نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية في نسختها باللغة العربية مقالا تحليليا أكدت من خلاله أن دخول إسرائيل في حرب مع حزب الله في لبنان سيقود إلى هزيمة مطلقة.

وقالت في المقال الذي صدر يوم الخميس 27 يونيو تحت عنوان "انتصار مطلق؟ الحرب مع لبنان ستقودنا إلى هزيمة مطلقة" تقول الصحيفة: "خلال الأشهر الثمانية الأولى من الحرب، لم تكن لدى صُنّاع القرار أية نوايا حقيقية للدخول في حرب برية في لبنان لقد هددوا بتصريحات متغطرسة من قبيل "نصر الله سيرتكب خطأ حياته"، إلا أنه كان من الواضح لبنيامين نتنياهو ويوآف غالانت والقيادة العسكرية أنه لا جدوى من مثل هذه المواجهة، لأنها لن تحقق أية نتيجة لا يمكن تحقيقها بالطرق الدبلوماسية وأن الثمن سيكون باهظا ويفوق القدرة على تحمّله".

إقرأ المزيد ليبرمان: إسرائيل تخسر الحرب والردع تراجع إلى الصفر

وتضيف الصحيفة أنه "خلال الأسابيع الأخيرة تغير الوضع قليلا والإهانة التي يتسبب بها حزب الله أصبحت ثقيلة جدا.. تشويش روتين الحياة في الشمال، دخول الطائرات المُسيّرة، انكشاف الخاصرة الرخوة الإسرائيلية.. حيث بات من الصعب جدا على نتنياهو احتواء ذلك كله.. وهكذا ولدت فجأة حرب "رخيصة" فلم يعد الحديث يجري عن إعادة لبنان إلى العصر الحجري ولا عن احتلال أراض حتى نهر الليطاني بل أصبح الحديث يجري عن مناورة برية محدودة على امتداد بضعة كيلومترات هدفها الأساسي هو القول لسكان شمال البلاد لقد أزيل تهديد الاختراق البري على غرار ما حدث في 7 أكتوبر، وبإمكانكم العودة إلى بيوتكم. حتى اتفاق الترتيبات الذي أصبح ناجزا عمليا ولم يعد من الممكن وضعه موضع التنفيذ فقد كان مشروطا منذ البداية بتسوية في الجنوب، لكن هذه لا تلوح في الأفق.. صفقة التبادل لإعادة المخطوفين أصبحت غير ممكنة ويبدو أننا ذاهبون إلى حرب استنزاف في قطاع غزة، مع تطلع غير واقعي بأن يتم القبض على يحيى السنوار في يوم من الأيام، ربما فيكون بإمكاننا عندئذ أن نعلن أننا انتصرنا".

وتذكر الصحيفة أنه من شأن هذه العوامل أن تجعل العملية البرية في الشمال ممكنة وذلك للمرة الأولى، وسيكون هذا قرارا سيئا فالوضع قاس ومهين وعملية بهذا الأسلوب قد تعقده وتفاقمه أكثر، مشيرة إلى انه من الصعب رؤية كيفية تحقيق أية فائدة منها.

إقرأ المزيد تقرير: شبح الحرب مع "حزب الله" يثير مخاوف إسرائيلية بشأن الطاقة

وتوضح "هآرتس" أن المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي سيعلن عن بطولة المقاتلين عن اغتيال مخربين وعن تفجير ملاجئ محصّنة تحت الأرض، لكن الجيش لن يبقى متمركزا في المنطقة بعد انتهاء العملية وعندما يخرج الجيش لن يكون بالإمكان الادعاء حقا بأن تهديد الاختراق البري قد أزيل تماما ونهائيا وسيضطر الطرفان في كل الأحوال إلى العودة إلى اتفاق التسوية الذي كان على الطاولة.

ووفق الصحيفة العبرية "ثمة مسألة أكثر إشكالية وهي الضربات التي ستلحق بالجبهة الداخلية الإسرائيلية والتي قد تخلف أضرارا مؤلمة، لكن من شأنها أيضا تحويل المناورة البرية الصغيرة إلى حرب شاملة ولن يكون بمقدور إسرائيل الرد بقوة أكبر على انقطاع التيار الكهربائي وعلى الإصابات التي ستلحق بمنشآت استراتيجية.

