من المعلوم أن الأبعاد التنموية والاقتصادية للقناة الجديدة لن تقتصر فقط على مجرد اختصار ساعات مرور السفن من 22 ساعة إلى 11 ساعة، لتصبح أسرع قناة فى العالم، أو مرور السفن فى الاتجاهين دون انتظار، بل إن هناك نتائج مهمة ذات صلة بتنمية محور قناة السويس، لعل أبرزها 3 مشروعات كبرى، هى: مشروع محور تنمية قناة السويس، المشروع القومى للاستزراع السمكى، مدينة الإسماعيلية الجديدة.

تخدم الأجيال الحالية والقادمة وتربط سيناء بالوطن الأم وتحقق أهداف الأمن القومى

ومن شأن المشروعات الثلاثة العملاقة دعم الاقتصاد القومى لتستفيد الأجيال الحالية والقادمة من عائدات قناة السويس واستغلال الإمكانيات الحالية المتاحة بها أفضل استغلال، وربط سيناء بالوطن الأم، وتوفير غذاء بحرى آمن للمصريين، كما أنها تحقّق أحد أهداف الأمن القومى من خلال تعمير سيناء. واستعرضت هيئة قناة السويس فى تقرير لها المشروعات الثلاثة بالتفصيل.

بالنسبة لمشروع محور تنمية قناة السويس، تتناول الخطة التنفيذية له تنفيذ 42 مشروعاً، منها 6 مشروعات ذات أولوية، وهى تطوير طرق القاهرة/ السويس - الإسماعيلية/ بورسعيد، وتحويلها إلى طرق حرة، للعمل على سهولة النقل والتحرك بين أجزاء الإقليم والربط بالعاصمة، وتم الانتهاء منه، وإنشاء نفق الإسماعيلية المار بمحور السويس للربط بين ضفتى القناة «شرق وغرب»، وإنشاء نفق جنوب بورسعيد أسفل قناة السويس لسهولة الربط والاتصال بين القطاعين الشرقى والغربى لإقليم قناة السويس، بالإضافة إلى تطوير ميناء نويبع كمنطقة حرة، وتطوير مطار شرم الشيخ وإنشاء مأخذ مياه جديد على ترعة الإسماعيلية حتى موقع محطة تنقية شرق القناة لدعم مناطق التنمية الجديدة.

وتقوم الأسس التى بُنى عليها مشروع تنمية قناة السويس على احتياج مصر الشديد إلى مشروعات عملاقة لدعم الاقتصاد القومى لتستفيد الأجيال الحالية والقادمة من عائداتها، واستغلال الإمكانيات الحالية فى موانئ المشروع والمناطق الصناعية فى تنميتها واستغلال الظهير الجغرافى لها فى إنشاء مناطق صناعية ولوجيستية تعتمد على استغلال البضاعة المارة فى قناة السويس فى إنشاء هذه الكيانات.

ويهدف المشروع إلى ربط سيناء بالوطن الأم من خلال 7 أنفاق أسفل قناة السويس تتضمن 3 أنفاق ببورسعيد، منها نفقان للسيارات ونفق سكة حديد و4 أنفاق بالإسماعيلية، منها نفقان للسيارات ونفق سكة حديد ونفق مرافق، بتكلفة تصل إلى 4.2 مليار دولار، وتم الانتهاء منها.

ومن بين المشروعات المقترحة صناعات تجميع السيارات والصناعات الزجاجية، والصناعات الدوائية وصناعة الإلكترونيات وصناعة المنسوجات والصناعات الخشبية وصناعة الأثاث وصناعة الورق وصناعة السكر، وتعبئة المواد الغذائية، وصناعة البتروكيماويات والصناعات التعدينية ومراكز توزيع وإعادة توزيع لوجيستية، وتموين وخدمات السفن، وصناعة بناء وإصلاح السفن وتصنيع وصيانة الحاويات.

وبشأن المشروع القومى للاستزراع السمكى، تشكل منطقة قناة السويس بيئة مواتية له، حيث يهدف إلى توفير منتج بحرى آمن مائة بالمائة.

ومن أهم أنواع الأسماك المستهدَف استزراعها (الدنيس والقاروص، واللوت) كما يمكن تربية القشريات، مثل الجمبرى.

ويعطى المشروع إنتاجية عالية تغطى الطلب على البروتين فى مصر، لا سيما أن اللحوم والدواجن أصبحت عالية السعر، ولو تم إنتاج الأسماك بشكل وافر، فإن ذلك سيؤدى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى والحد من الاستيراد.

يُحقّق مشروع الاستزراع السمكى المتكامل حزمة من المزايا فى مقدمتها تقليل تكاليف النقل والهالك الذى يحدث فى الأسماك، كما أن مشروع الاستزراع فى هذه المنطقة يتميز بقربه من الموانئ الرئيسية (السويس وبورسعيد ودمياط، وإلى حد ما من ميناء العريش)، حيث يمكن الاستيراد والتصدير، فالموقع عبقرى ويوفر تكاليف باهظة فى النقل، بالإضافة إلى القرب من السوق المحلية، حيث يمكن توزيع الأسماك فى القاهرة الكبرى (القاهرة والجيزة والقليوبية) والدقهلية والشرقية، وأسواق القناة كلها وشمال وجنوب سيناء، وغيرها.

فى 25 يونيو 2015 تم الانتهاء من حفر 500 حوض للأسماك من إجمالى 1380 حوضاً من المستهدَف حفرها خلال المرحلة الأولى من مشروع الاستزراع السمكى، تشمل 49 شريحة، بإجمالى 392 حوضاً، ويعمل المشروع على توفير الأسماك والمساهمة فى سد الفجوة الغذائية فى مصر، وسيصل إنتاج المشروع إلى 50 ألف طن بصورة مبدئية خلال دورة الإنتاج.

