من أمثال العرب «حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق ومن الأسوار ما أحاط بالمعصم»، ويشير المثل القديم إلى أنه يجب على الشخص ألا يُغالى فى أى عمل أو فعل، لأن المُغالاة لها تأثير سلبى على الناس، فيجب الاكتفاء بالمناسب من العمل دون إفراط، فلا فائدة مرجوة من المغالاة فى أى شىء، لذلك جاء المثل هذا ليقول لنا إن العاقل هو ذلك الشخص الذى يكتفى بالقلادة أو الأسوار دون مبالغة فى الطول أو الحجم لإظهار ثرائه أو قوته.
ولكن ما أصعب ما تطرحه من انعكاس لشخصيته فى عيون الناس، وإذا أردنا أن نعدد مساوئها لاحتجنا لوقت طويل وجهد ليس بالقليل، ولكن العاقل تكفيه الإشارة أو العبرة، ولا عزاء لمن لم يفكر إلا فى إظهار ذاته.
فالناس قد تكون فى حاجة إلى الأموال التى دفعتها لإطالة القلادة التى تضعها حول عنقك أو معصمك. إن ما نشاهده من بعض الفنانين الذين يلبسون من تلك القلادة ما يستفز به الناس، قد رأينا هذا الشخص الذى يحيط عنقه بأكثر من قلادة ويضع حول معصمه العديد من الأساور، وللأسف الشديد يقدمون على أنهم الأصحاء نفسياً ونحن المرضى، حتى غُم علينا الصواب، وأصبح لدينا قلوب لا تفكر ولا تعرف الصح من الخطأ وانقلبت الموازين والمفاهيم بفضل أصحاب السعادة.
لم نقصد أحداً!
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
استشاري نفسي: وضع «تحت التهديد» يدمر العلاقات ويولد الكذب
أكدت الدكتورة سمر كشك، الاستشارية النفسية، أن الضغط المستمر على الأشخاص المحيطين بنا يمكن أن يولد شعورًا بالكراهية والابتعاد عنا، موضحة أن وضع الآخرين تحت التهديد الدائم أو إجبارهم على التصرف بطريقة معينة، مثل قول «لو لم تفعل كذا سأفعل كذا»، يؤدي إلى تدمير العلاقات، ويجعل المحيطين يشعرون بالضغط المستمر، مما يؤدي في النهاية إلى كره وجود الشخص الذي يمارس هذا الضغط.
الضغط المستمر يولد الكذبوقالت خلال حلقة برنامج «سلام نفسي»، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: الضغط المستمر يجعل الناس يفضلون الكذب لتجنب مواجهة العواقب، وعندما يُجبر الشخص على الكذب أو إخفاء الحقيقة لتجنب العقاب أو السخرية، يتولد لديه شعور بعدم الأمان والميل إلى الهروب من المواقف بدلاً من مواجهتها إذا استمر الشخص في وضع المحيطين به تحت تهديد دائم، فسوف يضطرون للهروب من مواجهته، بل قد يفضلون أن يتجنبوا الجلوس معه».
الأسرة مصدر الراحةوأشارت إلى أن الأسرة يجب أن تكون مصدرًا للراحة والحنان، وليس مصدرًا للضغط النفسي، والبنت التي لا تجد الأمان والحنان داخل منزلها ستبحث عنه في أماكن أخرى، وقد تتعرض لمواقف غير مرغوب فيها، وإذا فقدت الفتاة ثقة عائلتها، قد تفقد الكثير من الأشياء المهمة في حياتها.
وأضافت: «الكلمة من الأقارب قد تكون أكثر تأثيرًا على الشخص من أي كلمة خارج المنزل، لذا يجب أن نحرص على أن تكون كلماتنا مليئة بالاحترام والمودة، لأن هذه الكلمات هي التي تُشكل الشخصية وتؤثر في الحياة النفسية للآخرين».
واختتمت حديثها بنصيحة مهمة للجميع: «من أجل السلام النفسي داخل الأسرة، يجب أن نتبع قول الله تعالى: "قُل لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى" (طه: 44)، فلا تجعلوا الضغط سببًا للتفكك، بل اجعلوا المحبة والتفاهم أساسًا للتعامل».