شخصيات: عندما تنكر النظامان السعودي والإماراتي لمبدأ الولاية كان البديل الارتهان للوبي اليهودي
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
داجي محمد الوائلي: يستمد أبناء اليمن من مبدأ الولاية عدم الانصياع لأجندة الصهيونية العالمية جلال أحمد الجلال: المنهج الإلهي منظومة متكاملة ومن خلاله تنتصر الأمة محمد أحمد مداعس: أبناء اليمن يجددون الولاء لله ولرسوله وللإمام علي
المنهج الإلهي المتمثل بمبدأ الولاية هو سبيل الأمة لتحقيق الانتصار وسحق كيان الأعداء.
“الثورة” التقت العديد من الشخصيات التي أكدت أهمية ترسيخ مفاهيم الدين الإسلامي في وجدان الأمة العربية والإسلامية وعدم الانخراط في تنفيذ أجندة الطغيان المعاصر وإليكم المحصلة:
الثورة / عادل محمد أبو زينة
البداية مع الأخ داجي محمد الوائلي- نائب رئيس الهيئة العامة للأراضي والتخطيط العمراني الذي تحدث قائلا: بحشود مليونية احيا الشعب اليمني يوم الولاية يوم إكمال الدين وتمام النعمة، حيث يستمد أبناء اليمن من الولاء لله ولرسوله وللإمام علي الثبات على قيم الهوية الإيمانية وثوابت الإسلام المحمدي الأصيل وعدم الانصياع لأجندة الصهيونية العالمية.
وتابع: بهذه الحشود الهادرة التي ازدحمت بها الساحات والميادين أعلن يمن الإيمان الثبات علي قيم الحق والعدل والتمسك بالمنهج الذي اختاره الله سبحانه وتعالى للأمة، منهج الحق والتوحيد والبراءة من كل طواغيت الأرض.
وأضاف: الإمام علي – عليه السلام- هو التجسيد الصادق لمسيرة الرسول الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، ومن ثمار التولي للإمام علي إعلاء كلمة الله والتأكيد بأن العزة هي لله ولرسوله وللمؤمنين.
وأكد أهمية ترسيخ مفاهيم الدين الإسلامي الحنيف في أفئدة أجيال الأمة العربية والإسلامية وأن المنهج الإلهي هو المنهج الأكيد للفوز والفلاح وتحقيق الانتصارات في مواجهة الاطماع الاستعمارية التي تستهدف أقطار الوطن العربي والإسلامي.
ونوه الأخ داجي الوائلي: إلى ضرورة الحذر من المخططات التخريبية التي تهدف إلى الاستيلاء على عقول وضمائر أبناء الأمة من خلال نشر الثقافات التي لا تنسجم مع قيم ومبادئ عقيدة الإسلام.
ثمرة الولاء
إلى ذلك أشاد الأخ جلال أحمد الجلال – مدير عام جمارك ورقابة محافظة ذمار إلى تمسك أبناء اليمن بثوابت الهوية الإيمانية والسير على نهج الإسلام المحمدي الأصيل وقال: المنهج الإلهي منظومة متكاملة، وهو منهج حياة، وهو المنهج الذي تنتصر من خلاله الأمة على الأعداء.
وتابع: ما تعيشه اليمن اليوم من انتصارات على كافة المستويات هو ثمرة التمسك بالمشروع القرآني وثمرة الولاء لله وللرسول والإمام علي، وسيظل هذا المنهج هو النبراس الذي تسير على إرشاداته أجيال الوطن، ولن تفلح كل المخططات التخريبية التي تستهدف زحزحة اليمن عن موقعه الإيماني.
ونوه بأن الموقف اليمني المتعاظم الداعم والمساند للقضية الفلسطينية هو أحد ثمار امتلاك اليمن للقرار السيادي المستقل غير الخاضع لهيمنة طواغيت العصر.
