تنمية محور القناة ودعم الاقتصاد القومي.. أبرز عوائد «الممر الملاحي الجديد»
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
من المعلوم أن الأبعاد التنموية والاقتصادية للقناة الجديدة لن تقتصر فقط على مجرد اختصار ساعات مرور السفن من 22 ساعة إلى 11 ساعة، لتصبح أسرع قناة فى العالم، أو مرور السفن فى الاتجاهين دون انتظار، بل إن هناك نتائج مهمة ذات صلة بتنمية محور قناة السويس، لعل أبرزها 3 مشروعات كبرى، هى: مشروع محور تنمية قناة السويس، المشروع القومى للاستزراع السمكى، مدينة الإسماعيلية الجديدة.
ومن شأن المشروعات الثلاثة العملاقة دعم الاقتصاد القومى لتستفيد الأجيال الحالية والقادمة من عائدات قناة السويس واستغلال الإمكانيات الحالية المتاحة بها أفضل استغلال، وربط سيناء بالوطن الأم، وتوفير غذاء بحرى آمن للمصريين، كما أنها تحقّق أحد أهداف الأمن القومى من خلال تعمير سيناء. واستعرضت هيئة قناة السويس فى تقرير لها المشروعات الثلاثة بالتفصيل.
بالنسبة لمشروع محور تنمية قناة السويس، تتناول الخطة التنفيذية له تنفيذ 42 مشروعاً، منها 6 مشروعات ذات أولوية، وهى تطوير طرق القاهرة/ السويس - الإسماعيلية/ بورسعيد، وتحويلها إلى طرق حرة، للعمل على سهولة النقل والتحرك بين أجزاء الإقليم والربط بالعاصمة، وتم الانتهاء منه، وإنشاء نفق الإسماعيلية المار بمحور السويس للربط بين ضفتى القناة «شرق وغرب»، وإنشاء نفق جنوب بورسعيد أسفل قناة السويس لسهولة الربط والاتصال بين القطاعين الشرقى والغربى لإقليم قناة السويس، بالإضافة إلى تطوير ميناء نويبع كمنطقة حرة، وتطوير مطار شرم الشيخ وإنشاء مأخذ مياه جديد على ترعة الإسماعيلية حتى موقع محطة تنقية شرق القناة لدعم مناطق التنمية الجديدة.
وتقوم الأسس التى بُنى عليها مشروع تنمية قناة السويس على احتياج مصر الشديد إلى مشروعات عملاقة لدعم الاقتصاد القومى لتستفيد الأجيال الحالية والقادمة من عائداتها، واستغلال الإمكانيات الحالية فى موانئ المشروع والمناطق الصناعية فى تنميتها واستغلال الظهير الجغرافى لها فى إنشاء مناطق صناعية ولوجيستية تعتمد على استغلال البضاعة المارة فى قناة السويس فى إنشاء هذه الكيانات.
ويهدف المشروع إلى ربط سيناء بالوطن الأم من خلال 7 أنفاق أسفل قناة السويس تتضمن 3 أنفاق ببورسعيد، منها نفقان للسيارات ونفق سكة حديد و4 أنفاق بالإسماعيلية، منها نفقان للسيارات ونفق سكة حديد ونفق مرافق، بتكلفة تصل إلى 4.2 مليار دولار، وتم الانتهاء منها.
ومن بين المشروعات المقترحة صناعات تجميع السيارات والصناعات الزجاجية، والصناعات الدوائية وصناعة الإلكترونيات وصناعة المنسوجات والصناعات الخشبية وصناعة الأثاث وصناعة الورق وصناعة السكر، وتعبئة المواد الغذائية، وصناعة البتروكيماويات والصناعات التعدينية ومراكز توزيع وإعادة توزيع لوجيستية، وتموين وخدمات السفن، وصناعة بناء وإصلاح السفن وتصنيع وصيانة الحاويات.
وبشأن المشروع القومى للاستزراع السمكى، تشكل منطقة قناة السويس بيئة مواتية له، حيث يهدف إلى توفير منتج بحرى آمن مائة بالمائة.
ومن أهم أنواع الأسماك المستهدَف استزراعها (الدنيس والقاروص، واللوت) كما يمكن تربية القشريات، مثل الجمبرى.