وتبين أن هذا الرد أصبح الآن محاصرا بتحد يكاد يكون مستحيلا، ذلك أن قادة الجيش الإسرائيلي على مر السنوات كانوا يهددون على الدوام بأنه في إطار حرب مع حزب الله سيتم تدمير الدولة اللبنانية منشآتها الكهربائية، المائية ومرافق البنى التحتية.

وتؤكد الصحيفة أن لبنان هو حزب الله، وحزب الله هو لبنان.

إقرأ المزيد غالانت: لا نريد حربا ضد "حزب الله" لكن بإمكاننا إلحاق أضرار جسيمة بلبنان

وطرحت الصحيفة مجموعة من الأسئلة حيث قالت "هل في وضعنا الحالي اليوم، في ظل طلبات لاستصدار مذكرات توقيف في لاهاي، تسونامي سياسي وعزلة دولية غير مسبوقة، ستكون إسرائيل قادرة على تفجير منشآت البنى التحتية في هذه الدولة المفلسة التي يتشبث العالم الغربي بأظافره لكي يبقيها على قيد الحياة؟ وإذا ما فعلنا ذلك رغم كل شيء، فما الذي سندّعيه ضد ضربات حزب الله لمرافقنا الاستراتيجية والتي ستحوّلنا من بين أمور أخرى إلى دولة تشكل خطرا على الاستثمارات الأجنبية خلال السنوات المقبلة؟.

وتشير في هذا السياق إلى أنه من المحزن جدا أن يئير لبيد وبيني غانتس لا يجرؤان على معارضة هذه المناورة بصورة علنية.

واختتمت الصحيفة المقال التحليلي بالقول "ما الذي يمكن القيام به في الشمال، حقا؟ ليست ثمة خيارات جيدة لكن هذا هو الخيار الأقل سوء من بينها انسحاب إسرائيل، من جانب واحد من قطاع غزة، والإعلان في غضون ذلك أن الحرب ضد حماس مستمرة وأننا نحتفظ لأنفسنا بحرية العمل والتحرك والعودة إلى هناك متى رأينا ضرورة لذلك والتوصل إلى اتفاق حول الترتيبات في الشمال وتكثيف جدي للوسائل الدفاعية حول البلدات وعلى طول الخطين الحدوديين في الشمال وفي الجنوب.. هذا بعيد عن "الانتصار المطلق" لكنه على الأقل ليس "الهزيمة المطلقة" وهو الاتجاه الذي تسير فيه الآن".

المصدر: صحيفة "هآرتس" العبرية

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار لبنان أسلحة ومعدات عسكرية الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القدس القضية الفلسطينية بنيامين نتنياهو بيروت بيني غانتس تل أبيب حزب الله صواريخ طائرة بدون طيار طوفان الأقصى قطاع غزة وفيات يائير لابيد غوغل Google فی الشمال حزب الله حرب مع

إقرأ أيضاً:

