والله لن يخزيكم الله، فأبشروا

#الشيخ_كمال_الخطيب

????أصحاب #القلوب_الكبيرة
✍️هم أصحاب القلوب التي لا تعرف الحقد ولا تضمر على البغض، وليس فيها متسع ولا مكان لنزعة الإنتقام.
هم الهيّنون الليّنون السمحون المتسامحون، هم الذين يعلمون أن #التجارة_الرابحة هي التجارة مع الله وإن كانت صفقاتها هي مع الناس، وذلكم وهو النُبل بعينه وهؤلاء هم النبلاء.


✍️ذكر الأستاذ أدهم شرقاوي في كتابه الرائع “رسائل من القرآن” قصة مسعود الهمذاني والذي عُرف بكثرة صفحه عن الناس، وكان إذا أساء إليه أحد وجاءه ليعتذر منه فكان لا يعاقبه ولا حتى يعاتبه وإنما كان يسامحه ويقول له جملته المشهورة: “الماضي لا يُذكر” وكما يقال بالعامية: “إنسى”. ولما مات مسعود الهمذاني فقد رآه أحد الصالحين في المنام وقد قيل له: ما فعل الله بك. قال: أوقفني بين يديه، وقال لي: يا مسعود الماضي لا يُذكر، يا ملائكتي خذوه إلى الجنة.
وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، وهل جزاء العفو إلا عفو أعظم. وإذا كان هو ينسى زلات الناس ولا يذكرها، فإن الله سبحانه لا يذكر له سيئاته ويغفرها ويدخله الجنة.
✍️هكذا كان قلب يوسف عليه السلام، وبرغم ما فعله له وبه إخوته من الحسد والكيد ثم إلقائه في البئر، فلما دارت الأيام وقد أصبح هو عزيز مصر وجاءوا هم يبتاعون الطعام فعرفهم ثم كان ما كان فاعتذروا له، فكان أن طوى الصفحة سريعًا ولم يكن في قلبه الكبير متسع للتأنيب ولا للإنتقام ولسان حاله يقول: الماضي لا يُذكر، وما كان منه سوى الصفح والعفو {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ ٱللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَّٰحِمِينَ} آية 92 سورة يوسف.

✍️وهكذا كان قلب محمد ﷺ وبرغم ما فعله به قومه وعشيرته من تكذيب وإساءة وضرب واتهامه بالسحر والجنون ثم محاولة قتله ثم قتاله سنين طوالًا، فلما كان يوم الفتح المبارك فقد طوى صفحة عشرات سنوات الأذى والكيد له بالقول: “إذهبوا فأنتم الطلقاء” ولسان حاله يقول: “الماضي لا يُذكر”. وما أجمل ما قال الشاعر في وصف أصحاب القلوب الكبيرة:
من اليوم تعارفنا ونطوي ما جرى منا
فلا كان ولا صار ولا قلتم ولا قلنا
وإن كان ولا بد من العتبى فبالحسنى
ولقد ذهب بعض الخيرين إلى التغافر بلا تعاتب، وقد قال له من اختلف معه: تعال نتعاتب، فقال له: بل تعال نتغافر.
فلماذا لا تكون من أصحاب القلوب الكبيرة ويكون شعارك “الماضي لا يُذكر”.

