الجزيرة:
2024-07-01@04:02:19 GMT

دانشمند.. خطوة نحو رواية معرفية عرفانية

تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT

دانشمند.. خطوة نحو رواية معرفية عرفانية

يقدم أحمد فال الدين في روايته الأخيرة، الثالثة، "دانشمند" (دار مسكلياني/تونس، ديسمبر 2023)، عن أبي حامد الغزالي "حجة الإسلام"، نموذجا فنيا طيبا: رواية معرفية دون ثرثرة مزعجة، عرفانية دون دعاوى باردة، أنيقة اللغة دون تكلف، نقية الأسلوب العربي الخالص دون ثقل.

وقد راقبت فيها نضجه الفني، وتخففه من ثقل غشى من بعض الوجوه روايته الأولى التاريخية، "الحدقي" (2018)، وكانت عن الجاحظ.

وبينهما كانت روايته الثانية، غير التاريخية، "الشيباني" (2019).

رواية "الحدقي" للصحفي والروائي الموريتاني أحمد فال ولد الدين (الجزيرة)

أشك في صدقية الرواية التاريخية إذا مر بها القارئ غير المختص دون توقف أو استشكال.. حول الألفاظ والتراكيب والمصطلحات. إذ من دلالة هذا العبور السلس غير المستشكل أن الكاتب لم يوفق إلى روح عصر روايته، وأنه كتب رواية معاصرة ذات خلفية تاريخية باهتة!، ومن شأن الخفة اللغوية والأسلوبية أن تدل على خفة مضمونية وريبة في صدقية القص وجديته.

كما أنني لا أعتبر "الرواية العرفانية" المكتوبة بلغة "منزوعة العرفان"! لا سيما حين تبدو الرواية أشلاء ممزعة: فاللغة راقية عرفانية حين يكون الاقتباس من المصادر، نازلة لفظا ومعنى حين يكون سرد الروائي من "كيسه" المثقوب!

وقد نجا أحمد فال الدين، في "دانشمند"، من كلا العيبين. حيث كتب روايته بلغة عالية لفظا ومبنى، راقية محتوى ومعنى. نعم.. ليس أحد معصوما من خلل أو نزول هنا أو هناك. وقد وقعت من فال الدين هنات كنت أتمنى ألا تكون، وقد كان من السهل ألا تكون بمزيد من التمحيص والتدقيق وهما عليه هينان. لكن العصمة ليست إلا لمعصوم ومحفوظ. على أن الهنات في "دانشمند" لا تعكر بوجه عام صفو النص، ولا كونه خطوة مهمة في طريق رواية معرفية عرفانية بعربية وفنية تليقان بالمعرفة والعرفان معا.

هنات

وإذ ذكرت الهنات، فقد تحسن الإشارة إلى بعضها، طلبا للتأمل فيها، ثم تلافيها (حين يجب التلافي) في قابل الطبعات بإذن الله.
وأبدأ بعنوان الرواية ذاته. حيث ضبطت كلمة "دانشمند"، في الغلاف والمتن جميعا هكذا: "دانشمند". وقد استشرت بعض أهل الخبرة من المدققين في الفارسية، وخلاصة إفادتهم أن الفصيح في الكلمة كسر النون، وهي لهجة أهل إيران حتى الآن. على أن فرس أفغانستان يفتحون النون، ويعرف مثقفوهم أن فتحها من "الدراج". وعليه.. فإنني أرجح كسر النون، لأفصحيتها، أو على الأقل التنبيه إلى المسألة إن رؤي الإبقاء على فتح النون.

وتتمة لمسألة "دانشمند" أقول، بكلام أهل الخبرة، هي مقطعان: "دانش" و"مند". أما "مند"، فكاسم الموصول "ذو" عندنا. وأما "دانش"، بتفخيم الدال، فتشير إلى معان متداخلة، جمعها العلم والعقل والحكمة. وهي هكذا، "دانشمند"، معرفة، فلا يجمع إلى تعريفها الإضافي التعريف بالألف واللام. ومن اللطيف أنني وجدت أن قرية إيرانية صغيرة تدعى الآن "دانشمند"، وهي إحدى قرى محافظة "غلستان" (گلستان) في إيران.

