الساعون إلى منع حرب إسرائيل على لبنان لن ييأسوا
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
على رغم الأجواء الملبدّة التي تنذر بشنّ إسرائيل حربًا واسعة وشاملة على لبنان، وعلى رغم الجو الإعلامي المرافق لرفع الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله من مستوى خطابه التحذيري، الذي طاولت "شظاياه" نيقوسيا، فإن الذين يعملون على خطّ إبعاد شبح هذه الحرب، التي لن تكون لمصلحة أحد، وإن كان "حزب الله" لا يزال يمسك بندقيته من وسطها من خلال تأكيده الدائم أنه لا يسعى إلى هذه الحرب، ولكنه في الوقت ذاته يعلن أنها لا تخيفه، وهو مستعدّ لها بكامل جهوزيته العسكرية وكأنها واقعة اليوم قبل الغد.
فالجبهتان اللبنانية الجنوبية والإسرائيلية الشمالية تشهدان سباقًا محمومًا بين التصعيد والتهدئة، مع تزايد الرسائل الديبلوماسية التي تصل إلى لبنان من دول شقيقة وصديقة عن أهمية الاستجابة للمساعي الدولية الهادفة إلى تجنيب لبنان حربًا واسعة، قد تؤدي إلى تداعيات خطرة على كل المنطقة، إذ أنها لن تكون محصورة بجزء منفصل من لبنان، بل ستطال شظاياها المباشرة وغير المباشرة معظم دول المنطقة، وبالتالي فإن التحذير الذي وجهه نصرالله إلى قبرص يدخل في هذا السياق التمددي لمفاعيل الحرب، التي تُقرع طبولها في تل أبيب على وقع نتائج ما يمكن أن تسفر عنه الحرب الأخرى على رفح.
وعلى رغم هذا الجو الآخذ في الاحتقان فإن الساعين إلى فرملة دفع لبنان إلى الانزلاق إلى حرب قد تكون قاضية هذه المرة لأنها تأتي في الوقت الغلط، إذ أن اللبنانيين المثقلين بهذا الكمّ الهائل من المشاكل الوجودية والاقتصادية والاجتماعية ليس في مقدورهم أن يتحمّلوا وزر ما يمكن أن تكون عليه نتائج هكذا حرب مدمرة، لن يثبط كل هذا الضجيج الإعلامي وكثرة الشائعات المغرضة من عزيمتهم. فهم لن يوفروا أي جهد في محاولاتهم الحثيثة لإنضاج فكرة تحييد لبنان وعدم زجّه في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، وهو البلد العربي الوحيد، الذي يتحمّل ما لا قدرة للآخرين على تحمّله ثمنًا لدعمه بالحديد والنار فلسطينيي قطاع غزة، فيما يكتفي كل الآخرين بالدعم الإعلامي والتضامن المعنوي.
ويأتي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على رأس قائمة الساعين إلى نزع فتيل الحرب على رغم عدم الجزم بأي احتمال في شأن اقتراب خطر اندلاعها بين إسرائيل و"حزب الله"، وقد كان لقاؤه مع أمين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين مناسبة وجّهت فيها أنظار العالم إلى الخطر المحدق بلبنان، خصوصًا أن المعلومات المتوافرة مما يبثه الاعلام الغربي من شائعات، وآخرها ما صدر في جريدة "التلغراف" البريطانية بالنسبة إلى وجود صواريخ لـ "حزب الله" مخبأة في مطار رفيق الحريري الدولي، يشي بأن التحضيرات من الجانب الإسرائيلي لشن هذا النوع من الحروب قد أصبحت على قاب قوسين أو أدنى.
فسياسة الهروب الى الامام الذي يتبعها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو تسرّع من وتيرة الاقتراب إلى ساعة الصفر، إلاّ أن هذا الأمر لا يعني أن الساعين إلى السلام، ومن بينهم لبنانيون حريصون على وحدة الشعب والأرض، سيتخّلون عما يقومون به من جهود لعل وعسى، وهم المؤمنون بأن لغة العنف لن تولدّ سوى المزيد من العنف والدم والدمار والحرائق، التي "تأكل" الأخضر واليباس.
فصرخة هؤلاء لن تكون في وادٍ، بل سيكون لها مفاعيل أقوى من الضجيج الإعلامي، وأكثر فعالية من الأصوات الغريبة التي تدعو إلى الحرب، على حدّ ما يقوله بعض المتفائلين، الذين لا يزالون يعتقدون أن المجتمع الدولي لن يقف متفرجًا على ما يمكن أن تقوم به إسرائيل، وإن كان يحمّل في جزء من مسؤولية تبعات التحضير لأجواء الحرب لـ "حزب الله". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله على رغم
إقرأ أيضاً:
قرار مرتقب بشأن وقف إطلاق النار في لبنان .. وبايدن وماكرون سيعلنان الهدنة بين إسرائيل وحزب الله خلال 36 ساعة
سرايا - قالت أربعة مصادر لبنانية رفيعة المستوى، إن من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون وقفا لإطلاق النار في لبنان بين جماعة حزب الله اللبنانية و "إسرائيل" خلال 36 ساعة.
