اعتبرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن قمة السلام الأوكرانية التي احتضنتها مدينة جدة السعودية على مدار اليومين الماضيين، تفوقت من عدة نواحي على قمة كوبنهاجن التي أجريت في يونيو/حزيران الماضي.

وتناقش قمة جدة خطة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، المكونة من 10 نقاط، أبرزها الدعوة إلى انسحاب القوات الروسية الكامل من أوكرانيا، والإفراج عن جميع أسرى الحرب والمبعدين وضمان أمن الغذاء والطاقة.

 وتشمل الخطة أيضًا ضمانات أمنية لأوكرانيا بمجرد انتهاء القتال واستعادة الأمان حول محطة الطاقة النووية المحتلة في زابوريجيا، التي يقول زيلينسكي إنها معرضة لخطر التخريب الروسي.

توافق

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ودبلوماسيين قولهم إن قمة جدة انتهت بإبداء الرغبة في عقد اجتماع آخر بعد حدوث توافق في الآراء بشأن إيجاد صيغة مقبولة للسلام في أوكرانيا، مشيرة إلى أنه من المتوقع خلال الفترة المقبلة مناقشة تداعيات الحرب على العالم اقتصاديا وأمنيا.

وبحسب دبلوماسيين تحدثوا للصحيفة فإن هناك قبولا واسعا لتبني فكرة أن المبادئ الأساسية للقانون الدولي، مثل احترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، يجب أن تكون في صميم محادثات السلام المستقبلية بين أوكرانيا وروسيا.

وذكرت الصحيفة أنه بدى خلال المناقشات أن معظم الدول المشاركة، ومن بينها الصين، مستعدة للاجتماع مرة أخرى خلال الأسابيع المقبلة، مع استبعاد روسيا،

وذكرت الصحيفة أن محادثات كوبنهاجن بشأن أوكرانيا لم يصدر في ختامها بيان رسمي.

وبينما لم يتم تحديد موعد لعقد اجتماع ثالث بعد اجتماع جدة، كان هناك اتفاق على إطلاق عملية ذات مسارين للمضي قدما في السلام. وستواصل أوكرانيا المناقشات مع السفراء الأجانب في كييف بشأن شروط السلام.

وتخطط السعودية لاقتراح إنشاء مجموعات عمل تتبنى قضايا محددة، مثل تأثير الحرب على العالم، ويمكن أن يشمل ذلك مناقشة السلامة النووية والتداعيات البيئية والأمن الغذائي والأخير مصدر قلق زاد بعد انهيار اتفاق الحبوب.

وقال دبلوماسي من إحدى دول الدول غير الغربية إن هناك إجماعا على أن هذه الحرب ليست أوروبية فحسب، وأن تأثيرها على الغذاء والطاقة والاستقرار الاقتصادي يمتد على مستوى العالم.

الحضور

وأشارت الصحيفة إلى أن الاختلاف الأكبر بين اجتماعات كوبنهاجن وجدة هو الحضور، فقد بلغ عدد المشاركين في الأخيرة أكثر من الضعفين.

وذكرت أن قمة جدة جاءت بمشاركة 40 دولة بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والصين، إضافة إلى أعضاء كتلة "بريكس" التي تضم البرازيل والهند وجنوب أفريقيا، فيما لم تحضر روسيا.

وشمل ذلك الدول الأوروبية واليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا وتركيا وجنوب أفريقيا، إذ سعت كييف لحشد دعم يتخطى نطاق الداعمين الغربيين الأساسيين، بما يشمل دولا من النصف الجنوبي للعالم التي لاتزال مترددة في توضيح موقفها حيال الصراع الذي أضر بالاقتصاد العالمي

دور الصين

وذكرت الصحيفة أن الصين التي لم تحضر اجتماعات كوبنهاجن، شاركت في قمة جدة من خلال مبعوثها إلى أوكرانيا، لي هوي.

وقال دبلوماسيون غربيون إن المملكة اختيرت لاستضافة المناقشات بشأن أوكرانيا جزئيا على أمل إقناع الصين بالمشاركة، إذ تحافظ الرياض وبكين على علاقات وثيقة.

وذكرت الصحيفة أن الصين، التي دعيت إلى كوبنهاغن لكنها لم تشارك فيها، أرسلت وفدا إلى جدة، وقال دبلوماسيون غربيون إن بكين لعبت دورا بناء بشكل عام في المحادثات الأخيرة.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين إن الصين باعتبارها الحليف الأهم لروسيا، تلعب دورا حاسما في تعزيز قوة الدفع وراء المحادثات، وكان متوقعا أن تغذي النقاشات بالتطرق إلى مسائل الخطوط الحمراء ومخاوف موسكو.

اقرأ أيضاً

بوليتيكو: لماذا تستضيف السعودية محادثات السلام حول أوكرانيا؟

وخلال المحادثات، قدمت الصين خطة من 12 نقطة لوقف إطلاق النار ومحادثات سلام لإنهاء الحرب. وحذر الدبلوماسيون الأوروبيون من أن وقف إطلاق النار غير المشروط يمكن أن يؤدي ببساطة إلى تجميد الصراع، ويسمح لروسيا بتعزيز سيطرتها على الأراضي الأوكرانية.

وقال شخص مطلع على المناقشات: "لقد تلقوا ردودا مباشرة، وتم تبادل وجهات النظر بشكل جيد".

