28 يونيو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: في قلب مدينة أربيل، وبين جدران المكاتب الحكومية، كشفت الستائر عن أحد أعظم الأسرار في تاريخ العراق الحديث. تم القبض على سعدون صبري، المعروف بـ”عميد نزار”، المسؤول السابق الذي كان يشغل منصب مدير الشعبة الخامسة في مديرية الاستخبارات العسكرية، والمتورط في قتل آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر وشقيقته العلوية بنت الهدى.

هذه اللحظة تمثل نهاية رحلة طويلة من الهروب والملاحقة.

مراقبة دامت أربع سنوات

وقال مصدر ان الحكاية بدأت قبل أربع سنوات، عندما بدأت فرق الأمن الخاصة لعصائب أهل الحق بمراقبة تحركات القاتل الذي  تنقل بين عدة دول مجاورة، منها مصر وسوريا، وصولاً إلى تركيا. في كل مرة كان يظن أنه بعيد عن متناول العدالة، لكنه لم يدرك أن أعين المراقبة لم تغفل عنه لحظة.

استدراج إلى أربيل

في خطوة ذكية، تم استدراجه عبر عرض شراء منزله في منطقة البياع في بغداد، و وافق على لقاء المشترين الذي جندتهم لفرقة الامن الخاص، في أربيل لتسليم المبلغ. وعند وصوله إلى عاصمة الإقليم، كانت المصيدة بانتظاره.

حركات أمنية دقيقة

أفاد المصدر أن الأجهزة الأمنية بدأت بتنسيق جهودها بمجرد رصد دخول عميد نزار إلى كردستان. كان الهدف تجديد مستمسكاته الرسمية قادماً من محل إقامته بين الإمارات والأردن.

مطالبات وتسليم متأخر

على الرغم من متابعة الأجهزة الأمنية، كانت هناك مماطلة من سلطات الإقليم في تسليم المجرم. وبعد تحريات وتحقيقات أولية، طلبت السلطات الكردية إجراء تحقيقات على أراضيها قبل تسليمه إلى القوات الأمنية العراقية.

التدخل الحكومي

تم إبلاغ رئيس الوزراء العراقي بأن المجرم موجود في الإقليم، وهو قاتل الشهيد محمد الصدر، و يعرف مكان دفن الشهيدة بنت الهدى، وهو قاتل عم السوداني أيضاً، وق وافق رئيس الوزراء على بذل الجهود لتسليمه، ولكن مماطلة سلطات الإقليم استمرت لأشهر.

تهديد وتفاوض

تواصلت الاتصالات مع الوزير الكردي بنكين ريكاني، وتم تحذيره من أن عدم تسليم المجرم سيؤدي إلى توتر العلاقات مع الإقليم، وتم اسماع ريكاني، التهديد باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ إذا لم يتم تسليم القاتل.

التسليم النهائي

بعد مفاوضات طويلة، وافق مسرور بارزاني على تسليم المجرم إلى بغداد، حيث يخضع الآن لجلسات التحقيق، و يتم التعامل معه بحذر وعناية، بالنظر إلى عمره البالغ 77 عاماً، ولضمان انتزاع اعترافات كاملة منه.

اعترافات مدوية

اعترف عميد نزار بقتل 20,000 شيعي، بما في ذلك التحقيق مع الشهيد محمد الصدر وقتله، وقتل نحو ثمانين من آل الحكيم.

وذكر المجرم سعدون صبري أثناء التحقيق، أنه في مكان تنفيذ حكم الإعدام، تم دفن العلوية بنت الهدى، وما زالت الأجهزة المختصة تتحرى مكان الدفن، من خلال مراجعة خرائط العمرانية لمدينة بغداد في فترة النظام الصدامي.

هذه الاعترافات تفتح فصولاً جديدة من الألم والغضب لدى أسر الضحايا والمجتمع العراقي.

والقبض على عميد نزار يمثل انتصاراً للعدالة في مواجهة سنوات من الظلم والقمع. هو تذكير بأن الجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم، وأن يد العدالة ستطال المجرمين مهما طال الزمن.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

عبدالله بحث مع وزير الأشغال في صيانة طريق الاقليم - جزين

  زار عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب بلال عبدالله، وزير الأشغال العامة فايز رسامني، مهنئا إياه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، وكانت جولة أفق حول الأوضاع العامة وحاجات النقل العام وأوضاع المطار .

 وأشار المكتب الإعلامي لعبدالله أنه أثار مع الوزير رسامني موضوع وضع الطريق الرئيسية التي تربط منطقة جزين باقليم الخروب، عند بلدة خربة بسري، وضرورة الإسراع بتأهيلها وصيانتها، وتنفيذ حائط دعم على الطريق، فوق مجرى نهر بسري، المهددة بالإنهيار . وقد أعطى الوزير رسامني توجيهاته بهذا الخصوص للدوائر المعنية والمختصة بالوزارة .

 كما جرى التطرق الى مسألة استكمال بناء وتجهيز مجمع الابنية الحكومية في شحيم، والذي كان سعى له النائب السابق الدكتور محمد الحجار، تسهيلا لخدمة أبناء الاقليم في مراجعاتهم للدوائر الرسمية، وللخروج من أزمة الإيجارات والنزاعات حولها."

 

مقالات مشابهة

  • واشنطن تخيّر بغداد: استئناف صادرات نفط الإقليم أو العقوبات
  • الموصل.. تسليم رفات 21 شخصاً أعدمهم داعش
  • لابس جلابية زيتي طويلة .. شقيق ياسمين عبد العزيز يحلم بالنبي
  • اقتراب استئناف التصدير .. بغداد تهدّد بخصم الكميات المهرّبة من حصة الإقليم
  • الصدر على المحك: هل يعيد تشكيل المشهد أم يتركه للاطار؟
  • بغداد توافق على إعادة الجنسية العراقية لمن ألغت الكويت مواطنتهم
  • عبدالله بحث مع وزير الأشغال في صيانة طريق الاقليم - جزين
  • من هو “خط الصعيد ” المجرم الذي قضى عليه الأمن المصري مؤخرا؟
  • الصدر يدعو اتباعه لتحديث سجل الناخبين: امر لا بد منه
  • الحكيم ينعي السيد مرتضى المستجابي الإصفهاني عميد أسرة آل الصدر في العراق وإيران ولبنان