لبنان ٢٤:
2024-06-30@12:51:03 GMT

الجنوب أسير الحل الدبلوماسي الأميركي

تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT

الجنوب أسير الحل الدبلوماسي الأميركي

يقف الوضع بجنوب لبنان حالياً في منتصف الطريق بين تدحرجه نحو توسعة الحرب والسيطرة عليه، وصولاً إلى وقف المواجهة المشتعلة الدائرة على امتداد الجبهة الشمالية التي أخذت تمتد إلى العمقين اللبناني والإسرائيلي، وهذا ما يبقي الأنظار مشدودة إلى واشنطن في ضغطها المتواصل على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، إصراراً منها على ترجيح كفة الخيار الدبلوماسي على أي خيار يضع لبنان والمنطقة على مشارف الدخول في حرب تؤدي حكماً إلى زعزعة الاستقرار وتهديد الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية لا يبدو، في ظل الظروف الراهنة، أنها في متناول اليد ما لم تتبدل بتغليب الحل الدبلوماسي، بدءاً بوقف النار على الجبهة الغزاوية الذي يُفترض بأن ينسحب على الجبهة اللبنانية، ويوقف مساندة «حزب الله» لـ«حماس»

وكتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": مع أن الوضع في جنوب لبنان لا يزال يتأرجح مناصفةً بين توسعة الحرب، وبقرار إسرائيلي، فيما «حزب الله» لا يريدها لكنه يستعد لها، ونزع فتيل التفجير، فإن مصدراً سياسياً وثيق الصلة بالاتصالات الجارية على المستويين الدولي والعربي لديه انطباع بأن هناك صعوبة أمام توسعتها؛ لما في حوزته من معطيات ليست متوافرة للذين هم ليسوا في موقع القرار، وإن لم يُسقط من حسابه لجوء نتنياهو للتفلت من الضغوط الأميركية، وهذا ما يُقلق رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يتولى التفاوض مع الوسيط الأميركي أموس هوكستين بتفويض من «حزب الله» للتوصل إلى تهدئة مستدامة في جنوب لبنان تبدأ بوقف النار في غزة.


ولفت المصدر السياسي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الاستعدادات على جانبَي الحدود بين البلدين؛ أكانت من قبل «حزب الله» أو إسرائيل، لم تبلغ حتى الساعة مرحلة الاستنفار القصوى، وما زالت في نطاقها الدفاعي، وأن ما يحجبها عن الأنظار تصاعد وتيرة تبادلهما للتهديدات التي تأتي بهدف رفع السقوف لتحسين شروطهما في التسوية التي سيعاود الوسيط الأميركي تسويقها في اليوم التالي لوقف النار في غزة؛ فهل يرى الحل الدبلوماسي الأميركي النور؟
وكشف أن لبنان يضع حالياً أوراقه السياسية في السلة الأميركية لرفع منسوب الضغوط التي تمارسها واشنطن على نتنياهو، وبدعم من دول الاتحاد الأوروبي، التي لا تنقطع، على لسان موفديها إلى بيروت وتل أبيب، عن التحذير من توسعة الحرب، خصوصاً أن قيادة القوات الدولية (يونيفيل) كانت أُعلمت من قيادة «حزب الله» بأن لا نية لديها بتوسعتها، وأنها تضطر من حين لآخر لاستهداف العمق الإسرائيلي رداً على استهداف العمق اللبناني في البقاع ومناطق جنوبية تقع خارج جنوب الليطاني.
ورأى المصدر نفسه أن واشنطن تتحسب لما تبلغته من طهران بأنها لن تقف مكتوفة اليدين، في حال أقدمت إسرائيل على توسعة الحرب، وهذا ما يكمن وراء تحذيرها نتنياهو من أنها قد تمتد إلى الإقليم، وتؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، وقال إن الإدارة الأميركية في استقبالها لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وغيره من المسؤولين الإسرائيليين تحرص على التحذير من الانجرار إلى الحرب، لما يترتب عليها من تداعيات عسكرية تمتد إلى المنطقة.
واعتبر أن تبادل الضغوط والتهديدات بين «حزب الله» وإسرائيل يشكل حافزاً لواشنطن للتدخل سعياً وراء التوصل إلى تسوية تعيد الهدوء إلى جنوب لبنان، وحذَّر من أن تل أبيب بدأت تنفيذ خطة عسكرية متكاملة تتوخى منها تحويل منطقة جنوب الليطاني أرضاً محروقة غير مأهولة بالسكان، ويستحيل على «قوة الرضوان» التموضع فيها، وقد تضطر لأن تعيد النظر في تموضعها فيها، وهذا ما يتناقله عدد من سفراء دول الاتحاد الأوروبي.
لكن «حزب الله»، بحسب مصادره لـ«الشرق الأوسط»، يقلق من الترويج لمثل هذه المعلومات، وتحديداً بالنسبة إلى ما يتناقله بعض هؤلاء السفراء لجهة أن إسرائيل تمكَّنت من تدمير أكثر من 60 في المائة من البنى التحتية العسكرية التابعة لها، ويتعامل معها على أنها تأتي في سياق الحرب النفسية التي تلجأ لها بهدف إحباط عزيمة المقاومين.
وفي المقابل، فإن مصادر سياسية لبنانية مواكبة للاتصالات التي يتناوب عليها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب، بالتنسيق مع الرئيس بري؛ تؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن المهلة التي حددها هوكستين للتوصل إلى تسوية للعودة بالجنوب إلى ما كان عليه قبل أن يقرر «حزب الله» الدخول في مواجهة لمساندة «حماس»، ما زالت سارية ولم ينتهِ مفعولها حتى الساعة.
وأكدت المصادر السياسية أن هذه المهلة معطوفة على المدة الزمنية التي حددتها إسرائيل لإنهاء اجتياحها لرفح، وقالت إن الآمال ما زالت معقودة على الضغط الأميركي على إسرائيل، وتحديداً نتنياهو، بعد أن تمكنت من استمالة معظم فريق حربه؛ بترجيحهم للحل الدبلوماسي على توسعة الحرب، وسألت: هل يستبق زيارته لواشنطن بوضعها أمام أمر واقع يتمثل بتوسعتها؟ وماذا سيكون رد فعلها في ضوء إحجامها حتى الساعة عن تزويده بقنابل من العيار الثقيل التي تُستخدم لتدمير التحصينات التي أقامها «حزب الله»، أو لإحداث تفجيرات غير مسبوقة تستهدف بنيته التحتية وما لديه من منشآت حيوية؟
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: توسعة الحرب جنوب لبنان وهذا ما ی حزب الله

