زهير عثمان حمد

في السنوات الأخيرة، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا متزايد الأهمية من استراتيجيات وكالات الاستخبارات حول العالم. دعونا نلقي نظرة على بعض الجوانب المثيرة للاهتمام في هذا المجال.

تحول الاستخبارات القائمة على الذكاء الاصطناعي
يُعتبر الذكاء الاصطناعي تحولًا جذريًا في مجال الاستخبارات. يمكن للخوارزميات الذكية تحليل كميات ضخمة من البيانات بشكل أسرع وأكثر دقة من البشر.

تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات المفتوحة والمغلقة، التنبؤ بالتهديدات، وتحديد الأنماط غير المعتادة.

التحديات والمخاوف
استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال المراقبة والتجسس يثير مخاوف حول الخصوصية والتدخل في حياة الأفراد. تعتبر عملية تجسس الناس على بعضهم البعض جزءًا من التاريخ البشري، ولكن الذكاء الاصطناعي يزيد من قدرة الوكالات على جمع ومعالجة المعلومات بشكل أكبر من أي وقت مضى. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز من قدرة الآلات على التجسس على بعضها البعض، مما يفتح أبوابًا جديدة للتجسس الآلي وتحليل سلوك الأجهزة والتفاعلات بينها.

استخدام الذكاء الاصطناعي في الاستخبارات
يعمل الذكاء الاصطناعي على تحليل كميات هائلة من البيانات لاستخدامها في مراقبة الجمهور وجمع المعلومات. يمكن لوكالات الاستخبارات الحصول على المزيد من البيانات لمعالجتها أكثر من أي وقت مضى، مما يعزز من قدرتها على التنبؤ بالتهديدات وتحديد الأنماط غير المعتادة.

التطورات المستقبلية
يتوقع أن يكون للذكاء الاصطناعي دور متزايد في مجال الاستخبارات. يجب أن تكون وكالات التجسس قائمة على بنية استخباراتية قوية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمواجهة التهديدات المستقبلية. يتوقع أن تستمر هذه التقنيات في تغيير طرق التجسس والاستخبارات، مما يستدعي استخدامها بحذر ومراعاة القوانين والأخلاقيات المتعلقة بالخصوصية والأمان.

الأدوات المستخدمة في عالم الذكاء الاصطناعي
في عالم الذكاء الاصطناعي، يتم استخدام مجموعة متنوعة من الأدوات والتقنيات لتحليل البيانات واتخاذ قرارات تنبؤية. إليك بعض الأدوات المهمة:

