قال نائب أمين عام حزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم إنهم لن يتركوا تهديدات إسرائيل تؤثر سلبا عليهم على الإطلاق، مؤكدا أنها تحفزهم على المزيد من الاستعدادات احتياطا.

وأضاف الشيخ نعيم قاسم في كلمة له خلال إحياء ذكرى مرور أسبوع على رحيل علي الهادي جمعة في مجمع المجتبى في الضاحية الجنوبية، أن "هذه التهديدات فارغة من المحتوى وأن إسرائيل لن تنال بالتهديد ما لم تنله في الميدان.

إقرأ المزيد "بوليتيكو": مواجهة واسعة النطاق بين إسرائيل و"حزب الله" قد تبدأ خلال أسابيع

وتابع قائلا: "إذا نزلت إسرائيل إلى الميدان فستحصد المزيد من الخسائر، وستكون خطوة متقدمة على طريق الزوال.. أصحاب الأرض هم الباقون والجَلَب من أصقاع الأرض هم المهزومون والخاسرون".

وأشار إلى أن "من يستنكر قوتهم فهذا لأنه ضعيف ولن يصبح قويا بهذا الاستنكار".

وأكد الشيخ قاسم أن "المقاومة في لبنان حصلت على شرعيتها من ثلاثية الإنجاز الالتفاف الشعبي، التحرير، الانتصارات المتتالية على إسرائيل".

وأوضح أن "المقاومة حققت هذه الإنجازات الثلاثة بعناوينها العامة ولها تفاصيل، وأصبح لها مشروعية حقيقية لأنها رد على كل أولئك الذين يدعون إلى خيارات أخرى بالتحرير أو الانتصار أو إدارة الدولة". 

وبيّن أن "ثلاثية الإنجاز أتت من ثلاثية العمل وهي "الشعب، الجيش، المقاومة"، مضيفا "إذا نحن أمام ثلاثيتين.. ثلاثية عمل هي الجيش والشعب والمقاومة.. وثلاثية إنجاز هي الالتفاف الشعبي والانتصارات والتحرير ومن كانت له هذه النتائج لا يمكن أن يسأل عن مشروعية عمله بل السؤال إلى أولئك الذين لم ينجزوا شيئا وما زالوا يبكون على الماضي السحيق ولا يستطيعون تحقيق شيء".

وأكد نائب أمين عام حزب الله اللبناني أن "المقاومة في لبنان هي وطنية بامتياز لأنها حررت الأرض، ووطنية بامتياز عندما تساند أشقاءها في مواجهة عدو واحد، وهذا العدو لو سنحت له الفرصة لقام بعدوان على لبنان كما حصل في غزة، فنحن معنيون من الموقع الوطني".

إقرأ المزيد إعلام عبري: انقطاع الكهرباء واشتعال الحرائق في مناطق من الشمال بينها صفد بعد صواريخ حزب الله (فيديو)

وصرح الشيخ قاسم "بعد 9 أشهر من العدوان على غزة بأبشع أنواع العدوان بقيت المقاومة صامدة ومنتصرة وستستمر كذلك وإخفاقات إسرائيل مستمرة والانهيارات الداخلية تحصل في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأخلاقية والتربوية وهذا مؤشر أن المقاومة منصورة وأن إسرائيل مهزومة".

لفت نائب أمين عام حزب الله إلى أن "الهزيمة لن تكون لإسرائيل فقط بل لأمريكا وكل الداعمين".

وشدد في كلمته على أنه "لا إمكانية لإنهاء هذا الوضع القائم في غزة إلا بوقف إطلاق النار ووقف العدوان، مشيرا إلى أن أي حل آخر يبحثون عنه لن يكون لديه قابلية لأنه يعني هزيمة المقاومة بالسياسة بعد العجز عن هزيمتها بالمقاومة فلا خيار للمقاومة إلا بالاستمرار".

وذكر الشيخ قاسم أن تصريحات غالانت بعد زيارته لأمريكا لفتت انتباهه حيث كان لديه موقفان أولهما قال فيه "نحن لا نسعى لحرب مع حزب الله وهنا بدأ بالنزول التدريجي من على الشجرة وثانيا يقول إن الحكومة تفضل حلا سياسيا مع حزب الله وهنا نزل أيضا عن هذه الشجرة". 