ويُتوقع أن تتّخذ "إسرائيل" مساء اليوم لثلاثاء قرارا بشأن وقف إطلاق النار في الحرب الدائرة مع حزب الله اللبناني، وفق ما أفاد مسؤول الإثنين، في حين أكد البيت الأبيض أن اتفاقا بهذا الصدد بات “قريبا”.
وتأتي هذه التطورات في حين تكثّف "إسرائيل" ضرباتها ضد معاقل حزب الله الموالي لإيران في لبنان حيث أعلنت وزارة الصحة استشهاد 31 شخصا الإثنين بغارات إسرائيلية.
وصرح مسؤول اسرائيلي لوكالة فرانس برس ان مجلس الوزراء الامني “سيتخذ مساء الثلاثاء قرارا” بشأن وقف اطلاق النار في لبنان.
بعيد ذلك، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي “نعتقد أننا بلغنا هذه النقطة حيث أصبحنا قريبين” من التوصل إلى اتفاق، لكنه قال إن المحادثات لم تنته بعد.
كذلك، أشارت الرئاسة الفرنسية إلى أن المناقشات “تقدمت بشكل ملحوظ”، داعية "إسرائيل" وحزب الله إلى اغتنام هذه الفرصة “في أسرع وقت ممكن”.
– “خطأ كبير” –
وذكر موقع أكسيوس أن الطرفين يتجهان نحو التوصل إلى اتفاق على أساس مشروع أميركي يقضي بهدنة مدتها 60 يوما ينسحب خلالها حزب الله والجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان لينتشر فيه الجيش اللبناني.
ويتضمن النص الذي قدمه المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى الطرفين الأسبوع الماضي إنشاء لجنة دولية لمراقبة تنفيذه، بحسب أكسيوس.
وأشار الموقع إلى ضمانات أميركية بأن تدعم واشنطن الرد العسكري الإسرائيلي في حال شنّ حزب الله هجمات.
ويستند الوسطاء إلى قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر في العام 2006 والذي ينص على أن ينتشر في جنوب لبنان الجيش اللبناني وجنود قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفل).
من جهته، حذّر إيتامار بن غفير وزير الأمن القومي والحليف اليميني المتطرف لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين من أي اتفاق لوقف النار، مشددا على أنه سيكون “خطأ كبيرا”.
وتخشى دوريت سيسون البالغة 51 عاما وهي من شمال "إسرائيل" أن يصب وقف إطلاق النار في مصلحة حزب الله كما حصل في العام 2006 بعد الحرب التي تواجه فيها مع إسرائيل. ورأت أن الحزب تمكن يومها “من إعادة تسليح” نفسه وبات يملك الآن “أنفاقا وصواريخ وكل ما يمكن تخيله من ذخائر. يملك كل شي”.
وفي مجد الكروم في شمال "إسرائيل" أعربت حبيبة مناع (28 عاما) عن أملها بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقالت مناع التي تعنى برعاية مسنين “كفى، لقد تضرر الكثير من الناس في هذه الحرب. يجب ان تتوقف. الجميع متضرر منها لقد قتل الكثير من الناس هنا وفي لبنان… لا مبرر لاستمرار هذه الحرب”.
أما رشدي خلايلة وهو متقاعد يبلغ 68 عاما فقال “ما من شيء مؤكد مع نتانياهو. هو يعد شعبه باشياء كثيرة ولم يف بوعوده لأن كل سياسة نتانياهو مبنية على المراوغة، وهو يخدع شعبه”.
لكنه أسف لأن “العالم الغربي الرسمي يصدق أقواله، خصوصا الولايات المتحدة التي تدير معه الحرب” سواء في لبنان أو غزة.
وأضاف “ممكن أن يوقع اتفاقا، لن أتفاجأ، لأن (الشعب الإسرائيلي) يعيش حالا من الرعب”، لافتا إلى “عدم وجود أي ضمانة بالنسبة لتنفيذ نتانياهو أي اتفاق”.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #لبنان#مجلس#سياسة#الصحة#اليوم#الناس#الله#بايدن#غزة#الاحتلال#الشعب#الجميع#رئيس#الوزراء#الرئيس
طباعة المشاهدات: 1272
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 26-11-2024 11:48 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...