تقييم جنرال إسرائيلي سابق.. هل ستكون هناك حرب في الشمال؟
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
أصبح السؤال حول اشتعال حرب في شمال دولة الاحتلال الإسرائيلي مع حزب الله، يشغل بال العديد من الإسرائيليين، وذلك في ظل تصاعد وتيرة المواجهات بين الطرفين.
وقال إيتان بن إلياهو، وهو الجنرال المتقاعد الذي شارك في مؤتمر "مدبرين شمال" الذي نظمته مجلة "جلوبس" بالتعاون مع بنك "لئومي" في عكا: "حقيقة أن إسرائيل وحزب الله يتصرفان بضبط النفس النسبي في الشمال، تشير إلى أن هناك مصلحة واضحة لدى كلا الطرفين في هذه المرحلة بعدم السماح للوضع بالتدهور".
ونشرت مجلة "جلوبس" العبرية، تقريرًا، نقلت عن بن إلياهو قوله: "لا توجد إمكانية استبدال حماس، ولذلك من سيظل هناك هو نحن. وهذا النموذج نعرفه من 18 سنة في لبنان"، مضيفًا: "يجب أن يُحضر القرار بشأن كيفية إنهاء الحرب إلى الانتخابات".
وأكد بن إلياهو، خلال كلمته في المؤتمر، على أنه "في إدارة الحرب هناك تصادم بين مختلف التوجهات. فالدولة التي تربطنا بها علاقات هي الأهم في الشرق الأوسط، هي الولايات المتحدة، وقد وقعت في وضع تتعامل فيه مع الوضع هنا، ليس من خلال تخطيط، بل بسبب تعقيد الوضع".
وتابع: "مع رسائل مزدوجة: بدأت الحرب بدعم واضح بضرورة تدمير حماس، ومن جهة أخرى، تدرّجت الأمور نحو ضرورة السماح بالمساعدة الإنسانية وفي الفترة الأخيرة ضرورة وقف الحرب لإعادة الأسرى".
وأضافت المجلة، بأن إلياهو، ذكر أن "هناك سياسة في إسرائيل لم يتم اتخاذ قرار رسمي بشأنها في مجلس الوزراء، لكنها تُدار وتُقاد بواسطة رئيس الوزراء، وتتمثل في ضرورة تدمير البنية التحتية لحماس تمامًا".
وبحسب المصدر نفسه، فإنه "في الوقت الحالي، كان جيش الاحتلال الإسرائيلي في كل المنطقة على الأقل من الناحية الجغرافية، بما في ذلك محور فيلادلفيا ورفح وخان يونس وكل شمال القطاع".
ووفقاً لتعريف رئيس وزراء الاحتلال في الأيام الأخيرة، فإن "الحرب العنيفة تصل إلى نهايتها وهنا تكمن المشكلة؛ حيث إنه بافتراض أننا انتهينا من الحرب العنيفة، فإننا الآن نبقى في وضع الحفاظ على الأمن على الأرض، ولا يمكن تحديد نقطة ينتهي عندها هذا الوضع الأمني".
الأمريكيين يرسلون رسائل مزدوجة
وأوضح إلياهو أن "السنوار يصرّح بأنه طالما بقيت القوات في المنطقة ولم تنسحب منها، فإنه لن يعيد الأسرى، وأضاف: "نتيجة لذلك، نحن معتمدون على ما يحدث في الشمال، حيث يتعامل الأمريكيون برسائل مزدوجة؛ خلال 36 ساعة؛ ظهر تصريحان: الأول كان واضحًا لردع الجانب الآخر".
وأضاف بأنه "على الرغم من وجود خلافات في الأسابيع القليلة الماضية بين إسرائيل والولايات المتحدة (بلغت ذروتها بالقول إن توريد جزء من الذخيرة الخاصة قد توقف)، لكن عندما رأت الولايات المتحدة أن الوضع هنا يزداد سوءًا والتوتر يرتفع، رأت أنه من المناسب أن توضح لحزب الله والإيرانيين أنه إذا اندلعت حرب هنا، فإن إسرائيل لن تبقى وحيدة. وبعد 24 ساعة، أرسل الأمريكيون رسالة معاكسة موجهة لإسرائيل تقول: لا تفترضوا أننا سنتمكن من مساعدتكم كما في الحالات السابقة".
إلى ذلك، تابعت المجلة العبرية استعراض تصريحات بن إلياهو، الذي يرى أن هناك نوعًا من اللعبة الأمريكية ثنائية الاتجاه لكبح كلا الجانبين، مقارنة بما قيل وما حدث في بداية الحرب، عندما أرسلوا حاملات الطائرات هنا، وتوجهوا إلى حزب الله وإيران وقالوا بوضوح لا تفعلوا، فيما أن ما يحدث حاليًا على مدى هذه الفترة في الشمال، بما في ذلك إخلاء السكان والإصابات التي حدثت، في أحداث سابقة كان يمكن أن يؤدي إلى اشتعال كامل.