التعلم الآلي (Machine Learning): يساعد أجهزة الكمبيوتر على تعلم البيانات وتحسين أدائها بشكل تدريجي دون الحاجة إلى برمجة. يُستخدم في تنبؤ الأحداث المستقبلية واتخاذ القرارات الدقيقة.
معالجة اللغة الطبيعية (Natural Language Processing): يمكن للأجهزة فهم لغة البشر وتفسيرها باستخدام الخوارزميات والنماذج النصية. يُستخدم في روبوتات الدردشة وأدوات ترجمة اللغة.
الرؤية الحاسوبية (Computer Vision): يعلم الأجهزة كيفية فهم البيانات المرئية من مقاطع الفيديو والصور. يُستخدم في التعرف على الصور وكشف الأجسام واستعادة الصورة.
التعلم العميق (Deep Learning): يعمل على معالجة تمثيلات البيانات المعقدة باستخدام الشبكات العصبية ذات الطبقات المتعددة. يُستخدم في تعزيز أنظمة التعرف على الصور والكلام.
بعض الكتب الموصى بها حول موضوع الذكاء الاصطناعي
"الذكاء الخارق: المسارات والمخاطر والاستراتيجيات" بقلم نيك بوستروم: يستكشف هذا الكتاب مخاطر الذكاء الخارق والتحديات التي يواجهها.
"الذكاء الاصطناعي: نهج حديث" بقلم بيتر نورفيغ وستيوارت راسل: يقدم هذا الكتاب مقدمة شاملة للجانب النظري والعملي للذكاء الاصطناعي.
"T-Minus AI: العد التنازلي للبشرية للذكاء الاصطناعي والسعي الجديد للقوة العالمية" بقلم مايكل كنعان: يستكشف هذا الكتاب الآثار العالمية للذكاء الاصطناعي من خلال منظور موجه نحو الإنسان.
"الخوارزمية الرئيسية" بقلم بيدرو دومينغوس: يستكشف الأفكار الكامنة وراء التعلم الآلي بأسلوب مسلي وسهل القراءة.
الكتب المرجعية في هذا المجال بالمكتبة الأمريكية
"Make Your Own Neural Network" بقلم طارق راشد: يقدم رحلة خطوة بخطوة عبر رياضيات الشبكات العصبية وإنشاء شبكات خاصة باستخدام لغة بايثون.
"Artificial Intelligence For Dummies" بقلم جون بول مولر: يقدم مقدمة واضحة للذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامه في الحياة اليومية.
"Machine Learning For Absolute Beginners" بقلم يا ثيوبالد: يقدم مقدمة للمبتدئين في مجال التعلم الآلي ويغطي مفاهيم أساسية تساعد في فهم كيفية تطبيق تقنيات التعلم الآلي.
أمثلة على استخدام الذكاء الاصطناعي في التجسس
تجسس الآلات على بعضها: في المستقبل، ستتجسس الآلات على بعضها لمعرفة ما يفعله الآخرون أو يخططون للقيام به.
استخدام الذكاء الاصطناعي في الاستخبارات: يعمل الذكاء الاصطناعي على تحليل كميات هائلة من البيانات لاستخدامها في مراقبة الجمهور وجمع المعلومات.
التحديات المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التجسس
انتهاك الخصوصية: يمكن أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي إلى جمع كميات كبيرة من البيانات الشخصية، مما يعرض خصوصية الأفراد للخطر.
التجسس على الأشخاص: يمكن استغلال الذكاء الاصطناعي في مراقبة الأفراد وجمع معلومات عنهم دون علمهم.
الاحتيال الرقمي: يمكن للمحترفين والمجرمين استخدام الذكاء الاصطناعي في تنفيذ عمليات احتيال عبر الإنترنت.
تقديم معلومات مضللة: قد يؤدي تحليل البيانات بواسطة الذكاء الاصطناعي إلى تقديم معلومات غير دقيقة أو مضللة.
في النهاية، يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيستمر في تغيير طرق التجسس والاستخبارات. يجب أن يتم استخدام هذه التقنيات بحذر ومراعاة القوانين والأخلاقيات المتعلقة بالخصوصية والأمان. باستخدام الكتب والمصادر الحديثة، يمكن توسيع المعرفة حول هذا الموضوع وتعميق الفهم للتحديات والفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في مجال الاستخبارات

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: استخدام الذکاء الاصطناعی فی للذکاء الاصطناعی التعلم الآلی من البیانات ی ستخدم فی فی مجال

إقرأ أيضاً:

التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي يستقطب 3800 مشاركة من 125 دولة

أعلن "التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي" الذي ينظمه "مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي" أحد مبادرات مؤسسة دبي للمستقبل، عن اختيار 24 مشاركاً من 16 دولة للمشاركة في المنافسات النهائية لدورته الثانية.

ومن المقرر أن تُقام المنافسات النهائية في منطقة 2071 بأبراج الإمارات يومي 22 و23 أبريل الحالي ضمن فعاليات "أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي" .

وتم اختيار المشاركين في المنافسات النهائية للتحدي الذي يتم تنظيمه بدعم من غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، من بين أكثر من 3800 طلب مشاركة من 125 دولة تم تقييمها من قبل المشاركين الأخرين بالتحدي وفق نظام التصويت.

وسيتنافس المتأهلون في 4 فئات رئيسية هي: الصور الفنية والفيديوهات القصيرة والبرمجة والألعاب الإلكترونية، للفوز بجوائز تصل قيمتها الإجمالية إلى مليون درهم.

ويستعرض المشاركون المتأهلون لهذا التحدي الأكبر من نوعه مهاراتهم في كتابة الأوامر البرمجية (Prompt Engineering) في العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل "شات جي بي تي" و"ميد جورني" وغيرهما لإنتاج محتوى جديد ومميز خلال وقت محدد عبر كتابة أوامر برمجية واضحة ودقيقة.

