الأمم المتحدة: مستمرون بتقديم المساعدات في غزة رغم العقبات الخطيرة
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
عبدالله أبوضيف، الاتحاد (غزة)
أخبار ذات صلة تراجع الناتج المحلي الإجمالي في فلسطين بنسبة 35% الاتحاد الأوروبي يحذر من استمرار الوضع الإنساني الكارثي في غزةاعتبرت الأمم المتحدة أن انعدام الأمن والأعمال العدائية تشكلان عوائق رئيسة أمام العمليات الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدةً مواصلة عمل فرق الإغاثة الأممية رغم العقبات الخطيرة، وسط تحذيرات من تجدد حدوث مجاعة في جميع أنحاء القطاع جراء القيود المفروضة على وصول المساعدات.
وجدد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» أمس، التأكيد أن انعدام الأمن والأعمال العدائية النشطة جنوب قطاع غزة لا تزال تشكل عائقاً رئيساً أمام العمليات الإنسانية.
وأضاف «أوتشا» في بيان صحفي، أن من بين العوائق الرئيسة المستمرة أمام إيصال المساعدات الإنسانية هي الحصول على الإمدادات من معبر كرم أبو سالم.
وأوضح أنه من أجل القيام بذلك واجهت المنظمات الإنسانية «أنشطة إجرامية» على طول الطريق الوحيد الذي اضطرت إلى استخدامه وسط العمليات العسكرية الإسرائيلية القريبة.
وأشار إلى أن الشركاء الذين يعملون على دعم الرعاية الصحية في غزة يحذرون من أن انقطاع التيار الكهربائي بسبب نقص الوقود لا يزال يعرض حياة المرضى أصحاب الحالات الحرجة للخطر.
وذكر أن نقص الوقود يعيق الجهود المبذولة للاستجابة لأزمة المياه والصرف الصحي والنظافة في جميع أنحاء القطاع.
وحول المياه الجوفية، حذر المكتب الأممي من أن إنتاج تلك المياه التي تعد المصدر الرئيس للإمدادات في غزة انكمش بنسبة تزيد على 50 بالمئة أي من 35 ألف متر مكعب يومياً إلى 15 ألف متر مكعب فقط.
بدوره، أكد منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، مواصلة فرق الإغاثة التابعة للمنظمة الأممية تقديم المساعدات المنقذة للحياة إلى قطاع غزة على الرغم من العقبات العديدة والخطيرة التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني هناك.
وقال غريفيث في حوار خاص مع أخبار الأمم المتحدة، إن الفرق الإغاثية ستستمر في توصيل المساعدات إلى الناس في غزة، معرباً عن قلقه بشكل خاص بشأن الوضع الأمني في القطاع الذي أصبح العمل الإنساني فيه أكثر صعوبة.
وأشار غريفيث الذي يتولى أيضاً منصب وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية إلى أن الأمم المتحدة لا تزال تتفاوض مع السلطات الإسرائيلية وبمساعدة من الولايات المتحدة لإيجاد الظروف المناسبة للسماح بتسليم المساعدات الإنسانية بشكل آمن.
ونبه إلى أن المساعدات يمكن أن تحدث فارقاً كبيراً، مشدداً في هذا الصدد على ضرورة فتح كل المعابر وإعادة تشغيل الرصيف العائم وإخراج تلك المساعدات من الشاطئ.
وأضاف «أننا نخذل أهل غزة يومياً في كل مرة لا نتمكن فيها من إيصال المساعدات إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها»، لافتاً إلى أن «أحد الجوانب المثيرة للاهتمام في الشرق الأوسط هو أن هناك الكثير من الدبلوماسية السياسية والكثير من الوساطة الجارية».
وفي السياق، دقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «المنظمة» ناقوس الخطر بشأن ارتفاع مخاطر حدوث مجاعة في جميع أنحاء القطاع حال استمرار الحرب ومواصلة تقييد وصول المساعدات الإنسانية على نطاق واسع.
وقال ماكسيمو توريرو، كبير الاقتصاديين في «الفاو»: «لقد شهدنا ارتفاع خطر المجاعة خلال الأشهر الثمانية الماضية بسبب الأعمال العدائية المستمرة بلا هوادة والتي اتسمت بالقصف والعمليات البرية، إضافة إلى محدودية وصول المساعدات الإنسانية العاجلة لمن يحتاجونها مما كان له تأثير خطير على جميع سكان غزة».
