مشروع قناة السويس الجديدة يعد إحدى أهم النقاط المضيئة فى تاريخ الوطنية المصرية، فهى لحظة تاريخية عبرت عن حجم التضافر بين الدولة والمواطن فى مرحلة ما بعد «30 يونيو»، والاصطفاف الشعبى خلف مشروع قومى كان باكورة المشروعات القومية للجمهورية الجديدة، ففى أسبوع واحد تقريباً جُمعت الأموال للمشروع، وفى عام واحد أُنجز هذا المشروع القومى العملاق.

«رفعت»: عمل يعيد اللحظات الأسطورية للمصريين

يقول أحمد رفعت، الكاتب الصحفى والمحلل السياسى، فى اتصال لـ«الوطن»، إن قناة السويس يمكن وصف كل ما تعنيه وتحمله من معانٍ بأنها واحدة من الأماكن المقدسة فى مصر مثلها مثل سيناء، وهى شرف وعرض مصر، دُفن بها 120 ألفاً من أجدادنا الذين سيقوا بالسخرة لمدة 10 سنوات لتنفيذ هذا المشروع قديماً.

وأضاف أنه قد تم استردادها بتأميمها عام 1956، وظلت تعمل 11 عاماً حتى تم إغلاقها عام 1967 وتم إعادة فتحها عام 1975، وظلت تعمل حتى عام 2014 الذى شهد البدء فى القناة الجديدة، هذا المشروع العظيم الذى أثبت أنه رغم الغياب الطويل للفعل الأسطورى فى مصر منذ مشروع بناء السد العالى وصولاً إلى حرب 6 أكتوبر، فإن مشروع قناة السويس الجديدة جاء بعد غياب طويل ليثبت أن المصريين قادرون على صنع المعجزات.

وتابع «رفعت» قائلاً إن القرار العظيم كان إنهاء هذا المشروع فى عام، فقد كان من الممكن أن نرى أن العمل لا يزال يتواصل حتى الآن فى مشروع قناة السويس الجديدة دون أن يعترض أحد، لكن كان الهدف هو إظهار قدرة المصريين وأنهم يستطيعون فعل المعجزات والمستحيل، وكما استطاعوا جمع الأموال اللازمة للانتهاء من هذا المشروع فى عام واحد، استطاعوا إنجازه فى عام واحد. وأكمل المحلل السياسى حديثه قائلاً إن اليوم العالم كله يستفيد من مشروع قناة السويس الجديدة، الذى أثبت بالأرقام نجاحها العملى ليكون رداً على كثير من الشائعات التى كانت ترددها عناصر جماعة الإخوان الإرهابية بشأن المشروع وأهميته، فالإخوان لم يتركوا شيئاً إلا وفعلوه للتشكيك فى جدوى وصلاحية القناة الجديدة.

وقال الكاتب الصحفى إن انحطاط الإخوان جعلهم لم يتركوا شيئاً إلا وقالوه عن القناة الجديدة، فمرة يدّعون أن التربة لن تصلح لهذا المشروع، ومرة يقولون جيولوجياً لا يمكن تنفيذ المشروع، ومرة أخرى يقولون إن أحد العلماء أكد أنه مشروع غير قابل للتنفيذ، وعندما نبحث لا نجد أن هناك عالماً بهذا الاسم ولا الجهة التى يُنسب إليها لنجد الأمر مجرد «تلفيق فى تلفيق» من الأبواق الإعلامية الشريرة الخبيثة التابعة للجماعة.

ولفت إلى أن الإخوان لم يكتفوا بذلك، بل زعموا أن فوائد الأموال التى اشترى بها المصريون الشهادات لتمويل المشروع حرام، وقد رد علماؤنا على تلك الادعاءات التى كانت أشبه بنكتة، لأنه لا يعقل أن رجلاً وطنياً أعطى وطنه وفى نفس الوقت يستفيد أن يوصف فعله هذا بالحرام، فعناصر الجماعة على كل حال قادرون على التشويش وبث الأكاذيب.

واستدرك «رفعت»: «لكن الرد جاء عملياً وبالأرقام فى 7 سنوات من خلال الزيادة الكبيرة لأعداد السفن التى تعبر والعوائد التى بلغت الضعف مقارنة بعام 2014، وبالتالى بكل المعايير قمنا بعمل إنجاز كبير، ربما يكون أيضاً أغلق الطريق أمام أى دولة تفكر فى إنشاء قناة جديدة».

«الشريف»: الدولة راهنت على وعى المواطن.. وسيبقى فى الذاكرة كدليل إرشادى لمواجهة التحديات

بدوره، يقول محمد فتحى الشريف، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، لـ«الوطن»، إن مشروع قناة السويس الجديدة كان علامة كاشفة على الخطوط التى تسير عليها طبيعة العلاقة بين الدولة والمواطن فى مصر ما بعد «30 يونيو»، دولة يقف فيها المواطن إلى جانب دولته فى مختلف المواقف، وعندما يتعلق الأمر بمشروع قومى فإن الجميع يقدم كل ما بوسعه.