إقرأ أيضاً:

تقرير: غالانت أيّد فتح جبهة في الشمال ضد حزب الله ثم تراجع

كشف مسؤولون أميركيون لصحيفة "نيويورك تايمز"، أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، "غيّر موقفه" بشأن فتح جبهة جديدة للحرب في الشمال مع حزب الله اللبناني.

وأشار المسؤولون للصحيفة الأميركية، إلى أن غالانت "كان يعتقد مثل بعض المسؤولين الآخرين في الحكومة الإسرائيلية، أنه يجب الرد بتدمير حزب الله وحماس بعد هجمات السابع من أكتوبر".

وأوضح المسؤولون أن وزير الدفاع الإسرائيلي "غيّر موقفه في الوقت الحالي"، ويرى أن "فتح جبهة جديدة لن يكون قرارا حكيما".

وأعرب المسؤولون الأميركيون عن اعتقادهم بأن إسرائيل وحزب الله "يفضلان التوصل إلى حل دبلوماسي" للأزمة، وفق الصحيفة، التي أشارت إلى أن غالانت "أبلغ واشنطن خلال زيارته الأخيرة بأن بلاده لا تريد حربا واسعة النطاق" مع الجماعة المقربة من إيران، لكنه أكد أنها "على استعداد لتوجيه ضربة حال تعرضت لاستفزاز كبير".

ميقاتي: رغم تصاعد الحرب النفسية فإن لبنان سيتجاوز هذه المرحلة قال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، نجيب ميقاتي، السبت، خلال جولة تفقدية له في جنوب البلاد، إن "الحرب النفسية" التي يتعرض لها ذلك البلد العربي سوف يتم تجاوزها، وذلك وسط تقارير تتحدث عن استعداد إسرائيل لشن حرب شاملة على ميليشيات حزب الله.

وقال غالانت خلال اجتماع حكومي، الخميس، وفق هيئة البث الإسرائيلية، إنه أبلغ الأميركيين بأن "إسرائيل ليست مهتمة بحرب في الشمال، وبأن التسوية التي من شأنها إخراج حزب الله من الحدود مقبولة".

وردا على ذلك، اعترض وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، وقال: "كيف سيتم ذلك دون حرب؟، كيف سننهي الحدث بالتسوية؟، ألم نتعلم درسا من 20 عاما من التسويات؟".

وبذلك، يظل خطر اتساع رقعة الحرب قائما بدرجة كبيرة، في وقت تحاول فيه الإدارة الأميركية الضغط على الجانبين من أجل حل الأزمة بالسبل الدبلوماسية.

قرار الحرب

أبلغت واشنطن حزب الله وإيران، بطريقة غير مباشرة، بأنها "لن تمنع إسرائيل من الهجوم على لبنان"، وأن "قرار الحرب مع حزب الله بيَّد إسرائيل وحدها"، حيب ما قال مسؤولون أميركيون لصحيفة "بوليتيكو" الأميركية.

كما أشار وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إلى أن واشنطن تعرف أن "استفزازات حزب الله تهدد بجر الشعبين الإسرائيلي واللبناني إلى حرب لا يريدانها. هذه الحرب ستكون كارثة على لبنان وشعبه".

وكان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال تشارلز براون، قد صرح لدى وصول غالانت إلى واشنطن: "من غير المرجح أن تكون الولايات المتحدة قادرة على مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها في حرب أوسع نطاقاً يخوضها حزب الله ضدها، كما ساعدنا إسرائيل في التصدي لوابل من الصواريخ والطائرات الإيرانية بدون طيار في أبريل المنصرم".

