جرس إنذار.. حرائق الغابات تشعل المنطقة القطبية الروسية
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
انبعثت كميات كبيرة من الدخان في الأسابيع القليلة الماضية بسبب حرائق الغابات التي تستعر في المنطقة القطبية الروسية.
وذكرت خدمة كوبرنيكوس لرصد الغلاف الجوي التابعة للاتحاد الأوروبي يوم الخميس، أن معظم الحرائق تشتعل في شمال شرقي روسيا، حيث لحق الدمار بمساحات شاسعة من الغابات والمناطق البرية في صيف 2021.
أخبار متعلقة بايدن ربح قرعة العملة.. إجراءات صارمة خلال مناظرة الرئاسة الأمريكيةوسط نفي جنوبي.. كوريا الشمالية تزعم إجراء تجربة صاروخية ناجحةووصلت انبعاثات الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان المنبعثة من الحرائق إلى ثالث أعلى مستوى في المنطقة القطبية في يونيو على مدار العقدين الماضيين.زيادة الغازات الدفيئةوأشارت خدمة كوبرنيكوس إلى أن زيادة الغازات الدفيئة ترجع إلى درجات الحراراة الأكثر ارتفاعًا بكثير، وانخفاض هطول الأمطار عن المعتاد في المنطقة المتأثرة، وهي جزء من ياقوتيا.
على ارتفاع 32 مترًا.. #بيت_الشجرة لدراسة أهمية الحفاظ على البيئة وأضرار إزالة #الغابات#اليوم #حرائق_الغاباتhttps://t.co/lVg10nFmF9 pic.twitter.com/FO6sBOLMeI— صحيفة اليوم (@alyaum) March 3, 2024
وأظهرت بيانات خدمة كوبرنيكوس أن درجات الحرارة شهدت ارتفاعًا يصل إلى 7 درجات مئوية مقارنة بالمتوسط منذ عام 1991 إلى 2020، فضلًا عن الجفاف الشديد.
وأفادت بيانات روسية رسمية بأن هناك نحو 176 حريق غابات تستعر في ياقوتيا يوم الخميس، وتؤثر على 619 ألف هكتار.ارتفاع حرارة المنطقة القطبيةوأشار علماء في دراسة حديثة إلى أن التغيير المناخي يفاقم بشدة خطر اندلاع حرائق الغابات.
وقال مارك بارينجتون أحد علماء خدمة كوبرنيكوس: "ترتفع درجة حرارة المنطقة القطبية بمعدل يفوق ارتفاعها في الكوكب ككل بشوط واسع، ونتيجة لذلك تصبح الظروف في النطاقات الشمالية العليا مواتية أكثر لنشوب حرائق غابات".
وينطبق هذا أيضًا على كندا حيث اندلعت حرائق غابات كبرى في 2023.
الحريق أتلف أكثر من 780 كيلومترًا مربعًا من الأراضي في غضون 24 ساعة.. إعلان حالة الكارثة في #تكساس و #حرائق_الغابات تحاصر 60 مقاطعة #اليوم
التفاصيل: https://t.co/qkfFA98q7I pic.twitter.com/ucbIl2UWf5— صحيفة اليوم (@alyaum) February 28, 2024
إشارة تحذيرية واضحةووفقًا لجيل وايتمان الأستاذة بجامعة إكستر بالمملكة المتحدة، يُعد العدد المتنامي لحرائق الغابات إشارة تحذيرية واضحة.
وأضافت: "ما يحدث في المنطقة القطبية لا يبقى هناك، إن التغير في المنطقة القطبية يضخم من المخاطر عالميًا بالنسبة إلينا جميعًا، وهذه الحرائق صرخة إنذار من أجل تحرك عاجل".
وأوضحت الدراسة أن الدخان يقلل جودة الهواء، وإذا استقر على البرد أو الجليد يمكنه أن يتسبب في ذوبانه بصورة أسرع، كما أن حرائق الغابات تتسبب في انبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون الضار بالمناخ.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: موسكو حرائق الغابات المنطقة القطبية فی المنطقة القطبیة خدمة کوبرنیکوس حرائق الغابات
إقرأ أيضاً:
فيلم السنة العاشرة.. صورة حياة في الغابات بعد الانهيار العظيم
تبدو العزلة التامة للفرد في بيئة ممتدة لكنها في ذات الوقت مغلقة بمثابة تحد تواجهه الشخصية وهي ترى أن مصيرها مرتبط بالخروج من تلك البيئة الصارمة.
