الذهب الأبيض.. إدارة بايدن تدخل سباق تعدين الليثيوم لمواجهة الصين
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
بعد ابتعادها عن الساحة لعقود، تحاول الولايات المتحدة أن تصبح لاعبا رئيسيا في سباق الذهب الأبيض، إذ ذكرت مجلة "فورين بوليسي" أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تتطلع إلى تعدين الليثيوم محليا لتعزيز أمن الطاقة الأميركي ومواجهة الصين.
وأوضحت المجلة أنه على بعد آلاف الأميال غرب واشنطن العاصمة، في مساحات ولاية نيفادا المترامية الأطراف والغنية بالليثيوم، تسعى إدارة بايدن إلى تحقيق طفرة في مجال تعدين الليثيوم، المعروف أيضا بالذهب الأبيض، تأمل من خلالها أن تعزز أمن الطاقة في البلاد.
وأشارت إلى أن الليثيوم هو أحد المعادن القليلة التي تلعب دوراً حاسماً في تحول الطاقة العالمية نحو الطاقة النظيفة والمستدامة.
وتكمن أهمية الليثيوم، بحسب المجلة، في أن بطاريات أيونات الليثيوم القوية تدعم العديد من التقنيات الخضراء في العالم، بما في ذلك السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح. ونظرا لأهمية هذا المعدن، فمن المتوقع أن يتزايد الطلب عليه بشكل كبير في العقود المقبلة، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
وتطرقت المجلة إلى مشكلة واشنطن، موضحة أنها ظلت خارج لعبة الليثيوم لعقود من الزمن، ورغم امتلاكها لبعض أكبر رواسب الليثيوم في العالم، فإن الولايات المتحدة تعد موطنا لمنجم واحد فقط من الليثيوم قيد التشغيل، وهو منجم سيلفر بيك التابع لشركة ألبيمارل في ولاية نيفادا، والذي يمثل اليوم جزءًا صغيرًا من الإنتاج العالمي.
وذكرت أنه مع ارتفاع الطلب وتزايد المخاوف بشأن نقاط الضعف الاستراتيجية، كثفت واشنطن جهودها لتحفيز صناعتها المحلية من خلال قانون خفض التضخم الذي أصدرته إدارة بايدن، بالإضافة إلى ضخ مجموعة كبيرة من الاستثمارات الضخمة في هذا القطاع.
وتحدثت المجلة عن الخطوات الأخيرة لإدارة بايدن، موضحة أن وزيرة الطاقة الأميركية، جينيفر غرانهولم، أنهت الأسبوع الماضي، رحلة إلى شمال نيفادا، حيث قامت بجولة في منشأة إنتاج بطاريات الليثيوم أيون التابعة لشركة تكنولوجيا البطاريات الأميركية، وهذه المنشأة يتم دعمها بمنحة من وزارة الطاقة بقيمة 115 مليون دولار.
وقالت غرانهولم للصحفيين: "أعلنت 19 شركة أنها على استعداد للاستثمار هنا، لذلك من المثير للغاية أن نكون قادرين على التنافس مع الصين وعدم السماح لكل هذه الوظائف بالمغادرة من دون أن نفعل شيئا حيال ذلك".
وترى المجلة أن جهود واشنطن في مجال الليثيوم ليست سوى جزء واحد من جهد أوسع لبناء أمن الطاقة لديها وتقليص اعتمادها على المنافسين، وتحديداً الصين، التي تسيطر على العديد من سلاسل توريد المعادن في العالم.
وتحدثت المجلة عن تاريخ الأزمة في الولايا المتحدة، موضحة أنه في حين أن الولايات المتحدة كانت ذات يوم موطنا لصناعة تعدين المعادن القوية، فقد شهد القطاع انخفاضا حادا في السبعينيات، حيث كافحت شركات التعدين للبقاء على قدميها وتزايدت الاحتجاجات بشأن التكاليف البيئية والصحية لهذه الصناعة. وفي العقود التي تلت ذلك، نظرت واشنطن إلى حد كبير إلى التعدين باعتباره صناعة ينبغي الاستعانة فيها بمصادر خارجية على مستوى العالم، لكن التوترات المتزايدة مع بكين غيرت تلك الحسابات.
واليوم، تستورد الولايات المتحدة معظم احتياجاتها من الليثيوم من الأرجنتين وتشيلي، اللتين تشكلان، إلى جانب بوليفيا، ما يسمى بمثلث الليثيوم في أميركا الجنوبية. ومع ذلك، تحتفظ الصين باستثمارات عميقة في المناجم في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في أميركا الجنوبية، وتسيطر على نحو 58% من معالجة الليثيوم على مستوى العالم.
وأبرزت المجلة إلى الجهود التي بذلتها إدارة بايدن حتى الآن، وعلى رأسها قانون الحد من التضخم، وهو مشروع قانون المناخ الرئيسي الذي يهدف إلى تعزيز إمدادات المعادن الحيوية المحلية من خلال الإعفاءات الضريبية الضخمة، ما دفع العشرات من مشاريع التعدين إلى الظهور في نيفادا الغنية بالليثيوم وأماكن أخرى في جميع أنحاء البلاد. وضخت إدارة بايدن استثمارات إضافية بمليارات الدولارات لدعم هذه الجهود.
لكن المجلة تحدثت عن التحديات التي تلوح في الأفق بشأن طاقة الليثيوم في واشنطن، وأولها غياب العمالة، كما أن العديد من الثروات المعدنية في البلاد تقع إما على أراضي السكان الأصليين أو على مقربة منها، ما أثار احتجاجات شرسة بسبب المخاوف من الأضرار البيئية والاستغلال وغير ذلك من التأثيرات.