ولا يمكنني، في مقال كهذا، تتبع عشرات الهنات التي رصدتها في نسختي موضعيا. لكنني سأتجاوز اللغوية منها، وبعضها من جهة البناء أو الضبط، وبعضها من جهة الوقوع في الأخطاء الشائعة لفظا أو معنى، وبعضها من جهة اختلاط الدلالات الاصطلاحية بين زمني القص والأحداث. وبعضها أخطاء كتابية، أي سبق يد، على أنها عديدة.

الحبكة

سأتجاوز هذه الهنات الموضعية إلى بعض ما يتصل ب"الحبكة" وتفاصيل السرد (كتابة ومضمونا). وهنا، أيضا، أكتفي بنماذج فقط.

1. يفترض بالخط المائل أنه، في اصطلاح الرواية، حديث الشخصيات عن نفسها، بينها وبين نفسها. فيلزم أن يكون بضمائر المتكلم. وقد وقع كثيرا المزج بين الضمائر في هذا الخط المائل. والقول بتجريد صاحب الحديث النفسي من نفسه نفسا تتحدث عنه بضمير الغائب قد يوقع في اضطراب يحسن تجنبه. وفي الجانب التحريري: كنت أحب أن تميز هذه المواضع في أسطر خاصة، بدلا من مزجها في الفقرات بما قد لا ينتبه معه إلى بعضها بعض القراء.

2. تعرضت الرواية لفصل مهم من فصول حياة الغزالي الأولى، التي يمكننا تسميته فيه "الغزالي القديم" (على غرار ما صنع الشيخ سعيد النورسي، في سيرته الذاتية، مع فصلي حياته الكبيرين). ومن ملامح شخصيته فيها تعصبه لمذهبه الشافعي، تعصبا أداه للتنقص من بعض الأئمة الأعلام ومذاهبهم، ومن أبرز من وقع فيهم وقوعا صريحا قبيحا: الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان. وفي الفصل الخامس من الرواية يتناول فال الدين ملاحقة الحنفية الغزالي بسبب إساءته في كتابه "المنخول" إلى إمامهم الأعظم أبي حنيفة. وجعل تاريخ الفصل سنة 482. ولأسباب عديدة، منها تاريخ وفاة الجويني (478)، أرى الأنسب أن يكون تاريخ الفصل قبل 482 ببضع سنين. والله أعلم. ثم لا تعود الرواية إلى هذه السقطة الغزالية بما يجب، حيث كان يحسن جدا إبراز توبة "الغزالي الجديد" من تلك النزعة التعصبية الجاهلية، وتصريحه بالندم على ما فرط منه بخصوص أبي حنيفة وسواه. وكان الفصل 81 (المؤرخ بسنة 490) مناسبا جدا لإبراز هذه التوبة وذلك الندم.

وفوات هذا مما قد يؤثر فيمن لا يعرف سياقات الغزالي وتفاصيلها، فلا يعرف مثلا أن كتاب "المنخول" من أوائل كتبه، وكان في حياة شيخه الجويني، فتنطبع في ذهنه هذه السقطة الكبيرة دون خبر التوبة منها. كما أن هذا التنبيه الواجب من حق أبي حامد شخصيا، من زاوية دينية ومعرفية.

3. من أخطر مسائل حياة الغزالي الشخصية والعلمية موقفه من سقوط بيت المقدس بيد الفرنجة (من سموا أنفسهم "الصليبيين"، وسموا غزواتهم الدموية "الحروب الصليبية"). نعم.. تطرقت الرواية، عبورا، إلى كلمات بلسان الغزالي يفهم منها أن سوء أحوال الأمة، لا سيما فقهاؤها وعلماء الكلام فيها، أخطر من ضياع القدس وغيرها من بلاد المسلمين، وأن إصلاح الأمة روحيا مقدم على أي حديث عن الممالك والأعداء.

لكني كنت، بصورة شخصية، أتطلع إلى بعض التفصيل في المسألة، ولو من زاوية نقدية، فلا يلزم الروائي بالمنافحة الدائمة عن بطل روايته، وإظهاره بمظهر مثالي غير واقعي. بل إن هذا باطل ومضر، وإن وقع كثيرا من كثير من كتاب الرواية التاريخية!

4. تؤرخ الرواية الفصل رقم 89 بسنة 499. وكان آخر فصل ذي صلة بالغزالي هو الفصل رقم 85، المؤرخ بسنة 492. أي أن لدينا فجوة زمنية مقدارها نحو 7 سنين، في أولها سقطت القدس (شعبان من سنة 492).

