لم تتأخر تقييمات الصحف الأميركية الكبرى للمناظرة الرئاسية الأولى، لكن ما جاء فيها ربما يجدر على مساعدي الرئيس جو بايدن أن ينصحوه بعدم قرائته.

وكان أنصار الرئيس الأميركي جو بايدن يأملون أن تؤدي المناظرة التي جرت مساء يوم الخميس إلى تبديد المخاوف من أن عمر الرجل البالغ 81 عاما لا يسمح له بشغل المنصب لولاية أخرى، لكن صوته الأجش وأداءه المتردد في بعض الأحيان ضد منافسه الجمهوري دونالد ترامب قادا للعكس.

هنا ابرز ما تناولته الصحف الأميركية الكبرى:

واشنطن بوست: حيوية ترامب مقابل كفاح بايدن لتوصيل معلومة مفهمومة

ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الرئيس السابق دونالد ترامب استمر في إطلاق مبالغاته وتضليلاته المعتادة، خاصة فيما يتعلق بالجريمة والهجرة، خلال المناظرة الرئاسية. ومع ذلك، أبرزت الصحيفة التناقض المذهل بين طاقة ترامب وحيويته وكفاح الرئيس جو بايدن لتوصيل نقاطه بطريقة موجزة ومفهومة.

وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن عانى من صوت خشن وإلقاء غير متكافئ، حيث تهرب ترامب من العديد من الأسئلة المباشرة وأطلق سلسلة من الأكاذيب التي لم يتم التحقق منها من قبل المشرفين على المناظرة في المناظرة الرئاسية الأولى للانتخابات العامة لعام 2024.

وول ستريت جورنال: بايدن "انهار" في أول اشتباك مع ترامب

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن أداء بايدن في المناظرة كان غير مستقر، وقدم نوع الخطاب الذي كان يخشاه الديمقراطيون، حيث افتقر إلى النشاط والقتال. في المقابل، تمكن ترامب، على نحو غير معهود، من الحفاظ على رباطة جأشه خلال عرض مدته 90 دقيقة مليء بالإهانات والتناقضات السياسية.

تجنب ترامب تقديم إجابات مباشرة على الأسئلة المطروحة، بينما بدا أن بايدن في بعض الأحيان يفقد سلسلة أفكاره ويكافح من أجل تهدئة المخاوف بشأن عمره. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المواجهة سمحت للخصمين بتسليط الضوء على نقاط ضعف خصمهما أمام مجموعة ضئيلة من الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد.

نقلت الصحيفة عن آرون كال، مدير المناظرات بجامعة ميشيغان، قوله: "شهد بايدن أسوأ 15 دقيقة افتتاحية للمناظرة الرئاسية على الإطلاق". وأكدت أن العمر يعد من أهم القضايا التي تشغل أذهان العديد من الناخبين، حيث بدا بايدن أكبر سنًا في العرض الذي قدمه خلال أمسية مرهقة أمام جمهور تلفزيوني كبير.

كان لبايدن أيضًا نصيبه من الزلات، وبينما كان يجيب على سؤال حول الدين الوطني ويبدأ الحديث عن السياسة الصحية، تلعثم وبدا أنه فقد حبل أفكاره في نهاية إجابته. وأبرزت الصحيفة أن المنافس، ترامب، ظل قوياً في عرضه طوال الوقت، وسعى إلى تسليط الضوء على تلعثم بايدن بعد إجابة متعرجة على سؤال حول الهجرة.

 

نيويورك تايمز: ترامب استغل أداء بايدن "المهتز"

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس السابق دونالد ترامب شن هجمات عدوانية ومضللة بشكل متكرر ضد الرئيس المهتز بايدن خلال المناظرة. وأشارت الصحيفة إلى أن أداء بايدن كان ضبابيًا بشكل متكرر ومفكك، حيث تحدث بسرعة وبدا في بعض الأحيان وكأنه يتمتم بكلماته.

استغل ترامب اهتزاز بايدن وعثراته المبكرة للتأكيد على تساؤلات الجمهوريين حول القدرة العقلية للرئيس. عندما تأخر بايدن أثناء إجابته عن الهجرة، قال ترامب بسرعة: "أنا حقًا لا أعرف ما قاله في نهاية تلك الجملة. ولا أعتقد أنه يعرف ما قاله أيضًا".

أعرب الديمقراطيون عن قلقهم بشأن أداء بايدن. وفي غضون دقائق من بدء المناظرة، بدأ الديمقراطيون يشعرون بالقلق بشأن أداء بايدن.

على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي المحادثات ورسائل البريد الإلكتروني، شعر أنصار الرئيس بايدن بالفزع من صوت الرئيس المرتعش، وإجاباته المفككة، وارتباكه الواضح خلال بعض ردوده. المخاوف بشأن عمر بايدن، التي كانت تغلي منذ أشهر، ظهرت إلى العلن قبل انتهاء المناظرة.