وأشار إلى أن ثقافة الانتماء للإسلام المحمدي تمثل ضمانة حقيقية للنهوض بواقع الأمة وهي السبيل الأكيد لصون الأمة من خطر الانزلاق في براثن الولاية للشيطان الأكبر المتمثل في الولايات المتحدة وكيان العدو الإسرائيلي.
وأضاف الأخ جلال أحمد الجلال: عندما تنكر نظاما السعودية والإمارات لمبدأ الولاية وثقافة الانتماء للدين الإسلامي الحنيف كان البديل هو سقوط هذه الأنظمة في دائرة العمالة للأعداء وتنفيذ أجندة أعداء الأمة والرضوخ لهيمنة الصهاينة والأمريكان.
وأكد أن الدين الإسلامي الحنيف رسم لأجيال الأمة المنهج القويم والصراط المستقيم المتمثل بالولاية لله ولرسوله وأعلام الهدى.
ولفت إلى ما يشكله محور الجهاد والمقاومة من صحوة إسلامية تذود عن كرامة الأمة ومقدساتها بينما ترزح أنظمة التطبيع والخيانة في براثن الذل والهوان.
المشروع القرآني
الأخ محمد أحمد مداعس – مدير عام المؤسسة المحلية للمياه في أمانة العاصمة تحدث قائلا: الإنجازات التي يحققها وطن الإيمان والحكمة في مسار اسناد الحقوق العربية والإسلامية والانتصار لقضية المقدسات هي ثمرة المشروع القرآني الذي إرساه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي- رضوان الله عليه- وبهذا المشروع استطاعت الجمهورية اليمنية أن تكون رقما مهما وحاسما في معادلة الصراع مع أعداء الأمة.
وتابع: المشروع القرآني أعاد للساحة العربية والإسلامية أهمية الاقتداء والاهتداء بالنبي الكريم خاتم الأنبياء والمرسلين، الرسول الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم، وأن يكون المنهج الإلهي هو دستور المسلمين باعتبار هذا المنهج هو السبيل الوحيد لتحقيق الانتصار وتحقيق التطلعات المنشودة.
وأضاف: عندما امتثل أبناء الشعب اليمني للبلاغ الإلهي المتمثل بقول الله عز وجل ” يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ” وعلى ضوء هذا المنهج جدد أبناء اليمن إعلانهم التاريخي بالولاء لله سبحانه وتعالى وللبني الخاتم وللإمام علي- عليه السلام- وبهذا التوجه الإيماني أصبحت بلادنا، بحمد الله سبحانه، في طليعة الدول التي ترفض هيمنة محور الشر والطغيان المتمثل بالصهيونية العالمية، واستطاعت بلادنا مساندة الحقوق العربية والإسلامية في مواجهة الطغيان المعاصر.
منهج الحرية
فيما اعتبر الدكتور كمال عباس مرغم- نائب رئيس الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة للشؤون المالية والإدارية أن مبدأ الولاية هو منهج الحرية والسيادة الذي ارتضناه الله سبحانه وتعالى، كون هذا المبدأ يشكل ضمانة أساسية من تدخلات الأعداء وصمام أمان ضد الطغيان والاستكبار.
وقال: استطاعت الجمهورية اليمنية بفضل ثقافة الانتماء للإسلام المحمدي الأصيل أن تمتلك القرار السيادي النابع من هوية الإيمان وغير الخاضع لهيمنة محور الشر العالمي المتمثل بالصهيونية العالمية، وبهذا القرار المستقل استطاع الشعب اليمني أن يكون في طليعة الشعوب والأمم التي تساند كفاح أبطال المقاومة الفلسطينية في أرض الأنبياء وأن يكون لأبناء اليمن الشرف العظيم والدور الرائد في فرض الحصار البحري الشامل ضد الملاحة الصهيونية والسفن المرتبطة بكيان العدو الغاصب.
وأشار إلى أهمية ترسيخ ثقافة الانتماء لمبادئ الحرية والاستقلال وعدم الانجرار وراء الحضارة الغربية والأمريكية التي تستعبد الإنسانية في كل القارات وتسعى للسيطرة على مقدرات الشعوب والأوطان.
