"هآرتس" بالعربي: الحرب البرية في لبنان مع حزب الله ستقودنا إلى هزيمة مطلقة
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية في نسختها باللغة العربية مقالا تحليليا أكدت من خلاله أن دخول إسرائيل في حرب مع حزب الله في لبنان سيقود إلى هزيمة مطلقة.
وقالت في المقال الذي صدر يوم الخميس 27 يونيو تحت عنوان "انتصار مطلق؟ الحرب مع لبنان ستقودنا إلى هزيمة مطلقة" تقول الصحيفة: "خلال الأشهر الثمانية الأولى من الحرب، لم تكن لدى صُنّاع القرار أية نوايا حقيقية للدخول في حرب برية في لبنان لقد هددوا بتصريحات متغطرسة من قبيل "نصر الله سيرتكب خطأ حياته"، إلا أنه كان من الواضح لبنيامين نتنياهو ويوآف غالانت والقيادة العسكرية أنه لا جدوى من مثل هذه المواجهة، لأنها لن تحقق أية نتيجة لا يمكن تحقيقها بالطرق الدبلوماسية وأن الثمن سيكون باهظا ويفوق القدرة على تحمّله".
وتضيف الصحيفة أنه "خلال الأسابيع الأخيرة تغير الوضع قليلا والإهانة التي يتسبب بها حزب الله أصبحت ثقيلة جدا.. تشويش روتين الحياة في الشمال، دخول الطائرات المُسيّرة، انكشاف الخاصرة الرخوة الإسرائيلية.. حيث بات من الصعب جدا على نتنياهو احتواء ذلك كله.. وهكذا ولدت فجأة حرب "رخيصة" فلم يعد الحديث يجري عن إعادة لبنان إلى العصر الحجري ولا عن احتلال أراض حتى نهر الليطاني بل أصبح الحديث يجري عن مناورة برية محدودة على امتداد بضعة كيلومترات هدفها الأساسي هو القول لسكان شمال البلاد لقد أزيل تهديد الاختراق البري على غرار ما حدث في 7 أكتوبر، وبإمكانكم العودة إلى بيوتكم. حتى اتفاق الترتيبات الذي أصبح ناجزا عمليا ولم يعد من الممكن وضعه موضع التنفيذ فقد كان مشروطا منذ البداية بتسوية في الجنوب، لكن هذه لا تلوح في الأفق.. صفقة التبادل لإعادة المخطوفين أصبحت غير ممكنة ويبدو أننا ذاهبون إلى حرب استنزاف في قطاع غزة، مع تطلع غير واقعي بأن يتم القبض على يحيى السنوار في يوم من الأيام، ربما فيكون بإمكاننا عندئذ أن نعلن أننا انتصرنا".
وتذكر الصحيفة أنه من شأن هذه العوامل أن تجعل العملية البرية في الشمال ممكنة وذلك للمرة الأولى، وسيكون هذا قرارا سيئا فالوضع قاس ومهين وعملية بهذا الأسلوب قد تعقده وتفاقمه أكثر، مشيرة إلى انه من الصعب رؤية كيفية تحقيق أية فائدة منها.
إقرأ المزيدوتوضح "هآرتس" أن المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي سيعلن عن بطولة المقاتلين عن اغتيال مخربين وعن تفجير ملاجئ محصّنة تحت الأرض، لكن الجيش لن يبقى متمركزا في المنطقة بعد انتهاء العملية وعندما يخرج الجيش لن يكون بالإمكان الادعاء حقا بأن تهديد الاختراق البري قد أزيل تماما ونهائيا وسيضطر الطرفان في كل الأحوال إلى العودة إلى اتفاق التسوية الذي كان على الطاولة.
ووفق الصحيفة العبرية "ثمة مسألة أكثر إشكالية وهي الضربات التي ستلحق بالجبهة الداخلية الإسرائيلية والتي قد تخلف أضرارا مؤلمة، لكن من شأنها أيضا تحويل المناورة البرية الصغيرة إلى حرب شاملة ولن يكون بمقدور إسرائيل الرد بقوة أكبر على انقطاع التيار الكهربائي وعلى الإصابات التي ستلحق بمنشآت استراتيجية.
وتبين أن هذا الرد أصبح الآن محاصرا بتحد يكاد يكون مستحيلا، ذلك أن قادة الجيش الإسرائيلي على مر السنوات كانوا يهددون على الدوام بأنه في إطار حرب مع حزب الله سيتم تدمير الدولة اللبنانية منشآتها الكهربائية، المائية ومرافق البنى التحتية.