لوس أنجلوس تايمز: لا احترام

قالت الصحيفة إن الازدراء الشديد فاض بين الرجلين في عدة لحظات على مدى ما يزيد قليلاً عن 90 دقيقة أمام الجمهور التلفزيوني خلال أول مواجهة بينهما في هذا العام الانتخابي.

ووصف ترامب بايدن بأنه "مجرم" وغير كفء، وقال إنه لا يستطيع اجتياز الاختبار المعرفي.

ووصف بايدن ترامب بأنه "أحمق" و"خاسر"، وهي أوضاف قال أحد موظفي ترامب السابقين إنه أطلقها ذات مرة على قدامى المحاربين الذين قتلوا في الحرب.

واعتبرت كل وسائل الإعلام  ان عدم تصافح المرشحين في بداية ونهاية المناظرة، علامة واضحة على عدم الاحترام.

 

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات جو بايدن دونالد ترامب ترامب بايدن المناظرة الأولى انتخابات أميركا 2024 جو بايدن دونالد ترامب انتخابات أميركا

إقرأ أيضاً:

لماذا أصبحت غوغل شركة احتكارية تواجه غضب الحكومة الأميركية؟

تواجه الشركات التقنية عديدا من الدعاوى القضائية بشكل مستمر، سواء كانت من الهيئات التنظيمية والحكومات أو حتى الأفراد والشركات الأخرى، وربما لا توجد قضية أهم من تلك التي تواجه فيها "غوغل" وزارة العدل الأميركية في تهمة احتكار قطاع محركات البحث والإعلانات الخاصة به.

ورغم أن الحكم في القضية كان في أغسطس/آب من العام الماضي، فإن تبعات هذه القضية ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا، خاصة مع تغير الحكومة الأميركية وتولي حكومة دونالد ترامب مقاليد الأمور، وهو الأمر الذي أعطى غوغل بصيصا من الأمل أن تغير حكومة ترامب قرار حكومة بايدن، وهو ما لم يحدث.

تفكيك غوغل هو القرار النهائي

قدمت وزارة العدل الأميركية طلبا واضحا لإدارة غوغل في السابع من مارس/آذار الجاري، وفيه تطلب من عملاق الإنترنت بيع متصفح "كروم" الشهير الذي يعد أحد أشهر منتجات الشركة إلى طرف خارجي توافق عليه وزارة العدل.

لم يقتصر القرار على بيع متصفح "غوغل كروم" فقط، بل تضمن إشارة واضحة إلى أن عملية البيع يجب أن تتضمن أي متعلقات وملحقات أو خدمات إضافية لضمان نجاح المتصفح تحت إدارة المالك الجديد، كما أن غوغل مجبرة بإرسال تنبيه رسمي لأي شريك يتعاون معها بخصوص متصفح "كروم" أو شركة تستثمر فيها.

إعلان

تضمن طلب الوزارة أيضا أن تتوقف غوغل عن الدفع نهائيا إلى أي شركة أو مصنع هواتف محمولة ليكون محرك بحث غوغل هو المحرك الرسمي والافتراضي في الخدمات المستقبلية والأجهزة المستقبلية، تاركا المجال للشركات في الاختيار بين محركات البحث المختلفة المتاحة.

لحسن الحظ، تراجعت وزارة العدل عن قرارها فيما يتعلق باستثمارات غوغل المستقبلية في تقنيات الذكاء الاصطناعي، فبينما كانت هذه الاستثمارات جزءا من قرار الوزارة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ورغم أن الشركة ليست مجبرة على تنويع استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، فإنها تحتاج لتنبيه وزارة العدل بشأن الاستثمارات المستقبلية لها في قطاع الذكاء الاصطناعي.

لماذا قررت المحكمة أن غوغل شركة احتكارية؟

في عام 2023، بدأت قضية العصر التي وضعت غوغل على منصة المتهمين، لكونها شركة احتكارية تحتكر قطاع محركات البحث وتمنع أي منافس صغير الحجم من الدخول بها، ثم في 2024، وجدت المحكمة عبر قرار أميت ميهتا قاضي المحكمة الجزئية المختصة بالقضية في مقاطعة كولومبيا أن الشركة احتكارية من الدرجة الأولى وتحظى بسطوة احتكارية على قطاع محركات البحث تمنع الشركات من منافستها.

استند مهيتا في قراره إلى أكثر من جزء، الأول وهو العقود التي توقعها غوغل مع مطوري محركات البحث، فضلا عن صناع الهواتف الذكية والحواسيب بشكل عام حتى يصبح محرك بحث غوغل هو المحرك الافتراضي في هذه المنافذ، ورغم أن جزءا من قيمة التعاقد يكون مقدما، فإن غالبية القيمة تأتي على شكل مشاركة للأرباح بين غوغل وهؤلاء المطورين، إذ ترسل لهم الشركة جزءا من عائد الإعلانات.