وختم نائب أمين عام حزب الله بالقول "نحن نقول له إذا أردت أن تنزل عن كامل الشجرة أوقف الحرب في غزة وعندها يكون ربح حقيقي للجميع فتتوقف هذه الحركة العدوانية لمصلحة خيارات قد تكون أفضل لكل من يفكر في خيار آخر غير الحرب".

المصدر: وسائل إعلام لبنانية

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار لبنان أسلحة ومعدات عسكرية البنتاغون الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة القضية الفلسطينية بنيامين نتنياهو بيروت تل أبيب حزب الله حسن نصرالله رفح صواريخ طائرة بدون طيار طوفان الأقصى قطاع غزة معبر رفح واشنطن نائب أمین عام حزب الله

إقرأ أيضاً:

المقاومة ضد إسرائيل.. بين الإرهاب والمشروعية

 

 

د. عبدالله الأشعل **

من الطبيعي أن تعتبر إسرائيل المقاومة ضدها من الأعمال الإرهابية، ولكن ليس من الطبيعي أن يعتبر العرب هذه المقاومة من قبيل الإرهاب.

 وإذا صح ذلك على إسرائيل فأنه لا يصح بالنسبة للعرب والسبب معروف للكافة وهو أن الضغوط الأمريكية على معظم الدول العربية تجعل الدول العربية تصمت او في صف إسرائيل بل صرح أحد المسؤولين الأمريكيين يقول علنا أن الحكام العرب قربًا أو بعدًا من واشنطن بقدر تفانيهم في خدمة إسرائيل ولذلك صرح المبعوث الأمريكي لدمشق بعد التقائه بالقادة الجدد في سوريا بأن الولايات المتحدة وإسرائيل نجحت في تحويل سوريا من بؤرة للإرهاب إلى دولة نظيفة تحارب الإرهاب، كما إن الولايات المتحدة تعتبر من يعارض مصالحها مشمولة بإسرائيل إرهابيا وتضعه على قوائم الإرهاب الأمريكية.

وواقع الأمر أن الولايات المتحدة وإسرائيل هما تجسيد للإرهاب الدولي لأن كليهما بنى على جثث سكان البلاد الأصليين. وهذه النقطة هي التي تجمع بين أمريكا وإسرائيل على أساس أن أمريكا لا تريد أن تنفرد بصفحات التاريخ باعتبارها مرتكبة للإبادة للسكان الأصليين في أمريكا الشمالية في نهايات القرن الخامس عشر، وتأمل أن إسرائيل تبيد الفلسطينيين وتتربع على كل فلسطين كما انفردت الولايات المتحدة بالجزء الأكبر من أمريكا الشمالية ولذلك لا بُد أن نفهم تصريح ترامب بأنه في عهده سوف يضم كندا وخليج المكسيك إلى الولايات المتحدة لكي تكون الولاية رقم 51 وهذه الخلفية لازمة لتصريح ترامب.

والحق أن المقاومة للعمل الضار، طبيعة بيولوجية ولذلك فإن كلمة المقاومة وردت إلينا من علم الأحياء كما أن نظريات الدفاع بنيت على القواعد العامة لعلم الأحياء. ذلك أن الدفاع الشرعي، لكي يسمى بهذا الاسم حق طبيعي؛ أي قبل نشأة القوانين.

ونصت المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة على أن رد الفعل الذي يعتبر حق الدفاع الشرعي يجب أن يكون بقدر دفع الضرر وأن لا يكون مسلحًا. والمؤكد أن المقاومة في القانون الدولي لها وضع متميز.

 وهي من ناحية حركة تحرر وطني وفي فلسطين تواجه المقاومة استعمارا من نوع خاص؛ فالمستعمر التقليدي كان يدير البلاد ادارة مباشرة من عاصمته ولكنه لم يدعى مطلقًا ضم هذه الأراضي إلى إقليمه.

أما إسرائيل فإنها تجمع للصهاينة الذين كذبوا على المجتمع الدولي حتى تستمر هذه الاكذوبة الكبرى وهي تريد أن تبيد سكان فلسطين وتستولى على الأرض كلها ثم أنها خدعت العالم عن طريق بريطانيا وأمريكا والغرب عمومًا بإنها تريد قسما من فلسطين ولا تريد فلسطين كلها ومن هذه النقطة نشأت أسطورة حل الدولتين.

