عمّان- العلم في خدمة قضايا الأمة وفي مقدمتها قضية القدس المحتلة، كان ذلك الهدف الأساس للمؤتمر البحثي الأول من نوعه لدبلوم دراسات القدس في قصر المؤتمرات بجامعة العلوم التطبيقية في العاصمة الأردنية عمّان، حيث شكل المؤتمر فرصة للالتقاء والتباحث حول قضايا مهمّة تمس المدينة المقدسة استنادا إلى البحث العلمي والمعارف المتخصصة.

وجمع المؤتمر الذي يسعى لبحث واستشراف واقع ومستقبل مدينة القدس، مجموعة من الأساتذة الجامعيين والباحثين في علوم بيت المقدس وتنظمه مؤسسة ملتقى القدس الثقافي بالاشتراك مع كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة، وقد حمل المؤتمر في دورته الأولى شعار "بالعلم نُحرّر".

وفي حديثه للجزيرة نت، قال محمد البزور رئيس ملتقى القدس الثقافي المنظم للمؤتمر إن المؤتمر يأتي استلهاما لمسيرة العلماء في التصدي لمحاولات الاحتلال فرض سيادته على مدينة القدس، مشيرا إلى أهمية توظيف البحث العلمي والأكاديمي في خدمة قضايا الأمة، ولا سيما القدس والمسجد الأقصى المبارك.

وقد أشار عميد كلية الشريعة في جامعة العلوم التطبيقية عبد السلام فندي إلى الأهمية التي تحملها مثل هذه المؤتمرات في إحياء قضية القدس والمسجد الأقصى وفلسطين على وجه أعم، مشيدا بمستوى البحوث العلمية والأوراق التي نتجت عن هذا المؤتمر.

المؤتمر استعرض أوراقا بحثية لخريجي دبلوم دراسات القدس (الجزيرة) واقع ومستقبل القدس

وافتتح المؤتمر بالجلسة الرئيسية التي حملت عنوان "القدس.. الواقع والمصير"، حيث تحدّثت مجموعة من الأساتذة المهتمين في شؤون القدس والمسجد الأقصى المبارك، مشيرين إلى وجوب التصدي لممارسات الاحتلال التهويدية والحيلولة دون وقوع انتكاسات في قضية فلسطين.

وفي الورقة المتعلقة باستشراف مستقبل مدينة القدس تحدّث أستاذ العلوم السياسية وليد عبد الحي حول ضرورة إدارة وتوظيف المتغيرات لخدمة قضية فلسطين، مضيفا أن الدراسات تثبت أن تأييد الرأي العام العالمي لضم القدس للاحتلال يكون أقل كلما كانت المقاومة أكبر؛ وهو ما يعكس أهمية المقاومة بكل أشكالها بالدفاع عن هوية القدس.

وسلط المؤتمر الضوء على عدد من الأوراق البحثية لطلبة الدبلوم وعدد من الباحثين التي تناولت جوانب مختلفة متعلقة بالقدس ودراسة الاحتلال وكيفية التحرر منه إضافة إلى الجوانب الشرعية والدينية ونظرة القانون الدولي لقضية القدس والمكانة القانونية للمسجد الأقصى المبارك في القانون الدولي من خلال قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.

وحول مقومات استشراف مستقبل القدس أكد المؤتمرون على أهمية المواءمة بين المعرفة وبين ما يتبعها من قرارات وشددوا على الحاجة إلى وجود قرارات تُبنى على المعرفة والعلم في كل ما يتعلق ببيت المقدس والقضية الفلسطينية بشكل عام.

وتضمنت الأوراق أيضا خطة تقليص الفجوات الاجتماعية والاقتصادية في شرق مدينة القدس والمحاولات التشريعية والسياسية لدى الاحتلال لإضفاء شرعية وهمية على المدينة، وكذلك بحث نقدي حول النظرة لقضية فلسطين والقدس على اعتبار أنها قضية ضد التمييز العنصري.

