علّقت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، على تقرير جديد عن الوضع الإنساني في السودان، الذي يعاني ويلات حرب أهلية منذ أكثر من عام.

وقالت غرينفيلد، في بيان نقلته وزارة الخارجية الأميركية، أن تقرير "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" بشأن السودان، ورد فيه إنذار وعبارات حازمة.

ويذكر التقرير بحسب الخارجية أن "الوضع الإنساني في السودان هو الأسوأ في العالم، ويتعين على كافة الدول اتخاذ المزيد من الإجراءات لإنقاذ الأرواح".

ووفقا للبيان فإنه "بعد مرور عام من القتال الفارغ من أي معنى والذي دمر الإنتاج الزراعي وأنظمة الأسواق وتسبب بنزوح وتهجير عشرة ملايين شخص وعرقلة العمليات الإنسانية، يواجه السودان اليوم أسوأ مستويات من انعدام الأمن الغذائي الحاد على الإطلاق".

ويعاني حوالي 25,6 مليون سوداني من نقص حاد في الغذاء، وثمة أكثر من 750 ألف شخص ضمن مستوى "الكارثة" من انعدام الأمن الغذائي، وهو المستوى الخامس من النظام خماسي المستويات الذي يتبعه "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي". ويأكل الكثير من الناس أوراق الأشجار ويغلون التراب ليطعموا أي شيء لأطفالهم، وفقا للبيان.

وتقول "لا تلوح المجاعة في الأفق، بل يشير كل عنصر من العناصر إلى أنها تهيمن على البلاد".

وتؤكد أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عرقلا عمليات تسليم المساعدات الحيوية على الرغم من الجهود التي يبذلها العاملون في المجال الإنساني.

وتابعت أنه "في حال لم يحترم الطرفان المتحاربان القانون الإنساني الدولي ويسهلا الوصول الإنساني، يتعين على مجلس الأمن الدولي اتخاذ الإجراءات لضمان تسليم المساعدات المنقذة للحياة وتوزيعها واستخدام كافة الأدوات المتاحة لتحقيق هذا الغرض، بما في ذلك السماح بمرور المساعدات من الدول المجاورة".

وختم البيان بالقول إن "الشعب السوداني بحاجة ماسة إلى نهاية فورية للقتال، ووصول إنساني بلا عوائق، وانتقال إلى حكم مدني بدون أي دور للجيش في حكم البلاد، ومحاسبة على الجرائم المرتبكة، وذلك لمساعدة البلاد على طي الصفحة. حري بهذا العنف والمعاناة الفارغين من المعنى أن يتوقفا".

وفي سياق متصل، حذر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو مرصد دولي لمراقبة الجوع، الخميس، من خطر المجاعة في 14 منطقة في أنحاء السودان إذا تصاعدت الحرب أكثر بين طرفي الصراع هناك.

ويعني هذا التقييم أن ثمة فرصة حقيقة بحدوث مجاعة في ظل أسوأ تصورات لتطور الأوضاع في تلك المناطق التي تشمل أجزاء من دارفور والخرطوم وكردفان وولاية الجزيرة.

وكشف التقرير عن أن نحو 755 ألفا في السودان يواجهون أحد أسوأ مستويات الجوع، في حين يعاني 8.5 مليون نسمة أو نحو 18 في المئة من السكان نقصا في الغذاء قد يسفر عن سوء تغذية حاد أو يتطلب استراتيجيات تعامل طارئة.

وتتنامى الأزمة الإنسانية في السودان، فيما يستمر القتال الذي أسفر عن إحدى "أسوأ الأزمات التي عرفها العالم منذ عقود"، بحسب ما تؤكد منظمة أطباء بلا حدود.

ومنذ أبريل 2023 يشهد السودان حربا دامية بين القوات المسلحة النظامية بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، ولا تلوح أي فرص لحل الأزمة، إذ يصر الطرفان المتحاربان على القتال.

وأسفرت الحرب في السودان عن مقتل وجرح عشرات الآلاف بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء من الأمم المتحدة.

لكن ما زالت حصيلة قتلى الحرب غير واضحة فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى "150 ألفا" وفقا للمبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيرييلو.

كذلك، سجل السودان قرابة عشرة ملايين نازح ومهجر داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة. ودمرت إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التي بات سكانها مهددين بالمجاعة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

بعد واقعة الأقصر.. أستاذ الطب النفسي: الاضطراب الزوراني هو الأسوأ.. و"الشابو" له ذات الأعراض

أثارت واقعة قيام شخص بفصل رأس خمسيني عن جسده ردود فعل غاضبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الأقصر، إذ انتشر فيديو يوثق الواقعة ويظهر خلاله مرتكب الواقعة "شاب في الثلاثينيات"، ممسكًا برأس المجني عليه بيده، وهو يتجول بها بوسط الشارع متمتمًا ببضع كلمات ليست مفهومة.