ونبّه بن إلياهو، وفق المجلة، إلى أن "حقيقة أن هذا الوضع مستمر لفترة طويلة وأن كلا الجانبين يتصرفان بضبط النفس لفترة طويلة، تشير إلى أن هناك مصلحة واضحة لدى كلا الجانبين في هذه المرحلة بعدم السماح للوضع بالتدهور".
واسترسل: "لذلك، أعتقد أن هذا سيستمر، ولكن بالطبع في مثل هذه الأمور لا يمكن استبعاد تطور الوضع نتيجة حدث ما، حتى في الاتجاه المعاكس. ولكن الافتراض الأساسي هو أنه إذا انتهى الأمر في الجنوب فإنه سينتهي في الشمال، وحتى الآن لن يتفاقم إلى حرب شاملة".
وأشار إلى أن "مواطني الدولة يقفون اليوم عند مفترق طرق، فالأمريكيون يكبحون كلا الجانبين برسائل مزدوجة، وهذه الحرب مستمرة، ولكننا الآن في حرب استنزاف. أعتقد أنه يمكننا الآن تسميتها كذلك بكل تكاليفها".
وأضاف: "أعتقد حقًا أن هذا أمر سيء للغاية. أعتقد أن هناك أسبابًا كافية لوقف القتال في الجنوب، مثل الأسرى، وما يحدث هنا يزيد من ذلك. إنه ليس مجرد تصوير للوضع الحالي على الأرض هنا وهناك، بل هو متشابك في طبقة تحت السطح. فهناك نهجان: نهج تديره الحكومة وتدفعه جهات متطرفة في الحكومة، وهو ليس تدمير حماس فحسب، لأنه كان يمكن الاكتفاء بالوضع الذي نحن فيه الآن. بل هو سياسة ستستمر في غزة لفترة طويلة".
وأوضح أنه "لا يمكن وضع بديل لحماس هناك، ولذلك من سيبقى هناك هو نحن. ونعرف هذا النموذج من 18 سنة في لبنان. ونعرفه أيضًا في يهودا والسامرة"، مستطردا: "لكن يهودا والسامرة قصة أخرى، لأنه كان هناك حركة استيطانية عدوانية جدًا، فيما لم تكن هناك حركة استيطانية في لبنان بل كانت عسكرية فقط".
وتابع بن إلياهو قائلًا: "حاليًا، لا توجد حركة استيطانية في غزة، رغم وجود بوادر أولية لذلك. لذا، يمكنني القول إن الإسرائيليين يقفون اليوم عند مفترق طرق حيث إن هناك نهج يدعو ليس فقط للحفاظ على الأمن في غزة، بل للاستمرار في السيطرة هناك لفترة طويلة".
"وهذا يمكن أن يدفع الجهات المتطرفة للتأثير على بوادر الاستيطان الأولية. ومن ناحية أخرى؛ هناك نهج يقول دعونا نكتفي بما فعلناه هناك: لنقطع الحدث في الجنوب، ونتجهز لتهديد أكثر خطورة قد يظهر في المستقبل أمام الشمال وأمام إيران. هذه هي القرارات السياسية الحقيقية للإسرائيليين. أعتقد شخصيًا أن هذا القرار يجب أن يُطرح في الانتخابات" يقول المتحدث نفسه.
وأضاف: "إذا كنتُ سأختار، فسأختار التوقف في الوقت الحالي، لمجرد أن هذا لا يمنعني في المستقبل من إعادة النظر. عندما أتردد بين القرارات، أقلب الأفكار في رأسي وأقول لنفسي، لنفترض أنني اخترت البديل الخاطئ، ثم أحاول مقارنة الضرر في البديل الخاطئ وما إذا كان يمكن إصلاحه".
وأوضح: "على سبيل المثال؛ إذا توقفت الآن وأعدت الأسرى وكنت مخطئًا لأنني أهملت الساحة في وقت مبكر جدًا، يمكنني العودة وإصلاح ذلك. من ناحية أخرى، إذا استمررت في المماطلة وأدّى ذلك إلى أن يصبح إخلاء الشمال أمرًا دائمًا، حيث لن يعود بعض السكان، وهذا سيخلق في ذاكرة كلا الجانبين، لدينا ولديهم، أن هناك ردعًا ضدنا وأنه يمكن طردنا من أجزاء من الشمال وأيضًا لن نعيد الأسرى".
وأكد: "هذه أخطاء سيكون من الصعب إصلاحها. لذلك، عند قياس تكلفة الخطأ، من الأفضل لي أن أتوقف بدلاً من أن أستمر. لأنه إذا ارتكبت خطأً بتوقفي، فلا يزال بإمكاني العودة والتجديد".
وأكمل: "نحن نتحدث بعد حكم المحكمة العليا، الذي يلزم بتجنيد طلاب المعاهد الدينية. هل الجيش مستعد لذلك حقًا؟ من الواضح أن الجيش بحاجة إلى زيادة عدد الأفراد، خاصة في ضوء التحديات التي نتحدث عنها. لكن هل هذا واقعي أم أن الخيار الثاني، الذي لست متأكدًا من أنه أفضل بكثير، هو الاستمرار في تجنيد الاحتياط بشكل واسع ومكثف، حيث تتناقص القوة هناك أيضًا؟".
وأبرز ين إلياهو: "انظر، في رأيي يجب أن يكون هناك قانون يعكس المساواة، لا شك في ذلك، وهذا لا يعتمد على القاضي. ببساطة هو أساس القانون الذي يستند إليه، وحتى الآن تم القيام بالعديد من الأمور بطرق ملتوية. لكن هذا لم يعد مسألة مساواة فقط، بل مسألة حاجة؛ حيث يحتاج الجيش بلا شك بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر إلى حوالي ثلاث فرق".
"نحن نتحدث عن فرقتي احتياط وفرقة نظامية واحدة. لا نحتاج إلى لجان تحقيق ولا إلى الكثير من التحليلات عندما يكون هناك شيء واحد واضح: فوجئنا عندما كانت جميع المعلومات متاحة. كان الخطأ في عقول الأشخاص، وبالتالي يمكن أن يحدث شيء من هذا القبيل في المستقبل"، استرسل ين إلياهو.
وأردف: "نحن نتحدث عن خطأ بشري وليس في الأدوات، وليس في وسائل الاستخبارات ولا في المعلومات الاستخباراتية، بل في تفسير المعلومات. إذا كان هذا هو الحال، فلا خيار لدينا سوى الاستعداد على طول الحدود بحالة تجعلنا نرد ليس بناءً على المعرفة، بل بناءً على المفاجأة".
واختتمت المجلة العبرية، التقرير، بقول بن إلياهو: "لو كنا مستعدين كما ينبغي قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر، لما كنا نتحدث عن تسعة أشهر، بل كان سيتم اختصارها إلى أسبوعين أو ثلاثة. وهذا يعيدني إلى عدد الجنود الذين يحتاجهم الجيش الإسرائيلي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة فلسطين غزة قطاع غزة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة کلا الجانبین لفترة طویلة فی الشمال نتحدث عن أن هناک إلى أن أن هذا
إقرأ أيضاً:
وزير إسرائيلي: الاستيطان في غزة لن يعود ويجب إنهاء الحرب
قال وزير التعاون الإقليمي في إسرائيل، دافيد أمسالم، إن الاستيطان في قطاع غزة لن يعود، وهو غير وارد، مضيفًا، "لم نتحدث عن هذا الأمر في الكابينت، ولا حتى في اليوم الأول من الحرب".
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن أمسالم قوله إنه يجب منح الأولوية لإعادة الرهائن دفعة واحدة والذهاب لصفقة شاملة.
وأضاف الوزير الذي يشغل منصب "مراقب" في المجلس الوزاري المصغر الكابينت، "يجب إنهاء الحرب والانتقال بغزة لنموذج مشابه للضفة الغربية".
وأكد الوزير الإسرائيلي، أن السيطرة على محور "فيلادلفي" يجب أن تكون أولوية غير قابلة للتفاوض.
اقرأ أيضا/ مسؤول إسرائيلي كبير ينقل رسائل مهمة لعائلات أسرى: نتجه لصفقة جزئية فقط!
وفي سياق آخر، رد أمسالم على تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، الذي أعرب عن مخاوفه بشأن "انهيار الشاباك" إذا تم إقالة رئيس الجهاز. وعلق أمسالم قائلاً: "ما معنى الانهيار؟ هل سقطت قلعة الباستيل؟ رئيس الشاباك يجب أن ينفذ تعليمات المستوى السياسي. إذا كان غالانت يقول ذلك، فهذا يعني أنهم لم يلتزموا بالتوجيهات".
وعلى صعيد متصل، أعلن عضوا الكنيست تسفي سوكوت وليمور سون هار ميلخ، رئيسا اللوبي البرلماني لإعادة الاستيطان في قطاع غزة، يوم الخميس الماضي، أنهما سيعملان على تقديم تشريعات تتيح وجوداً مدنياً يهودياً في القطاع. وأشارا إلى خطط لتخصيص موارد لإعادة الاستيطان وتشجيع هجرة الفلسطينيين من غزة بشكل طوعي.
وشارك في جولة ميدانية لدعم هذه الجهود عدد من الشخصيات السياسية، من بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير التراث عمحاي إلياهو، ورئيسة حركة "نحالا" دانييلا فايس، وأعضاء الكنيست أوشير شاكيد من حزب الليكود ويتسحاق كرويزر من حزب "عوتسما يهوديت".
وأعلنت حركة "نحالا"، أنها تعمل على إعداد مجموعات استيطانية تتألف من مئات العائلات والأفراد، بهدف إقامة نقاط استيطانية جديدة في قطاع غزة. وأكدت الحركة استعدادها للتنفيذ بمجرد تهيئة الظروف المناسبة لذلك.
ووفق قناة كان العبرية، فإن هذه التصريحات والتحركات تأتي في ظل توترات متصاعدة، حيث يظل مستقبل قطاع غزة محوراً للنقاش السياسي والأمني في إسرائيل.
المصدر : وكالة سوا - مكان