بوابة الوفد:
2025-03-04@06:38:34 GMT

من نكون إنْ عشنا بدون أعداء؟

تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT

الفيلسوف والروائى الإيطالى أمبرتو إيكو (1932-2016)، والذى اشتهر بروايته «اسم الوردة» nome il della rosa (1980)؛ كان فى زيارة إلى نيويورك عندما سأله سائق التاكسى الباكستانى من أين هو. أجابه إيكو أنه جاء من إيطاليا، سأله السائق: من هم أعداء إيطاليا؟ أجابه إيكو أنهم ليسوا فى حالة حرب مع أحد فى الوقت الحاضر، فسأله السائق بنفاد صبر أنه يقصد الأعداء التاريخيين لإيطاليا.

فأجابه الفيلسوف أنهم خاضوا حربهم الأخيرة منذ أكثر من نصف قرن وليس لهم أعداء الآن.

لم يكن السائق راضيًا عن الإجابة، فكيف لا يكون لدولة أعداء؟ وقبل النزول من السيارة، أعطى الفيلسوف السائق بقشيشًا محترمًا لتعويضه عن إحساسه بخيبة الأمل فى روح المسالمة المفرطة عند أهل إيطاليا وفشلهم الذريع والمؤسف فى خلق أعداء لهم.

قرأت هذه الحكاية فى كتاب إيكو «اختراع الأعداء» Inventing the Enemy (2013)، وجعلتنى أتساءل: من نحن عندما نكون وحدنا؟ يبدو أننا لا يمكننا التعرف على أنفسنا إلا فى حضور الآخر المختلف. ولكن التحدى الذى سيواجهنا هو أننا ربما لن نتسامح مع هذا الآخر المختلف لأنه «ليس نحن»، «ليْسَنا»، كيف نتعايش مع من هو «ليْسَنا»؟ وكيف نبنى قواعد الحياة المشتركة فى المجتمع الواحد أو التعايش السلمى بيننا وبين الدول الأخرى المختلفة عنّا؟

هنا يأتى دور التعليم والتربية والتثقيف.

فكيف نتعامل مع أشخاص من خلفية مختلفة، سواء أكانت عرقية أو لغوية أو دينية أو ثقافية؟ كثير من الشعوب، نحن المصريين لسنا استثناء، يميلون إلى الاحتراس من الاندماج فى الثقافة الغريبة ويحذرون مما يسميه البعض فى بلادنا فيروسات «الغزو الثقافي».

ليس جديدًا أن نسأل: كيف يتعامل الناس من خلفيات ثقافية مختلفة ببعضهم البعض دون أن يفقد الواحد منهم هويته الأصلية؟ فقد طُرِحَ هذا السؤال من قبل، طَرَحَه عباس محمود العقاد (1889-1964) وسلامة موسى (1887-1958) فى مناظرة فى أبريل 1930 فى الجامعة المصرية حديثة الإنشاء. تناولت المناظرة مقولة كيبلنج (1865-1936) عن الشرق والغرب وكيف أنهما الصنوان اللذان لن يلتقيا أبدًا. واتفق العقاد مع كيبلنج بحجة أن السجل التاريخى يتساوى مع مقولة كيبلنج. لا، ردّ سلامة موسى، يمكن للشرق والغرب أن يجدا أرضية مشتركة للتفاهم لأن كليهما ينتمى إلى عائلة بشرية واحدة ومصير بشرى واحد. أكد موسى أن الأمل الوحيد للشرق لتخليص نفسه من تخلفه هو أن يتبنى القيم والممارسات الغربية. لكن العقاد ذكّره أنّ الصدام بين «روحانية الشرق» و»مادية الغرب» يحول دون أى لقاء. وفاز العقاد فى المناظرة بـ228 صوتًا مقابل 132.

أعتقد أنّ على المرء أن يحافظ على ملامح أصالته وثقافته، ولكن فى الوقت نفسه، عليه أن يقرأ ويدرس ويتعرّف على ثقافات الآخرين ولا يعتبر المختلف عنه عدوًا له.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: من نكون

إقرأ أيضاً:

صدمه أثناء عبوره الطريق.. حبس السائق المتهم بدهس شاب بالسلام

قررت نيابة السلام حبس سائق متهم بصدم شاب أثناء عبوره الطريق، مما أسفر عن إصابته إصابات بالغة، بمنطقة الزهور في السلام، 4 أيام على ذمة التحقيقات.

تلقى قسم شرطة السلام أول بمديرية أمن القاهرة إخطارًا من أحد المستشفيات باستقباله شخصا يبلغ من العمر 39 سنة مصابا بكسور وكدمات متفرقة بالجسم وغيبوبة إثر ادعاء وقوع حادث تصادم.

وبالانتقال تبين أنه أثناء عبور شخص الطريق بمنطقة الزهور في السلام اصطدمت به سيارة نتج عن ذلك إصابته وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.

تحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.

اقرأ أيضاًأسفر عن تفحم سائقين ومرافقيهما.. الصور الأولى لحادث تصادم سيارتين واشتعالهما بالطريق الإقليمي

مصرع عامل دهسا أسفل لودر بموقع تحت الإنشاء بالواحات البحرية

مقالات مشابهة

  • مقتل وإصابة 13 شخصا في حادث دهس بألمانيا
  • أعداء السامية الإسلامية لا سامية اليهود
  • مقتل شخصين وإصابة 25 في عملية دهس بمدينة مانهايم الألمانية
  • حبس سائق 4 أيام لاتهامه بصدم سايس بسيارته فى منطقة مدينة نصر
  • ألمانيا.. قتلى ومصابون في دهس خطير بمدينة مانهايم واعتقال السائق
  • فتنة معاوية بن أبي سفيان!
  • أقوال سيدة اتهمت سائق تعدى عليها بالضرب في النزهة
  • كيف نكون في رمضان ؟
  • محامية توضح الإجراءات التي يجب أن يتخذها السائق إذا صعد معه متعاطي .. فيديو
  • صدمه أثناء عبوره الطريق.. حبس السائق المتهم بدهس شاب بالسلام