البوابة نيوز:
2024-11-23@03:45:17 GMT

عبدالحميد البسيوني.. قصة عميقة ليست قصيرة

تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT

التجربة جديدة علينا، نحن الذين احترفنا الكلام جماعة، قلنا سوف نصمت هذا المساء ونستمع، راودني شك أننا لن نستطيع الوفاء بوعد الصمت، ولكن كما قلت هي تجربة.

اخترنا المتحدث الوحيد بعناية فائقة، عبدالحميد بسيوني صديقنا الأكبر سنا ومقاما، تركنا له الحبل على الغارب ونحن نستمع.. أحدنا يهز رأسه موافقا على ما يطرحه بسيوني والآخر يهمهم دون كلام ليهضم الكلام.

عبدالحميد البسيوني الكاتب المبدع الذي عرفناه من أعماله المتنوعة يجلس في صدر القعدة منتشيا، لا مجال هنا للمقاطعة إلا لو أراد أحدنا أن يستفسر عن مسكوت عنه عند الحميد.

البداية كانت من قرية على تخوم مدينة المنصورة اسمها حماقة بمركز أجا دقهلية.. قرية حماقة هذه تغير اسمها في العهد الناصري واسموها قرية سماحة، لتستقيم الأمور وتبتعد عن تلاسن الظرفاء،هناك في تلك القرية كان الميلاد بالتحديد شهر ديسمبر 1947..العائلة الكلاسيكية الأب متعلم وصاحب أطيان يقرأ الجرائد ويطوف حول السياسة من بعيد لبعيد  أما العم فهو المتفوق دراسيا حتى أنه في مرحلة ما شغل موقع رئيس جامعة قناة السويس، بهذه الصورة العامة كان مكتوبا لعبدالحميد أن ينشأ داخل برواز مغلق، ولكن الجغرافيا لعبت لعبتها المفضلة حيث مدينة المحلة صاحبة التراث العمالي والوجه المدني كانت قريبة جدا من موطن النشأة ويعرف بسيوني طريق السينما هناك، ويرى الشاشة الفضية نهاية الخمسينات أوائل الستينات وعلى ذراعه وحده يكسر البرواز متمردا مشغولا محبا للحياة.

تغيير ما بدأت تظهر ملامحه في نوعية الكتب الغريبة التي يضيفها الفتى إلى مكتبة العائلة.. المكتبة التي كان أغلبها تفسير الأحاديث وشرح معاني القرآن صارت تشهد كتب فلسفية وروايات ودواوين شعر، صارت مشاوير المحلة ومشاوير المنصورة وتلمس سيرة قادة اليسار هناك ومعرفة عناوين المكتبات العامة كل هذه التحولات ابتعدت بعبدالحميد بسيوني من نمط المثقف العادي إلى نمط يلعب بالنار ويبحث عن المستحيل.

ينتهي الفتى من ثانويته العامة ويقذف به مكتب التنسيق إلى كلية التجارة جامعة القاهرة، لتبدأ صفحة جديدة طالما سعى إليها، هناك يعرف عنوان قصر ثقافة قصر النيل - نادي السينما حاليا - يعرف سلم كلية الآداب والطريق إلى وسط البلد صار التحاقه بكلية التجارة مجرد شهادة أما همه الأعظم فهو الكتابة ثم من بعدها الكتابة أيضا، لذلك لم يكن غريبا أن يزامله في اتجاه البحث عن الجمال ناقد كبير مثل الدكتور رمضان البسطويسى، أو يحاوره فيما يؤرقه اسم كبير مثل الدكتور نصر حامد أبوزيد.. نعم انت قرأت الاسم صحيحا هو ذاته نصر ابوزيد الباحث العلم.

حكايات عبدالحميد بسيوني متداخلة بإحكام هو وحده يعرف كيف يبدأ وإلى أين سوف ينتهي، نواصل الصمت المهذب بينما هو يردد بين كل حكاية وما تليها عبارة موحدة "مابعرفش أحكي لكن بكتب الحكاية كويس قوي".. يعتقد أنه خدعنا بذلك لكي نواصل هز رؤوسنا وإختصار تشجيعه لكي يحكي المزيد بكلمة "كمل وبعدين حصل إيه".

يقول بسيوني أنه لم يغرق في السياسة كعضو منظم في حزب ما، ولم يكن بعيدا عنها، المناخ العام من بعد 1967 كان كله سياسة وصولا إلى حركة الطلبة في السبعينات وحرب أكتوبر، اهتم بالكتابة الجديدة المبشرة بطعم طازج للقصة القصيرة والرواية، ويرى أن جودة الكتابة هي شكل من أشكال النضال للتغيير نحو الأفضل، يجمع ما تيسر من أعمال قصصية له ويدفع بها إلى سلسلة أدب الجماهير بالمنصورة، تلك السلسلة التي كان يشرف عليها المبدع الكبير فؤاد حجازي والتي تتمتع بمصداقية عالية فتولد أولى مجموعاته تحت عنوان "عدة أسباب للقسوة".