مقالات ذات صلة واشنطن ستفرج عن قنابل تزن 500 رطل لإسرائيل 2024/06/28

????ثأر الله
✍️يقول الاستاذ علي جابر الفيفي في تفسير وبيان معنى اسم “الولي” أحد أسمائه الحسنى سبحانه: “ويعني اسم المولى مع معنيين، معنى أنه وليّ يُعبد ويطاع، ومعنى أنه وليّ يدبّر ويعين. فالولاية من العبد الطاعة والعبادة، والولاية من الرب الإعانة والإفادة. ومن جلال هذا الاسم أنه يشير إلى ولايته سبحانه لبعض خلقه وحبه لهم وحمايته ودفاعه عنهم، فعن أبي هريرة قال، قال رسول الله ﷺ: “إن الله قال: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب”.
✍️ فالله الذي على عرشه استوى يعلنها حربًا طاحنة يطحن به سعادة وهناءة أولئك الذين يتعرضون لأوليائه بالأذى. إنه وليّهم ولا يترك الوليّ وليّه، بل يحوّطه بحبه وعنايته ويصنعه على عينه ويصطنعه لنفسه. إنها المعركة الأكثر رهبة في تاريخ الحروب عندما يكون الله بعظمته وجلاله وجبروته في الجهة المقابلة لك، يحاربك بقدرته التي ليس لها حدّ وعلمه الذي يملأ الدنيا والآخرة، وببغضبه الشديد ستدمر ولا شك، وستهزم وستنتهي نهاية مأساوية!
وهناك حديث قدسي لفظه عجيب ذكره غير واحد من أهل العلم منهم ابن تيمية في كتابه “الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان” عن النبي ﷺ، عن الله تعالى أنه قال: “إني لأثار لأوليائي كما يثأر الليث الحرب”. يقول شيخ الإسلام: “أي آخذ ثأرهم ممن عاداهم كما يأخذ الليث الحرب ثأره”. فيا لثأر من يمس وليًا من أوليائه سبحانه، ويا لخيبته وخسارته.
✍️إن انتصار الله لأوليائه الذين سبق وطمأنهم لما قال: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} آية 6٢ سورة يونس، فليس معناه أنه لن يمسهم الضر والبلاء فيجوّعون ويشرّدون ويسجنون ويقتلون، إنه يصيبهم بعض من ذلك ولعلّه يصيبهم كل هذا وأكثر منه، ولكن هذا يكون اصطفاء من الله تعالى لهم، ولعلّه يريد أن ينقّيهم كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وكما ينقى الذهب من الشوائب ليكون أصيلًا صافيًا {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ ۗ أَلَآ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ} آية 214 سورة البقرة.

????ومحبة الخلق رزق من الخالق
✍️مثلما أن الطعام والشراب رزق الله سبحانه قدّره لك وسيأتيك أو تأتيه أينما كنت، ولأنه حق من الله سبحانه {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ*فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَاْلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} آية 22-23 سورة الذاريات، فكما أن الطعام والشراب رزق فإن الحب كذلك رزق وأن محبة الناس وإلقاء محبتك في قلوبهم هي رزق، وإنك لا تدري في أي قلب يكون رزقك. قال ابن المنكدر لأبي حازم: “يلقاني الناس فيدعون لي بالخير، ما أعرفهم وما صنعت معهم معروفًا ولا خيرًا. فقال له أبو حازم: ذلك فضل الله”.
✍️وسواء كان هو ابن المنكدر أو غيره ممن ألقى الله تعالى في قلوب الخلق محبتهم وهم الذين لم يلتقوا بهم من قبل أبدًا ولم يعرفوهم، فإن هذا من فضل الله عليهم ومن الرزق آتاهم الله إياه وفيهم يتمثل قول الله تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَٰنُ وُدًّا} آية 96 سورة مريم.
✍️وإن ما نراه من حال أهلنا في غزة، أطفالها ونساؤها وشيوخها من تعاطف الدنيا معهم ومحبتها لهم والانتصار لمظلوميتهم، فإنه من رزق الله الذي آتاهم، لكن اللافت والمحير والعجيب، أن ما يظهر من علامات الحب هذه عند الغرباء فإن عكسها ما يحدث عند ذوي القربى، وأقصد هنا الأنظمة المستبدة وليست الشعوب المقهورة.
✍️إنهم أطفال غزة، الغرباء والأجانب والبعيدون يتعاطفون ويتضامنون معهم ويتظاهرون في الشوارع والميادين لأجلهم منذ ثمانية أشهر لم يكلّوا ولم يملّوا، ويضغطون على حكوماتهم لقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع حكومة إسرائيل دفاعًا عنهم وقد نجحوا في مواقع عديدة، بينما الأقارب والإخوة والجيران هم من يحاصرونهم ويجوّعونهم ويتآمرون عليهم بل ويطبعون العلاقات الدبلوماسية معهم، بل ويفتحون معابر برية لإيصال البضائع والحاجات إليهم، وكل ذلك نكاية بأطفال غزة ونسائها وشيوخها.
✍️مثل أطفال غزة مع الغرباء والأقرباء كمثل الطفل يوسف عليه السلام قال أخوه القريب: {ٱقْتُلُواْ يُوسُفَ} آية 9 سورة يوسف، بينما قال البعيد الغريب: {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ} آية 21 سورة يوسف.
إنه رزق الله ليوسف ومحبته والحنوّ عليه جعله عند الغرباء ولم يجعله عند الأقرباء، ولكن ومثلما تحققت رؤيا يوسف عليه السلام {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا} آية 10 سورة يوسف.
✍️فكما تحققت رؤيا يوسف، فمثلها يقينًا ستتحقق بإذن الله تعالى أمنيات أطفال غزة ونسائها ورجالها ومعهم كل الأمة بالفرج أو بأمر من عنده سبحانه فيصبح الأقرباء والجيران من أصحاب الجلالة والفخامة والسيادة على ما أسروا في أنفسهم نادمين.