وتؤكد الصحيفة أن لبنان هو حزب الله، وحزب الله هو لبنان.
إقرأ المزيدوطرحت الصحيفة مجموعة من الأسئلة حيث قالت "هل في وضعنا الحالي اليوم، في ظل طلبات لاستصدار مذكرات توقيف في لاهاي، تسونامي سياسي وعزلة دولية غير مسبوقة، ستكون إسرائيل قادرة على تفجير منشآت البنى التحتية في هذه الدولة المفلسة التي يتشبث العالم الغربي بأظافره لكي يبقيها على قيد الحياة؟ وإذا ما فعلنا ذلك رغم كل شيء، فما الذي سندّعيه ضد ضربات حزب الله لمرافقنا الاستراتيجية والتي ستحوّلنا من بين أمور أخرى إلى دولة تشكل خطرا على الاستثمارات الأجنبية خلال السنوات المقبلة؟.
وتشير في هذا السياق إلى أنه من المحزن جدا أن يئير لبيد وبيني غانتس لا يجرؤان على معارضة هذه المناورة بصورة علنية.
واختتمت الصحيفة المقال التحليلي بالقول "ما الذي يمكن القيام به في الشمال، حقا؟ ليست ثمة خيارات جيدة لكن هذا هو الخيار الأقل سوء من بينها انسحاب إسرائيل، من جانب واحد من قطاع غزة، والإعلان في غضون ذلك أن الحرب ضد حماس مستمرة وأننا نحتفظ لأنفسنا بحرية العمل والتحرك والعودة إلى هناك متى رأينا ضرورة لذلك والتوصل إلى اتفاق حول الترتيبات في الشمال وتكثيف جدي للوسائل الدفاعية حول البلدات وعلى طول الخطين الحدوديين في الشمال وفي الجنوب.. هذا بعيد عن "الانتصار المطلق" لكنه على الأقل ليس "الهزيمة المطلقة" وهو الاتجاه الذي تسير فيه الآن".
المصدر: صحيفة "هآرتس" العبرية
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار لبنان أسلحة ومعدات عسكرية الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القدس القضية الفلسطينية بنيامين نتنياهو بيروت بيني غانتس تل أبيب حزب الله صواريخ طائرة بدون طيار طوفان الأقصى قطاع غزة وفيات يائير لابيد غوغل Google فی الشمال حزب الله حرب مع
إقرأ أيضاً:
هآرتس: الخلاف بين ترامب وحلفائه بمصر والأردن لصالح حماس
قالت صحيفة هآرتس إن إسرائيل والولايات المتحدة تريان غزة مشكلة تكتيكية ستختفي بتدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أو بطرد سكانها جماعيا لإفساح المجال للريفييرا التي يتخيلونها، لكن الدول العربية تعتقد أن القضاء على حماس غير واقعي.
وأشارت الصحيفة -في مقال بقلم زفي بارئيل- إلى أن الخطة المصرية لإعادة بناء غزة التي لم يكشف عن تفاصيلها بعد، وأشار ملك الأردن عبد الله الثاني إليها في اجتماعه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تهدف إلى إنشاء حاجز إستراتيجي ضد اقتراح تهجير جماعي لسكان قطاع غزة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مهمتها نقل الاستخبارات.. تعرف على وحدة سابير الإسرائيلية الغامضةlist 2 of 2واشنطن بوست: هل بدأ ترامب وروبيو أول معاركهما بسبب فنزويلا؟end of listوتتضمن الخطة، التي نسقتها مصر مع الأردن وقطر والإمارات والسعودية، وصاغت لجنة عسكرية مصرية مبادئها الرئيسية، رفضا تاما لفكرة النقل القسري وإعادة توطين حوالي مليوني غزي خارج قطاع غزة.
وقد قدم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مسودة الخطة إلى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال زيارته واشنطن هذا الأسبوع، والفرضية الأساسية فيها هي أن الهجرة غير واردة، تحت أي ظرف، باستثناء الحالات الإنسانية مثل موافقة الملك عبد الله على استضافة نحو 2000 طفل مريض يحتاجون إلى رعاية طبية.