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي كبير قوله إن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، ووكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، التقيا على هامش الاجتماعات برئيس الوفد الصيني، لي هوي. وقال المسؤول: "كان من الجيد جدا وجود الصينيين هنا".

تقلص الخلافات

واعتبر دبلوماسيون أن بعض الخلافات التي ظهرت في كوبنهاغن تقلصت فيما يبدو في جدة، فخلال المحادثات السابقة، دفعت أوكرانيا الدول النامية الكبرى لقبول خطة زيلنسكي للسلام، التي تتمثل في جوهرها في انسحاب القوات الروسية بالكامل، وهو ما رفضته عدة دول.

أما في جدة، فقد بدت أوكرانيا والدول النامية الرئيسية أكثر حرصا على السعي للتوصل إلى توافق في الآراء.

وقال مسؤول أوروبي كبير إن أوكرانيا لم تضغط مرة أخرى من أجل قبول خطتها للسلام، وإن الدول الأخرى لم تصر على أن تتخلى كييف عنها.

ولم تكن هناك أي مناقشات حامية بشأن مطالبة أوكرانيا بانسحاب القوات الروسية. وقال دبلوماسيان إن أوكرانيا لم تضغط بشأن هذه النقطة.

اقرأ أيضاً

مشاركة الصين في محادثات جدة حول أوكرانيا تظهر تحولاتها

 

 

 

المصدر | الخليج الجديد+ وسائل إعلام

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: قمة جدة أوكرانيا الصراع الأوكراني الروسي قمة جدة

إقرأ أيضاً:

لافروف: روسيا تبني موقفها فقط على الإجراءات الملموسة التي يتخذها قادة أوكرانيا

أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الأحد، أن موسكو ستبني موقفها فقط على ما تفعله القيادة الأوكرانية فعليا وليس على الأقوال.

لافروف: روسيا سترد قريبا على الهجمات التي تشنها أوكرانيا بأسلحة أمريكية

وقال لافروف ، في تصريحات صحفية أوردتها وكالة أنباء تاس الروسية، تعليقاً على اللهجة المتغيرة لتصريحات كييف ، "قد تقول كييف شيئاً معاكساً غداً ، سننظر إلى الإجراءات الملموسة ونحكم عليها ، ومن الأفضل ألا نبني سياستنا على ما يقولون، بل أن نحدد أفعالنا من خلال المهام المحددة ضمن العملية العسكرية الخاصة".

وقال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في وقت سابق إنه لا يريد أن يطول الصراع ويخطط لتوضيح خطته لإنهائه قبل نهاية العام الحالي ، وأكد السكرتير الصحفي للرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن روسيا منفتحة على أي حوار بشأن أوكرانيا، بما في ذلك عبر الوسطاء، لكنها ستنفذ أهدافها في أي حال.

وقال مستشار المكتب الرئاسي الأوكراني ميخائيل بودولياك إن أوكرانيا يمكن أن تسلم مقترحاتها للسلام إلى روسيا عبر وسطاء من دولة ثالثة ، لكنه أكد أن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي زار كييف وموسكو في وقت سابق من هذا الأسبوع، لا يمكنه القيام بدور هذا الوسيط.

وفي 14 يونيو، طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقترحاً جديداً للسلام بشأن تسوية النزاع في أوكرانيا ، ومن ثم، تصر روسيا على الاعتراف بوضع شبه جزيرة القرم وجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين، فضلاً عن منطقتي خيرسون وزابوروجي، وإعلان أوكرانيا وضعها خارج الاتحاد الأوروبي والدول غير النووية، ونزع سلاحها، ورفع العقوبات الروسية ، وحذر بوتين من أنه إذا رفضت أوكرانيا والغرب هذه الشروط، فإنها قد تتغير في المستقبل ، ورفضت كييف هذا الاقتراح.

وأكدت روسيا مرارا وتكرارا أن ما يسمى بصيغة السلام الأوكرانية غير مقبولة ، وأشار السكرتير الصحفي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف في وقت لاحق إلى أن تصريحات كييف بشأن التسوية السلمية لا تأخذ في الاعتبار الحقائق الحالية.

مقالات مشابهة

  • تقارير : إيران تزود البوليساريو بأسلحة ثقيلة
  • صحيفة عالمية تكشف عن الوجهة التي لجأت اليها (ايزنهاور) بعد استهدافها
  • لافروف: روسيا تبني موقفها فقط على الإجراءات الملموسة التي يتخذها قادة أوكرانيا
  • نيويورك تايمز: أوكرانيا تحاول البقاء على الحياد في الصراع السياسي الأمريكي الحالي
  • مباحثات أمريكية عمانية بشأن مستجدات الأوضاع في اليمن
  • البيت الأبيض: قلقون بشأن زيارة أوربان إلى روسيا
  • أمين عام الناتو يرفض دعوات إجبار أوكرانيا على قبول مبدأ "الأرض مقابل السلام" لإنهاء الحرب
  • مخاوف أمريكية من الصين بعد سرقة أسرار شركة أوبن إيه آي للذكاء الاصطناعي
  • أوكرانيا: المجر لم تنسق معنا بشأن زيارة أوربان إلى روسيا
  • أوكرانيا عن زيارة رئيس حكومة المجر إلى روسيا: نرفض محادثات السلام دون مشاركتنا