جانب من المشاركين في المؤتمر (الجزيرة) العلم في مواجهة التهويد

وخلص المؤتمر إلى العديد من التوصيات، ولا سيما ما يتعلّق بالعمل الأكاديمي والبحث العلمي، أبرزها:

التأكيد على خصوصية دور الأردن رسميا وشعبيا في سبيل تحرير المسجد الأقصى.  ضرورة التصدي لممارسات الاحتلال التهويدية في مدينة القدس والحيلولة دون وقوع انتكاسات جديدة. تبني العلم والفهم السليم كقاعدة أساس في رفع مستوى ثقة الأمة بأهمية العلم وضرورة مراجعة المعارف العلمية المتداولة وتصحيحها. إنتاج دراسات علمية رصينة تسد الثغرة المتعلقة بعلوم بيت المقدس للفت الأنظار إلى الدور الحيوي للتعليم في تكوين الهوية الثقافية والوعي بخطورة الاحتلال. ضرورة تضمين المعرفة الرئيسية في المدارس للطلبة والتنبه للإستراتيجيات وممارسات الاحتلال التي تستهدف التعليم في القدس.

وقال رئيس ملتقى القدس الثقافي محمد البزور إن الملتقى يسعى من خلال تلك الأنشطة الأكاديمية إلى تحرير العقول والتي هي أول الطريق لتحرير المدينة التي احتُلت ثقافيا قبل أن تُحتل عسكريا، كما تضمنت فعاليات المؤتمر تخريج الدفعة الأولى من طلبة الدبلوم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مدینة القدس

إقرأ أيضاً:

الفصائل الفلسطينية تجتمع بغزة في ذكرى طوفان الأقصى

غزة - صفا

عقدت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، يوم السبت، اجتماعًا وطنيًا مهمًا في الذكرى السنوية الأولى لمعركة طوفان الأقصى والعبور المقدس في السابع من أكتوبر المجيد، وفي ظل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني واللبناني وشعوب أمتنا العربية والإسلامية.


وقالت "الفصائل" في بيان لها وصل وكالة "صفا": إن " الاحتلال الإسرائيلي ما زال يمارس في عدوانه ضد الشعب الفلسطيني أبشع صور القتل والتجويع والتهجير والتدمير الممنهج لكل مناحي الحياة في غزة، ويواصل الاستيطان والاقتحامات المتواصلة والاغتيالات الميدانية وعربدة المستوطنين في الضفة المحتلة، ويستمر في تهويد القدس وإنهاء الوجود الفلسطيني في عاصمتنا الأبدية؛ كما يقوم بتغيير الواقع الديني والجغرافي للمسجد الأقصى المبارك عبر الاقتحامات والسيطرة الزمانية والمكانية ودعوات قادة الاحتلال بإقامة كنيس يهودي فيه، وممارسة التمييز العنصري على شعبنا في الداخل الفلسطيني المحتل، والتعذيب والسلوك الفاشي ضد أسرانا الأحرار في سجون الاحتلال؛ وأمام هذا المشهد.

ووجهت التحية لشعبنا الفلسطيني البطل ومقاومته الأبية الشامخة، اللذين أفشلا بصمودهما وثباتهما مخططات الاحتلال ومشاريعه التصفوية التي تستهدف الهوية والوجود الفلسطيني؛ كما توجهت بالتحية لأرواح شهدائنا الأبرار وأسرانا الأحرار، وتمنت الشفاء العاجل لجرحانا البواسل.


وأضافت: "أن معركة طوفان الأقصى المباركة في السابع من أكتوبر المجيد أحدثت تحولًا استراتيجيًا في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي وكشفت حقيقته للعالم بأسره؛ كما أنها جاءت في السياق الطبيعي للرد على جرائم الاحتلال المجرم بحق شعبنا الفلسطيني ومواجهة مشاريع ومخططات الاحتلال الصهيوني وداعميه، وإن المقاومة مستمرة كحق مشروع لنيل الحرية وإقامة الدولة الفلسطينية الحرة وعاصمتها القدس، كما نطمئن أبناء شعبنا بأن المقاومة بكافة أجنحتها بخير حال وهي في تنسيق عالٍ ومستمر على جميع الجبهات وكل محاور القتال".


