الثورة نت:
2025-05-01@19:12:08 GMT

الغدير كمحطة تزود للمستقبل

تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT

 

 

تمر علينا المناسبات بشكل دوري ونحتفل بها بشكل اعتيادي لكننا لا نقف عند منطلقاتها، ونعيد القراءة، والتحليل، والتفكيك .. حتى نتخذ منها قاعدة انطلاق لصناعة الحياة، فالثبات سمة غالبة في ثقافتنا العربية، ولا بد لنا من تجديد الرؤى، وتحريك الثابت، وتفكيك الصورة النمطية حتى نرسم غيرها لتكون أكثر تفاعلا وحيوية .


اليوم نحتفل بعيد الغدير، والغدير مناسبة ذات جدل فكري، لكنها في اليمن تحولت إلى مناسبة اجتماعية ثابتة، في ظل حركة التحول التي تشهدها المنطقة العربية، وفي ظل الجدل والصراع القائم اليوم بين الحق والباطل – وهو صراع طبقي قديم – يتجدد اليوم كقضية جدلية شائكة ومعقدة لم نصل إلى مرحلة توافق في حل إشكالها، وهي تمتد إلى العصر الجاهلي، فقد كانت الطبقية والتمايز من السمات البارزة في المجتمعات العربية الجاهلية، وحين جاء الإسلام لم تكن تلك الحالة التي عليها المجتمع العربي إلاّ ظاهرة اجتماعية كانت قد بلغت ذروتها، ولذلك جاء الإسلام ليمحو أمثال تلك الظواهر الاجتماعية ويؤكد على مبدأ التوحد والمشترك الإنساني، ولذلك رفع من شأن بلال بن رباح، وآخى بين المهاجرين والأنصار، ولم يفرق بين سلمان الفارسي وبين أي أموي وهاشمي، بل قال بالبعد الإنساني، ويُؤثَر عن الإمام علي -كرَّم الله وجهه- قوله: إنما الناس اثنان أو صنفان صنف أخ لكم في الدين وآخر شبيه لكم في الخلق، أي في البعد الإنساني، وقد حاول المشروع الإسلامي أن يجدد في المجتمع الإسلامي، ويحدث انتقالاً وتبدلاً، بيد أن الثقافات القديمة لا يمكن لها أن تترمَّد ولكنها – وفق طبيعتها ووفق قانون التاريخ- تعيد إنتاج نفسها وفق شروط المراحل وتجلياتها الثقافية، وقد رأينا يوم السقيفة كيف حاولت تلك الخصوصيات أن تعلن عن نفسها في صور ومستويات متعددة، ولم يكد الزمن يمضي حتى اندلعت الحروب والصراعات، وكانت المقومات القديمة للمجتمع الجاهلي هي الباعث، وهي الموجه الثقافي الذي يدير الصراع.
في صِفّين كانت تلك البواعث أكثر بروزاً ووضوحاً، وقد قال حينها عمار بن ياسر: «إني لأرى وجوه قوم لايزالون يقاتلون حتى يرتاب المبطلون، والله لو هزمونا حتى يبلغوا منا سعفات هجر، لكنا على الحق وكانوا على الباطل، والذي نفسي بيده لنقاتلنهم على تأويله كما قاتلناهم على تنزيله».
والخوض في تفاصيل هذا الموضوع يحتاج إلى مجلدات، والقضية ما تزال في طور التجدد مع كل صراع، وكل حالة تحول تحدث في المجتمعات العربية، وهي في اليمن ذات بعد تواشجي لعدة عوامل تاريخية منها مناصرة هذا الحي من اليمن للمشروع الإسلامي، وخصوصية العلاقة مع الإمام علي والطالبيين منذ بدء الصراع بين الأمويين والهاشميين، كما تدل على ذلك كتب الأخبار والتاريخ التي رصدت تموجات الحركة التاريخية.
