الأغذية الفاسدة تدخل على خط الموت في قطاع غزة
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
الثورة /
في ظل حرب التجويع التي يتعرض لها الفلسطينيون في المناطق الشمالية من القطاع دخلت الأغذية الفاسدة على خطّ الموت بعد رصد عشرات حالات التسمم الغذائي في الأيام الأخيرة.
أكثر من 60 حالة تسمم تم رصدها جراء تناول المعلبات الفاسدة، حيث بقيت شحنات المساعدات لأشهر تحت الشمس وبداخلها مواد غذائية فسدت مع مرور الوقت وسوء ظروف التخزين، وعندما وصلت للأهالي تسمم عدد منهم بهذه الأغذية الفاسدة.
ويأتي تناول الأغذية الفاسدة نتيجة للنقص الشديد في الطعام في قطاع غزة، حيث يأكل السكان معلبات منتهية الصلاحية ما يتسبب في تسمم أعداد كبيرة منهم.
وقال المكتب الحكومي في بيان، إن المجاعة والأمراض تتزايد بين سكان القطاع وخاصة الأطفال منهم، في ظل ممارسة الاحتلال سياسة التجويع الممنهج ومنع المدنيين في غزة من العلاج.
وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام إن 60 طفلًا، نقلوا إلى مشفى كمال عدوان قبل أيام، بعد تعرضهم لتسمم نتيجة تناول شراب محلي الصنع وصل إلى مركز إيواء يقطنون فيه شمال قطاع غزة، في ظل مجاعة منتشرة هناك.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أنّ المجاعة والأمراض تتزايد بين سكان قطاع غزة وخصوصاً الأطفال منهم، بعد رصد حالات تسمم في صفوف الفلسطينيين بسبب تناول أغذية معلبة منتهية الصلاحية.
وأشار المكتب في بيان له إلى أنّ “السكان يأكلون معلبات منتهية الصلاحية.
وأوضح نقلًا عن مصادر طبية أن هناك تسجيل أعداد متزايدة للأطفال الذين يعانون من الجفاف وسوء التغذية نتيجة الحصار الإسرائيلي الخانق ومنع إدخال الأطعمة والمستلزمات.
تناول شراب فاسد
الصحفي إسلام بدر، يقول إن 70 عائلة نزحت إلى مدرسة الشيماء في بيت لاهيا شمال القطاع، ووصل إليهم شراب محلي الصنع، وتلقفه الأطفال، وسرعان ما بدأت تظهر عليهم أعراض التسمم، ونقل أعداد كبيرة إلى المستشفى.
ووفق الصحفي بدر؛ فإن الأطفال المصابين لدى وصولهم إلى مستشفى كمال عدوان، حيث قدم لهم الأطباء محاليل وأجروا لهم غسيل معدة، وأكدوا أن الحالات هي تسمم، وأشار الأطباء إلى أن الشراب الفاسد الذي تناوله الأطفال ناتج عن استخدام مواد منتهية الصلاحية في صناعته، والناس يضطرون لها بسبب انتشار المجاعة.
المجاعة والاضطرار
أحد أولياء أمور الأطفال المصابين بالتسمم قال لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام، إن الأهالي يعلمون بانتهاء صلاحية المواد وفسادها، لكنهم يضطرون لاستخدامها، نتيجة المجاعة المتفاقمة، إثر القيود الحادة التي فرضها الاحتلال على وصول المساعدات، إلى مناطق الشمال منذ بدء هجوم الاحتلال على رفح.
ويؤكد أنهم يكافحون في سبيل الحصول على ما يسد رمقهم وأطفالهم، منبهًا إلى أن الأهالي لا يتناولون إلا الخبز المغمس بالماء، في ظل مجاعة شديدة تضرب المناطق، ما تسبب بأمراض وهزال.
وفيات بسوء التغذية
ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر طبية في شمال قطاع غزة ووسطه أنه تم تسجيل وفاة أطفال جراء نقص الطعام والحليب المخصص لهم، بالإضافة إلى نقص العلاجات الضرورية لأمراضهم.
وأكد حسام أبو صفيّة، مدير مستشفى كمال عدوان، تسجيل أكثر من 50 طفلاً فلسطينيًا يعانون سوء التغذية، خلال الفترة الماضية.
وتظهر صور من قطاع غزة أطفالاً بما يُشبه الهياكل العظمية نتيجة سوء التغذية. أحد هؤلاء الأطفال، أمجد القانوع (3 سنوات) الذي يرقد في مستشفى كمال عدوان في محاولة لإنقاذ حياته، إذ يعاني من الجفاف وسوء التغذية.
