قناة السويس الجديدة «مشروع القومي».. ملحمة وطنية تحبط سموم أهل الشر وترد على الشائعات
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
مشروع قناة السويس الجديدة يعد إحدى أهم النقاط المضيئة فى تاريخ الوطنية المصرية، فهى لحظة تاريخية عبرت عن حجم التضافر بين الدولة والمواطن فى مرحلة ما بعد «30 يونيو»، والاصطفاف الشعبى خلف مشروع قومى كان باكورة المشروعات القومية للجمهورية الجديدة، ففى أسبوع واحد تقريباً جُمعت الأموال للمشروع، وفى عام واحد أُنجز هذا المشروع القومى العملاق.
يقول أحمد رفعت، الكاتب الصحفى والمحلل السياسى، فى اتصال لـ«الوطن»، إن قناة السويس يمكن وصف كل ما تعنيه وتحمله من معانٍ بأنها واحدة من الأماكن المقدسة فى مصر مثلها مثل سيناء، وهى شرف وعرض مصر، دُفن بها 120 ألفاً من أجدادنا الذين سيقوا بالسخرة لمدة 10 سنوات لتنفيذ هذا المشروع قديماً.
وأضاف أنه قد تم استردادها بتأميمها عام 1956، وظلت تعمل 11 عاماً حتى تم إغلاقها عام 1967 وتم إعادة فتحها عام 1975، وظلت تعمل حتى عام 2014 الذى شهد البدء فى القناة الجديدة، هذا المشروع العظيم الذى أثبت أنه رغم الغياب الطويل للفعل الأسطورى فى مصر منذ مشروع بناء السد العالى وصولاً إلى حرب 6 أكتوبر، فإن مشروع قناة السويس الجديدة جاء بعد غياب طويل ليثبت أن المصريين قادرون على صنع المعجزات.
وتابع «رفعت» قائلاً إن القرار العظيم كان إنهاء هذا المشروع فى عام، فقد كان من الممكن أن نرى أن العمل لا يزال يتواصل حتى الآن فى مشروع قناة السويس الجديدة دون أن يعترض أحد، لكن كان الهدف هو إظهار قدرة المصريين وأنهم يستطيعون فعل المعجزات والمستحيل، وكما استطاعوا جمع الأموال اللازمة للانتهاء من هذا المشروع فى عام واحد، استطاعوا إنجازه فى عام واحد. وأكمل المحلل السياسى حديثه قائلاً إن اليوم العالم كله يستفيد من مشروع قناة السويس الجديدة، الذى أثبت بالأرقام نجاحها العملى ليكون رداً على كثير من الشائعات التى كانت ترددها عناصر جماعة الإخوان الإرهابية بشأن المشروع وأهميته، فالإخوان لم يتركوا شيئاً إلا وفعلوه للتشكيك فى جدوى وصلاحية القناة الجديدة.
وقال الكاتب الصحفى إن انحطاط الإخوان جعلهم لم يتركوا شيئاً إلا وقالوه عن القناة الجديدة، فمرة يدّعون أن التربة لن تصلح لهذا المشروع، ومرة يقولون جيولوجياً لا يمكن تنفيذ المشروع، ومرة أخرى يقولون إن أحد العلماء أكد أنه مشروع غير قابل للتنفيذ، وعندما نبحث لا نجد أن هناك عالماً بهذا الاسم ولا الجهة التى يُنسب إليها لنجد الأمر مجرد «تلفيق فى تلفيق» من الأبواق الإعلامية الشريرة الخبيثة التابعة للجماعة.
ولفت إلى أن الإخوان لم يكتفوا بذلك، بل زعموا أن فوائد الأموال التى اشترى بها المصريون الشهادات لتمويل المشروع حرام، وقد رد علماؤنا على تلك الادعاءات التى كانت أشبه بنكتة، لأنه لا يعقل أن رجلاً وطنياً أعطى وطنه وفى نفس الوقت يستفيد أن يوصف فعله هذا بالحرام، فعناصر الجماعة على كل حال قادرون على التشويش وبث الأكاذيب.
واستدرك «رفعت»: «لكن الرد جاء عملياً وبالأرقام فى 7 سنوات من خلال الزيادة الكبيرة لأعداد السفن التى تعبر والعوائد التى بلغت الضعف مقارنة بعام 2014، وبالتالى بكل المعايير قمنا بعمل إنجاز كبير، ربما يكون أيضاً أغلق الطريق أمام أى دولة تفكر فى إنشاء قناة جديدة».