وأضاف الدكتور كمال مرغم: لقد كشفت معركة “طوفان الأقصى” زيف الحضارة الغربية والأمريكية ومدى ارتهان الولايات المتحدة للأخطبوط الصهيوني الذي مارس أبشع الانتهاكات بحق الأبرياء في قطاع غزة وكل فلسطين، مؤكدا أن المنهج الإلهي المتمثل بمبدأ الولاية لله ورسوله وللإمام علي هو سبيل الأمة لتحقيق الانتصار وسحق كيان الأعداء.
مصادر الهداية
بدوره قال الأخ عبدالله حسن الأشبط- مدير عام مكتب شركة النفط اليمنية في محافظة ذمار: في ظل هجمة الطغيان المعاصر بقيادة الولايات المتحدة والصهاينة على أقطار الوطن العربي والإسلامي وتكالب تحالف الأشرار على مقدرات الأمة تتجلى أهمية الولاية في الواقع الإسلامي اليوم، كون الأمة العربية والإسلامية أحوج ما تكون إلى المنهج الإلهي لإنقاذها من خطر الارتهان للصهيونية العالمية.
وأشار: الدين الإسلامي الحنيف منظومة متكاملة، وهو دين يشمل كل مناحي الحياة وهذا المنهج الإلهي الشامل هو الجدير بقيادة الأمة، وهو السبيل الوحيد لفلاح المسلمين وعزتهم، وضمانة أكيدة لتحقيق النصر في مواجهة طواغيت الأرض.
وتابع الأخ عبدالله الأشبط: عندما اختار شعبنا اليمني المؤمن الحكيم التولي الصادق لله وللرسول والإمام علي استطاع أن يكون في طليعة الأمم التي تدافع عن شرف الأمة ومقدساتها ويخوض معركة مباشرة مع العدو الأمريكي والصهيوني، وبعون الله سبحانه وتعالى وتأييده يتعاظم الموقف اليمني في اسناد قضية المقدسات ودعم المقاومة الباسلة في قطاع غزة وكامل فلسطين، حيث تواصل القوات المسلحة اليمنية فرض الحصار البحري على موانئ فلسطين المحتلة والسفن المرتبطة بكيان العدو الإسرائيلي.
وتطرق إلى أهمية الاهتداء بالرسول الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم الذي حدد للأمة الإسلامية مصادر الهداية عندما بلغ ما أمره الله تعالى ” بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ”.
وجاء البلاغ من النبي الكريم في يوم الغدير عندما أعلن صلوات الله عليه وآله وسلم في جموع المسلمين” من كنت مولاة فهذا علي مولاه”.
العهد والولاء
من جانبه أوضح الدكتور يحيى الضبعي مدير عام فرع الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة في محافظة ذمار أن الحشود المليونية اليمانية التي جددت العهد والولاء لله ولرسوله وللإمام علي هي تعبر عن أصالة أبناء الشعب وارتباط يمن الإيمان بالمنهج الإلهي.
وتابع: العدوان المستمر الذي تتعرض له الجمهورية اليمنية منذ عشر سنوات هو نتاج مواقف اليمن الداعمة والمساندة للحق العربي والإسلامي وإصرار أبناء اليمن على التمسك بالإسلام المحمدي الأصيل وعدم الانخراط في مشاريع التطبيع والخيانة والتفريط بمقدسات العروبة والإسلام.
وأشار الدكتور يحيى الضبعي إلى أن يمن الإيمان سيظل على العهد ولن يتخلى عن ثوابت الهوية الإيمانية وسيظل الموقف اليمني، كما أكد قائد الثورة المباركة، ثابتا ومتصاعدا في نصرة أبطال الكفاح والحرية في أرض الأنبياء.
الوحدة الإسلامية
فيما اعتبر الأخ محمد يحيى عبدالعزيز- مدير عام فرع بنك التسليف التعاوني والزراعي في محافظة ذمار: مبدأ الولاية هو الركيزة الأساسية لبناء أمة قوية عزيزة لاتهاب الأعداء.