وهنا أيضا تأتي المسألة السابقة هنا مباشرة! فضلا عن أن في سقوط 7 سنين من حياة شخصية محدودة العمر نسبيا فجوة سردية في سياق رواية تاريخية شخصية.

5. أتساءل عن سبب بهوت حضور أحمد الغزالي، شقيق أبي حامد! وقد كان من شأن حضوره إثراء السرد الحكائي والعرفاني معا، وهو من هو في السياق الصوفي، وإن كان دون أخيه شهرة.

6. يتناول الفصل 48 (تاريخه: سنة 487، وكان الغزالي لا يزال يدرس في "النظامية") بدايات الأسئلة والشكوك التي قادت الغزالي ل"تغريبته الروحية"، الفاصلة بين شخصيتيه "القديمة" و"الجديدة". ثم يعرض الفصل التالي، رقم 49، مشهدا مطولا للغزالي مصليا ومحيرا في مكتبته الشخصية بمنزله. وبالطبع.. تظهر في المشهد معاناته العقلية والروحية.

وهنا لي اقتراحان. الأول: أن يكون الفصل 49 مكان الفصل 48 في الترتيب، حيث تسبق المعاناة الشخصية تحدثه حولها مع "الشيخ الأصلع". والثاني: أن يكون الفصل 48 (بالترتيب الجديد المقترح مني) بداية باب مستقل يختص بهذه الأزمة الروحية خطيرة المضمون وبعيدة الأثر في حياة الغزالي الشخصية والعلمية، بل في السياق الروحي والعلمي حتى يوم الناس هذا!

7. يورد الروائي على لسان الغزالي قوله: "هل فات أبا بكر وخالد بن الوليد خير إذ لم يسمعا قط هل المقتول ميت أم لا؟". والحق أن هذا حجاج "سلفي" بارد، لا أظن مثل الغزالي، حتى في مرحلته تلك (حيث غدا "الغزالي الجديد") يتدنى إلى مثله، حيث بقيت عدته المنطقية والحجاجية وافرة صارمة حتى وفاته!

8. في الصفحة 278 ينتظر الغزالي، متهللا، "الخليفة" المكروب المأمور من قبل "السلطان" بمغادرة بغداد. تساءلت هنا: ما داعي التهلل؟! أبعقل دانشمند شيء؟

9. في الصفحة 140 يرفع نظام الملك يده ويضرب بها وسادة "حتى تردد صوت الضربة في الفناء الواسع". تساءلت هنا: أي وسادة هذه التي تحدث كل هذه الجلبة في فضاء واسع؟

10. تحدث فال الدين غير مرة عن "بنايات شامخة" في مدن ذلك الزمان (القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي). وهذا مستغرب، لا سيما في سياقات جمهور الناس، لا الملوك والسلاطين.

أكتفي بهذه العشرة، محيلا الصديق أحمد فال الدين إلى نسختي الشخصية التي نوهت فيها إلى كل الهنات بأنواعها (بحسب ما رأيت. وإلا.. فقد أكون مجانبا الصواب في بعضها. والله أعلم).

تاريخية معرفية

أستحسن في الرواية التاريخية المعرفية، لا سيما إن كان الكاتب فنانا جادا مثل أحمد فال الدين، أن يلحق بها ملاحق إيضاحية.. منها:
– مسرد تأريخي زمني للأحداث الواقعية. أحداثا وأعلاما. لا سيما إن كان محور الرواية شخصية واقعية. وقد يحسن جعله في سياق تفاصيل شخصية الرواية ذاتها.
– مسرد بالشخصيات الحقيقية.
– مسرد بالشخصيات والأحداث المتخيلة، ترميما للفجوات التاريخية، وتمتينا للحبكة السردية.
– مسرد لغوي لألفاظ الحضارة، العلمية والحياتية، المنتمية إلى حقبة الرواية.
– خرائط بمواقع الأحداث زمن الرواية، وخرائط حديثة بها تحديد تلك المواقع الآن (بلادا وأسماء).

كما أنني أوجب عليه، إيجابا، الحرص والتدقيق في كتابة أسماء الأعلام والبلدان والمواضع والمذاهب وما إليها، وضبطها ضبطا صحيحا مفيدا. وقيد الصحة واضح.

