تعمل وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" على نقل أصول عسكرية بالقرب من إسرائيل ولبنان لتكون جاهزة لإجلاء المواطنين الأميركيين وسط مخاوف من اشتداد القتال بين إسرائيل وحزب الله، وفق ما نقلته شبكة "سي إن بي سي" عن ثلاثة مسؤولين دفاعيين أميركيين ومسؤول أميركي سابق مطلع على الخطط.

وتحركت السفينة الهجومية البرمائية "يو إس إس واسب" (USS Wasp)، و"وحدة الاستطلاع رقم 24 التابعة لمشاة البحرية الأميركية"، القادرة على تنفيذ العمليات الخاصة، إلى البحر الأبيض المتوسط ​​يوم الأربعاء للانضمام إلى سفينة الإنزال "يو إس إس أوك هيل" وسفينة أخرى في مجموعتهم البرمائية الجاهزة، وفق لما ذكرته سلاح مشاة البحرية الأميركية.

 

وقال المسؤولون للشبكة الأميركية إن السفينة "واسب" ستعمل في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​لتكون جاهزة "لعمليات إجلاء بمساعدة عسكرية ومهام أخرى".

وتهدف واسب والوحدة الاستطلاعية أيضا إلى إبراز القوة العسكرية وتكون رادعا للتصعيد الإقليمي، وفق ما ذكره لمسؤول أميركي مطلع على الخطط لـ "سي إن بي سي".

وتأتي هذه الخطوة مع استمرار تصاعد التوترات وتزايد إطلاق النار عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله في لبنان. وذكر المسؤولون للشبكة إن المسؤولين الأميركيين يشعرون بقلق متزايد من قيام إسرائيل بتنفيذ غارات جوية وهجوم بري محتمل في لبنان خلال الأسابيع المقبلة.

"إبعاد حزب الله عن الحدود"

ورغم الضغوطات من إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، يصر المسؤولون الإسرائيليون على رغبتهم بملاحقة حزب الله في لبنان، وفق ما نقلته "سي إن بي سي" عن مسؤولين أميركيين مطلعين على النقاشات. 

وذكر مسؤولون إسرائيليون وأميركيون للشبكة أن إسرائيل تأمل بخلق منطقة عازلة تمتد 10 أميال (16 كلم) فوق الحدود اللبنانية. 

وقال مسؤول إسرائيلي لـ "سي إن بي سي" إن إسرائيل تود إبعاد حزب الله عن حدودها وتقوم بالوقت ذاته بالدفع نحو حل دبلوماسي، لكن إن لم يتم العثور على حل فإن الجيش الإسرائيلي "مستعد لاستخدام القوة". 

وأشار المسؤولون إلى أن الهدف يكمن باستعادة الهدوء في شمالي إسرائيل لكي يتاح لـ 60 ألف إسرائيلي غادروا منازلهم العودة بعد ثمانية أشهر من المواجهات العسكرية بين الطرفين. 

"تحركات" للإجلاء 

وحظيت "وحدة الاستطلاع رقم 24 التابعة لمشاة البحرية الأميركية" بتدريبات لإجلاء المدنيين من المناطق الخطرة، في حين تتميز سفينة "واسب" بقدراتها الهجومية والاستطلاعية، وبإمكانها إطلاق طائرات "إف-35" ومقاتلات "stealth" المعروفة أيضا باسم "الشبح"، وفق "سي إن بي سي". 

وذكر مسؤولون دفاعيون للشبكة الأميركية أن الولايات المتحدة تتحدث إلى حلفاء مقرَّبين لتنسيق عمليات الإجلاء وأي عمليات عسكرية أخرى ضمن التحالف. 

ونوه مسؤولون أميركيون وغربيون حاليون وسابقون للشبكة الأميركية إلى أن إيران وأذرعها في المنطقة لا تود الخوض في حرب واسعة، بل تود استمرار الوضع الحالي الذي يضع إسرائيل تحت ضغوط من المجتمع الدولي. 

ولا يرى مسؤولون أميركيون تحدثوا للشبكة أي دليل على "تصعيد كبير وشيك"، لكنهم يحذرون بأن ضربة واحدة أو خطأ في الحسابات من شأنه أن يساهم في تصعيد الوضع بسرعة. 

وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن الضغط على إسرائيل من مواطنيها في الشمال "حقيقي للغاية"، في حين قال آخر إ المسؤولين الإسرائيليين يشعرون بضرورة القيام بأمر ما، مضيفا "يشعرون بأن الوضع الحالي لا غير مستدام".

وفي رد على سؤال للشبكة بشأن الاستعدادات الأميركية الإضافية في المنطقة مع تصاعد التوتر، قال مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، الأربعاء: "إنه أمر نراقبه عن قرب، ونواصل مراقبته. كما نعدّل من إجراءات وبروتوكولات حماية القوات مع تغير التهديد". 

من جانبها قالت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي إن استعادة الهدوء على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية "تعتبر أولوية قصوى للولايات المتحدة، ويجدر أن تكون بأقصى أهمية للبنان وإسرائيل. نواصل العمل على حل دبلوماسي يتيح للمواطنين الإسرائيليين واللبنانيين العودة لمنازلهم والعيش في سلام وأمن".  

وجددت السفارة الأميركية لدى بيروت، الخميس، تحذيرها للمواطنين الأميركيين من السفر إلى لبنان، في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد.

تحذير أميركي جديد للمواطنين من السفر إلى لبنان جددت السفارة الأميركية في بيروت، الخميس، تحذيرها للمواطنين الأميركيين من السفر إلى لبنان، في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد، على ما أفاد مراسل "الحرة".