وقال: لقد اختار النبي الخاتم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم الإمام عليا كونه الأجدر الذي يمتلك خصائص القيادة ويمثل الامتداد الأصيل لولاية الله سبحانه وتعالى ورسوله.
وأشار إلى أنه من الفوائد التي تعود على الأمة عندما تسير على منهج الولاية هو توحيد الصف العربي والإسلامي وتماسك النسيج الإيماني للمجتمعات العربية والإسلامية في مواجهة الأخطار والتحديات.
وتابع: نستمد من يوم الولاية أهمية ترسيخ الولاء لله سبحانه وتعالى وللنبي الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله وسلم وللإمام علي، ورفض كل اشكال الولاء والخضوع للطغيان المعاصر المتمثل بالولايات المتحدة وكيان العدو الإسرائيلي.
وأشار إلى أن ثقافة الانتماء للإسلام المحمدي تجسد المنهج الإلهي الذي ارتضاه الخالق تبارك وتعالى هذا المنهج الذي يرسم للأمة دروب النصر والحرية والكرامة.
ونوه إلى أهمية ترسيخ مفاهيم الولاء لمصادر الهداية، باعتبار هذا المفهوم منهجاً اختاره رب السماوات والأرض.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
عزة الأمة وكرامتها ما بين “الشهادة والانتظار”
يمانيون – متابعات
الذكرى السنوية للشهيد مناسبة غنية بالمعاني والقيم، حيث يستذكر فيها تضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله من أجل الدفاع عن الدين والوطن وقيم ومبادئ الحرية والعدالة، وتعتبر الذكرى محطة تزويد، وفرصة يتجدد فيها العهد بالاستمرار في حمل روحية الشهادة والاستشهاد كقيمة أساسية في الحياة.
في هذا الإطار، أجرى موقع أنصار الله استطلاعًا شاملًا مع كوكبة من العلماء والشخصيات المجتمعية والكتّاب والمحللين، حيث تمحور الاستطلاع حول عدة نقاط رئيسية حول تأثير الذكرى السنوية للشهيد على الوعي الجماعي، ودور هذه الذكرى في تحفيز الأفراد على الالتزام بقيم الفداء والعطاء. كما تناول المتكلمون كيفية إيجاد سبل لتعزيز الروح الجهادية وترتيب الأولويات والأهداف، وأهمية ترجمة معاني الشهادة إلى أفعال تساهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك.
الاستطلاع يهدف إلى الإسهام في تعزيز الوعي بأهمية ثقافة الشهادة والعمل على ترسيخ وحماية قيمها في واقع أجيال الأمة المتعاقبة، فإلى الحصيلة:
المواجهة مع قوى الاستكبار
البداية كانت مع العلامة فؤاد ناجي، والذي وصف الذكرى السنوية للشهيد بمحطة استذكار تعكس الأمة من خلالها احترامًا عميقًا للتضحيات التي قدمها شهداؤنا العظماء، الذين بفضلهم نستشعر اليوم عبق الحرية.
وأوضح ناجي أن الشهداء هم قادتنا وأساتذتنا، وأن فضلهم بعد الله والأنبياء لا يُقدر بثمن. إذ تنبع قوتنا وعزيمتنا اليوم من دروس تغرسها تضحياتهم في قلوبنا وعقولنا, فهذه الذكرى تُعيد ترتيب أولوياتنا وتستحث الهمم، مما يساعدنا على الوفاء بالعهد الذي قطعناه لهم: السير على الدرب الذي بذوره بدمائهم وأرواحهم.
وأعتبر العلامة ناجي حياة الشهداء مدرسة عظيمة، يُدرّس فيها الشهداء دروسًا لا تُنسى، كتبت على صفحات التاريخ بنقوشٍ من دمائهم, إنهم أساتذة الأجيال الذين أبدعوا في صقل الهوية، وتقديم نماذج تُحتذى في الشجاعة والإيثار, دروسًا تفوق في عمقها وثرائها كل ما يمكن أن تجده في سائر المدارس.