هذه المعطيات لطالما عالجتها السينما في العديد من الأفلام وذلك من خلال وجود الشخصية الدرامية في العديد من البيئات، فتارة في كهوف جبلية أو صحراء قاحلة مفتوحة أو بحر هائج أو غابات ممتدة تجعل ذلك الامتداد الاستثنائي بمثابة فضاء مفتوح على أشكال شتى من التحديات.
هذه الفرضية يقدمها فيلم "السنة العاشرة" للمخرج بنجامين غودجر الذي يعرض حاليا في صالات العرض في أوروبا والولايات المتحدة ونال أصداءً واهتماما نقديا ملحوظا من منطلق تصنيفه على انه من أفلام الرعب وفي نفس الوقت انتماؤه إلى أفلام نهاية العالم ( ابوكاليبس) التي تم إنتاج الكثير منها وكانت ثيمتها الأساسية ترتكز على من تبقى حيا بعدما ضربت العالم جائحة ما من الأوبئة إلى الحروب الكونية.
حياة أولئك الناجين أو من هم لا يزالون على قيد الحياة بعد مرور 10 سنوات على الانهيار الذي نجهل ما هو بالضبط لكن ها نحن مع بضعة أشخاص يتنقلون وسط الغابات باحثين عن الماء والطعام ثم ليصطدموا مع جماعة أخرى تتسم بالوحشية والرغبة في القتل.
والحاصل أن ما يمكن استنتاجه هو وصول ما تبقى من البشر بعد عقد من الانهيار العظيم إلى حافة المجاعة وشح المياه وهو ما يظهر جليا حتى على ملابس أولئك الناجين الرثة والمائلة إلى اللون البني، ومن هنا يمكننا أن نستنتج بعد مرور الربع الأول من وقت الفيلم لماذا تتحاشى الشخصيات أسماع أصواتها فهي تخشى من الانكشاف لدى جماعات وحشية هائمة على وجوهها وبذلك أعادنا هذا الفيلم إلى أفلام سابقة من أهمها فيلم مكان هادئ بجزئيه وفيلم قفص العصافير وفيلم الصمت وفيلم لا تتنفس وغيرها، وكلها تقريبا كان فيها إسماع الصوت يؤدي إلى هجوم كائنات وحشية أو زومبي لكن في هذا الفيلم تبدو المعالجة مختلفة فهي بمثابة نوع من التحدي.
لقد تم استخدام الصمت أداة فيها كثير من الجرأة، فالشخصيات لا تطلب إحداها من الأخرى الصمت وعدم الكلام ولكن هو أمر تلقائي ولنا أن ننظر بشكل واقعي إلى أحداث فيلمية تمتد إلى أكثر من 90 دقيقة وحتى نهاية الفيلم من دون نطق كلمة واحدة مع عدم فقدان متعة المشاهدة وهو ما يحسب لكاتب السيناريو والمخرج تلك الجرأة في تقديم بناء سردي -صوري متقن ومتكامل من دون حوار.
وفي هذا الصدد يقول الناقد ايلودي ماريوت موقع فيلم هاوندس "يبدأ الفيلم ببناء التوتر بشكل جيد رغم الاستغناء عن الحوار، حيث يصور مشاهد الحركة المروعة باعتبارها بديلا بصريا للحوارات المتبادلة بين الشخصيات. إن صراخ مجموعة من الكلاب المتعطشة للدماء التي تبحث عن شخص ما لتنقض عليه أمر مرعب، ولكن القفز السريع إلى مكان آمن غالبًا ما يقلل من ثقل هذه اللحظات المتوترة. ورغم جودة الصورة والاستغناء عن الحوار، إلا أن أحد عيوب الحوار المحدود أو غير الموجود هو أن المشاهدين قد لا يشعرون بالارتباط الكامل بالشخصيات، مما يحول دون الوصول إلى أفكارهم أو مشاعرهم أو دوافعهم".