إسحق أحمد فضل الله يكتب: (تحت أرض الخرطوم) 4

أستاذ
ما نريده من الحكاية التالية هو أن الإعداد لقحت… ثم الدعم … ثم الحرب كان إعداداً يستغرق سنوات
وبإسلوب قائد جيش زيناوى (تجد الحكاية أدناه،)
(غصباً نمتى انقو لا لا بى اقروا شهيدا .. اليج)
يعني… حبة حبة سوسيو دجاجة ثم ألف دجاجة..
……..
وقادة معارضة حكومة البشير عند زيناوي
والحديث عن عمل عسكري ضد البشير يجعل زيناوي يشير إلى حذاء عسكري في الدولاب الزجاجي ويقول
: أنتوا شايفين أني ملكي؟؟… انا عسكري والبوت بتاعي هو دا
قال: ما تستهينوا بالبشير…
قال: انا أخجل أداوس البشير .. لأنه هو اللي سلمني السلطة…. أنا وأفورقي… لكن الأمريكان من قبل عشرة سنين
عندهم خطة لإسقاط الخرطوم … معاي أنا ويوغندا وجاركم داك..
وبدينا فعلاً .. لكن أنا لما وصلت منطقة أبوسنينة شمال قيسان زاحف لضرب الدمازين اتذكرت أن دعم البشير كان بيجيني عبر المنطقة دي .. ورجعت
قال: انا بعرف الجميل … ويمكنكم تتعاملوا مع مصر .. لأن مصر بتشتغل سياسة … وفي السياسة مافي رد جميل …. وفتشوا السلام كمان
والحديث يذهب إلى أن المواطن السوداني لا صبر عنده .. وزيناوي يلتفت إلى قائد جيشه (بودولا) يطلب منه أن يشرح
قال هذا: بعد أذن سعادتك السودانيون لا صبر عندهم …. ونحن في الجيش نخطط لثلاثين سنة ولا نبدل الخطة
قال: نحن نجوع الخطة هذه (ويشير إلى أوراق سد النهضة على الحائط) ويقول
: نسوانا الواحدة تلد تلاتة أولاد واحد للجيش … وواحد للسودان لتحويل المال لنا من السودان .. وبعد خمسين سنة نحن الدولة الأولى في المنطقة
والرجل يقول بلغته (غثبا .. نمتى….) الجملة أعلاه
……
وقبل سنوات طويلة مانديلا بعد خروجه من السجن يسألونه عن خليفته
قال: أمبيكي
قالوا: أمبيكي قتل من الطلبة عدداً مخيفاً خمسة منهم أمام قطار
قال
: الحكاية هي أننا اخترنا خمسة طلاب أذكياء.. أمبيكي … وزوما وهيلاسلاسى وواحد من السودان … ودفعنا المال لتعليمهم في جامعات الدنيا … في مشروع (صناعة قادة افريقيا)
(الحكاية تصلح لتفسير الإلحاح على ضرب الإنقاذ لأنها أصبحت حجر عثرة
والحكاية تعني أن الماسونية الصبورة تعمل بصمت .. وبمراحل
وتعني كيف أصبحت الإمارات التي لا مشروع لها أداة هدم لعدة دول)
وزيناوي الذى كان يجلس حافيا يحكي الحكاية لوفد أخر من البشير كان يلقاه
قال: لهذا لما جاء البعض من الجنائية لاعتقال البشير فى جنوب أفريقيا زوما رفض … ومخابراته تحرس البشير حتى خروجه ..
كل أمواج صراع المخابرات في الخرطوم لعشرين سنة كانت خطوات لا تتوقف ….حتى وصل السودان إلى قحت … ثم الدعم .. ثم الحرب
والسودان لو أنه رفع يديه فوق رأسه ما استطاع تجنب الحرب …
الحرب .. وطرد السودانيين من السودان كان هدفاً لا يمكن للإمارات أن تكف عنه لأنها مكلفة بصناعة الحرب بنتائجها
…….
الأسماء وما فعله كل أحد أشياء لا يمكن الإشارة إليها لأن الحديث عندها يصبح .. كتاباً
لكننا نمضي في الحديث عن صراع المخابرات تحت وفوق أرض الخرطوم.

إسحق أحمد فضل الله
الوان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • دفع الله الحاج.. او الرجل الذي يبحث عنه البرهان ..!!
  • هآرتس: في ذكرى تأسيسها إسرائيل تتمزق من الداخل
  • شريط الأشباح رقم 10 الذي خاضت به أميركا الحرب النفسية مع فيتنام
  • البيئة ترصد أنواعا نادرة من الحيوانات البرية في موائل جديدة بالداخلية
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (تحت أرض الخرطوم) 4
  • أخطر من جبهة الحرب.. لماذا تخاف إسرائيل من بيت صغير في الجنوب؟
  • إعلام عبري : ضباط وجنود “إسرائيليون” كثر يرفضون توسيع العملية البرية بغزة
  • هآرتس تهاجم رئيس دولة الاحتلال بسبب إذعانه لنتنياهو
  • حديث برنامج المجلس بعد هزيمة الهلال من الاهلي
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية