بوابة الوفد:
2025-04-05@07:57:14 GMT

من نكون إنْ عشنا بدون أعداء؟

تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT

الفيلسوف والروائى الإيطالى أمبرتو إيكو (1932-2016)، والذى اشتهر بروايته «اسم الوردة» nome il della rosa (1980)؛ كان فى زيارة إلى نيويورك عندما سأله سائق التاكسى الباكستانى من أين هو. أجابه إيكو أنه جاء من إيطاليا، سأله السائق: من هم أعداء إيطاليا؟ أجابه إيكو أنهم ليسوا فى حالة حرب مع أحد فى الوقت الحاضر، فسأله السائق بنفاد صبر أنه يقصد الأعداء التاريخيين لإيطاليا.

فأجابه الفيلسوف أنهم خاضوا حربهم الأخيرة منذ أكثر من نصف قرن وليس لهم أعداء الآن.

لم يكن السائق راضيًا عن الإجابة، فكيف لا يكون لدولة أعداء؟ وقبل النزول من السيارة، أعطى الفيلسوف السائق بقشيشًا محترمًا لتعويضه عن إحساسه بخيبة الأمل فى روح المسالمة المفرطة عند أهل إيطاليا وفشلهم الذريع والمؤسف فى خلق أعداء لهم.

قرأت هذه الحكاية فى كتاب إيكو «اختراع الأعداء» Inventing the Enemy (2013)، وجعلتنى أتساءل: من نحن عندما نكون وحدنا؟ يبدو أننا لا يمكننا التعرف على أنفسنا إلا فى حضور الآخر المختلف. ولكن التحدى الذى سيواجهنا هو أننا ربما لن نتسامح مع هذا الآخر المختلف لأنه «ليس نحن»، «ليْسَنا»، كيف نتعايش مع من هو «ليْسَنا»؟ وكيف نبنى قواعد الحياة المشتركة فى المجتمع الواحد أو التعايش السلمى بيننا وبين الدول الأخرى المختلفة عنّا؟

هنا يأتى دور التعليم والتربية والتثقيف.

فكيف نتعامل مع أشخاص من خلفية مختلفة، سواء أكانت عرقية أو لغوية أو دينية أو ثقافية؟ كثير من الشعوب، نحن المصريين لسنا استثناء، يميلون إلى الاحتراس من الاندماج فى الثقافة الغريبة ويحذرون مما يسميه البعض فى بلادنا فيروسات «الغزو الثقافي».

ليس جديدًا أن نسأل: كيف يتعامل الناس من خلفيات ثقافية مختلفة ببعضهم البعض دون أن يفقد الواحد منهم هويته الأصلية؟ فقد طُرِحَ هذا السؤال من قبل، طَرَحَه عباس محمود العقاد (1889-1964) وسلامة موسى (1887-1958) فى مناظرة فى أبريل 1930 فى الجامعة المصرية حديثة الإنشاء. تناولت المناظرة مقولة كيبلنج (1865-1936) عن الشرق والغرب وكيف أنهما الصنوان اللذان لن يلتقيا أبدًا. واتفق العقاد مع كيبلنج بحجة أن السجل التاريخى يتساوى مع مقولة كيبلنج. لا، ردّ سلامة موسى، يمكن للشرق والغرب أن يجدا أرضية مشتركة للتفاهم لأن كليهما ينتمى إلى عائلة بشرية واحدة ومصير بشرى واحد. أكد موسى أن الأمل الوحيد للشرق لتخليص نفسه من تخلفه هو أن يتبنى القيم والممارسات الغربية. لكن العقاد ذكّره أنّ الصدام بين «روحانية الشرق» و»مادية الغرب» يحول دون أى لقاء. وفاز العقاد فى المناظرة بـ228 صوتًا مقابل 132.

أعتقد أنّ على المرء أن يحافظ على ملامح أصالته وثقافته، ولكن فى الوقت نفسه، عليه أن يقرأ ويدرس ويتعرّف على ثقافات الآخرين ولا يعتبر المختلف عنه عدوًا له.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: من نكون

إقرأ أيضاً:

لهذا السبب.. نجم الزمالك السابق ينتقد حسام حسن

انتقد صالح موسى، لاعب الزمالك السابق، المدير الفني لمنتخب مصر الأول حسام حسن، بسبب بعض اختياراته الفنية في المعسكر السابق للفراعنة، وتوجيه زيزو للانتقال إلى ناد آخر.

وقال صالح موسى خلال تصريحات تلفزيونية "اختيارات الجهاز الفني لمنتخب مصر تحمل الكثير من الأهواء والحب والكره، والدليل على ذلك أن عمر جابر من أفضل لاعبي الدوري المصري والأبرز في مركز الظهير الأيمن ولم ينضم للمنتخب".

وأكمل: "حسام حسن مدرب منتخب مصر ظهر في برنامج يوجه لاعبًا نحو ناد بعينه، فمن الطبيعي أن تكون الاختيارات تتحكم فيها الأهواء والألوان".

مقالات مشابهة

  • ضبط سائق قاد مركبته للخلف بصورة خطرة بالشارع العام
  • مراسل القاهرة الإخبارية: 50 شهيدًا وجريحًا ومفقودًا في غارة إسرائيلية على منزل عائلة العقاد
  • شاهد.. سائق ألبين ينجو من حادث تصادم بسرعة مجنونة
  • قانون مكافحة أعداء أميركا أداة لفرض الهيمنة على العالم
  • مجزرة جديدة .. 20 شهيدًا بقصف الاحتلال منزلاً لعائلة العقاد في خانيونس / شاهد
  • لهذا السبب.. نجم الزمالك السابق ينتقد حسام حسن
  • صالح موسى: الزمالك حصل على ما أراده في لقاء الذهاب أمام ستيلينبوش
  • صالح موسى: قرارات رابطة الأندية «بالمزاج».. والأهلي لم يكن على صواب
  • شهداء فلسطينيين بالعشرات جنوب القطاع وتوسيع العمليات برفح في اليوم الـ17 من استئناف العدوان
  • لحظات مروعة لسيارة تدهس المارة في شوارع البرازيل .. فيديو