أما قيد الإفادة، فلأن أكثر الكتاب حين يعتنون بالضبط يضبطون السهل الشائع، ويتحاشون الصعب والمشتبه وغير الشائع. وهذا مما يغيظ، لا سيما إن كان في كلمة واحدة! وقد وقع في بعض هذا فال الدين (مثلا: ماذا أستفيد حين يضبط "النضد" ص 169، بدلا من: "النضد"؟!). على أن إهمال الضبط، على إغاظته، أهون إغاظة ممن يخبط خبط العشواء فيما لا يحسن!

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أن یکون لا سیما إلى بعض على أن إن کان

إقرأ أيضاً:

الجميع يحلم بالفوز.. «البوابة نيوز» تتحدث مع كُتاب روايات القائمة الطويلة لجائزة طه حسين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

«النشر الفعلى أهم شروط جائزة طه حسين للراوية المنشورة 2024».. هكذا صرح الروائى أحمد قرنى، رئيس لجنة الجوائز والمسابقات بنادى القصة في بداية حواره مع «البوابة نيوز». 

وأضاف قرني: منذ مطلع مايو الماضى، تم الإعلان عن جائزة طه حسين في الرواية المنشورة، هذه الجائزة يقيمها نادى القصة بدعم من صندوق التنمية الثقافية، وتلقينا عددًا ضخما من الروايات وعلى الفور بدأنا فحص توافر الشروط المعلن عنها في الروايات المتقدمة منها المدة الزمنية ورقم الإيداع ودار النشر، بمعنى التحقق من النشر الفعلى وهو أهم شرط للجائزة، وبعد استبعاد الروايات التى لم تتوفر فيها الشروط تم تشكيل أربع لجان فحص من الأسماء البارزة والمهمة سواء من النقاد أو كتاب السرد وبدأت مرحلة الفحص وفور ورود تقارير لجان المحكمين قامت لجنة المسابقات والجوائز بالنادى بإعداد القائمة الطويلة لإعلانها.

رئيس لجنة الجوائز والمسابقات بنادى القصة 

وأكمل: "تضمنت القائمة الطويلة أسماء الكتاب من معظم محافظات مصر كما أن الروايات الفائزة بالقائمة الطويلة تتنوع فى موضوعاتها سنجد روايات فانتازيا تماما وروايات تقوم على الواقعية السحرية أو المتخيل وبعض الروايات تناولت القضية الفلسطينية وتاريخها وهناك روايات تناولت سيرة البطل الإنسان من خلال حبكة اجتماعية وسرد رائع وهناك روايات اهتمت بالبعد التاريخى وتناولت جزءا من تاريخ مصر من خلال سير أبطال الرواية.. ورصدت التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية بمهارة وهناك روايات تناولت قضايا المرأة فى إطار سردى جيد وحبكة درامية وبناء روائى متقن بعيدا عن الصوت العالى وفى المجمل فقد كانت إفادات لجان التحكيم معبرة عن جودة الأعمال الروائية المقدمة وأن معظمها جيد وأصحابها كتابا متميزين وكانت معايير التقيم على أساس  البناء الفنى للرواية والحبكة الدرامية وجودة السرد وطريقة التناول وطبعا السلامة اللغوية قبل كل هذا، هناك روايات جيدة لكنها للأسف حصلت على تقديرات متدنية وتبين من مراجعة تقارير المحكمين أن ضعف التقييم يرجع للأخطاء اللغوية المتكررة والكثيرة وأظن أن هناك مسئولية على المبدع وعلى دار النشر معا.. ويجب على دور النشر أن تعتمد المراجع اللغوى وتسند إليه مهمة المراجعة اللغوية للعمل قبل النشر وهذا أمر مهم جدا فقد يضيع جهد الكاتب بسبب تعدد الأخطاء لا أقول خطأ أو اثنين أو ثلاثة هذا وارد ولا يوجد عمل بلا أخطاء ولكن هناك أعمالا حجم الأخطاء اللغوية بها كبير بحيث يؤثر على التقييم فى النهاية".

 الروائى أحمد قرني: نهاية يوليو موعد حفل توزيع الجوائز                                           الروائى أحمد قرنى

وكشف الروائى أحمد قرنى، رئيس لجنة المسابقات والجوائز بنادى القصة، عن موعد الإعلان عن الفائزين بمسابقة طه حسين للرواية المنشورة ٢٠٢٤، بعد نشر القائمة الطويلة للروايات المؤهلة للفوز.