وأكد أنه على الرغم من بعض التحسن في مناطق شمال غزة، إلا أن الوضع لا يزال هشاً وحرجاً للغاية ولا يمكن التنبؤ بتطوراته، وأي تغيير كبير قد يؤدي إلى تدهور سريع نحو المجاعة في غزة، مضيفاً أنه في شمال غزة على وجه الخصوص، تستمر العمليات العسكرية البرية بكثافة عالية، مما يؤدي إلى التهجير القسري ويزيد من تفاقم الوضع الاجتماعي وحالة الأمن الغذائي.
وحذر من أن أغلب سكان القطاع يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة غزة فلسطين قطاع غزة حرب غزة إسرائيل الحرب في غزة أهالي غزة سكان غزة المساعدات الإنسانیة الأمم المتحدة فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
مصر تقود جهود الإغاثة.. قدّمت 87% من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة
تواصل مصر تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية لأهالى قطاع غزة، الذين يعانون أوضاعاً إنسانية كارثية، جراء العدوان الإسرائيلى المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023.
تقارير: «القاهرة» أثبتت أن دعم القضية الفلسطينية عقيدة راسخةوأكدت التقارير أن مصر قدّمت ما يزيد على 87% من إجمالى المساعدات الإنسانية التى دخلت القطاع منذ بداية الأزمة، لتثبت مرة أخرى أن دعم القضية الفلسطينية يُمثل عقيدة راسخة فى الوجدان المصرى، وتضطلع بدور محورى فى ضمان تدفّق المساعدات إلى القطاع، رغم التحديات الكبيرة التى تفرضها سيطرة الاحتلال الإسرائيلى على المعابر.
ونجحت الجهود المصرية، بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، فى التوصل إلى اتفاق هُدنة يتضمّن السماح بدخول 600 شاحنة يومياً إلى غزة، منها 50 شاحنة محمّلة بالوقود، مع تخصيص نصف المساعدات لشمال القطاع الأكثر تضرّراً.
ورغم تدمير الاحتلال الإسرائيلى لمعبر رفح من الجانب الفلسطينى، استمرت مصر فى إيصال المساعدات جواً، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى شدّد على ضرورة تخفيف المعاناة عن أهالى القطاع.
ونجحت الدولة المصرية فى فرض إرادتها السيادية على المنطقة، وضغطت على الجانب الإسرائيلى للسماح بإدخال المساعدات، وهو ما أشادت به الوفود الأممية التى زارت معبر رفح، واطلعت على الجهود المبذولة.
ولم تتوقف الجهود عند حدود الإمدادات الغذائية والطبية فقط، بل شملت أيضاً إقامة سلسلة من المخيمات الإنسانية فى جنوب قطاع غزة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المهجرين بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وكان أحدث هذه المخيمات مخيم «خان يونس»، الذى أنشئ لتوفير المأوى والخدمات الأساسية للنازحين، وعلى مدار التاريخ، أثبتت مصر أنها الشريك الأكثر التزاماً بقضية فلسطين، حيث قدّمت المساعدات الإغاثية والطبية رغم التحديات السياسية والميدانية.
ومع وصول نسبة المساعدات المصرية إلى 87% من إجمالى المساعدات الدولية المقدّمة إلى غزة، تؤكد القاهرة دورها الرائد كداعم رئيسى للشعب الفلسطينى وكمحور استراتيجى للجهود الإنسانية فى المنطقة، وتتطلع مصر، التى تحمّلت العبء الأكبر فى مواجهة هذه الأزمة، لأن تكون المرحلة المقبلة بداية لتعزيز السلام والاستقرار فى قطاع غزة، مع استمرار جهودها فى تقديم كل ما يلزم للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين.
«التحالف الوطنى» يجهز أكبر أسطول لدعم الأهالىوقال محمود فؤاد، عضو مجلس أمناء التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، فى تصريح لـ«الوطن»، إن التحالف الوطنى يستعد لتجهيز أكبر أسطول من المساعدات الإنسانية المقرّر توجيهه إلى قطاع غزة خلال الأيام المقبلة، استكمالاً للجهود المصرية التى لم تتوقف منذ بدء العدوان، لتعزيز صمود الشعب الفلسطينى فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى.