وحسب بيان مهيتا، فإن 70% من إجمالي عمليات البحث في الولايات المتحدة تتم في غوغل عبر أجهزة ومنتجات شركائها، الذين تعاونت معهم الشركة في عقود الاحتكار، وعبر السيطرة على 70% من إجمالي عمليات البحث العالمية، تتحكم غوغل بمفردها في عملية عرض الإعلانات داخل محرك البحث الخاص بها وسياسة التسعير وتحصل على العائد الكامل من عرض هذه الإعلانات التي يشاهدها المستخدمون الذين تم إجبارهم على استخدام محرك بحث غوغل، وأضاف مهيتا أن متصفح "كروم" هو جزء المشكلة كونه أحد أكثر المتصفحات استخداما في العالم.

إعلان

بالطبع، واجهت غوغل هذه الاتهامات بشكل شرس في محاولة لتبرئة نفسها، كما قدمت حلولا إضافية لوزارة العدل والمحكمة للهروب من الحكم وتبعاته، وتضمنت هذه الحلول أن تجبر شركائها على إضافة محركات بحث إضافية في منتجاتهم وليس فقط غوغل، وذلك دون تفكيك منتجات الشركة.

في عام 2023، بدأت قضية العصر التي وضعت غوغل على منصة المتهمين (الأناضول) ماذا يحدث الآن مع غوغل؟

الطلب الذي قدمته وزارة العدل الأميركية يفتح مجددا النقاش في الخطوة القادمة أمام غوغل، فبينما كان قرار المحكمة في أغسطس/آب الماضي واضحا بما فيه الكفاية، إلا أن قرار وزارة العدل يشهد تراجعا عن طلباتها السابقة.

ورغم كون الطلب الجديد أقل صرامة من طلب وزارة العدل في حكومة بايدن، فإنه يترك المجال أمام غوغل من أجل الاعتراض عليه والعودة إلى القضاء من أجل التفاوض في هذا الطلب، وذلك حسب تصريحات كينت ووكر، رئيس الشؤون العالمية ومدير الشؤون القانونية في غوغل.

وحسب تصريح بول سوانسون المختص في قضايا الشركات التقنية وشريك في التقاضي في شركة "هولاند آند هارت" ( Holland & Hart) في دنفر، كولورادو، فإن موقف الحكومة الأميركية قد يكون جزءا من خطة تضمن عرض أقصى القرارات كموقف افتتاحي يتيح المجال أمام غوغل من أجل تخفيض العقوبة أو تخفيفها.

هل تؤثر علاقة ترامب وغوغل في القرار؟

تحظى غوغل في الوقت الحالي بعلاقة جيدة مع حكومة ترامب فضلا عن ترامب نفسه، فقد كانت الشركة واحدة من المساهمين في حفل التتويج بتبرع وصلت قيمته إلى مليون دولار، كما أنها قامت بتغيير اسم خليج المكسيك إرضاء لمتطلبات ترامب في الشهور الأولى من فترته الرئاسية.

وحسبما نشرته صحيفة نيويورك بوست، فإن بعض المسؤولين في شركة "ألفابيت" المالكة لمحرك بحث غوغل التقوا مع مسؤولين من وزارة العدل الأميركية في محاولة منهم لتخفيف قرارات الوزارة والحفاظ على أعمال الشركة دون تفكيك، وتجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء عقد في الخامس من مارس/آذار الجاري، أي قبل تقديم وزارة العدل طلبها الجديد.

إعلان

من المنطقي أن تحاول إدارة ترامب تخفيف العقوبة على غوغل ومراعاة أعمالها، كون التوجه الأكبر للإدارة يتمثل في تعزيز مكانة الشركات الأميركية وحماية استثماراتها، فضلا عن العلاقة الجيدة التي يحظى بها ترامب مع عمالقة وادي السيليكون، ولكن وحدها الأيام هي التي تحمل النتيجة النهائية لقرارات وزارة العدل وغوغل.

مقالات مشابهة

  • مقاطعة المنتجات الأميركية تصل ألمانيا
  • خبير عسكري: تل أبيب تنفذ حربها بدعم أمريكي لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى
  • «بيت الخير» تقيم أكبر خيمة إفطار صائم على مستوى الدولة
  • الرئيس البرازيلي: لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الرسوم الجمركية الأميركية
  • إعادة هيكلة واسعة.. "الصحة الأميركية" تعتزم إلغاء 10 آلاف وظيفة
  • وزارة الصحة الأميركية تعتزم إلغاء 10 آلاف وظيفة
  • الاتحاد الأوروبي يبحث فرض رسوم على شركات التكنولوجيا الأميركية
  • لماذا أصبحت غوغل شركة احتكارية تواجه غضب الحكومة الأميركية؟
  • لماذا يقاطع المتسوقون بالخارج البضائع الأميركية؟
  • ارتفاع حوادث السير في المدن: 22 وفاة و2490 إصابة خلال أسبوع