ويعطى المشروع إنتاجية عالية تغطى الطلب على البروتين فى مصر، لا سيما أن اللحوم والدواجن أصبحت عالية السعر، ولو تم إنتاج الأسماك بشكل وافر، فإن ذلك سيؤدى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى والحد من الاستيراد.
يُحقّق مشروع الاستزراع السمكى المتكامل حزمة من المزايا فى مقدمتها تقليل تكاليف النقل والهالك الذى يحدث فى الأسماك، كما أن مشروع الاستزراع فى هذه المنطقة يتميز بقربه من الموانئ الرئيسية (السويس وبورسعيد ودمياط، وإلى حد ما من ميناء العريش)، حيث يمكن الاستيراد والتصدير، فالموقع عبقرى ويوفر تكاليف باهظة فى النقل، بالإضافة إلى القرب من السوق المحلية، حيث يمكن توزيع الأسماك فى القاهرة الكبرى (القاهرة والجيزة والقليوبية) والدقهلية والشرقية، وأسواق القناة كلها وشمال وجنوب سيناء، وغيرها.
فى 25 يونيو 2015 تم الانتهاء من حفر 500 حوض للأسماك من إجمالى 1380 حوضاً من المستهدَف حفرها خلال المرحلة الأولى من مشروع الاستزراع السمكى، تشمل 49 شريحة، بإجمالى 392 حوضاً، ويعمل المشروع على توفير الأسماك والمساهمة فى سد الفجوة الغذائية فى مصر، وسيصل إنتاج المشروع إلى 50 ألف طن بصورة مبدئية خلال دورة الإنتاج.
سيتم تنفيذ المشروع على عدة مراحل، ليصل الإنتاج إلى 80 مليون زريعة سنوياً، ويضم مصانع للأعلاف ومفرخاً للزريعة، ومجمعاً متكاملاً للإنتاج والتعليب والتغليف، وذلك من خلال مراحل متعدّدة، ليصل عدد الأحواض عند اكتمال المشروع إلى نحو 3800 حوض.
وفى 29 أبريل 2015 تم توقيع بروتوكول فى مجال الاستزراع السمكى مع إحدى الشركات الإسبانية، ويهدف إلى توفير منتجات غذائية آمنة تسد حاجة المجتمع، وتمثل قواماً لصناعات متطورة.
وهناك دراسات أجريت مع الكثير من الأطراف الدولية: إسبانية وكورية، لتنفيذ أكبر مشروع للاستزراع السمكى فى الشرق الأوسط يُقام على ضفتى القناة بطول 120 كيلومتراً، وتشير الأبحاث إلى أن هذا المشروع من شأنه أن يحقّق اكتفاءً ذاتياً كاملاً من الإنتاج السمكى فى مصر.
أما مدينة الإسماعيلية الجديدة فتعتبر الامتداد الأفضل لمدينة الإسماعيلية الحالية، من حيث الموقع والقُرب من محور تنمية قناة السويس، كما أنها تحقّق أحد أهداف الأمن القومى من خلال تعمير سيناء.
وتُقام المدينة على الشاطئ الشرقى لقناة السويس فى المنطقة المواجهة لمدينة الإسماعيلية، وهى مدينة سكنية متكاملة الخدمات وتعتمد المدينة الجديدة على مصادر الطاقة البديلة المنتجة من الرياح، بجانب المصادر الكهربائية.
وتقام على مساحة 2157 فداناً بطول 11.3 كيلومتر بين مسارى المجرى الملاحى لقناة السويس، ويتضمن مشروع المدينة إقامة 57 ألفاً و54 وحدة سكنية و620 فيلا شبه منفصلة و373 منفصلة، مرفقة بمنشآت خدمية صحية واجتماعية ونادٍ رياضى للقوات المسلحة.
وتضم المدينة 7 أحياء سكنية يتم تشييدها على سبع مراحل، ويتكون كل حى من 700 عمارة سكنية، وعدد من الفيلات كاملة المرافق والخدمات من مبانٍ خدمية كالمدارس والأسواق والوحدات الصحية والمستشفيات.