وأدرج خلال حديثه إشارات من القرآن الكريم، مؤكداً أن الله سبحانه وتعالى قد كرم الشهداء بلقبهم الخاص، فكانوا “الشهداء في سبيل الله” بدلًا من “القتلى”, وهو التكريم الذي عبر عن انتقالهم من حالة الفناء إلى حالة الحضور الدائم في عالم الشهادة، بما يتضمنه من شرف ورفعة.
أشار العلامة ناجي إلى أن الشهداء هم بالفعل حاضرون في مقعد صدق عند مليك مقتدر، يجسدون معنى الشهادة ويشهدون يوم القيامة على الأوفياء الذين حملوا الراية، في حين يبرزون أيضًا كحجة على الآخرين الذين قصروا في الوفاء بالعهد.
ودعا العلامة ناجي إلى تجديد العهد ومواصلة الإخلاص في العمل من أجل تحقيق الأهداف التي استشهد من أجلها أولئك العظماء، مؤكدًا أن الالتزام بمبادئهم يظل أمانة في الأعناق، ويجب أن نتذكر دائمًا أنهم يمثلون ضمير الأمة وقلبها النابض.
وأوضح أن الشهداء هم شهود على صدق أحوال الناس، يشهدون للذين وفوا بالعهد ويشهدون أيضًا على من قصروا وتخلفوا عن نصرة الحق.
وتابع قائلاً: “يشهدون، كما قال الله: ‘فإذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدًا”. مشيرًا إلى أنه في يوم القيامة سيكون الشهداء شهداء على من تنازلوا عن مبادئهم، ولن يفلح أولئك الذين فرطوا أو بدلوا في ذلك اليوم العظيم.
شهداء القضية العادلة
وأكد العلامة فؤاد ناجي أنه عندما نحيي ذكرى الشهداء، فنحن نجدد العهد لهم بأن نكون أوفياء لدمائهم وتضحياتهم, واستعرض بشكل واضح أن شهداءنا هم شهداء قضية عادلة، مستشهدًا بأنهم يمثلون الحق والمظلومية والإنسانية والإسلام, إنهم شهداء لفلسطين وللقرآن، وللراية التي حملوها في مسيرتهم نحو القدس، والذين واجهوا قوى الاستكبار بعزيمة وإصرار.
وأشار العلامة ناجي إلى دور الشهداء في توحيد الأمة، حيث اختزلوا الجغرافيا وجعلوا القضية المركزية هي المسجد الأقصى. فقد التقى الدم الفلسطيني بالدم اليمني والعراقي واللبناني والإيراني في معركة واحدة، من أجل قضية واحدة ضد عدو واحد.
ولفت إلى تلك الوحدة التي اتسمت بها الساحات، فلم يعد هناك فرق بين سنة وشيعة، أو شرق وغرب. فقد تبلور المشهد حول محورين أساسيين: محور القدس ومحور الولايات المتحدة, وتتجلى رايتان فقط في الأفق: راية الأقصى وراية الصهاينة، وينقسم الناس أمام هذا المشهد إلى فريقين: فريق مع القدس وفريق مع إسرائيل وأمريكا.
وواصل العلامة ناجي بالقول: “هنيئًا لشهدائنا أنهم كانوا في هذا الخط، وأنهم خاضوا هذا الدرس العظيم”.
إن تضحياتهم ومواقفهم تظل درسًا لكل الأجيال، تحث على المقاومة والتضحية في سبيل القضايا العادلة. وبذلك، تبقى ذكرى الشهداء قدوةً لنا جميعًا، تدفعنا لاستمرار المسيرة نحو تحقيق الحقوق واسترداد المقدسات.
كما تطرق العلامة فؤاد ناجي إلى مفهوم الشهادة وأهميتها في تعزيز الروح الجهادية لدى الأمة. وأكد أن الدرس الأعمق الذي يمكن استخلاصه من هذه الذكرى هو ضرورة حمل روح الجهاد والاستشهاد. وبيّن أن أعظم وفاء يمكننا تقديمه للشهداء هو التمسك بهذه الروحية، التي تشكل خط الدفاع الأول أمام مخططات الأعداء.
عزة الأمة وكرامتها ما بين الشهادة والانتظار
وفي كلمته، التي ألقاها في الفعالية التي أحيتها مؤسسة بنيان التنموية وأكاديمية بنيان للتدريب والتأهيل صباح الأحد الموافق 15 جمادي أول 1446هـ، أشار العلامة ناجي إلى أن الله قسم الصادقين إلى قسمين: “رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، منهم من قضى نحبه”: وهم الشهداء الذين قضوا نحبهم، و”منهم من ينتظر”: وهم أولئك الذين ينتظرون الشهادة بشغف للحاق برفاقهم, فهؤلاء ينتظرون موعدهم للالتحاق بحضيرة القدس ومقعد الصدق عند الله، وهذه الروحية برأيه، هي الاستراتيجية التي يعجز الأعداء عن مواجهتها.
وأضاف مستشهدًا بكلمات قائد الثورة: “الأمة التي تعشق الشهادة لا يمكن للأعداء أن يخيفوها أو يهزموها”, فكيف يمكن تهديد أمة تتوق إلى الشهادة وتعتبرها أقصى أمانيها؟ إن روح الشهادة تستدعي الصدق في العهد، والوفاء لتضحيات الشهداء، والاستمرار في خط الجهاد دون انحراف.
واستعرض ناجي ثلاث حالات قد يتعرض فيها الإنسان للاستبدال من قبل الله، مشددًا على أهمية عدم التبديل في الروح الجهادية.
الحالة الأولى : تتعلق بالبخل عن الإنفاق في سبيل الله، حيث قال الله تعالى: “وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم”.
الحالة الثانية: تتعلق بترك الجهاد والمرابطة، محذرًا من العذاب الذي قد ينزل على من يقصر في هذا الواجب, بينما الحالة الثالثة: تنبه على خطر الانزلاق عن هدى الله، مما قد يستدعي الاستبدال.
وأوضح أن التبديل الخطير ينطلق من تغييرات نفسية وثقافية، وعدم الاستجابة لنداء الجهاد. فالإنسان الصادق بعهد الله هو من لا تُغريه الدنيا ولا تتلاعب به الشبهات، بل يظل ثابتًا في إيمانه رغم التحديات.
كما أكد العلامة أن حمل روح الشهادة لا يعني العزوف عن الحياة أو الإحباط، بل هو تعبير عن الاستنفار الدائم والاستعداد للقاء الله في أي لحظة. إن انتظار الشهادة يعبر عن الصدق في العهد مع الله، ويجب أن يكون الإنسان جاهزًا للقاء الله بدون خوف، إلا في حالة الذنوب التي تهدد لقاءه.
أكد ناجي أن روحية الشهداء تعكس حب الحياة في سبيل الله، فهم لم يكونوا محبطين بل أكثروا من الخير، وآثروا التضحية من أجل المستضعفين ورفع راية الحق., هذه المبادئ تبقى نابضة في قلوبنا، تدفعنا للاستمرار في مسيرتنا نحو الجهاد من أجل القضايا العادلة.
مجاهد الجبهتين، وحامل الرايتين
وفي تصريح خاص لموقع أنصار الله، أكد نائب المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية المهندس علي ماهر على ضرورة وحدة موقف ودور الأمة الإسلامية بأكملها، محذرًا من التحديات التي تواجهها, ورغم القول: بأن الولايات المتحدة، بكل ترسانتها العسكرية وقوتها الظاهرة، لا تعدو كونها “قشة” في مهب الريح، فقد تجلى مصداقه في واقع المواجهة الراهنة، التي ترصدها القوات المسلحة اليمنية. فهذه القوات، بشجاعة وإقدام، تواجه أعتى الأساطيل الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، بما تحمله من بوارج ومدمرات وحاملات طائرات.