وقال "قرنى" فى تصريحات خاصة لـ «البوابة نيوز»: إن نهاية شهر يوليو سيكون موعد حفل توزيع الجوائز الذى سيحضره عدد من الشخصيات العامة ومن كتاب والروائيين وسيكون احتفالا يليق بنادى القصة العريق.

حفل جوائز طه حسين للرواية المنشورة 

وأضاف: "كما وعدنا سنقدم عددا من الجوائز التشجيعية لمن لم يحالفهم الحظ بالفوز والحقيقة أن النادى قد شهد فى الفترة الأخيرة نشاطا كبيرا على كافة الأصعدة منها ندوات الورشة والندوات النقدية وتكريم الرموز ويقف خلف هذا النشاط مجلس إدارة يضم أسماء بارزة وكتابا مهمين وعلى رأسهم الكاتب محمد السيد عيد رئيس مجلس إدارة النادي.. النادى الذى تأسس على يد يوسف السباعى ورأسه أسماء بارزة كبيرة الآن يجدد ويطور من آليات عمله ويقف خلف هذا الجهد الكاتب محمد ناصف سكرتير عام النادى وأسماء بارزة بهيئة المكتب منهم الكاتب حسن الجوخ ود. السيد نجم وآخرون من أعضاء مجلس الإدارة عبده الزراع ود. أحمد الباسوسى والكاتبة منى ماهر".

 

تنشيط حركة الكتابة السردية 

وتابع: "أتمنى أن تكون جائزة طه حسين جائزة قد ساهمت فى تنشيط حركة الكتابة السردية وتشجيع الكتاب خاصة أنها تحمل اسما كبيرا فى عالم الثقافة والأدب والفكر وهو طه حسين عميد الأدب العربى ورائد من رواد الفكر والكتابة ومن أهم من ساهموا فى تنوير العقل العربى وقد أضاف للمكتبة العربية الكثير بمؤلفاته الهامة لهذا كان إطلاق اسم طه حسين على الجائزة مهما فمن من الكتاب لا يحلم أن يحصل على جائزة تحمل اسم هذا الكاتب الكبير.. سعيد بثقة الكتاب والأدباء فى نادى القصة والذى عكسه الإقبال الكبير على التقدم للجائزة برغم قصر المدة المتاحة للتقديم والتى نعد فى العام المقبل أن تكون أطول حتى يتاح للجميع التقدم لجائزة طه حسين".

مسابقة الكتابات السردية المخطوطة

وأشار رئيس لجنة المسابقات والجوائز، إلى أن نادى القصة يقدم أيضا مسابقة هامة فى الكتابات السردية المخطوطة وهبى الأعمال السردية التى لم تنشر بعد وهى فى مجالات الرواية والقصة القصيرة وأدب الأطفال ونهاية التقديم لها هو نهاية هذا الشهر وهى جائزة هامة قدمت على مدار عقودها أسماء كبيرة للحركة الثقافية فى مصر وظلت تساهم على مدار سنوات طويلة فى تنشيط الحركة الثقافية المصرية.

 

 عمرو دنقل: رحلة فرج فودة الفكرية مصدر إلهامى لانطلاق روايتى «فيلا القاضى» المؤهلة لجائزة طه حسين

 

الكاتب عمرو دنقل

كشف الكاتب عمرو دنقل، المؤهل للقائمة الطويلة بجائزة طه حسين للرواية المنشورة، عن الأحداث والشخصيات الملهمة لروايته "فيلا القاضي"، معربًا عن سعادته الغامرة بالتأهل.

وقال "دنقل" فى تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، إنه تأثر كثيرًا بالأحداث الفنية والسياسية العالمية، والمحلية التى حدثت فى مصر والعالم، حيث بلغ حينها الـ١٢ عامًا فبدأ فى مرحلة الإدراك.

رحلة فرج فودة مصدر إلهام

وأضاف الكاتب أن رواية "فيلا القاضي" تدور أحداثها خلال عامى (١٩٩١، ١٩٩٢)،  حيث كان هناك تفكك الاتحاد السوفيتى وسيطرة الإسلاميين على إيران، وعلى الصعيد المحلى بدأ الصراع بين التيار المتشدد والفكر الليبرالى الوسطى فى مصر، بينما على الجانب الآخر شهدت هذه الفترة حوادث عديدة منها اغتيال المفكر فرج فودة والتى كانت هى نقطة انطلاقه لكتابة الرواية حيث يوجد تشابه كبير بين شخصية البطل فى روايته المؤهلة، وشخصية فرج فودة.