وقالت السفارة الأميركية لدى بيروت، إن الأوضاع قد تتغير بشكل دراماتيكي وسريع، حيث طالبت مواطني الولايات المتحدة بمراجعة نصائح السفر الحالية للبنان.

ويأتي تجديد التحذير وسط تصاعد المخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، "المصادقة" على خطط عملياتية لهجوم في لبنان.

وطالبت السفارة الأميركية لدى بيروت المواطنين الأميركيين المتواجدين في لبنان، عدم التوجه إلى جنوب البلاد أو منطقة الحدود اللبنانية السورية أو مخيمات اللاجئين.

وفي بيانها الرسمي، قالت السفارة الأميركية في بيروت إنّها "تُذكر المواطنين الأميركيين بمراجعة إرشادات السفر الحالية للبنان، وعلى وجه الخصوص، تلفت انتباههم إلى الملخّص حول البلد الذي يشير إلى أن الحكومة اللبنانية لا يمكنها ضمان حماية المواطنين الأميركيين من اندلاع العنف والنزاع المسلح بشكل مفاجئ".

وقدرت وزارة الخارجية الأميركية، في عام 2022، أن 86 ألف أميركي يعيشون في لبنان. وفي عام 2006، قامت الولايات المتحدة بإجلاء 15 ألف شخص من البلاد خلال حرب إسرائيل مع حزب الله.

وقد قامت العديد من منظمات الإغاثة بالفعل بإجلاء عائلات موظفيها من لبنان، وفق ما نقلته "سي إن بي سي" عن مصدر مطلع على الأمر.

وكانت الشبكة الأميركية نقلت أن كندا تعد خطط طوارئ لإجلاء حوالي 20 ألف كندي من لبنان وأن القادة العسكريين المتحالفين اجتمعوا يوم الثلاثاء لمناقشة الخيارات، وفق ما نقلته عن مسؤولين في أوتاوا. 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المواطنین الأمیرکیین السفارة الأمیرکیة سی إن بی سی فی لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

هوكشتاين من بيروت: أحرزنا تقدما في المفاوضات وسأتوجه إلى إسرائيل

أكد المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين -خلال مؤتمر صحفي مقتضب في العاصمة اللبنانية بيروت- أن تقدما أحرز في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، وأضاف أن "أشخاصا كثرا سيخيب أملهم هنا".

وجاء التصريح بعد لقاء هوكشتاين مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في بيروت، وقال المبعوث الأميركي إنه ناقش المسائل مع الجانب اللبناني مثلما كان مقررا.

وكشف أيضا أنه في حال تحقق تقدم في المباحثات مع الجانب اللبناني فسوف يذهب إلى إسرائيل "لإجراء محادثات بناء على ما تم في بيروت والتوصل إلى حل إن أمكن".

ووصل المبعوث الأميركي الخاص إلى بيروت صباح أمس الثلاثاء في إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، وذلك بعد أيام قليلة من وصول مسودة مقترحات أميركية للتسوية رد عليها لبنان بإيجابية.

وأمس الثلاثاء، قال هوكشتاين "عدت (إلى بيروت) لأن لدينا فرصة حقيقية لإنهاء هذا الصراع، أصبح الأمر الآن في متناول أيدينا، وبما أن الفرصة سانحة الآن فأنا آمل أن تفضي الأيام المقبلة إلى قرار حاسم".

وكان محمود قماطي نائب رئيس المجلس السياسي لحزب الله اللبناني قد شدد -في مقابلة مع قناة الجزيرة- على أن ما يهم الحزب اليوم هو "الميدان والمقاومة"، وشكك في المساعي الأميركية والإسرائيلية لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.

ورفض قماطي الكشف عن الملاحظات التي قدمها حزب الله بخصوص مسودة مقترح وقف إطلاق النار التي قدمت له من الوسيط الأميركي، وجدد القول "لن ندلي بأي معلومة الآن، لأن ذلك يضر بالمفاوض اللبناني ويحرجه"، مشيرا إلى أن المفاوض يقوم بدوره والمقاومة تقوم بدورها في الميدان.

وأشار هوكشتاين في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم إلى أنه سيعمل مع الإدراة الأميركية الجديدة وسيطلعها على كل ما يفعل، في إشارة منه إلى إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.

مقالات مشابهة

  • بعد فصلها جبهة لبنان عن غزة.. إسرائيل تسعى لضمانات أميركية
  • هوكشتاين من بيروت: أحرزنا تقدما في المفاوضات وسأتوجه إلى إسرائيل
  • أمين عام حزب الله: إسرائيل اعتدت على العاصمة بيروت وردنا سيكون في وسط تل أبيب
  • "حلم مشاعر" فيلم يسلط الضوء على طبيب الحروب الفلسطينى
  • في يوم الطفل العالمي.. تقرير فلسطيني يسلط الضوء على أعداد الأطفال المعتقلين لدى الاحتلال
  • هوكستين يختتم محادثات بيروت... وزيارة إسرائيل تحدد مصير الحل
  • ملتقى الجامع الأزهر يسلط الضوء على بشارة ميلاد الرسول وطهارة نسبه الشريف
  • تقرير: إسرائيل تضبط أسلحة روسية مع "حزب الله"
  • ملتقى علمي يسلط الضوء على الاسطرلاب واستخداماته
  • إيران تضغط على حزب الله لإنهاء الحرب مع إسرائيل.. تقرير لـThe Telegraph يكشف