ويبدو أن المعيقات الاجتماعية في التطور والتحديث ما تزال تضرب بسياجها حتى اليوم الذي يشهد العالم هذا الانفتاح الكوني في المعرفة، وفي الفلسفة، وفي الاشتغال الإنساني الذي يتجاوز العرقيات والسلاليات والأبعاد المناطقية، وقد برزت أصوات في شبكة التواصل الاجتماعي على أسس عرقية وسلالية، ويبدو أن اليمن ما يزال يقف في طريق السيل إن لم يتداركه أبناؤه ويخرجوه إلى الأفق الإنساني الذي يتسع للكل.
نتمنى على القائد العلم السيد عبد الملك الحوثي أن يولي هذه الثغرة في جدار البناء الاجتماعي والثقافي اهتماما مضاعفا حتى نذهب إلى المستقبل بخطوات أكثر تماسكا وبرؤى أكثر فهما في السيطرة على مقاليده، وحتى لا يجد العدو فينا ثغرة فينفذ منها لزعزعة استقرارنا .
نحن اليوم في أشد الحاجة إلى إحياء المشروع الإسلامي وليكن عيد الغدير هو الملهم حتى نضع من شأن الجاهلية الاجتماعية والثقافية والعصبيات، ونعلي من شأن المشروع الإسلامي العالمي بروح المعنى الكبير للإنسان الذي حمله الإسلام وشوهته الصراعات .
فإعادة الاعتبار لدور الثقافة كسلطة اجتماعية تفرض نفسها بالاصطدام بالواقع وتغييره بعد أن غاب هذا الدور أو كاد في العقود الماضية لأسباب سياسية بحتة .
والسؤال الذي يطرح نفسه: أين ثقافة المشروع؟ كيف تصبح فاعلاً وقادراً على الفعل والتغيير؟
إذا‮ ‬ترسخت‮ ‬في‮ ‬أذهاننا‮ ‬ثقافة‮ ‬المشروع‮ ‬حينها‮ ‬سنكون‮ ‬قادرين‮ ‬على‮ ‬التغيير‮ ‬وفق‮ ‬محددات‮ ‬ثلاثة،‮ ‬هي‮:‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‮- ‬الوقوف‮ ‬أمام‮ ‬الماضي‮ ‬ومساءلة‮ ‬مصادره‮ ‬المعرفية‮ ‬والثقافية‮، ‬ذلك‮ ‬أن‮ ‬الماضي‮ ‬يعيق‮ ‬نظام‮ ‬الطاقة‮ ‬على‮ ‬الحياة‮ ‬والقدرة‮ ‬على‮ ‬التجديد‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
– مساءلة الحاضر البشري الثقافي والسياسي والاجتماعي وتفقد أثره وإنتاجه وطبيعته الاجتماعية والسياسية والثقافية من أجل الخلق والابتكار ضمن حدوده النسبية لا المطلقة ومن خلال مكونه ومنظومته لا من خارجه، بمعنى التغلغل في نسيجه العام وإعادة ترتيبه وصياغته وتأهيله.‮.‬‬‬‬‬
‮- ‬الوقوف‮ ‬أمام‮ ‬أسئلة‮ ‬المستقبل‮ ‬وخلق‮ ‬إمكانية‮ ‬التحكم‮ ‬به‮ ‬عبر‮ ‬أدوات‮ ‬ومناهج‮ ‬العلم‮ ‬والتخطيط،‮ ‬لا‮ ‬الفوضى‮ ‬والارتجالية‮ ‬وسوء‮ ‬التخطيط‮ ‬التي‮ ‬نعاني‮ ‬منها‮ ‬في‮ ‬مظاهر‮ ‬حياتنا‮ ‬سواءً‮ ‬الفردي‮ ‬منها‮ ‬أو‮ ‬الجمعي‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
نحن أمام محطات يفترض أن تلهم البعد الثوري فينا حتى نصوغ واقعا إسلاميا متسقا مع المستوى الحضاري المعاصر ويحفظ هويته الإيمانية والثقافية .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

انضمام الكاميرون عضوا في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب

الجزيرة – عوض مانع القحطاني

في خطوة تعكس التزاماً متزايداً بمحاربة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي، أعلن التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب انضمام جمهورية الكاميرون رسمياً كدولة عضو ضمن دول التحالف الإسلامي، لتصبح بذلك الدولة الثالثة والأربعين التي تنضم إلى التحالف الإسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية.