«الشريف»: الدولة راهنت على وعى المواطن.. وسيبقى فى الذاكرة كدليل إرشادى لمواجهة التحدياتبدوره، يقول محمد فتحى الشريف، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، لـ«الوطن»، إن مشروع قناة السويس الجديدة كان علامة كاشفة على الخطوط التى تسير عليها طبيعة العلاقة بين الدولة والمواطن فى مصر ما بعد «30 يونيو»، دولة يقف فيها المواطن إلى جانب دولته فى مختلف المواقف، وعندما يتعلق الأمر بمشروع قومى فإن الجميع يقدم كل ما بوسعه.
وأضاف «الشريف» أن المشروع كانت فكرته نقطة اجتمع المصريون حولها ودفعة لروحهم المعنوية بعد فترة من الإحباط التى سيطرت عليهم خلال تولى جماعة الإخوان الإرهابية السلطة، كما أنه كان كاشفاً عن وجهة دولتنا فيما يتعلق بالعودة إلى المشروعات القومية الكبيرة، التى ستكون لها عائدات كبيرة على مستوى التنمية وعلى مستوى مكانة مصر الإقليمية والدولية، لأنه بالتأكيد المشروعات القومية ترفع من قيمة وقدر الدول بين نظرائها.
ويرى مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات أن جماعة الإخوان الإرهابية كانت تراهن على إفشال مشروع قناة السويس الجديدة، وكذلك سعوا للتشكيك فى جدواه بهدف إحباط الشعب المصرى، لكن الدولة راهنت على وعى المواطن، وقد كان بالفعل عند الموعد وواعياً لتلك المحاولات الخبيثة، وبالتالى مثّل المشروع كذلك نجاحاً للمصريين فى معركة الوعى التى أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى خطورتها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قناة السويس مشروع قناة السویس الجدیدة هذا المشروع فى عام
إقرأ أيضاً:
برلماني: وقف إطلاق النار في غزة ينشط الحركة الملاحية فى قناة السويس
أكد النائب عادل اللمعي، عضو مجلس الشيوخ، أن استعادة العمل بمجرى قناة السويس بكامل طاقته لاستقبال الخدمات الملاحية للخطوط الملاحية الكبرى فى ضوء الاستعدادات لعودة حركة التجارة العالمية بشكل تدريجى لمسارها الطبيعى عبر القناة، تزامناً مع بدء عودة استقرار الأوضاع الأمنية فى منطقة البحر الأحمر وباب المندب، مهد للقاء المثمر الذى عقد بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأرسينيو دومينجيز، سكرتير عام المنظمة البحرية الدولية، بشأن استمرار التعاون فيما يتعلق بمجالات عمل المنظمة، خاصةً مع ما تمتلكه مصر من مقومات كبيرة في مجال الشحن والنقل البحري.
وأضاف "اللمعي" في بيان صحفي له ، أن مصر حققت طفرة طيلة الفترة الماضية لرفع كفاءة الخدمات بالموانئ البحرية، والتي ساهمت في تيسير حركة الملاحة العالمية ودعم سلاسل الإمداد العالمية بشكل فعال ومستدام، خاصة أن تدشين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تُعد واحدة من أهم المشروعات الاستراتيجية فهي تلعب دورًا رئيسيًا في تحقيق التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن جهود مصر للتحول إلى مركز عالمي لإنتاج الهيدروجين الأخضر، يساهم في تعزيز جهود المنظمة لاستخدام السفن للوقود البديل، وتيسير الاستثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر والبنية التحتية اللازمة بالموانئ والممرات البحرية الرئيسية بالدول النامية، موضحاً أن استقرار الأوضاع في مضيق باب المندب، وسبل استعادة الأمن في تلك المنطقة تشكل أهمية كبرى لطرق التجارة البحرية الدولية، فضلا عن دور المنظمة البحرية الدولية الذى تلعبه في هذا الإطار باعتبارها الجهة الدولية التي تجمع الأطراف الدولية والإقليمية المعنية من ناحية، والأطراف الفاعلة في مجال الشحن البحري أيضا.
وأوضح النائب عادل اللمعي، أن قرار وقف إطلاق النار في غزة، سيكون ذو مردود إيجابي على المنطقة بصورة متكاملة، بعدما شهدت إيرادات قناة السويس تراجعًا ملحوظًا خلال العام المالي 2023-2024، حيث انخفضت إلى 7.2 مليار دولار مقارنةً بـ9.4 مليار دولار في العام المالي السابق، مما يمثل انخفاضًا بنسبة 23.4%، بالإضافة إلى ذلك سجل عدد السفن المارة عبر القناة 20,148 سفينة في العام المالي 2023-2024، مقارنةً بـ25,911 سفينة في العام المالي السابق، مما يعكس انخفاضًا في حركة المرور البحرية عبر القناة، الأمر الذى جعل مصر تتكبد فاتورة كبرى جراء تلك الصراعات الجيوسياسية.