مصادفة ما في ندوة عابرة بقصر ثقافة قصر النيل قصر السينما حاليا يلتقي بسيوني بموهوب حاد الموهبة اسمه محمد عيسى القيرى تبادلا السلام ومضى كل منهما إلى حال سبيله، وليسمح لي القارئ العزيز أن أتركه هنا دون توضيح ولكن عليك أن تتذكر إسم عيسى وانتظر مع المقال المصادفة الثانية.

وقبل أن نبتعد أشير إلى تلك الندوة المهمة والتي خرج منها عبدالحميد بصداقة عميقة مع الكبيرين محمد بدوي ورمضان بسطاويسي.

مازلنا في بداية السبعينات وعبدالحميد يمضي في مشروعه تتلقفه دار الثقافة الجديدة تسأله عن مجموعة قصصية لتطبعها كان بسيوني جاهزا لتصدر مجموعة "أصوات في الليل" ويلفت بسيوني الأنظار أكثر فأكثر.. كان انتهى من دراسته الجامعية ليحصل على بكالوريوس التجارة عام 1971 ويلتحق بعدها بالخدمة العسكرية التى كانت بالقاهرة أيضا.. عام كامل بالافرول الميري، عسكري بعكوك بينما الصبايا جميلات على مقاعد المواصلات العامة.

تنتهي الخدمة العسكرية وهو يواصل الابتعاد عن القرية يلتحق بالإدارة المالية بمؤسسة الأهرام لكونه محاسبا وهذه هي مهنته، ولكن فيما يبدو أن وجود عبدالحميد الموهوب في القصة مع الآلة الحاسبة في الأهرام وبعيدا عن حروف المطبعة لم يكن أمرا طيبا له، لذلك غادر سريعا من شركة إلى أخرى ومن القاهرة إلى بغداد حيث يمضى هناك سنوات طوال مغتربا بينما يخفق قلبه نحو الاستقرار في الإسماعيلية، تلك المدينة ذات المسحة الباريسية في حينها وبالفعل يتحقق له ما أراد.

تنتهي سنوات غربته الاختيارية ويعود إلى شاطئ القناة موظفا كبيرا في شركة القناة لأعمال المواني، وبينما الحال هكذا وعبدالحميد يهرول على سلالم منزله كي يلحق موعد عمله، ليجد جاره في السكن الذي على بعد شقة منه جالسا في سيارته النصف نقل ويدعوه للركوب معه ليصل به مسرعا إلى مقر عمله.

في الطريق كان السؤال عن الإسم وأجاب الجار اسمي محمد عيسى القيري كاتب قصة ومهموم بالسياسة واليسار، المفاجأة التي هي أكثر من سارة نجحت في أن تجمع الصديقان بعد أكثر من خمسة وعشرين عاما من الابتعاد.

بقى أن نقول عن أعمال بسيوني له رواية وحيدة اسمها "أن تكون في نجريللى" صدرت عن مركز الإهرام 2015م، ولاقت رواجًا نقديًا وإعلاميا يليق بها وباسم عبد الحميد، كما أصدر عدة مجموعات قصصية منها: "أصوات في الليل" 1979م، "أخطاء صغيرة 2003م"، "عدة أسباب للقسوة" 2020.

انتهت سهرتنا ونحن يغلفنا الصمت.. نحن الذين نحب الكلام ولكن عبدالحميد كمن أزاح هما من على صدره لأنه تكلم دون مقاطعة من مدحت منير أو تعقيب من محمد حلمي أو استفسار من مسعد حسن علي.. بينما كاتب تلك السطور فقد استعاد لياقته الكتابية وهو يحاول توثيق سطور مضيئة عن كاتب القصة العميقة التي يقولون عنها قصة قصيرة.

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف: سيناء ذات قيمة جليلة و عميقة في وجدان كل مصري

كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

أكد الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، أن سيناء تمثل قيمة جليلة و عميقة في وجدان كل مصري، فهي أرض العزة والفخر والبطولة والفداء، وأن الله تجلى على هذه الأرض المباركة فشهدت أعظم تجليات الرحمة الإلهية.

وأشاد الوزير خلال مجلس استقبال حاشد، في قرية الروضة بشمال سيناء دعا إليه الشيخ مسعد أبو جرير، على شرف استقبال الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أهالي سيناء بحضور محافظ شمال سيناء اللواء الدكتور خالد مجاور، وحضور واسع من شيوخ القبائل السيناوية العريقة وشيوخ الطرق الصوفية، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وعدد من القيادات الدينية والتنفيذية بالمحافظة، وذلك على هامش إحياء الذكرى السابعة لشهداء مسجد الروضة بمدينة بئر العبد بشمال سيناء، بجهود أبناء سيناء وشيوخ الطرق الصوفية، موضحًا أن هذه الفعالية تعد اجتماع بر ووفاء لشهدائنا الأبرار الذين عرجت أرواحهم الطاهرة من رحاب بيت من بيوت الله، وأن هذا الحدث رغم ألمه العميق سيبقى شاهدًا على عظمة العطاء والتضحية من أجل الوطن.