وجرى تدشين إعلان الانضمام خلال مراسم رسمية في مقر التحالف بمدينة الرياض، حيث تم رفع علم جمهورية الكاميرون بجانب أعلام الدول الـ42 الأعضاء، في مشهد يجسد وحدة الصف والتضامن في مواجهة الإرهاب. وقد حضر مراسم الانضمام سعادة أمين عام التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب اللواء الطيار الركن محمد بن سعيد المغيدي وسعادة السفير الكاميروني لدى المملكة العربية السعودية، السيد إيا تيجاني، وممثل جمهورية الكاميرون في التحالف، إلى جانب وفد من السفارة الكاميرونية وممثلي الدول الأعضاء في التحالف.

ورحب الأمين العام للتحالف الإسلامي، اللواء المغيدي، بانضمام الكاميرون، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تمثل إضافة نوعية إلى الجهود الجماعية لمواجهة الإرهاب، وتُعزز من فعالية التنسيق والتكامل في المجالات الفكرية، والإعلامية، والمالية، والعسكرية. كما نوه بالدور الفاعل الذي تقوم به الكاميرون في التصدي للجماعات الإرهابية، إلى جانب عضويتها في عدد من المبادرات والتحالفات الإقليمية والدولية المعنية بمحاربة الإرهاب، مما يجعل من انضمامها للتحالف الإسلامي خطوة مباركه تعكس التوجه المشترك نحو أمن واستقرار أوسع.

اقرأ أيضاًالعالمأوكرانيا والولايات المتحدة توقعان اتفاقًا بشأن المعادن

من جهته، أعرب سعادة السفير إيا تيجاني عن فخر بلاده بالانضمام إلى التحالف، مؤكداً أن الكاميرون ترى في العمل الجماعي إطاراً فاعلاً وضرورياً لمواجهة الإرهاب بجميع أشكاله، ومشيداً بالدور القيادي الذي تضطلع به قيادة المملكة العربية السعودية في توحيد جهود الدول الإسلامية والدول الصديقة لمحاربة هذه الظاهرة العابرة للحدود.

وبانضمام الكاميرون، يرتفع عدد الدول الأعضاء في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب إلى 43 دولة، تعمل جميعها بشكل تشاركي وتكاملي لتعزيز الأمن الجماعي، وتوحيد الجهود في مواجهة الفكر المتطرف، وتجفيف منابع تمويل الإرهاب، ودعم الاستقرار الإقليمي والدولي.

مقالات مشابهة

  • نقوش جبل الذرواء بنجران.. أرشيف يروي قصة الفن الإسلامي المبكر
  • انضمام الكاميرون عضوا في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب
  • الطريق المنسي في العمل الإسلامي
  • شما المزروعي: العلوم السلوكية أداة استراتيجية لبناء الإنسان والعبور للمستقبل
  • برشلونة يواجه إنتر ميلان اليوم في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا  
  • التعليم العالي: تنظيم جلسات حوارية حول "التوظيف والجاهزية للمستقبل" و"مسارات الابتكار
  • القصة الكاملة للمقاتل السوري مجدي نعمة الذي بدأت محاكمته اليوم بباريس
  • فوز لائحة الوفاق العائلي في بلدية منطقة المريجة - تحويطة الغدير – الليلكي بالتزكية
  • اللواء بامشموس: تم إعداد برامج مميزة لأحياء الأسبوع العربي للتوعية المرورية كمحطة لتقييم الأداء وتعزيز السلامة الطرقية
  • رابطة العالم الإسلامي تُدين جريمة طعن مسلم داخل مسجد بفرنسا