ولذلك كانت إسرائيل صريحة عندما قرر الكنيسيت الإسرائيلي علم 2023 حظر اقامة دولة فلسطينية في فلسطين. وفي نفس الوقت كان الكنيسيت قد أصدر قانونا عام 2017 باعتبار إسرائيل الحالية والكبرى "دولة يهودية" لهدف واحد فقط وهو طرد الفلسطينيين المقيمين في إسرائيل المعروفين بـ"عرب 48"، خاصة أنهم انضموا إلى الشعب الفلسطيني في الأراضي الأخرى لمقاومة الاحتلال.

والحق في المقاومة للشعب الفلسطيني يتمتع بشرعية مضاعفة؛ فإذا كانت المقاومة في الظروف العادية مشروعة ما دام الاحتلال قائما على اساس ان الاحتلال عدوان دائم، فإنها في حالة إسرائيل الاستعمارية الاستيطانية الإحلالية مشروعة عدة مرات.

وتكتسب المقاومة ضد إسرائيل مشروعيتها من 3 مصادر؛ المصدر الأول القانون الدولي الذى يعطيها الحق في الدفاع عن النفس بكل الوسائل بما فيها ما تسميه إسرائيل الوسائل الإرهابية وتحرم المحتل من هذا الحق وقديمًا قال شاعرنا في مصر أنه لن يقوم العدل إلا إذا تصادم الإرهاب بالإرهاب بمعنى تصدى المقاومة للعدوان وهو قمة الإرهاب.

المصدر الثاني هو مشاركة واشنطن إسرائيل في إبادة الشعب الفلسطيني؛ بل إن إسرائيل مجرد أداة في خطط واشنطن في الإبادة؛ بل إن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن قرر أن يعطى إسرائيل في الأيام الأخيرة له في البيت الأبيض أسلحة فتاكة محظورة دوليا بمبلغ 8 مليارات دولار لكي لا يقال إنه قصّر في أعمال الإبادة ضد الفلسطينيين. كذلك فإن واشنطن أضافت إلى المقاومة مصدرا جديدا لشرعيتها وهي أن الشعب الفلسطيني جزء من الأمة العربية والإسلامية وما دام معرضًا للإبادة من جانب اللصوص الصهاينة، فإنه توقع أن تحميه أجنحة الأمتين، لكن واشنطن بضغوطها عطلت هذه الحماية فأصبحت المقاومة تضيف مصدرًا اضافيًا لشرعيتها وهي الاعتماد على النفس ثم أن العالم كله يتفرج على انفراد إسرائيل بالشعب الفلسطيني دون أن تفلح الأجهزة في النظام الدولي الموالي للغرب في وقف إسرائيل أو ردعها.

المصدر الثالث لشرعية المقاومة خاصة في فلسطين هو أن حماس تتمتع بشرعية دستورية؛ حيث حصلت حماس في الانتخابات التشريعية الوحيدة التي جرت عام 2006 على أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، رغم أن إسرائيل هي التي أعطت الموافقة على إجراء الانتخابات حتى في القدس أملًا في استقطاب حماس إليها.

الخلاصة.. أن المقاومة ضد إسرائيل عموما تتمتع بالشرعية وأنه حتى استخدامها للإرهاب مبرر لها فلا يجوز وصفها بالإرهاب كما تفعل إسرائيل والغرب.

** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني: متمسكون بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة في جنوب البلاد
  • الرئيس اللبناني: متمسكون بانسحاب إسرائيل من كل الأراضي المحتلة
  • العراق مستمرا في دعم حزب الله اللبناني بإيصال المساعدات المختلفة
  • هل صلاة الفجر في المنزل تجعل صاحبها في ذمة الله؟.. أمين الفتوى يوضح
  • المقاومة ضد إسرائيل.. بين الإرهاب والمشروعية
  • القوات: كلام قاسم عن جهوز المقاومة يناقض خطاب القسم وكلمة سلام بعد تكليفه
  • أمين عام علماء المسلمين: المقاومة انتصرت وأوصلت صوت الفلسطينيين للعالم
  • أمين عام حزب الله يتهم إسرائيل بخرق اتفاق إطلاق النار "مئات" المرات  
  • العراق مستمراً في دعم حزب الله اللبناني
  • حزب الله يتمسّك بسلاحه.. يزبك: ضربة قوية للعهد الجديد