????بين الربط والربت
✍️نحن في زمان أحوج ما نكون فيه لأن يربط الله على قلوبنا وأن نربت نحن على قلوب بعضنا.
في زمن البلاء الذي نعيش وسطوة الباطل، زمن تكالب الأعداء وخيانة الزعماء وضلال العلماء وتطاول السفهاء وخذلان الأشقاء، نحن أحوج ما نكون بأن تمتلئ قلوبنا ثقة ويقينًا بالله سبحانه فيربط على قلوبنا كما ربط على قلب أم موسى لما ألقت بابنها في النهر. فرغم أنه كان أمرًا ربانيًا، لكن عاطفة الأمومة فعلت أفاعيلها، فكان ربط الله على قلبها وسكينته قد أنزلها عليها {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَٰرِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِى بِهِ لَوْلَآ أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا} آية 10 سورة القصص. وكما ربط الله على قلوب أصحاب رسول الله ﷺ يوم الخندق وقد بلغ بهم الضيق والكرب كل مبلغ {وَإِذْ زَاغَتِ الأبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَاهُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} آية 10- 11 سورة الأحزاب، في مثل ذلك الظرف العصيب كان الربط من الله على قلوبهم وأنزل السكينة والتثبيت لهم {وَلَمَّا رَءَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْأَحْزَابَ قَالُواْ هَٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّآ إِيمَٰنًا وَتَسْلِيمًامِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا} 22-23 سورة الأحزاب. ومثلما ربط الله على قلوب أصحاب رسول الله ﷺ يوم الأحزاب فإنه سبق وربط على قلوبهم وأنزل عليهم السكينه يوم أحد {ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَٰنًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ} آية 173 سورة آل عمران.

الشيخ كمال خطيب, [6/28/2024 4:42 AM]
✍️فمثل حاجتنا لربط الله على قلوبنا، فإنها حاجتنا لنربت على أكتاف وصدور بعضنا البعض، فيشدّ الواحد منا عضد أخيه ويتواصوا بالحق وبالصبر والثبات ويذكّره الله وبالآخرة وبجزاء الصابرين، ويذكّره بأن كل من اختار طريق الإيمان والاستقامة فثمة ثمن لا بد أن يدفعه، ويذكّره بأنه مهما اشتد الخطب وعظم الكرب فإن العاقبه للمتقين {وَالْعَصْرِإِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍإِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} سورة العصر.
✍️أن تربت على كتفه أو صدره أي أن تضع كفك عليها لتشعره بالأمن والأمان والطمأنينة بقربك منه فتبعث فيه الأمل والقوة، فهكذا فعل رسول الله ﷺ مع أبي بكر لما شعر بقلقه وخوفه من وصول كفار قريش إليهما في الغار {إِذْ هُمَا فِى ٱلْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا} آية 40 سورة التوبة. وكما فعلت خديجة رضي الله عنها مع زوجها رسول الله ﷺ لمّا رجع من الغار بعد نزول جبريل الأمين عليه أول مرة وكان خائفًا يرتجف ويقول دثروني دثروني، فكان الربط منها على صدره وهي تقول له رضي الله عنها: “إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق، أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدًا”.
✍️ومثلما ربتت خديجة على صدر وكتف رسول الله ﷺ في ذلك الظرف الصعب وتقول له: أبشر فوالله لن يخزيك الله، فإننا نربت على قلوب أبناء شعبنا وأمتنا في هذا الزمان والظرف الصعب، وسنظل نقول لهم: نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا فوالله لن يخزيكم الله أبدًا.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.

رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: رسول الله ﷺ الله سبحانه الله تعالى سورة یوسف ما کان

إقرأ أيضاً:

خالد ميري يكتب: حكايتي مع «الإخوان»

30 يونيو 2013.. اليوم الأهم فى تاريخنا الحديث.. يوم خرج الشعب المصرى للشوارع والميادين دفاعاً عن وطنه وهويته ولإسقاط جماعة الفاشية الدينية وحكم المرشد.

ذاكرتنا لن تنسى عام حكمهم الأسود.. عندما أحاطت بنا الهموم وحاصرتنا المشاكل، وكان الوطن على وشك الدخول فى حرب أهلية ليضيع حاضرنا ومستقبلنا..

عشنا هذا العام الأسود ولن يغيب من الذاكرة.. كيف أنسى عاماً نمت كل ليلة فيه حزيناً كسيراً مهموماً تطاردنى الكوابيس؟.. كيف أنسى يوم كانت حياتنا مهددة فى كل لحظة، وممتلكاتنا وبيوتنا عرضة للضياع، يوم كان أطفالنا يخرجون من البيوت ونخشى ألا يعودوا.. لا فرص عمل ولا مستقبل ولا تعليم ولا صحة فى الحد الأدنى، يوم كنا نبحث عن أى سلعة فلا نجدها ودموعنا لا تفارق عيوننا؟!.

كان عام الحزن واليأس والقنوط والخوف من المستقبل المجهول.. لم ننس ولن تفلح شائعات ميليشيات الإخوان التى تستهدفنا فى كل لحظة فى جعلنا ننسى، لدينا الآن وطن قوى عفى.. نعيش مشاكل مثل كل دول العالم، لكننا نثق أننا سنتخطاها، نقبض على وطننا كالقابض على الجمر وسط أمواج متلاطمة من المؤامرات والشائعات والأكاذيب.

يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣ كنت عضواً بمجلس نقابة الصحفيين، وخرجنا فى مسيرات حاشدة من النقابة مع الأصدقاء بنادى القضاة ونقابة المحامين إلى ميدان التحرير.. كان حبنا للوطن وخوفنا عليه وعلى أولادنا ومستقبلنا وبيوتنا وديننا دافعنا الأقوى.. ظللنا فى ميدان التحرير حتى ٣ يوليو وقلوبنا وعقولنا معلقة بقواتنا المسلحة ونحن نثق أنها لن تتأخر عن الاستجابة لشعبها الذى خرج كله إلى الشوارع والميادين طلباً لحقه فى الحياة.. وكان بيان ٣ يوليو ثلجاً على قلوبنا التى احترقت خوفاً على وطننا وحياتنا.. يوم خرج رجل الأقدار الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكان يومها وزيراً للدفاع، ليعلن انتصار إرادة الشعب، لتنطلق الأفراح بطول مصر وعرضها.

هذه ثورتنا انتصرت، وإرادتنا الهادرة فرضت كلمتها.. أرواحنا عادت لأجسادنا، ووطننا عاد إلينا.

فى عام حكمهم الأسود كنت واحداً ممن وصلته تهديداتهم، بل ووصل الأمر أن فوجئت بوالدى، رحمه الله، يتصل بى من قريتنا بالمنيا، ليطالبنى بالابتعاد عن طريق الإخوان خوفاً على حياتى لأنهم لن يتركونى.. العصا جاءت بعد الجزرة، فقبلها سبق أن عرضوا علىّ رئاسة تحرير أحد إصدارات مؤسستى «أخبار اليوم» فى التغييرات الصحفية التى أجروها، وخرج نقيب الصحفيين وقتها ليكتب مشيراً إلى أن هناك عضواً بمجلس النقابة كانت لديه فرصة رئاسة التحرير ولكنه ضيعها.. استخدموا العصا والجزرة بعد مواجهتى المسجلة بمجلس الشورى وقتها مع أحمد فهمى، رئيس المجلس، وفتحى شهاب، رئيس لجنة الإعلام، عندما أعلنتها عالية فى وجههم برفض أخونة الصحافة القومية ورفض التطاول على قامة جمال الغيطانى، رحمه الله، وعندما قال لى أحمد فهمى «اسكت» لأنه يدير الجلسة صرخت: لن يسكتنى أحد.. هذا ما كان ولن يكون.