هل انتهت فرصة التسوية السياسية الأميركية بين إسرائيل وحزب الله؟ تضغط إدارة بايدن على الصديق والعدو لمنع التوتر من أن يصبح حرباً بين إسرائيل وحزب الله، وربما حرباً إقليمية. فهل تثمر الجهود الأميركية بين لبنان وإسرائيل بغياب اتفاق وقف النار في غزة؟ وما هي بدائل واشنطن إن انتكست مساعيها؟

وتابع: "لأنه من الصعب صدّ الصواريخ قصيرة المدى التي يطلقها حزب الله بشكل روتيني عبر الحدود إلى إسرائيل".

وأضاف أعلى مسؤول عسكري أميركي، أن "إيران ستدعم حزب الله بشكل أكبر مما تفعل مع مقاتلي حماس في غزة، خاصة إذا شعرت طهران أن الحزب يتعرض لتهديد كبير".

وحول إمكانيات التوصل الى تسوية دبلوماسية بين إسرائيل وحزب الله، قال النائب اللبناني السابق مصطفى علّوش، في تصريحات لبرنامج "عاصمة القرار" المذاع على قناة الحرة، إن "ما سيوقف التصعيد دون تسوية هو توقف حرب غزة".

وأوضح أن "ذلك ليس لأن حزب الله يريد الدفاع عن غزة، أو حماية الفلسطينيين، ولكن إذا لم يقم هذا الحزب بأي شيء على طرف الحدود، فسيفقد سبب وجوده، وستفقد إيران ايضاً الدعاية التي تمارسها على مدى عقود بأنها المدافع الوحيد عن فلسطين".

وتوقع أن "يستمر الوضع الراهن، لأن كل أطراف التصعيد لا تريد حرباً واسعة".

تحذير إيراني

وجهت إيران، السبت، تحذيرا إلى إسرائيل من "حرب إبادة" بـ"مشاركة كاملة لمحور المقاومة" الذي يضم طهران وحلفاءها الإقليميين في حال شنت هجوما "واسع النطاق" على حزب الله في لبنان.

وذكرت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة على منصة "إكس" أن طهران تعتبر "دعاية الكيان الصهيوني حول عزمه مهاجمة لبنان حرباً نفسية".

لكنها أضافت أنه "في حال شن هجوم عسكري واسع النطاق، فسوف تليه حرب إبادة"، وشددت على أن "جميع الخيارات ستكون مطروحةط، بما في ذلك "المشاركة الكاملة" لما يسمى بـ"محور المقاومة".

بعد تهديدها بشن "حرب إبادة".. وزير خارجية إسرائيل يتوعد إيران قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، السبت، إن الرسالة التي بعثت بها إيران فيما يتعلق بشن "حرب إبادة" في حالة تنفيذ إسرائيل عملا عسكريا واسع النطاق في لبنان تجعلها تستحق التدمير.

وتماشى ذلك مع تصريحات رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، حيث صرح السبت، خلال جولة تفقدية له جنوبي البلاد، أن "الحرب النفسية" التي يتعرض لها لبنان سيتم "تجاوزها".

ورد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، السبت، على التعليقات الإيرانية، وقال في منشور عبر منصة "إكس": "النظام الذي يهدد بالتدمير يستحق التدمير". وتوعد أيضا بأن تستخدم إسرائيل كل قوتها ضد جماعة حزب الله المتحالفة مع إيران إذا لم تتوقف عن إطلاق النار على إسرائيل من لبنان وتبتعد عن الحدود.

جاءت تلك التصريحات بعد تهديد غالانت، الأربعاء، أن إسرائيل "لا تريد حرباً" في لبنان لكنها يمكن أن تعيده إلى "العصر الحجري" في حال اندلعت حرب.

وتشهد المناطق الحدودية بين لبنان وإسرائيل توترا وتصعيدا متبادلا، وذلك منذ الثامن من أكتوبر الماضي على خلفية الحرب التي يشهدها قطاع غزة.

ومنذ بدء التصعيد، قتل 481 شخصا في لبنان بينهم 94 مدنيا على الأقل و313 مسلحا من حزب الله، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية. من جانبها، أعلنت إسرائيل مقتل 15 عسكريا و11 مدنيا.

مقالات مشابهة

  • وزير المالية الإسرائيلي يدعو إلى الحرب مع حزب الله
  • رويترز: نازحو الجنوب اللبناني محرومون من المساعدات.. ومخاوف من حرب شاملة
  • لبنان.. غارة إسرائيلية تستهدف مبنى قُصف سابقا في الجنوب
  • تقرير: غالانت أيّد فتح جبهة في الشمال ضد حزب الله ثم تراجع
  • صحف عالمية: نتنياهو يخوض 3 حروب استنزاف وتحقيق بشأن الرصيف العائم
  • من الجنوب.. شهيدٌ جديد لـحزب الله
  • حزب الله يستهدف الأجهزة التجسسية في موقع إسرائيلي على الحدود الجنوبية
  • الساعون إلى منع حرب إسرائيل على لبنان لن ييأسوا
  • بحبك يا لبنان