ولعل المفارقة الموجعة هي أن معظم الأنظمة العربية والإسلامية، بدلاً من الوقوف في صف قضايا الأمة، اختارت أن تقف ضد نفسها ودينها، وتحيد عن القضية المركزية للأمة. ففي الوقت الذي يسعى فيه أبطال المقاومة للدفاع عن الحق، تفتح هذه الأنظمة أبواب المجون والفساد، وتستقبل الخلاعة في بيوت الله، متجاهلةً القيم والمقدسات.
والأكثر إيلامًا أن هذه الأنظمة تحالفت مع قوى الشر والطغيان، ممثلة بأمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني الغاصب. فتقديم الشعوب والثروات كمقابل للمصالح الأمريكية يعد خيانة لا تغتفر، حيث تسعى لتحقيق وعود باطلة بالحماية، من دون أن تسأل: من يحمي من، وكيف ستفعل ذلك؟ وهم الذين عجزوا عن حماية أنفسهم وأساطيلهم.
إن هؤلاء الشهداء، بفضل بطولاتهم وتضحياتهم، يظلون حاضرين في قلوبنا، يُلهموننا الطريق، ويدفعوننا للوفاء بعهودنا. نحن ماضون على دربهم، متصلون بنهجهم الاستشهادي، ونحمل راية جهادهم، عازمين على حفظ الأمانات التي أُوكلت إلينا، حتى يأذن الله لنا بشرف اللحاق بهم.
الشهادة في مرضاة الله حياة أبدية وخالدة
في السياق، أشار فضيلة العلامة عبد الكريم عبدالله الشرعي، عضو رابطة علماء اليمن، إلى مكانة الشهادة العظيمة في الدين الإسلامي، مؤكدًا أن الله تعالى قد جعل فضل الشهادة في المرتبة الثانية بعد مرتبة الأنبياء والأولياء والصديقين. وعرض الشرعي هذه الفكرة بمزيد من الإيضاح، موضحًا أن يوم القيامة يُعتبر يومًا عظيمًا، حيث يفصل الله -عز وجل- بين الخلائق، مؤكداً أن أول ما يُحكم به في ساحة المحشر هو الحُكم بين الشهداء والنبيين، كما قال سبحانه وتعالى: “﴿ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾[ الزمر: 69].
تظهر هذه المكانة الرفيعة للشهداء عظمة تضحياتهم وصمودهم، فبدونهم لا تستطيع الشعوب أن تحيا بكرامة، ولتلاشت قيم الدفاع عن الأرض والعرض, وحذر الشرعي من المخاطر المحدقة التي تتعرض لها الشعوب نتيجة غياب هذا الصمود، مشبهًا الوضع القائم في غزة ولبنان بما عاشه اليمن من أهوال.
كما استعرض الشرعي، في حديث خاص لموقع أنصار الله، الظروف الصعبة التي مر بها اليمن، مستشهدًا بالتفجيرات “الإرهابية” التي استهدفت الأبرياء، من المفخخات والعبوات الناسفة، وما أُحيط به الطيارون وكبار الضباط من اغتيالات ممنهجة, تلك الأعمال الإرهابية، التي لم تسلم منها حتى مواقع حتى وزارة الدفاع في العرضي بالعاصمة صنعاء، وكافة الأماكن العامة، ومن ضمنها المستشفيات والمساجد كجامع بدر وجامع الحشحوش، كانت تُمثل تهديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار. ولكن بعون الله وتأييده ثم بصمود الشهداء وتضحياتهم الجسام، تجاوز اليمن تلك المرحلة المظلمة، ليبدأ العيش في أمن واستقرار.