وتابع: "لاعتبارات كثيرة لا أستطيع أن أكتب السيرة الذاتية للمفكر فرج فودة دون موافقة عائلته، لذلك روايتى جميعها من وحى الخيال، حيث كانت رحلته الفكرية حتى اغتياله على يد المتطرفين كانت مصدر إلهامي".

وأردف: "أحداث عديدة فى الرواية، مثل تدارك العبارة سالم إكسبريس فى نهاية عام ١٩٩١، بالإضافة إلى أحداث فنية مثل وفاة الأستاذ محمد عبدالوهاب، وإحسان عبدالقدوس أحداث متداخلة فى الرواية بشكل كبير".

“فيلا القاضي” الرواية الأكثر نضجًا 

وأكد "دنقل" أنه بعيد عن مجال الأدب منذ ٦ سنوات، دأب فيهما لكتابة روايتين هما “نادى الأربعين”،  و"فيلا القاضي" التى يراها أكثر نضجًا، موضحًا أن ثقافة الجوائز ليست ضمن أولوياته، وأن الروائى هشام عيد هو من رشحه للمشاركة، بعد إشادة كبار الكتاب بروايته.

جائزة طه حسين للرواية المنشورة ٢٠٢٤

وأشار الكاتب إلى أن المردود المعنوى يشكل فارقا كبيرا للكاتب، نظرًا لعدم تواجد المردود المادى للأعمال الأدبية فى هذا العصر، فمثل هذا التقدير مطلوب لاستمرار الإبداع.

وعمرو دنقل هو كاتب وروائى مصرى من مواليد محافظة سوهاج، صدر له روايتين هما “نادى الأربعين” فى عام ٢٠٢٢، ورواية “فيلا القاضى” فى عام ٢٠٢٣.

 شيرين شحاتة: سعيدة بتأهل روايتي لجائزة طه حسين

 

الكاتبة شيرين شحاتة 

 

أعربت الكاتبة الشابة شيرين شحاتة، عن سعادتها للتأهل للقائمة الطويلة لجائزة طه حسين للرواية المنشورة ٢٠٢٤ بنادى القصة، عن روايتها “جريمة حياة”، مؤكدة أنها تتمنى الفوز بهذه الجائزة العريقة.

ووجهت "شحاتة" فى تصريحات خاصة لـ «البوابة نيوز»، الشكر لنادى القصة العريق لمنحها الفرصة ليتعرف على قلمها أكبر عدد من  الجمهور، ويقرأ لها.

معاناة الإنسان فى رواية  “جريمة حياة”

وعن روايتها المتأهلة "جريمة حياة"، قالت: "الرواية تتناول معاناة الإنسان بشكل عام باختلاف عمره وطبقاته الاجتماعية وتباينها، ومعاناته مع نفسه مع احتياجاته النفسية والمادية، من هنا أتى اختيار اسمها "جريمة حياة "لأنها تحمل سؤالا بداخلها هو، هل نحن السبب فى كل هذه الجرائم؟.. أم أن الحياة هى التى تسببت فى كل هذه الجرائم؟

وأضافت: "تدور أحداث الرواية داخل بناية الوجهاء يسكنها مجموعة من الأغنياء، تفرز الرواية مشاكلهم المتعددة رغم ثرائهم الفاحش، وهناك شخصيات متعددة ترصدها الرواية البواب وأولاده المتناقدين، والسيدة ماجدة الأرملة التى شكل رحيل طفلها لغزا كبيرا، ووحيد الشاب الجامعى الذى ظل طوال عمره بذنب وفاة والدته يوم ولادته، وشخصية السيدة سميحة، وغيرها".

 الروائية أمينة الزغبي: «ميراث الخوف» تهدف لترسيخ قيم التعاون والحب

 

الروائية أمينة الزغبى 

كشفت الروائية والقاصة أمينة الزغبى، عن تفاصيل روايتها "ميراث الخوف" المؤهلة للفوز بجائزة طه حسين للرواية المنشورة ٢٠٢٤، والتى أعلن عنها نادى القصة ضمن القائمة الطويلة منذ أيام.