سيتم تنفيذ المشروع على عدة مراحل، ليصل الإنتاج إلى 80 مليون زريعة سنوياً، ويضم مصانع للأعلاف ومفرخاً للزريعة، ومجمعاً متكاملاً للإنتاج والتعليب والتغليف، وذلك من خلال مراحل متعدّدة، ليصل عدد الأحواض عند اكتمال المشروع إلى نحو 3800 حوض.

وفى 29 أبريل 2015 تم توقيع بروتوكول فى مجال الاستزراع السمكى مع إحدى الشركات الإسبانية، ويهدف إلى توفير منتجات غذائية آمنة تسد حاجة المجتمع، وتمثل قواماً لصناعات متطورة.

وهناك دراسات أجريت مع الكثير من الأطراف الدولية: إسبانية وكورية، لتنفيذ أكبر مشروع للاستزراع السمكى فى الشرق الأوسط يُقام على ضفتى القناة بطول 120 كيلومتراً، وتشير الأبحاث إلى أن هذا المشروع من شأنه أن يحقّق اكتفاءً ذاتياً كاملاً من الإنتاج السمكى فى مصر.

أما مدينة الإسماعيلية الجديدة فتعتبر الامتداد الأفضل لمدينة الإسماعيلية الحالية، من حيث الموقع والقُرب من محور تنمية قناة السويس، كما أنها تحقّق أحد أهداف الأمن القومى من خلال تعمير سيناء.

وتُقام المدينة على الشاطئ الشرقى لقناة السويس فى المنطقة المواجهة لمدينة الإسماعيلية، وهى مدينة سكنية متكاملة الخدمات وتعتمد المدينة الجديدة على مصادر الطاقة البديلة المنتجة من الرياح، بجانب المصادر الكهربائية.

وتقام على مساحة 2157 فداناً بطول 11.3 كيلومتر بين مسارى المجرى الملاحى لقناة السويس، ويتضمن مشروع المدينة إقامة 57 ألفاً و54 وحدة سكنية و620 فيلا شبه منفصلة و373 منفصلة، مرفقة بمنشآت خدمية صحية واجتماعية ونادٍ رياضى للقوات المسلحة.

وتضم المدينة 7 أحياء سكنية يتم تشييدها على سبع مراحل، ويتكون كل حى من 700 عمارة سكنية، وعدد من الفيلات كاملة المرافق والخدمات من مبانٍ خدمية كالمدارس والأسواق والوحدات الصحية والمستشفيات.

وتقع المدينة على بُعد نحو 500 متر من شاطئ القناة الجديدة، وتحديداً من معدية رقم 6 بطول 1.5 كيلومتر فى اتجاه الشمال إلى بورسعيد، و9.5 كيلومتر فى اتجاه الجنوب إلى السويس، وبعمق واحد كيلومتر تقريباً داخل شبه جزيرة سيناء.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قناة السويس من خلال

إقرأ أيضاً:

بناء الإنسان.. محور القافلة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء بشمال سيناء

انطلقت قافلة دعوية مشتركة بين الأزهر الشريف والأوقاف ودار الإفتاء المصرية إلى محافظة شمال سيناء، اليوم الجمعة الموافق 22 من نوفمبر ٢٠٢٤م، الموافق ٢٠ من جمادى الأولى ١٤٤٦ هجرية.

أهالي شمال سيناء يهدون وزير الأوقاف لوحة فنية وعباءة سيناوية وزير الأوقاف من شمال سيناء يدعوا المصريين إلى التكاتف والوحدة

 

تحدث جميع المشاركين في القافلة بصوت واحد مبينين احترام قدسية الإنسان بنيان الله وصنعته، ومحذرين من الانتقاص منه بأي لفظ أو إشارة، إذ كانت الخطبة بعنوان: "أنت عند الله غال"؛ تحقيقًا للمحورين الأول والثالث من محاور وزارة الأوقاف، وهما: مواجهة التطرف الديني، وبناء الإنسان.

تأتي هذه القافلة في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية.

وقد أكد العلماء المشاركون في القافلة أن الإِنسان مكرّم مبجّل لا يجوز الانتِقَاص منه بأي قول أو فعل أو إشارة، والمتأَمل في سورةِ الحجرات يجد نواهي أكيدة وزواجر شديدة لكل من تسول له نفسه الانتقاص من الإنسان، قال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ".

مقالات مشابهة

  • عوائد اقتصادية.. مشروع الغابات الشجرية ضمن رؤية الدولة لحماية البيئة ويعزز الدخل القومي
  • ثقافة الإسماعيلية تناقش رواية "موت الحياة" للأديب ممدوح عبد الهادي
  • الجزيرة الإنجليزية تفوز بجائزة AIB عن تغطيتها للحرب على غزة
  • لماذا تجاهل السيسي الأمن القومي المصري عند حفر تفريعة قناة السويس؟
  • مشروع صيني لزراعة المحاصيل الاستراتيجية بإنتاجية أعلى في الوادي الجديد
  • جنوب سيناء تستعد لتدشين مشروع متطوعي الشباب والرياضة YlY
  • "الشيوخ" يناقش 3 تشريعات جديدة لإنعاش الاقتصاد القومي .. تفاصيل
  • بناء الإنسان.. محور القافلة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء بشمال سيناء
  • قناة إسرائيلية: هذا الخلاف المركزي المتبقي قبل التوصل إلى اتفاق مع لبنان
  • سيناء تجني ثمار التنمية| 700 مليار تكلفة المشروعات.. زيادة غير مسبوقة في الاستثمارات وفرص العمل.. خبراء: جهود الدولة أحدثت طفرة حضارية غير مسبوقة.. وتوطين الزراعة المستدامة أبرز النجاحات