وتقع المدينة على بُعد نحو 500 متر من شاطئ القناة الجديدة، وتحديداً من معدية رقم 6 بطول 1.5 كيلومتر فى اتجاه الشمال إلى بورسعيد، و9.5 كيلومتر فى اتجاه الجنوب إلى السويس، وبعمق واحد كيلومتر تقريباً داخل شبه جزيرة سيناء.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قناة السويس من خلال
إقرأ أيضاً:
قناة السويس تعلن بدء تقديم خدمة جمع المخلفات من مدخلي القناة خلال الربع الأول من 2025
أعلن الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، اليوم الإثنين، وصول بعض الوحدات البحرية الخاصة بأسطول شركة آنتي بوليوشن إيجيبت" تمهيدا لبدء تقديم خدمة جمع المخلفات والتخلص الآمن منها من السفن العابرة للقناة في نطاق المدخلين الشمالي والجنوبي وذلك خلال الربع الأول من العام المقبل 2025، جاء ذلك خلال جولته التفقدية للوحدات البحرية بمرسى مبنى الإرشاد بمحافظة الإسماعيلية.
وأوضح رئيس الهيئة أن الخدمة الجديدة ستراعي تطبيق المعايير البيئية الدولية وفقا للمنظمة البحرية الدولية "IMO" وذلك باستخدام معدات بحرية متقدمة ومتخصصة في أعمال رفع المخلفات البحرية وفقا لأساليب صديقة للبيئة أبرزها سفينة جمع المخلفات ECO SUEZ 1 التي تعد أول وحدة فى أسطول الشركة الصديق للبيئة حيث تمتاز بتصميم هيكل فعال، ودهانات صديقة للبيئة، ومحركات منخفضة الانبعاثات مصممة لتحقيق أعلى قدر من كفاءة استهلاك الوقود، بالإضافة إلى عدد من الصالات البحرية ذاتية القيادة، واللنشات السريعة.
وأشار الفريق ربيع إلى أنه جارى التعاقد على بناء مجموعة من سفن جمع المخلفات الصديقة للبيئة وذلك بالتعاون مع ترسانات وشركات الهيئة على أن يتضمن التعاقد إمكانية إنشاء وحدات هجينة تعمل بالوقود البديل.
وأكد رئيس الهيئة أن إضافة خدمة جديدة لجمع المخلفات من السفن العابرة والتخلص الآمن منها وإعادة تدويرها يأتي تفعيلا لاستراتيجية هيئة قناة السويس للتحول الأخضر بانتهاج سياسات صديقة للبيئة في الأنشطة المختلفة، وهو التوجه الجاد الذي تبلور في إلتزام الهيئة بوجود مندوب بيئي دائم خلال فترة تقديم الخدمة، علاوة على التعاون مع مقاولين الأشغال العاملين في المجال وتدريبهم على الأساليب والمعايير الدولية لجمع المخلفات من السفن وذلك تفعيلا للاتفاق الساري مع الشركة المصرية للتوريدات والأشغال البحرية التابعة لوزارة النقل وكلاً من هيئة موانئ البحر الأحمر والهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس بتوفيق أوضاع مقاولي الأشغال من مقدمي الخدمة.
من جانبه، أكد فيرون فايسيليادس رئيس مجلس إدارة مجموعة V المالكة لشركة Antipollution اليونانية أن الشراكة الجديدة مع قناة السويس تعد نقطة انطلاق قوية نحو توطين تكنولوجيا جمع المخلفات من السفن بطريقة مستدامة وآمنة لخلق مستقبل أفضل مستدام لقناة السويس والمنطقة المحيطة.
وأوضح رئيس مجلس إدارة مجموعة V المالكة لشركة Antipollution اليونانية أن المشروع سيتم تنفيذه على عدة مراحل حيث تشمل المرحلة الأولى جمع المخلفات الصلبة من السفن بمناطق الانتظار على أن يليها في المراحل التالية إنشاء مصنع للوقود المشتق من النفايات وصولاً لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
جدير بالإشارة، أن شركة"آنتي بوليوشن إيچيبت" هى شركة مساهمة مصرية بالشراكة بين هيئة قناة السويس ممثلة في كل من شركة القناة للحبال وشركة ترسانة السويس البحرية( من الشركات التابعة للهيئة)، وشركة Antipollution اليونانية والسيد إيريك آدم رجل الأعمال المصري اليوناني لإضافة خدمة جديدة وهى جمع المخلفات البحرية الصلبة والسائلة وإعادة تدويرها ضمن الخدمات اللوجيستية المقدمة للسفن العابرة للقناة وفقا لأحدث المعايير البيئية الدولية.