وقالت "الزغبى"، فى تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، إنها شاركت فى الجائزة ولا تتوقع الفوز، ولكنها تتمنى أن تفوز روايتها بجائزة تحمل اسما عظيما مثل "طه حسين".

وأضافت أن الرواية المشاركة استغرقت أكثر من عامين فى كتابتها، حيث مرت بمرحلة مخطوط الشخصيات ورسم الشخصيات بدقة من حساب الأعمال والعوامل النفسية التى تمر بها الشخصية.

وأكدت أن رواية "ميراث الخوف" تهدف إلى ترسيخ قيم التعاون والحب، حيث يفتقد هذا الجيل هذه القيم، الذى تسبب الانفتاح على العالم وتقليد الغرب الأعمى فى أنهم يفقدون هويتهم.

وأوضحت "الزغبى"، أنها تميل فى كتاباتها بشكل عام إلى الكتابات الواقعية الممزوجة بالفانتازيا، ولا تفضل الكتابة للواقع نقلا للواقع لأن الفانتازيا تعطى للعمل طعما مميزا.

وأشارت الروائية والقاصة إلى أن رواية "ميراث الخوف" تتناول ترسيخ قيم حب الجار للجار تحديدًا، حيث نفتقد فى الأحياء الراقية مثل حى سبورتنج لا نجد مثل هذه العلاقات، حيث نسمع  صراخا يخرج من شقة ما، ولا أحد يبالى دون أن يحاول أحد أن ينجده، ولأن الجار كان أقرب للشخص من الأهل،  لذلك تدور أحداث  الرواية حول طفل صغير يتعرض والداه لحادث سير، ويفقدهما، ويعيش مع جده وجدته لسبب ما عند الجد الذى يكون من أصل غير مصرى ولكنه أصبح مصريا صميما بتصرفاته وأفعاله.

وأضافت: "هذا الجد رسخ بداخل الولد القيم الجميلة لحب الجار ولكن بحدود دون تدخل فى شئون الغير، حيث أحاطه بسكان العمارة ٢٤ أسرة تحتضن هذا الولد، كل أسرة منهم لها فصل فى الرواية، وكل أسرة تتعامل مع يوسف كأنه واحد منهم".

وتابعت: "الرواية اجتماعية بامتياز والهدف الأساسى ترسيخ قيم التعاون وحب الجار وليس هناك ما يسمى بالخوف من الموت لأن هناك شخصية فى الرواية  قالت إنه يخشى أن يتزوج ويُنجب ويترك والده وحيدًا يعيش نفس الوحدة ويعانى منها".

وأردفت: "تأصيل لقيم التعاون والمعاملة بود وحب والعلاقة بالجار والتأصيل القومى للانتماء الوطنى، ضمن أحداث روايتى، فهناك أحداث تتداخل فى الرواية مررنا بها منذ ثورة ٣٠ يونيو حتى تولى الرئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى والمشاعر والهتافات التى كانت تمر فى شارع بورسعيد ومشاركة يوسف ( أحد أبطال الرواية) وجاره الدكتور أحمد ونجاح الرئيس السيسى وأغنية حسين الجسمى قوم نادى على الصعيدى".

مقالات مشابهة

  • متحف البراءة.. بوح باموق من الصفحات إلى أعين الزائرين
  • في مثل هذا اليوم.. وفاة فارس الرواية الرومانسية محمد عبد الحليم عبد الله
  • فيديو اعترافات.. جرائم قتل واغتصاب في درعا بأوامر من ضابط سوري
  • «الرواية والتاريخ والمجتمع».. مرة أخرى!
  • الجميع يحلم بالفوز.. «البوابة نيوز» تتحدث مع كُتاب روايات القائمة الطويلة لجائزة طه حسين
  • كتاب جدد حياتك للشيخ محمد الغزالي
  • كاتب ليبي يفوز بجائزة عالمية للرواية السياسية
  • رواية الحوثيين حول سبب احتجازهم 4 طائرات لليمنية والاجراءات التي ستتخذها بحق الشركة في صنعاء
  • بيع لوحة غلاف رواية هاري بوتر الأولى بتكلفة قياسية في مزاد
  • كنيسة الصعود.. أحد أهم معالم المعمار المسيحي بالقدس