نهج مختلف للحل
وتتضمن الخطة أيضا مخططا تفصيليا لإعادة إعمار غزة على مراحل في فترة تتراوح بين 5 و10 سنوات، يتم تمويلها من قِبل دول الخليج وتنفذها في المقام الأول شركات مصرية وأميركية.
إعلانوتأتي هذه الخطة -حسب الصحيفة- للرد على تحدي ترمب للدول العربية باقتراح أفكار بديلة إذا رفضت خطته، وبموجبها سيتم إنشاء إدارة فلسطينية، لا يشارك فيها مسؤولون من حماس ولا غيرها من الفصائل الفلسطينية المسلحة، للإشراف على الخدمات الأساسية وتنسيقها وعلى معبر رفح الحدودي، الذي تم الاتفاق على تشغيله في اتفاق وقف إطلاق النار.
ونبهت الصحيفة إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية لديها نهج مختلف تماما للحل الأوسع، إذ تراه تل أبيب وواشنطن في إبادة حماس المطلقة أو طرد مليوني غزّي، في حين تعتقد الدول العربية أن ذلك غير واقعي.
وقال مصدر من مؤسسة بحثية أردنية قريبة من الديوان الملكي للصحيفة "إن قنبلة ترامب وضعت مصر والأردن وغيرهما في مأزق خطير"، لا بالتهديد بوقف المساعدات الاقتصادية، بل "لأن المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة يمكن أن تزعزع استقرار النظام الإستراتيجي الذي تم بناؤه على مدى عقود من الزمن وخلق التحالف العربي الأميركي".
وأشار المصدر إلى أن معارضة واشنطن بالنسبة لمصر والأردن يمكن أن تهدد الدعم الدبلوماسي الأميركي، وأنظمة الدفاع العسكري المشتركة، والتعاون في مكافحة الإرهاب وإدارة المحور المناهض لإيران، وغيرها من نقاط الاشتعال الجيوسياسية، فضلا الإضرار باتفاقيات السلام بين الأردن ومصر وإسرائيل.
ومع أن ترامب خفف تهديده، فإن المحظور قد وقع، ويجب على الزعماء الإقليميين الآن التعامل مع تداعياته، ولذلك يأمل وزراء خارجية الدول العربية التوصل إلى موقف موحد قبل القمة المقررة في السابع والعشرين من فبراير/شباط بالرياض، ومن المتوقع أن تقدم السعودية الدعم الرئيسي للمقترح العربي، وأن تعمل كقوة موازنة رئيسية للضغوط الأميركية.
طرق للضغطولدى السعودية -كما تقول الصحيفة- 3 طرق قوية للضغط، أولاها أن تقدم للأردن ومصر شبكة أمان اقتصادية لتحييد الجزء المالي من تهديد ترامب، ثم التمسك بعدم توقيع اتفاقية التطبيع مع إسرائيل، وهي التي يسعى إليها ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأخيرا، مسألة الاستثمار في الولايات المتحدة.
إعلانومع أن السعودية كانت على استعداد للتسوية استنادا إلى حل دبلوماسي من شأنه منح الفلسطينيين ظروفا معيشية أفضل كشرط للتطبيع دون تفصيل ما هي تلك الظروف المحسنة، فإنها الآن تصر بقوة على تنفيذ حل الدولتين، وهي مثل الدول العربية الأخرى، تعارض بشدة طرد سكان غزة من أراضيهم.
وهكذا يظهر الموقف العربي الموحد على الأقل في الوقت الحالي، على خلاف مع سياسة ترامب، مما عزز موقف حماس التي أثنت على ملك الأردن ورئيس مصر لمعارضتهما مقترح ترامب.
ولكن حماس والتحالف العربي يدركان أن خطط إعادة الإعمار، ومقترحات حل الدولتين، وهذه الجبهة الموحدة ضد طرد مليوني فلسطيني، ليست بديلا عن معالجة المسألة الرئيسية المتمثلة في مستقبل حماس في غزة، خاصة أن اقتراحا لنفي مقاتلي حماس من غزة، كما حدث مع مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، قد عاد إلى الظهور.
وخلص زفي بارئيل إلى أنه حتى لو وافقت كتائب عز الدين القسام على مغادرة غزة، وحتى لو فشل التحالف العربي في الضغط على ترامب للتخلي عن اقتراحه بنقل السكان، فإن أكثر من مليوني مدني سيظلون في غزة، وسيظل إيجاد حل لمشاكلهم ضرورة لا مفر منها.