هذا كان حالى فى عام حكم الإخوان.. لا أتذكر أننى نمت يوماً إلا والتعاسة فى عينى، وعقلى لا يتوقف عن التفكير خوفاً على بلدى وعائلتى الصغيرة ومهنتى ونقابتى.

أتذكر معكم وأثق أن لدى كل مواطن مصرى ذكريات مماثلة لهذا العام الأسود فى تاريخنا.. نتذكر حتى لا ننسى ولا تتوه منا الحقائق، نتذكر لنلتف حول وطننا وقائدنا العظيم الذى لم ينحز فى حياته إلا لبلده وشعبه.

لماذا لا يخرج كل مواطن ليحكى لنا حكايته فى هذا العام الأسود؟.. يوم كدنا نفقد حقنا فى الحياة وضاعت كل حقوقنا.. يوم كانت الفاشية التى تتمسح بالدين تريد تغيير هويتنا وقتل أرواحنا وبيع وطننا لليهود ولكل من يدفع.. يوم كان الوطن للإيجار، وأرواحنا رخيصة عرضة للاغتيال فى كل لحظة.. لنسجل جميعاً شهاداتنا لوجه الله والوطن، حتى لا تتوه الحقائق فى وطن كل حدوده مشتعلة ولكنه يقف الآن شامخاً.. وسيظل شامخاً «شعب وجيش وشرطة إيد واحدة».

مسك الختام:

أزمة الكهرباء فى طريقها للحل.. الدولة وفرت ما يزيد على مليار دولار لاستيراد الغاز والمازوت، ومع منتصف يوليو المقبل ستنتهى الأزمة تماماً.. لا نريد لأحد أن يستغل أى أزمة ليتلاعب بمشاعرنا وقلوبنا، فهذا كان وسيظل حلمهم الخبيث.. والشكاوى من قرار غلق المحلات فى العاشرة مساء أثق أنه سيخضع للمراجعة.. الحكومة لا تريد إلا رضا الناس، ورغم صعوبة الظروف الاقتصادية، لكن الدولة تواصل العمل ليل نهار لتحسين حياة الناس.. لننتبه جيداً لجحافل الشر على السوشيال ميديا التى لا همّ لها إلا زرع الفتنة فى أرضنا الطيبة.

خابت ظنونهم فى كل مرة، ومن جديد سيرتد كيدهم لنحورهم، فوطننا فى معية الله سبحانه، وفى حماية شعبه وجيشه.

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع يستقبل سفراء اليابان وروسيا وإيطاليا والصين
  • «الإفتاء» تكشف فضل سورة يس وحُكم السحر في الشرع (فيديو)
  • حقيقية منشور خطيب الحرم المكي ياسر الدوسري.. «الأرض تتهيأ لأمر عظيم»
  • فزعة سفارة السعودية في المجر لمواطن وزوجته تثير تفاعلا وأمير يعلق
  • آيات قرآنية لاسترجاع الشيء المفقود والمسروق.. احرص عل تلاوتها
  • خالد ميري يكتب: حكايتي مع «الإخوان»
  • كمال بنخالد يعزي في وفاة تعزي في وفاة الأميرة لالة لطيفة أمحزون والدة الملك محمد السادس
  • الشيخ خالد الجندي يكتب: ثورة انتصار لمقاصد الشرع الشريف
  • أسرة "البحر" تتهم أمن الضالع باختطاف نجلها وتطالب بسرعة الإفراج عنه
  • خطيب الجامع الأزهر: العلم طريق الرقي والتقدم للأفراد والمجتمعات