفافية و النزاهة..
أن الاتحاد الأوروبي و كل أجهزة مخابرات دوله و سفارات دوله كانوا على علم أن هناك عملية انقلابية جاري الإعداد لها، و أن هناك قوى سياسية مشاركة و ضالعة في ذلك، حتى البعث الأممية بقيادة فوكلر كانت جزء من العملية... لذلك سارعت دول الأوروبية و أمريكا بالموافقة على سحب البعثة على شرط أن لا يتم مناقشة بنود الصرف المالي الذي قامت به البعثة الأممية.. أن الاتحاد الأوروبي كان على علم بكل مجريات التخطيط للعملية الانقلابية في ذلك الوقت لم يكن يعلم الاتحاد الأوروبي أن الانقلاب سوف لن يقود إلي الديمقراطية، و أنه سوف يقوض عملية الاستقرار في البلاد و ربما يؤدي إلي حرب.. هل كان الاتحاد الأوروبي متيقن أن الانقلاب كان سوف ينجز بنجاح و لا داع للتساؤلات..
هل الاتحاد الأوروبي الذي يفرض عقوبات على قيادات في البلاد بسبب الحرب التي يعتقد أنها تؤذى المواطنين و تقوض الاستقرار لا يعلم أن وراء الحرب دول داعمة للميليشيا و خاصة دولة الأمارات و عدد من دول جوار السودان التي فتحت حدودها لتمرير المرتزقة و الدعم العسكري و التشوين.. أن الاستقرار السياسي في البلاد يتم بإتفاق أبناء الوطن، و أي دعم لمجموعة من قبل الاتحاد الأوروبي أو أمريكا و حلفائهم لن يخلق استقرارا في البلاد، و أي حوار خارج البلاد لن يؤدي إلي الحل.. على المسؤولين في الاتحاد الأوروبي أن يفيقوا أن زمن فرض الحلول على الشعوب انتهى... نسأل الله حسن البصير’
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: أن الاتحاد الأوروبی الاتحاد الأوروبی التحول الدیمقراطی فرض عقوبات فی البلاد من دول عدد من
إقرأ أيضاً:
مصر تتلقى مليار يورو من الاتحاد الأوروبي وتنتظر دعما من صندوق النقد
تلقى البنك المركزي المصري الجمعة الماضية شريحة أولى قيمتها مليار يورو (1.03 مليار دولار) من حزمة تمويل من الاتحاد الأوروبي حجمها 7.4 مليارات يورو (8.06 مليارات دولار)، حسب ما أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أمس الأربعاء.
وقال مدبولي في مؤتمر صحفي أمس "في إطار برنامج الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، الاتحاد حوّل فعلا الشريحة الأولى من برنامج الدعم لمصر، وهي بمليار يورو. وفعلا وصلت يوم الجمعة الماضي للبنك المركزي".
وكان الاتحاد الأوروبي أعلن في مارس/آذار من العام المنصرم عن حزمة التمويل لمصر ضمن اتفاقية لرفع مستوى العلاقات بين الجانبين إلى "شراكة إستراتيجية".
تهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون بين الاتحاد ومصر في مجالات تشمل الطاقة المتجددة والتجارة والأمن مع تقديم منح وقروض وغيرها من أشكال التمويل على مدى 3 سنوات لدعم الاقتصاد المصري المتعثر.
وأظهرت وثيقة نشرها الاتحاد الأوروبي في ذلك الوقت أن التمويل المقترح يشمل:
قروضا ميسرة حجمها 5 مليارات يورو (5.18 مليارات دولار). استثمارات بقيمة 1.8 مليار يورو (1.86 مليار دولار). وسيقدم الاتحاد منحا قدرها 600 مليون يورو (621 مليون دولار) من بينها 200 مليون (207 ملايين دولار) لمواجهة مشكلات الهجرة. إعلان شريحة صندوق النقدتنتظر مصر صرف 1.2 مليار دولار من صندوق النقد الدولي بعد توصلها لاتفاق على مستوى الخبراء بشأن المراجعة الرابعة بموجب اتفاق تسهيل الصندوق الممدد مع مصر البالغة قيمته الكلية 8 مليارات دولار.
ولا يزال الاتفاق على مستوى الخبراء بشأن المراجعة الرابعة بحاجة إلى موافقة المجلس التنفيذي لصندوق النقد.
وذكر صندوق النقد أن الحكومة المصرية وافقت على زيادة نسبة الضرائب إلى الإيرادات 2% من الناتج المحلي الإجمالي على مدى العامين المقبلين، مع التركيز على إلغاء الإعفاءات بدلا من زيادة الضرائب.
نمو ربعيفي الأثناء، أعلنت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أول أمس، نمو الناتج المحلي الإجمالي 3.5% في الربع الأول من السنة المالية 2024-2025 مقابل 2.7% في الربع ذاته من السنة السابقة.
وتبدأ السنة المالية في مصر في أول يوليو/تموز.
وأرجعت الوزارة -في بيان- هذا النمو إلى السياسات الإصلاحية التي اتخذتها الحكومة بهدف استعادة استقرار الاقتصاد الكلي وتعزيز حوكمة الاستثمارات العامة، وكذلك إلى التحسن الملحوظ في بعض الأنشطة الاقتصادية الرئيسة لا سيما الصناعة التحويلية، رغم استمرار تراجع نشاط قناة السويس على خلفية التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
وأشارت الوزارة إلى استمرار تراجع نشاط قناة السويس خلال الربع الأول من السنة المالية، إذ انخفض 68.4%، مما أدى إلى تراجع أعداد السفن المارّة عبر القناة ومن ثم تناقص إيراداتها.