وأضاف «الشريف» أن المشروع كانت فكرته نقطة اجتمع المصريون حولها ودفعة لروحهم المعنوية بعد فترة من الإحباط التى سيطرت عليهم خلال تولى جماعة الإخوان الإرهابية السلطة، كما أنه كان كاشفاً عن وجهة دولتنا فيما يتعلق بالعودة إلى المشروعات القومية الكبيرة، التى ستكون لها عائدات كبيرة على مستوى التنمية وعلى مستوى مكانة مصر الإقليمية والدولية، لأنه بالتأكيد المشروعات القومية ترفع من قيمة وقدر الدول بين نظرائها.

ويرى مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات أن جماعة الإخوان الإرهابية كانت تراهن على إفشال مشروع قناة السويس الجديدة، وكذلك سعوا للتشكيك فى جدواه بهدف إحباط الشعب المصرى، لكن الدولة راهنت على وعى المواطن، وقد كان بالفعل عند الموعد وواعياً لتلك المحاولات الخبيثة، وبالتالى مثّل المشروع كذلك نجاحاً للمصريين فى معركة الوعى التى أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى خطورتها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قناة السويس مشروع قناة السویس الجدیدة هذا المشروع فى عام

إقرأ أيضاً:

جامعة قناة السويس تواصل تألقها في نهائيات خماسي القدم بالإسكندرية وتصعد إلى دور الثمانية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تواصل جامعة قناة السويس تميزها في المنافسات الرياضية، حيث قدم فريقها لكرة القدم الخماسية أداءً قويًا خلال نهائيات البطولة المقامة بمحافظة الإسكندرية في الفترة من 17 إلى 20 مارس 2025، وتمكن من تصدر مجموعته والصعود إلى دور الثمانية بعد تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية.

وجاءت مشاركة الجامعة تحت رعاية الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، الذي أكد أن الجامعة تدعم الأنشطة الرياضية إيماناً بدورها في صقل مهارات الطلاب وتعزيز روح التنافس الشريف، مشيدًا بالمستوى المتميز الذي قدمه الفريق في هذه البطولة.

وأقيمت البطولة تحت إشراف عام من الدكتور محمد عبد النعيم، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وإشراف تنفيذي للدكتور محمود شعيب، منسق عام الأنشطة الطلابية، والدكتور أحمد كمال، مستشار النشاط الرياضي، وبالتنسيق مع الإدارة العامة لرعاية الشباب بقيادة الأستاذ عبد الله عامر، مدير عام الإدارة، والأستاذ محمد إمام، مدير إدارة النشاط الرياضي.

وحقق فريق جامعة قناة السويس ثلاثة انتصارات مستحقة، حيث فاز على فريق هليوبوليس بنتيجة 1-0، ثم انتصر على فريق جامعة بنها الأهلية بثلاثية نظيفة، واختتم دور المجموعات بالفوز على جامعة كفر الشيخ بنتيجة 1-0، ليحصد العلامة الكاملة ويتصدر مجموعته بجدارة، ضامنًا تأهله إلى دور الثمانية لمواصلة مشواره نحو اللقب.

ويعكس هذا الأداء القوي التزام الجامعة بتطوير الرياضة الجامعية، ودعم الطلاب الموهوبين رياضيًا، وتوفير بيئة تنافسية تساعدهم على تحقيق الإنجازات في مختلف البطولات.
 

مقالات مشابهة

  • مجلس الأمن القومي التركي: سنواصل دعم جهود الإدارة الجديدة في سوريا لضمان السلام والاستقرار
  • رئيس هاباغ لويد: لن نشهد حلا سريعا لأزمة قناة السويس
  • جهاز مدينة السويس الجديدة يسترد أراض بقيمة تُقدّر بـ 130 مليون جنيه
  • كابل الجديدة.. حلم تنموي يواجه تحديات كبيرة
  • جامعة قناة السويس تواصل تألقها في نهائيات خماسي القدم بالإسكندرية وتصعد إلى دور الثمانية
  • القومي للمرأة يكرم الأم المثالية ببورسعيد
  • وول ستريت جورنال: مصر ستتضرر من مشروع طريق التنمية في العراق
  • الرئيس المصري يكشف الخسائر الشهرية لـ«قناة السويس»
  • أوبريت مصر أم الدنيا ملحمة فنية بـ متحف الإسكندرية القومي.. صور
  • مصر: أوضاع المنطقة تكبدنا 800 مليون دولار شهريا من إيراد قناة السويس