يحتفل المصريون فى نهاية الشهر الجارى، وتحديداً يوم 30 يونيو، بذكرى الثورة التى أعادت مصر للمصريين، وكانت انطلاقة شرارة التنمية فى كافة أنحاء الجمهورية، حيث مضت القاهرة خلال هذه الفترة فى الدخول بقوة فى مشروعات البنية التحتية والطاقة والخدمات والطرق، ووضع أسس وقواعد الجمهورية الجديدة.

ومع كل زيارة رسمية أو غير رسمية لإحدى مدن الجبل الرابع الجديدة فى مصر، أتطلع لمعرفة رأى ضيوفنا القادمين من الخارج، خاصة أن شهادتهم تمثل بالنسبة لنا كمصريين، رأياً حقيقياً ووجهة نظر وشهادة غير مجروحة، فأكتشف مع كل «شهادة» أننا على الطريق الصحيح، وأن الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى تسير فى الاتجاه الصحيح.

ولأننا فى المدن الجديدة نؤمن بأهمية المبادرات الجديدة، وأهمية توجيه الضوء إليها لضمان نجاحها، فقد تبنت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة العديد من هذه المبادرات التى ساهمت إلى حد كبير فى تغيير حياة المصريين فى المدن الجديدة، وفى مقدمتها مبادرة «شارع مصر» التى تهدف إلى توفير فرصة عمل للشباب، وإضافة متنزهات جديدة وأماكن ذات طبيعة مختلفة تجعل من المدن الجديدة مناطق جذب للمصريين، وكانت مدينة الشروق هى المدينة الرائدة فى هذه المبادرة، وصاحبة السبق، ثم تلاها نجاح للتجربة فى باقى المدن الجديدة.

لم نكتفِ فى مدينة الشروق بتقديم هذه المبادرة كهدية للمدن الجديدة، وإنما سارعنا لتبنى مبادرة أخرى جديدة، عبر تنفيذ أسواق ومنافذ الخير، بالتعاون مع المجتمع المدنى والمستثمرين، حيث تهدف هذه المبادرة للقضاء على ظاهرة الباعة الجائلين ليقوموا ببيع منتجاتهم من الخضراوات والفاكهة والأسماك.. إلخ، فى باكيات وبطريقة منظمة وبأسعار أقل بكثير من الموجودة داخل الأسواق التجارية، ومع المتابعة الدقيقة والمستمرة لهذه المنافذ.

تحولت منافذ الخير إلى علامة مميزة فى مدينة الشروق التى سبقت كل المدن فى تنفيذ هذه المبادرة المحترمة، حيث لاقت قبولاً كبيراً جداً جداً جداً من السكان داخل المدينة والمدن المجاورة، حيث نجح المشروع فى توفير فرص عمل لسكان المدينة، ممن لا دخل لهم، بالإضافة إلى أنه تمت مراعاة تخصيص باكيات لذوى الهمم عبارة عن 5% طبقاً لتوجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى.

ولأننا فى المدن الجديدة نؤمن بأهمية المبادرات الجديدة، فقد جاءت مبادرة إنشاء ممشى رياضى، وإنشاء ممر للدراجات، على رأس المبادرات التى تبنتها هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، لتكون فى مقدمة المشروعات الكبرى لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، خاصةً الخدمات التى تغير من نمط وسلوك وعادات رواد المدن الجديدة، للاهتمام بصحتهم، حيث كانت مدينة الشروق فى مقدمة المدن الجديدة التى قامت بتبنى مبادرة إنشاء صالات ألعاب رياضية بالمتنزهات والحدائق العامة، جنباً إلى جنب مع الممشى الرياضى ومسار الدراجات، حتى تكتمل المنظومة، وتتحول المدينة وغيرها من المدن الجديدة، التى تنتهج نفس المنهج وتسير على نفس الطريق، إلى منطقة جذب تليق بالمصريين فى الجمهورية الجديدة.

* نائب رئيس جهاز مدينة الشروق

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ثورة 30 يونيو المدن الجديدة التنمية العمرانية المدن الجدیدة مدینة الشروق هذه المبادرة

إقرأ أيضاً:

القس د. أندريه زكي يكتب: 30 يونيو مصر لا تنهزم

فى حياة كل شعب أيامٌ مضيئة لا تنساها الأجيال المتعاقبة. تتعلم الشعوب من خلال هذه الأيام أن تثق بقدرتها على التغيير، وقدرة الجماهير على إحداث الفارق فى تاريخ الأمة ومستقبلها.

وفى مصر، كان يوم 30 يونيو 2013 أحد هذه الأيام المضيئة؛ إذ أثبت أن مصر العظيمة لا تنهزم، وأنه فى أحلك الظروف وأعتى التحديات يستطيع الشعب المصرى دائماً أن يجد مخرجاً.

وأن العقلية المصرية والمخزون الحضارى لهذا الشعب لا ينضب ولا يجف.

