كتاب واشنطن بوست يتوقعون الفوضى في مناظرة بايدن وترامب وخسارة أحدهما مقدمًا
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
عقدت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية استطلاعًا للرأى العام بين الإعلاميين عما يريد كل منهم سؤاله لكلا المرشحين الجمهورى دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطى جو بايدن أثناء مناظرتهما المنتظرة خلال ساعات فى أتلانتا.
وكشف الاستطلاع عن توقع البعض لحدوث الفوضى أثناء انعقاد المناظرة، بينما طرح آخرون 21 سؤالا جادًا و16 اعتبرتهم الصحيفة أسئلة غبية كقياس قدراتهم العقلية مثل العدّ بالمقلوب وسؤالًا اعتبرته أهم من الأخرين، بالإضافة الى طرح تفسير عن السبب الذى يجعل هذه المناظرة مثمرة ومفيدة وما يجعلها مثيرة للرثاء وعزاء الجميع فى مستقبل البلاد.
أوضاع التأمين الصحى للأمريكيين مقلوبة
فسألت الإعلامية بينا كاترمان أنها تريد معرفة كيفية حفاظ المرشحين على مستقبل الولايات المتحدة من تأثيرات كوارث التغيرات المناخية، بينما إهتمت ليانا وين بمشروع علاج الأمريكيين وخصوصا مرضى التوحد الذين لا يحظون بتغطية لعلاجهم على نفقة الدولة، والذى تتمنى أن يتحقق حتى تنخفض معه تكاليف أسعار أدوية هذا المرض وفى حالة عدم تحققه فتعتبر وين أن هذه الأوضاع مقلوبة.
أين قانون ردع وسائل التواصل من الإساءة للآخرين؟
وأثار موللى روبرتس وجوش تيرانجيل قضية الأضرار التى تتسبب فيها وسائل التواصل الإجتماعى ومكوث الأطفال أمامها بالساعات، وتلقى المجتمع للمعلومات المغلوطة والمضللة التى ينشرها البعض عن بعض الأفراد والإساءة لهم على الوسائل التكنولوجية، وتساءل الإعلاميين عن وجود قانون رادع لهذه التجاوزات وضمان تفعيله إن وجد.
ماذا ستفعل فى كابوس الدين العام للبلاد؟
وطرح السيناتور الديمقراطى بوب كيرى السؤال الأهم من غيره متمثلا فى “ماذا ستفعل فى الدين العام للبلاد؟”، وأوضح كيرى سؤاله بأن الدين بلغ 32 تريليون دولار وأصبح بمثابة الكابوس القومى والخراب الذى ينتظر إقتصاد البلاد ومستقبلها الإجتماعى على حد تعبيره، وهو الأمر الذى لا يمكن أن يستمر بعد الأن.
انفجار قنبلة إرهابية على الحدود وأحد المرشحين يخسر المناظرة
وقرر الكاتب جورج ويل أن هذه المناظرة سوف تؤكد المؤشر بفوز أحد المرشحين من خسارة الأخرو لا ثالث لهما، إلا أن الخاسر سوف يظل يمارس دوره السياسى فى الولايات المتحدة التى تتيج للجميع العمل بحرية، بينما حذر الكاتب ديفيد إيجناشيوس من قضية الهجرة التى لم يتضح لها حل أو معالم حتى الأن وقال أن الساعة تدق للإقتراب من إنفجار قنبلة إرهابية على حدودنا.
المناظرة مثمرة بدون جماهير
أما كارين تومولتى باتت متفاءلة بالمناظرة المنتظرة خلال ساعات وقالت أنها ستكون مثمرة وأول الإشارات الدالة على ذلك هو خلو القاعة من الجماهير وهو ما إعتربته نوع من التغيير الذى لطالما تطلعت إليه، اما الإشارة الثانية هى توقف الميكروفونات عن التشغيل بعد إنتهاء الدقيقتين المخصصتين لإجابة كل مرشح عن كل سؤال وهو ما يحقق الضبط المطلوب لأداءهما.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: واشنطن بوست دونالد ترامب جو بايدن بايدن ترامب
إقرأ أيضاً:
رفعت عينى للسما
فى هذه الأيام الحالكة السواد، يتوق المرء إلى تلك اللحظات التى تحمله إلى الفرح والأمل والتوازن النفسى يصنع لنا مسارات التفاؤل بمستقبل، يعد بفيض ممتع من الفن الملهم الراقى. تملكتنى تلك اللحظات مع تتابع تترات النهاية للفيلم الوثائقى «رفعت عينى للسما» الذى يعرض الآن فى قاعات العرض، وقدم خلاله المخرجان «أيمن الأمير» و«ندى رياض» تجربة شديدة التفرد والخصوصية والإبداع، عملا من أجل إنجازها بلا كلل لأربعة أعوام، ليأتى فيلمهما حافلا بالصدق الفنى والرؤية الواعية التى تحملها رسائل تنطوى على الاحتفاء بمقاومة كافة عوامل التخلف الاجتماعى، الذى ترسخه تقاليد بالية تؤسس قواعد قهرها إلى الطرف الأضعف فى معادلة الهيئة الاجتماعية: المرأة.