دور الطرق الصوفية في نشر الوعي

وثمن وزير الأوقاف دور الطرق الصوفية في نشر الذوق الراقي للمديح النبوي الذي يعبر عن التدين المصري الأصيل، مشيرًا إلى أن أبناء سيناء يمتلكون مواهب فريدة في هذا المجال، وأعلن سيادته عن خطة الوزارة لاستضافة فرق إنشاد من سيناء في مختلف احتفالاتها، مع تكوين فريق للإنشاد الديني من أبناء المحافظة.

وأضاف الوزير أن سيناء أمانة غالية في أعناق المصريين جميعًا، موضحًا أن تلاحم أبناء سيناء مع القوات المسلحة والشرطة المصرية يمثل نموذجًا فريدًا في حماية الوطن، وأن كل مؤسسات الدولة تعمل بتضافر الجهود خلف القيادة الوطنية المتمثلة في السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي (يحفظه الله)، مشددًا على ضرورة وحدة أبناء مصر في مواجهة التحديات.


الأوقاف تتحمل التكاليف الدراسية لأبناء وأسر 309 من شهداء مسجد الروضة

وأعلن وزير الأوقاف أن الوزارة تتحمل كل تكاليف العام الدراسي الجديد لأبناء وأسر 309 من الشهداء، هدية خاصة لأسر الشهداء، مؤكدًا أن هذه الجهود مهما بلغت لا توفي أهل سيناء حقهم، داعيًا الله -تعالى- أن يحفظ مصر وجيشها وأبناءها، وأن يرحم شهداءها الأبرار.

وفي ختام الفعالية، قلد الشيخ مسعد أبو جرير وزير الأوقاف العباءة السيناوية في تعبير عريق ومتوارث عندهم لتقليد تلك العباءة للشخصيات ذات القيمة الرمزية الرفيعة لديهم، وأعرب وزير الأوقاف عن افتخاره العميق بتقليده العباءة السيناوية معتبرا أنه سيعتبرها من أرفع الأوسمة التي نالها.

وأهدى اللواء الدكتور خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، درع المحافظة للدكتور أسامة الأزهري؛ تقديرًا لجهوده الدعوية ودعمه المتواصل لأبناء سيناء.

الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف محافظ شمال سيناء

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة وزير الأوقاف: سنظل أوفياء لشهدائنا الكرام في حادث مسجد الروضة بسيناء أخبار وزير الأوقاف: مصر قدمت نحو 85% من إجمالي المساعدات العالمية إلى غزة أخبار وزير الأوقاف: حقوق الطفل أولوية دينية وإنسانية أخبار وزير الأوقاف: موقف مصر والأردن متطابق و ثابت تجاه القضية الفلسطينية أخبار أخبار مصر وزير الأوقاف: سيناء ذات قيمة جليلة و عميقة في وجدان كل مصري منذ 13 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر "الحياء كله خير".. موضوع خطبة الجمعة المقبلة بمساجد الأوقاف منذ 42 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر وزير الإسكان: حملات لإزالة الإشغالات ومخالفات البناء ووصلات المياه منذ 45 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر رئيس وزراء إسبانيا يؤكد أهمية دور مصر في تحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط منذ 47 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر وزيرة البيئة تبحث مع رئيس الوفد الروسي سبل تعزيز الخروج بهدف جديد منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر وزير الأوقاف: سنظل أوفياء لشهدائنا الكرام في حادث مسجد الروضة بسيناء منذ 1 ساعة قراءة المزيد

إعلان

إعلان

أخبار

وزير الأوقاف: سيناء ذات قيمة جليلة و عميقة في وجدان كل مصري

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك 28

القاهرة - مصر

28 19 الرطوبة: 37% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • أمريكا تُظهر قوتها.. قاذفات الشبح تصل إلى أهداف حوثية عميقة وتدمر ”كهوف سرية” بصنعاء وصعدة
  • أحمد رفعت: القطاع الصناعي في مصر يحقق تقدما ولكن يحتاج لدعم أكبر
  • وزير الأوقاف: سيناء ذات قيمة جليلة و عميقة في وجدان كل مصري
  • إبداع|«متى يرحل الماضي».. قصة قصيرة للكاتبة السعودية دارين المساعد
  • معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالانت في عزلة دبلوماسية؟ ومستعدة لاعتقالهما!
  • سحب الجنسية الكويتية من رجل الأعمال معن عبدالواحد عبدالمجيد عبدالحميد
  • تامر كروان: "الموسيقى لا تنفذ فيلم ولكن تدعم الفيلم"
  • بنك السودان المركزى يستيقظ ولكن بعد …
  • أفلام عربية قصيرة في مهرجان القاهرة السينمائي تنافس «الأجنبية»
  • نائب رئيس الوزراء: العلاقات بين مصر وعمان عميقة ومترابطة