وتابعت: " أن الشعب الفلسطيني هو الوحيد صاحب الحق في تقرير المصير لليوم التالي للحرب، وهذه القضية تُناقَش فقط على الطاولة الفلسطينية وإن أي أفكار ومحاولات لخلق إدارة بديلة خارج الإجماع الوطني وقرار الشعب الفلسطيني ستُعامل معاملة الاحتلال الإسرائيلي، ونثمن ونقدر عالياً موقف مكونات شعبنا الوطنية والحية الرافض لمشارع الاحتلال ومخططاته".


وأكدت بأنه لا اتفاق ولا صفقة إلا بتحقيق مطالب شعبنا بوقف العدوان، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وفتح المعابر، وكسر الحصار، وإعادة الاعمار، وتحقيق صفقة تبادل أسرى جادة.


ودعت أهلنا وشعبنا ومقاومتنا في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل وفي جميع الساحات والجبهات لتصعيد المقاومة الشاملة وعلى رأسها المقاومة المسلحة والانخراط بشكل أكبر في معركة طوفان الأقصى المباركة لوقف حرب الإبادة الجماعية، وحماية المسجد الأقصى من السيطرة الدينية الزمانية والمكانية، ووقف تهويد القدس، ولجم التوحّش الاستيطاني، وإنهاء التمييز العنصري ضد أهلنا في الداخل المحتل، ووقف المعاملة غير الإنسانية لأسرانا الأحرار.


كما ودعت شعوب أمتنا العربية والإسلامية والعلماء ورجال الدين والعشائر العربية والنقابات والحراكات الشعبية والأحزاب والفصائل في كل مكان للتحرك الفوري والعاجل في كل الميادين والمدن والعواصم واستهداف مصالح الاحتلال وداعميه انتقاماً للدم الفلسطيني واللبناني، وضغطاً لوقف حرب الإبادة الجماعية ولمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه.


وشددت لعقد حوار وطني جامع استكمالًا لمخرجات اجتماع موسكو وبكين لتحقيق تطلعات شعبنا في تحرير أرضه وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.


ووجهت التحية لأبطال مقاومتنا الأبية في مدن ومخيمات الضفة الغربية الثائرة على العدوان والطغيان والإرهاب الإسرائيلي، وباركت عملياتهم البطولية ودعتهم الى مواصلة تصعيد المقاومة وتدفيع الاحتلال وقطعان مستوطنيه ثمن جرائمهم وعدوانهم على شعبنا، كما ووجهت التحية لجبهات إسناد شعبنا الذين سجلوا أسماءهم في الجانب المشرق من التاريخ.

مقالات مشابهة

  • 149 مستوطنًا يقتحمون الأقصى
  • القسام تعيد نشر كلمة الضيف التي أعلن بها عن بدء الطوفان قبل عام (شاهد)
  • حماس: “طوفان الأقصى” أكد أن لا مستقبل للاحتلال والمقاومة مستمرة حتى التحرير
  • الشارقة تستضيف أول مؤتمر دولي عن مستقبل الذكاء الاصطناعي
  • أبرز الأدوار التي لعبتها دول الطوق منذ طوفان الأقصى.. هل طوقت الاحتلال أم المقاومة؟
  • إمارة الشارقة تستضيف أول مؤتمر دولي حول مستقبل الذكاء الاصطناعي واللغويات والاتصال العالمي
  • معركة القطمون بالقدس.. حين رفع المقاومون شعار لن يمر الصهاينة إلا على جثثنا
  • انطلاق مؤتمر LEARN في الرياض لتعزيز رحلة التعلم مدى الحياة.. غداً
  • حماس تحث على شد الرحال للأقصى وتكثيف الرباط فيه
  • الفصائل الفلسطينية تجتمع بغزة في ذكرى طوفان الأقصى