إن خروج ملايين المصريين فى يوم 30 يونيو 2013 حمل الكثير من الدلالات والرسائل التى تستحق أن نتأملها بعمق، ونوفيها حقها فى الدراسة والتفكير، ونتعلم منها كيف يستطيع المصريون إحداث الفارق ومواجهة التحديات والصعاب، إن 30 يونيو هى درس عظيم فى الأمل.

واحدة من أهم الدلائل التى حملتها 30 يونيو انحياز المصريين لدولة المواطنة؛ فقد كان الخطاب السياسى فيما قبل 30 يونيو؛ محمَّلاً بالكراهية والعداوة تجاه أى مختلف، ومتخذاً منطلقاً مبنياً على ادعاءات تتنافى مع قِيَم التسامح، وتهدِّد التماسك والسلم المجتمعيَّيْن.

وقد ظهر الوجه الآخر لهذا الخطاب بأعنف صوره فى الأحداث التى تلت ثورة 30 يونيو، من الاعتداءات التى طالت المجتمع المصرى كله، والشهداء الذين سقطوا جراء هذا العنف، والتخريب والهجوم الذى طال كافة أنحاء البلاد.

لكن صمود شعبنا العظيم وتماسكه حال دون نجاح هذه المخططات العنيفة.

وكذلك اتخذت الدولة ما بعد 30 يونيو خطوات جادة فى قضية المواطنة، فجاءت قرارات ترميم الكنائس المتضررة، وإعادتها أفضل مما كانت عليه، ثم صدور قانون دور العبادة، وتقنين أوضاع الكنائس، وغيرها من الخطوات والأحداث التى أكدت حرص الدولة المصرية على تفعيل المواطنة، ومعالجة قضايا عانت منها مصر على مدار عقود متصلة؛ وهذا الحرص استُلْهِم وتأسس على روح ثورة 30 يونيو العظيمة.

إن هدف تحقيق دولة المواطنة فى مصر قد صار الآن أقرب بكثير مما كان عليه سابقاً، والعمل على تعزيز المواطنة هو عمل مجتمعى يشترك فيه الجميع لأجل الجميع لبناء الجمهورية الجديدة.

إن المواطنة تظل مجرد فكرة وشعار سياسى ما لم تنتقل إلى الممارسات العملية ويستوعبها العقل الجمعى ويعمل فى إطارها، وكان يوم 30 يونيو هو إحدى الدلائل العظيمة على استيعاب العقل الجمعى المصرى لأهمية المواطنة.

واليوم، نعلم جميعاً حجم التحديات التى تواجهها الدولة المصرية؛ فالظروف العالمية والإقليمية فى غاية التعقيد والصعوبة، والتحديات الاقتصادية ليست سهلة وتحتاج لحلول غير تقليدية، لكننا نثق بالله أولاً ونؤمن بقدرته العظيمة على تغيير الواقع، ثم نثق بقدرة الشعب المصرى على تجاوز التحديات، ثم قدرة الدولة المصرية على قيادة الأمر بحكمة.

إن ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد حدث سياسى، بل كانت تجسيداً لقوة وإرادة الشعب المصرى، واستناداً إلى مخزون حضارى عريق يمتد عبر آلاف السنين.

أثرت الثورة بشكل عميق على مفهوم دولة المواطنة فى مصر، وأكدت عظمة مصر كدولة ذات حضارة عظيمة.

ورغم التحديات، يظل الأمل مستمراً فى قدرة المصريين على تجاوز الصعاب وبناء مستقبل مشرق. إن مصر اليوم تحتاج للعمل أكثر من أى شىء آخر، والإخلاص والجهد فى تحقيق التنمية بكافة المجالات.

وواحدة من أهم ثمار المواطنة تعلم العمل معاً والتكاتف لتحقيق الأهداف والمصلحة العامة.

حين أتذكر ثورة 30 يونيو، أشعر بالفخر الكبير لانتمائى للشعب المصرى، وأتطلع وأصلى دائماً لأجل غدٍ أفضل، واثقاً أن تحقيق هذا الغد الأفضل ممكنٌ، بل أكيد، طالما أن هذا الشعب متماسك وواعٍ وحريص على استقرار الدولة والمجتمع.

لتكن ثقتنا دائماً فى قدرة مصر وعظمتها وأن «مصر لا تنهزم»

مقالات مشابهة

  • أحمد رمزي يكتب: مبادرة «ابدأ».. الظهير الصناعي لتقدم الدولة المصرية
  • «الإسكان»: تواصل أعمال البنية الأساسية في المدن الجديدة
  • تعليم قوص: مبادرة «رد الجميل» زارت ٥٠ مشروع قومي لـ «حياة كريمة» بقرى المركز
  • مكتسبات 30 يونيو.. نهضة عمرانية غير مسبوقة (فيديو)
  • د.حماد عبدالله يكتب: "البلطجة والسفالة" وسكان القصور!!
  • خالد ميري يكتب: حكايتي مع «الإخوان»
  • القس د. أندريه زكي يكتب: 30 يونيو مصر لا تنهزم
  • د. علي جمعة يكتب: سنوات التحدي والإنجاز
  • مبادرة كتلة الاعتدال بين نعيها والتمسّك باستمرارها
  • مبادرة فتح الطرق.. دعوة للسلام