ينطوى عنوان الفيلم على مضمونه: «رفعت عينى للسما» ليس استجداء أو ضعفا، كما هو المعنى المضمر الشائع لرفع العين إلى السماء، ولا قلة حيلة، بل أملا فى رحمة السماء الواسعة والممتدة، وشغفا بالأحلام والأخيلة التى تتشكل حين النظر إلى النجوم والكواكب فى أرجاء هذا الكون، وصولا لثقة بالنفس، تقود لرفع الرأس عاليا إلى السماء.
ويحكى الفيلم تجربة مجموعة فتيات موهوبات مفتونات بالفنون الإبداعية، ومسكونات بإيمان عميق بقدرة الفن على التأثير فى الواقع أو تغييره، من قرية البرشا - وهو اسم فرعونى للقرية ويعنى بالعربية مقاطعة الأرنب- إحدى قرى مركز ملوى بمحافظة المنيا، التى تقع شرق نهر النيل، حيث يجرى بجمال خلاب لا مثيل له، أحد أوسع فروع النهر، لتكوين «فرقة بانورما البرشا» لتقديم العروض المسرحية، فى شوارع القرية التى تعد نموذجا لكل قرى الصعيد. وبوعى تلقائى، أدركت فتيات البرشا أن الفن هو اللغة المشتركة التى يمكن للناس، أن يفهموا بها بعضهم البعض، برغم اختلاف ثقافتهم ومشاكلهم. فبدأن بتأسيس خشبة للمسرح للقيام بالتدريبات، وجلن شوارع القرية وهن يقرعن آلات إيقاعية، لتقديم مشاهد من عروضهن لأهلها.
أما المشاهد المسرحية، فهى تقدم نقدا لاذعا لما تتعرض له الفتيات من زواج قسرى، وتنمر تسلط ذكورى على مصائرها، داخل الأسرة والمجتمع. ولأنه نقد ينطوى على أهازيج غنائية، فهو يتحلى بالجاذبية والتسلية التى تنجح فى جذب انتباه أهالى القرية. ويعرج الفيلم لمصائر الفتيات أعضاء الفرقة حيث تتخلى إحداهن بالزواج عن حلمها أن تصبح مطربة مثل أصالة. وتستنيم أخرى لطلب خطيبها مغادرة الفرقة، برغم تشجيع أبيها لها على مواصلة حلمها كراقصة باليه وممثلة، وتتشبث ثالثة بحلمها وتقرر السفر للقاهرة لكى تلتحق بمعهد الفنون المسرحية، لكى تدرس فن التمثيل الذى عشقته.
ويأتى المشهد الختامى للفيلم مفعما بالإيحاءات البارعة. جيل جديد نشأ فى ظلال فرقة بانوراما البرشا، وتأثرا بها، متسلحا هذه المرة بما قد تعلمه من دروس نجاحها وإخفاقها، وشتاتها، يجوب أنحاء البرشا، وهو يقرع بشغف وهمة الطبول لإيقاظ الغافلين، ومواصلة الطريق الذى مهدته الفتيات، نحو الحرية والتحقق.
لم يكن غريبا أن يفوز الفيلم بجائزة العين الذهبية، للنقاد فى الأفلام التسجيلية فى مهرجان كان هذا العام، فقد مهد صدقه وتعبيره البسيط العفوى والمتقن عن واقع ريفى تقليدى، الطريق نحو هذا الفوز. فضلا عن التوظيف المتقن للغة والاستخدام الذكى للصورة، وللرموز الكنسية، والقرع المدوى للطبول، بما ينطوى عليه من معانى التحذير والتنبيه الإنذار، والسرد التلقائى والتجريبى لممثلين مبتدئين، وكلها أدوات تصوغ واقعا فنيا ينشد فيه الإنسان بالشجاعة والحرية مواجهة التهميش. ومثلما شيدت واقعية نجيب محفوظ الطريق نحو عالميته، فإن فيلم ندى رياض وأيمن الأمير «رفعت عينى للسما» يؤسس لسينما تسجيلية مصرية، تخطو بثبات نحو العالمية.