من جانبها؛ نجحت أجهزة الأمن في ضبط مرتكب الواقعة وهو مضطرب نفسي بحسب بيان صادر عن الوزارة، لقيامه بالاعتداء على أحد المواطنين بسكين كان بحوزته مما أدى لوفاته في الحال.

وقامت أجهزة الأمن بإلقاء القبض على المتهم فور ارتكابه الجريمة البشعة، وتم اقتياده لديوان القسم، ونقل جثمان المتوفى لمشرحة مستشفى الكرنك الدولي لحين تسليمه لذويه.


"الوفد" تواصلت مع الدكتور محمد عبد الله عباس أستاذ أمراض المخ والأعصاب والطب النفسي بكلية الطب جامعة الأقصر تعقيبًا على الحادث؛ والذي أوضح أن الاضطراب النفسي الوحيد الذي يصل بشخص أن يرتكب مثل هذه الأفعال هو الاضطراب الزوراني، وهو اضطراب يتسم بزيادة ضلالات الشك والاضطهاد لدى المصاب؛ إذ يتولد لدى المصاب فكرة خاطئة ويصدقها، وهذا ينطوي على تفسير دوافعهم على أنها عدائية ومن ثم يتعامل بعنف مشيرًا إلى أن هذا الاضطراب قد يتسبب في قتل الأخ لشقيقه نتيجة شكوك الاضطراب الزوراني.

وأضاف الدكتور محمد عباس  أن ما يدفع الشخص إلى ضلالات الشك بصورة حادة ومفاجئة هو مخدر الشابو، لافتًا إلى أن كل مخدر له أعراض جانبية، فالتامول قد يسبب صرع وزيادة كهرباء المخ لدى متعاطيه، بينما الشابو يسبب ضلالات الشك والتهيؤات كأنه مريض نفسي تمامًا

وأشار أستاذ أمراض المخ والأعصاب والطب النفسي بكلية الطب جامعة الأقصر، إلى أن هناك قصور في توافر أماكن الحجز الخاصة بالأمراض النفسية، مشيرًا إلى أنه لم يوجد مستشفى مجاني بالجنوب سوى مستشفى الصحة النفسية بأسوان، وأخرى بأسيوط أما المستشفيات الخاصة؛ فهي ذات تكلفة عالية جدًا، مما يدفع ذوي المرضى لعلاج مرضاهم بالمنزل من خلال المتابعة مع طبيب أمراض نفسية.
كما أشار الدكتور محمد عباس إلى عدم توجه المريض النفسي للمتخصصين، إذ يعتقد البعض أن المريض قد يحتاج لمعالج روحاني "شيخ" ولم يتوجهوا به للطبيب النفسي، وبالتالي يستنزف هذا وقت أطول حتى يتم الوصول إلى طبيب نفسي وتكون حالة المريض قد تطورت.

كما حذر الدكتور محمد عباس، أستاذ الطب بجامعة الأقصر من وجود المواد المخدرة وعدم السيطرة على انتشارها،  فضلا عن عدم متابعة الأبناء والذي يؤدي بدوره إلى زيادة عدد المضطربين نفسيًا.

مقالات مشابهة

  • مؤسسات بشمال غزة تناقش واقع الوضع الإنساني بعد وقف إطلاق النار
  • وزير الشؤون الاجتماعية والعمل يبحث مع وفد من منظمة “رحمة حول ‏العالم” سبل تعزيز الدعم الإنساني في سوريا
  • أوراق النقد الجديدة في السودان «سلاح حرب» يثقل كاهل المدنيين “أسهم هذا الإجراء في تحفيز المسيرة نحو الانقسام”
  • أوراق النقد الجديدة في السودان سلاح حرب يثقل كاهل المدنيين
  • بعد واقعة الأقصر.. أستاذ الطب النفسي: الاضطراب الزوراني هو الأسوأ.. و"الشابو" له ذات الأعراض
  • مبدعون سودانيون يدينون العنف ضد المدنيين ويدعون لحماية حقوق الإنسان في شطري السودان
  • الأمم المتحدة .. الوضع الإنساني في ولاية الجزيرة بالسودان يبقى كارثياً
  • الأمم المتحدة: الوضع الإنساني في ولاية الجزيرة بالسودان «كارثي»
  • السودان (الجحيم الذي يسمي وطن)!!
  • الأمم المتحدة: الوضع الإنساني في ولاية الجزيرة بالسودان يبقى كارثيا