ولا تزال التأخيرات الطويلة في إصدار التصاريح تشكل أيضًا صداعًا كبيرًا لهذه الصناعة، ما يؤدي إلى تفاقم حالة عدم اليقين بالنسبة لكل من المستثمرين وشركات التعدين في بيئة معروفة بالفعل بمخاطرها العالية، بحسب المجلة.
تحدي آخر أبرزته المجلة وهو أن أسعار الليثيوم متقلبة للغاية، حيث تشهد تقلبات حادة يمكن أن تربك شركات التعدين التي تتصارع بالفعل مع مكان وكيفية بدء عمليات التعدين المجدية اقتصاديًا على نطاق تجاري. وانخفضت الأسعار مرة أخرى في الأشهر الأخيرة في تراجع كبير أضر بأسعار أسهم شركات التعدين الكبرى.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة إدارة بایدن
إقرأ أيضاً:
"هناك مبالغة فيه".. أوبك "تقلل " من مخاوف انكماش الطلب على النفط في الصين
الاقتصاد نيوز - متابعة
اعتبر هيثم الغيص، الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، أن هناك مبالغة بشأن مخاوف انكماش الطلب على النفط في الصين، مبدياً تفاؤله بخصوص زيادة الطلب على النفط هذا العام بواقع 1.9 مليون برميل يومياً.
كانت ثماني دول أعضاء في "أوبك+"، وهي السعودية وروسيا والعراق والإمارات والكويت وكازاخستان والجزائر وسلطنة عُمان، اتفقت أول أمس الأحد على تمديد تخفيضاتها الطوعية الإضافية لإنتاج النفط البالغة 2.2 مليون برميل يومياً لمدة شهر حتى نهاية ديسمبر المقبل.
الغيص أوضح، أن "الأسواق اعتادت أن الصين تنمو بمعدل 9% حتى 11% وأكثر، لكن المستهدف الآن 5%، والبيانات الإيجابية كثيرة"، مضيفاً: "البعض يعتبر أرقامنا في أوبك متفائلة لكنها في الحقيقة على المسار الصحيح".
اتفاق أوبك واضحأمين عام أوبك استغرب "تفاعل الأسواق مع تأجيل زيادة الـ180 ألف برميل يومياً لمدة شهر"، وقال في هذا الصدد: "اتفاق أوبك+ واضح وسارٍ حتى نهاية 2025، والمصادر الثانوية عن إنتاج الدول مثل كازاخستان والعراق وروسيا قد لاتكون بنفس دقة البيانات الرسمية"، مؤكداً على "جهود هذه الدول بالالتزام بالاتفاق وخطط التعويض".
ارتفعت أسعار النفط بعد قرار "أوبك+" حيث صعد خام "برنت" بنسبة 2% إلى أكثر من 74 دولاراً للبرميل، بينما ارتفع خام "غرب تكساس" الوسيط فوق 70 دولاراً. كان التحالف ينوي البدء في زيادة الإنتاج إلى السوق في الشهر المقبل، لكنه قرر الإبقاء على العرض الحالي حتى نهاية السنة.
تنتظر سوق النفط عدداً من الأحداث الرئيسية هذا الأسبوع، بما في ذلك الانتخابات الأميركية، واجتماع أعلى هيئة تشريعية في الصين. ومن المقرر أيضاً أن تعلن "أرامكو" السعودية عن أسعارها الرسمية لشهر ديسمبر، ومن المتوقع أن تخفض الشركة أسعارها لآسيا.
الحاجة لكل أشكال الطاقةيرى هيثم الغيص أنه "بغض النظر عن أهداف وتوجهات وكالة الطاقة الدولية، سينمو حجم الاقتصاد العالمي ليتضاعف بحلول 2050، وسيبلغ عدد سكان الكرة الأضية 10 مليارات نسمة، وهذا يعني انتقال حوالي 600 مليون نسمة إلى مدن جديدة في جميع أنحاء العالم بحلول 2030".
وأضاف: "هذا يعادل 60 مدينة جديدة بحجم لندن، لذلك من الواضح والبديهي أن العالم سيحتاج لمزيد من الطاقة، وتقديراتنا أنه ستكون هناك حاجة لزيادة 24% من الطاقة حتى 2050، فهل سيلبي ذلك مصدر واحد من الطاقة؟ الإجابة لا، العالم سيحتاج لكل أشكال الطاقة، بما فيها النفط والغاز والطاقة المتجددة والنووية وجميع مصادر الطاقة لدفع هذا النمو السكاني والاقتصادي إلى الأمام".
الغيص أشار إلى أنه "لا يتوافق مع بيانات وكالة الطاقة ولا مع توجهاتها"، مؤكداً أن "رسالة أوبك واضحة، لأنها تبني أرقامها على حقائق ووقائع وليس على أيديولوجيات".
تزداد تقلبات أسعار النفط بشكل متزايد، مع مخاوف من زيادة العرض العام المقبل، وضعف الطلب في الصين، أكبر مستورد، والاضطرابات التي يشهدها الشرق الأوسط الذي يزود حوالي ثلث الخام في العالم.
كانت منظمة أوبك خفضت في أكتوبر الماضي، وللشهر الثالث على التوالي، توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام بمقدار 100 ألف برميل يومياً، حيث قدّرت أن ينمو الطلب بمقدار 1.9 مليون برميل يومياً، بعد أن كانت توقعاتها في يوليو عند 2.2 مليون برميل، ما يؤشر إلى خفض بمقدار 13.6% خلال 3 شهور.