«فؤاد»: سنستكمل الجهود لتعزيز صمود الشعب الفلسطينى فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلىوأكد التحالف استعداده الكامل لتقديم جميع أوجه الدعم للأشقاء فى غزة والمشاركة فى تلبية احتياجاتهم الإنسانية الملحة، بالتنسيق مع الجهات المعنية، وبالتعاون مع منظمات المجتمع المدنى المحلية والدولية، وسيواصل جهوده الإنسانية والتنموية فى غزة خلال الفترة المقبلة، مسخّراً إمكانياته وموارده لخدمة أهلنا فى القطاع والتخفيف من معاناتهم.
وثمّن «التحالف» جهود القيادة السياسية والدور المحورى لمصر فى وقف إطلاق النار بغزة، ويُجدّد التزامه بدعم أهالى القطاع، مقدّماً الشكر والتقدير للقيادة السياسية المصرية على جهودها الحثيثة والمخلصة التى تكلّلت باتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، مُثمّنين الدور المحورى لمصر فى الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى والمساهمة فى تحقيق السلام العادل والاستقرار فى المنطقة.
وكان «التحالف» قد نظم حملات إغاثية واسعة لغزة تصل إلى 2619 شاحنة، بإجمالى 54 ألف طن من المساعدات الإغاثية، منها إرسال قوافل طبية لتقديم الرعاية الصحية وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية، وتوزيع المساعدات الغذائية لتأمين احتياجات الأسر من المواد التموينية الأساسية، وتوفير مواد الإيواء للعائلات التى فقدت منازلها، وتنظيم حملات تبرّع بالدم لتوفير احتياجات أشقائنا فى فلسطين من الدم ومشتقاته.
جهود حثيثة تبذلها مصر من أجل القضية الفلسطينية من خلال التوسط لإتمام اتفاقية وقف إطلاق النيران فى غزة ووقف الحرب وتبادل الأسرى، ومنذ الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين قدمت مصر دعماً مستمراً للقضية، متبنية استراتيجيات دبلوماسية شاملة لتحقيق السلام. ففى عدة محافل دولية، مثل مؤتمر القدس 1931، ومؤتمر بلودان 1937، كانت مصر فى مقدمة الدول الداعمة لفلسطين. كما كانت لها مواقف حاسمة، منها رفض الكتاب الأبيض عام 1939 الذى اقترح إقامة وطن قومى لليهود، وتنظيمها مؤتمرات إنسانية عربية عديدة، مثل مؤتمر أنشاص 1946، وفقاً لـ«الهيئة العامة للاستعلامات».
وعلى الصعيد الدبلوماسى، تبنت مصر مساراً دبلوماسياً متقدماً لتحقيق اختراق جديد فى حل القضية، معتمدة على التنسيق مع الأطراف الإقليمية والدولية، شملت هذه الجهود اجتماعات قمم ثلاثية بين مصر والأردن وفلسطين، ومبادرات دولية مثل اللجنة الرباعية الدولية، مع السعى المستمر لتحقيق حل يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967.
كما لعبت مصر دوراً محورياً فى توحيد الرؤى الفلسطينية، حيث رعت اتفاق المصالحة بين فتح وحماس عام 2017، واستضافت لقاءات أمناء الفصائل فى 2023، ما يعزز من فرص الحل السياسى المستدام.
من خلال هذه الجهود، سعت مصر إلى تجاوز الانقسام الفلسطينى وتحقيق وحدة الصف لمواجهة التحديات المستمرة فى القضية، وفقاً لتحليل للمركز المصرى للفكر والدراسات السياسية.
«القاهرة» دعمت إعادة إعمار القطاع فى 2021 بمبلغ 500 مليون دولاروقدمت دعماً مادياً ومعنوياً لفلسطين، خاصة فى قطاع غزة، حيث فتحت معبر رفح لتقديم المساعدات الطبية والغذائية، ودعمت إعادة الإعمار بعد التصعيد فى 2021 بمبلغ 500 مليون دولار. وتستمر مصر فى جهودها الدبلوماسية لتجنب التصعيد المستمر وضمان استقرار المنطقة، مع التأكيد على ضرورة حل القضية الفلسطينية عبر الشرعية الدولية، وضمان الأمن القومى العربى.