أما الناقدة كارينا جونز في موقع هافن هورر فتقول: "عليّ أن أعترف أنه على الرغم من إعجابي بفكرة وقصة الفيلم، إلا أن هناك بعض المشكلات الرئيسية التي برزت. إحدى هذه المشكلات تتعلق بالشخصية الرئيسية في الفيلم، فقد بدا وكأنه لا يستطيع اتخاذ الاختيار الصحيح أو القيام بالشيء الصحيح في الوقت الصحيح".
أما من وجهة نظر نقدية مقابلة، فإن تعمد المخرج تقديم الشخصية الرئيسية -الممثل توبي غودجر بهذه الصورة فقد كانت في إطار تلقائية أداء الشخصية، فهو شخصية عادية وليس بطلا خارقا أو استثنائيا ولهذا كان يمكن أن يفشل في مواجهة أولئك الذين يطاردون ضحاياهم وأن يقع ضحية مع أن نمطية أفلام من هذا النوع تقدم شخصية البطل المخادع القادر على إيجاد الحيل المناسبة للفرار.
على أن من التحولات الأساسية في الفيلم ومن خلال استخدام الحبكات الثانوية كمثل انتزاع المفتاح من رقبة أحد أشرس الشخصيات التي تلاحق أيا كان بصحبة عصابة شرسة وهو مشهد بدا جريئا وفيه بعض المبالغة إلا انه قادنا إلى حبكات ثانوية أخرى تمثلت في الهجوم على المنزل المتنقل والاستفادة مما يحتويه من مخزون غذائي.
واقعيا نحن أمام ثلاث شخصيات ممثلة في الأب وابنته المريضة والابن الذي سوف يبقى وحيدا بعد مقتل الأب ولهذا يمضي في رحلة البحث عن الطعام وهو يخوض مواجهات شرسة مع خصومه بينما كان هنالك مشهد الكلاب المتوحشة مما يقوي جانبه ويمنحه فرصة الاقتصاص من خصومه.
ولعل مضي الوقت الفيلمي والاقتراب بأحداث الفيلم من النهاية ومع الاستغناء عن الحوار كان بمثابة امتحان حقيقي لجهة توفر الفيلم حتى النهاية على عامل التأثير في المشاهد واجتذابه للمضي في متابعة الأحداث وهي ميزة أثبتت نجاح فكرة الاستغناء عن الحوار وترسيخ أهمية عنصر الصورة.
على أننا لابد أن نشير إلى أن استخدام ثنائية الصورة والحركة والمطاردات وحبس الأنفاس كانت من بين العناصر التي عوضت عن الحوار وأعطت زخما للأحداث كما وفرت قوة للصورة بكونها محملة بكثير من الدلالات والعناصر التعبيرية الغزيرة التي صارت بالتالي بدائل مقنعة لغرض المضي في متابعة الأحداث.
من جانب آخر هنالك الهم الإنساني الذي يحرك الشخصية للمضي في تحمل المخاطر، من خلال محاولة العثور على دواء للشقيقة المريضة التي زاد جرحها صعوبة وتفاقما ولهذا كان اندفاع الشقيق بشكل هستيري متحملا المخاطر قد تكلل بالنجاح جالبا الطعام والدواء من مكان متروك ولكنه وعندما يعود إلى المخبأ لن يعثر على الشقيقة لكن يدا تمتد وسط العتمة وتستقر على كتفه لتعيد إليه الأمل في عثوره عليها.
هذه الكثافة في الأحداث والصراعات في إطار مربع لا يتعدى تلك الغابة التي يختبئ فيها القتلة واللصوص والزومبي تكاملت من خلال التفاعل مع الشخصية الرئيسية وهي تمارس لعبة الكر والفر مع العديد من الخصوم بما أضفى على الفيلم صفة النوع المختلف عن الأشكال والمعالجات المعتادة في هذا النوع من أفلام الانهيار العظيم إذ غالبا ما تحتشد العديد من الشخصيات الناجية في مواجهة خصوم مختلفين وذلك في إطار فكرة الصراع من أجل البقاء.
...
سيناريو وإخراج/ بنجامين غودجر
تمثيل / دونكان لاكروا – الأب، توبي غودجر – الابن، هانا براون – الابنة
إنتاج/ بلو فوكس