الإعلامي الحكومي يرصد حالات التسمم
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، رصد حالات تسمم في صفوف الفلسطينيين بسبب تناول أغذية معلبة منتهية الصلاحية نتيجة للنقص الشديد في الطعام بالقطاع.
وقال الإعلام الحكومي، في بيان، إن “السكان يأكلون معلبات منتهية الصلاحية ما يتسبب في تسمم أعداد كبيرة منهم”.
وأضاف أن “المجاعة والأمراض تتزايد بين سكان القطاع وخاصة الأطفال منهم”.
وتابع أن “الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسة التجويع الممنهج ومنع المدنيين في غزة من العلاج”.
وأشار الإعلامي الحكومي إلى أن “جيش الاحتلال الإسرائيلي يستهدف طواقم البلديات بشكل مباشر عند محاولتهم إعادة تشغيل آبار المياه في القطاع”.
وذكر أن الجيش الإسرائيلي يستهدف أيضا “طواقم الدفاع المدني بشكل مباشر ويتعمد إخراجها عن الخدمة”.
شح الغذاء والماء والدواء
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية تنتهك القوانين الدولية، يعاني الفلسطينيون في غزة، وخاصة في مناطق الشمال، من شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء، وصلت إلى حد تسجيل وفيات جراء الجوع.
وفي 12 يونيو الجاري، توقع مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن يواجه نصف سكان غزة الموت والمجاعة بحلول منتصف يوليو المقبل، ما لم يتم السماح بحرية وصول المساعدات.
ومنذ 7 أكتوبر 2023م، تشن إسرائيل عدوانا غاشما على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 123 ألف شهيد وجريح فلسطيني، إضافة إلى آلاف المفقودين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
منظمات أممية : كل الطرق في غزة تؤدي الى الموت
قالت مسؤولة الطوارئ في وكالة الأونروا لويز ووتريدج، اليوم الجمعة 20 ديسمبر 2024، إن أكثر من مليوني شخص ما زالوا محاصرين في ظروف مروعة في غزة ومحرومين من احتياجاتهم الأساسية.
وأشارت ووتريدج إلى أن "السكان لا يمكنهم الفرار، ويبدو الأمر وكأن كل طريق يمكن أن تسلكه يؤدي إلى الموت".
إقرأ/ي أيضا: شاهد: غـزة – 12 شهيدا بينهم 7 أطفال بقصف منزل في جباليا
من جانبها، قالت (يونيسيف) إن "الحرب على الأطفال في غزة" تشكل تذكيرا صارخا بمسؤولية العالم الجماعية للقيام بكل ما هو ممكن لإنهاء معاناتهم، مؤكدة أن"جيلا من الأطفال يتحملون وطأة الانتهاك الوحشي لحقوقهم وتدمير مستقبلهم".
وأضافت اليونيسيف على لسان، مسؤولة الاتصالات الرئيسية في المنظمة في غزة روزاليا بولين "إن غزة هي واحدة من أكثر الأماكن المحزنة بالنسبة لنا كعاملين في المجال الإنساني، لأن كل جهد صغير لإنقاذ حياة طفل يضيع بسبب الدمار العنيف، ولأكثر من 14 شهرا، ظل الأطفال على حافة هذا الكابوس، حيث أبلغ عن قتل أكثر من 14500 طفل، وإصابة الآلاف غيرهم".
وحذرت اليونيسف من صعوبة الوضع مع حلول فصل الشتاء على غزة، حيث الأطفال "يشعرون بالبرد والرطوبة وهم حفاة الأقدام"، فيما لا يزال الكثير منهم يرتدون ملابس الصيف، مضيفة أن الأطفال يبحثون بين الأنقاض عن قطع بلاستيكية ليحرقوها، وأن الأمراض منتشرة في القطاع في ظل انعدام الخدمات الصحية وتعرض المستشفيات للهجوم بشكل مستمر.
وقالت الاونروا ، إن الأحوال الجوية ساءت في الأيام الماضية وسيستمر هذا النمط كما كان متوقعا، إلا أن الوكالة اضطرت إلى إعطاء الأولوية للغذاء على مساعدات المأوى.
وأضافت الاونروا "لدينا إمدادات خارج قطاع غزة تنتظر دخول القطاع منذ ستة أشهر، هذا هو الواقع الذي يعيشه العاملون في المجال الإنساني هنا، يتعين علينا الاختيار بين حصول الناس على الطعام أو حصولهم على المأوى".
المصدر : وكالة سوا