مؤكدًا أن الشهادة تُعد أحد أشرف المنازل عند الله، حيث يكرم الله الشهداء باستضافتهم إلى جواره، ويمنحهم حياة أبدية ورزقًا مستدامًا إلى جوار الأنبياء والصديقين: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}
إن الدروس المستفادة من تضحيات هؤلاء الأبطال تظل نبراساً يُضيء الطريق للأجيال القادمة، مُشجعاً المجتمع على تقدير عطاءاتهم والاحتفاء بذكراهم. مشددًا “يتوجب علينا جميعًا أن نستمر في تكريم شهدائنا، وتقدير كل ما بذلوه من أجل الوطن، مستلهمين من صمودهم العزيمة على البناء والتطوير، لنتفوق على التحديات ونحقق الأمن والاستقرار الذي يستحقه شعبنا”.
الاستعداد خصوصية يتميز بها المجاهد
“في عالم الإيمان والجهاد، تبرز قيمة الشهادة كنجم ساطع، لا تحجبها زينة الدنيا ولا ملذاتها”، بهذه العبارة استهل القاضي جميل عبدالعزيز الشرعي – مدير عام استئناف الجوف – تصريحه لموقع أنصار الله، مؤكدًا أن الشهادة تمثل الهدف الأسمى الذي يسعى إليه المؤمن، وعليه أن يكون واعيًا بأن التبديل الخطير يكمن في المواقف والأخلاق والمبادئ. فالإنسان، إذا لم يتدارك نفسه ويستغفر الله سبحانه وتعالى، قد يتعرض لاختلالات متعددة تمس جوانب حياته كافة، العقلية والشخصية، بل والروحانية التي يحملها المجاهد والشهيد.
مشيرًا إلى أن المجاهد الذي يحمل روح الجهاد والاستشهاد لا يتأثر بمظاهر الدنيا، لأنه يبذل جهده في سبيل هدف سامٍ، وهو نيل الشهادة, وفي ذلك تأكيد على أن الشهادة ليست مجرد لفظ يُقال، وإنما تجسيد للإرادة الصادقة والعزم الثابت.
لافتًا إلى أن على المجاهد أن يعمل بلا كلل لمواصلة مسيرته، مع تعزيز موقفه عند الله بالتحلي بالتقوى والصلاح ليكون أهلًا لضيافته وكرامته.
وحث الشرعي الأجيال الناشئة من رحم التضحية التي قدمها الشهداء، على الاستعداد الدائم لمواجهة التحديات، مشيرًا إلى أن الاستعداد هو الخصوصية التي يتميز بها المجاهد عمن سواه، والتذكير بأن الشهداء إنما سبقوا, وأنهم يمثلون القدوة في الإصرار والعطاء. مشيرًا إلى أن هذا الاستعداد هو ما يمنح الإنسانية القوة للثبات, محذرًا “ليس هناك مكان للكسل أو التفريط في روح الجهاد, فالأشخاص الذين يستسلمون لداء الأعذار والشكوك هم بعيدون عن روح الشهداء والمجاهدين. في المقابل، تظل شجاعة المجاهد هي النور الذي يضيء دربه، حتى في أحلك الظروف”.
وقال: “في ذكرى الشهداء، يُدعى كل من يعيش تحت سماء الأقصى إلى التأمل في نفسه، ليقيس مدى استعداده للبذل والعطاء من أجل قضيته, فإننا في خضم معارك ضارية، نحتاج إلى تمسك قوي بمبادئ الجهاد والعمل الجاد، حتى نواجه التحديات بشجاعة وإيمان, يكمن جمال الموقف في من يجدد العزم، ويسعى لتغيير الواقع رغم المعوقات”.
مضيفًا “علينا أن نستثمر كل لحظة في تأمل أحوالنا وذكر الشهداء, فالمجالس التي تذكّرنا بشهاداتهم وتشعل فينا جذوة الحماس هي وجهتنا, إنها فضاءات للتفاعل والتأمل، وتذكير دائم بأن الجهاد ليس صراخًا فقط، بل هو أيضًا التزام دائم وتجديد للعهد مع الله والشهداء”.
—————————————-
أنصار الله. استطلاع: يحيى الربيعي