أخبار ذات صلة الخيال يخرج إلى الواقع.. "هولوجرام" يمكن لمسها وتحريكها! جوجل تتحدث مع الدلافين.. ذكاء اصطناعي يفك شيفرة تواصل عالم المحيطات

وسيشهد اليوم الأول من "التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي" منافسات بين كل 6 مشاركين متأهلين في كل فئة من الفئات الأربع الرئيسية في اليوم الأول لمنافسات التحدي تحت أنظار 4 لجان تحكيم تضم خبراء ومتخصصين من القطاعين الحكومي والخاص في دولة الإمارات والعالم لاختيار 3 مشاركين في كل فئة للمنافسة في الجولة النهائية الختامية في اليوم الثاني، وذلك وفق 3 معايير رئيسية تشمل الدقة والجودة وإبداع المحتوى.

وتضم لجان التحكيم كلاً من جوزيبي موسكاتيلو من شركة إيفولف (Evolve)، وهشام العلماء من مجلس دبي للإعلام، وهناء كاظم من شركة "وسواس"، وميثاء البلوشي من هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة"، وراشد العور من شرطة دبي، ومايكل برادبري من مركز الفنون الترفيهية (CEA)، وبول مادوكس من شركة مايكروسوفت، وأشوك جلال من شركة كلاود ستاك (CloudStack)، ومحمد المنصوري من شركة تريسيند (Trescend)، وغيرهم.

وبالإضافة إلى "التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي"، يتضمن أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي العديد من الأحداث الرئيسية الأخرى في مختلف أنحاء دبي تشمل "خلوة الذكاء الاصطناعي" يوم الإثنين 21 أبريل في متحف المستقبل، و"ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي" من 21 إلى 25 أبريل في منطقة 2071 بأبراج الإمارات، و"مهرجان دبي للذكاء الاصطناعي" من 23 إلى 24 أبريل في مدينة جميرا، وقمة (Machines Can See) من 23 إلى 24 أبريل في متحف المستقبل ومنطقة 2071 بأبراج الإمارات، و"مؤتمر ابتكارات الذكاء الاصطناعي" من 22 أبريل وحتى 24 أبريل في فندق جراند حياة بدبي، و"مؤتمر هيمس 2025" الحدث العالمي المتخصص في مجال مستقبل الصحة يوم الأربعاء 23 أبريل في فندق أبراج الإمارات، و"هاكاثون أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي" يوم الجمعة 25 أبريل في منطقة 2071 بأبراج الإمارات، إضافة إلى برنامج شامل من الفعاليات في مدارس دبي تنظمه هيئة المعرفة والتنمية البشرية على مدار الأسبوع.

ويستقطب "أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي" أكثر من 10 آلاف مشارك من خبراء ومتخصصين من 100 دولة، وتتضمن أجندة أحداثه وفعالياته أكثر من 150 جلسة رئيسية وحوارية وورشة عمل سيشارك بها أكثر من 180 متحدثا من الإمارات والعالم لمناقشة مستقبل الذكاء الاصطناعي ودوره في مختلف القطاعات.

وتشهد فعاليات الأسبوع مشاركة أكثر من 15 وفدا دوليا من مختلف أنحاء العالم منها كوريا الجنوبية وكندا والهند وأستراليا وألمانيا وإيطاليا وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة وغيرها، وأكثر من 25 من كبرى شركات التكنولوجيا العالمية منها جوجل ومايكروسوفت وميتا وآي بي إم وغارتنر وسويفت، ستشارك خبراتها ورؤاها المستقبلية أمام المشاركين والحضور الذين ستتاح لهم أيضاً فرصة الاطلاع على أكثر من 140 تجربة تفاعلية متنوعة.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • هل يكون استخدام الذكاء الاصطناعي بوابة الأمان للتراث الثقافي السوري؟
  • 24 متسابقاً بنهائيات التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي
  • غوغل تطور نظارات ذكية تعمل بتقنية «الذكاء الاصطناعي»
  • روبوتس واختراعات.. ننشر تفاصيل الملتقى التكنولوجي الثاني للذكاء الاصطناعي
  • جامعة صحار تنظم ورشة علمية حول "التطبيقات الموثوقة للذكاء الاصطناعي"
  • احتمال كبير أن أطفالك يستخدمون الذكاء الاصطناعي للغش.. كيف تكتشفهم؟
  • التحدي الدولي للذكاء الاصطناعي يستقطب 3800 مشاركة من 125 دولة
  • إنفيديا تخطط لتصنيع شرائح خارقة في مجال الذكاء الاصطناعي بالولايات المتحدة
  • بحث استخدام الذكاء الاصطناعي في علاج أمراض الكلى
  • «ميتا» تعلن اعتزامها تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على المحتوى العام للمستخدمين