لبنان ٢٤:
2024-06-30@12:11:35 GMT

مقدمات نشرات الاخبار المسائية

تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT

مقدمات نشرات الاخبار المسائية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية

 مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

 من يستمع إلى التصريحات الإسرائيلية يقول إن مجرد شعرة تفصل بين حدين في  ما يتصل بالوضع على الجبهة الجنوبية: حد نجاح المساعي الدبلوماسية وحد الإنزلاق نحو حرب واسعة يستفظعها الكثير من اللاعبين الدوليين.

وما بين الحدين يظل الحذر متحكما بما يمكن أن يؤول إليه الوضع الميداني.

 ويزيد من منسوب هذا الحذر مضي العدو الإسرائيلي في  كيل التهديدات بتوسيع الحرب وإن كانت المساعي الدبلوماسية تفرض أحيانا مستوى من الإستجابة التي تحصر المواجهة في جغرافيا معينة.

لكن العدو يتفلت من هذه الجغرافيا على غرار ما حصل عندما أغار طيرانه الحربي على مدينة النبطية مستهدفا مبنى من طابقين ما أدى إلى تدميره وإلحاق أضرار كبيرة بالمنازل والسيارات كما أسفر عن سقوط خمسة جرحى واستهدف أيضا دراجة نارية في بلدة سحمر مما أدى إلى ارتقاء شهيد.

 وفي ميدان التهديد والتهويل قال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت الذي يواصل زيارته لواشنطن إن جيشه قادر على إعادة لبنان إلى العصر الحجري لكن الحكومة تفضل حلا دبلوماسيا

وفي السياق نفسه قال مصدر في جيش الإحتلال أن إسرائيل قد تضطر لاتخاذ خطوة تصعيدية قوية للغاية في لبنان.

لكن جيش الإحتلال يعلم أنه في مواجهة هذه التهديدات والعنتريات ثمة مقاومون أشداء وصواريخ ومسيرات تصب نارها يوميا على مواقع وقواعد للعدو صانعة معادلات ردع يحسب لها ألف حساب

 ومن هذا المنطلق توجهت قيادتا حركة أمل وحزب الله خلال لقاء مشترك عقدتاه اليوم "بالتحية والتقدير للمقاومين الأبطال على الجبهة اللبنانية والذين يقارعون العدو يوميا" وحيتا الأهل الصامدين في قراهم والنازحين الذين يبدون الإحتضان للمقاومة ومجاهديها ودعتا الحكومة إلى القيام بواجباتها كاملة تجاه الأهالي وطالبت القيادتان الأطراف السياسية المحلية بقراءة جيدة للمبادرة الحوارية التي أطلقها الرئس نبيه بري وحيتا المقاومة العظيمة في غزة والضفة الغربية.

وفي الضفة الفلسطينية وجهت المقاومة الفلسطينية ضربة موجعة للعدو في الضفة حيث قتل ضابط وأصيب سبعة عشر جنديا خلال تصديها لاقتحام قوات الإحتلال مدينة ومخيم جنين.

 هذه الضربة دفعت جيش العدو إلى القول إنه يواجه تهديدا متزايدا في الضفة.

وعلى ضفة العالم عناوين انتخابية تمتد من إيران إلى فرنسا وبريطانيا مرورا بالولايات المتحدة.

 ففي الجمهورية الإسلامية اكتملت التحضيرات للانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة غدا وعشية هذا الإستحقاق الذي يرصده العالم تقلص عدد المرشحين إلى اربعة بعدما انسحبا اثنان خلال الساعات الأخيرة.

 وفي وفرنسا تجري انتخابات تشريعية مبكرة يوم الأحد يتقدم فيها اليمين بحسب استطلاعات الرأي.

 وفي بريطانيا يتوجه الناخبون يوم الخميس إلى مراكز الاقتراع في انتخابات تشريعية يرجح أن يحقق العماليون فيها فوزا كاسحا، واضعين حدا لحكم المحافظين المستمر منذ اربعة عشر عاما والذي شهد بريكست وتقلبات اقتصادية وفضائح سياسية.

وفي ما يتعلق بالإنتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في تشرين الثاني يطل المرشحان اللدودان مساء اليوم في مناظرة تاريخية هي الأولى لهما.

 قبل هذه المناظرة أظهرت استطلاعات الرأي تقدم دونالد ترامب على جو بايدن بأربع نقاط مئوية.

 مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

 في إيران انتخابات رئاسية غدا، وفي فرنسا انتخابات تشريعية الاحد، وفي الولايات المتحدة الاميركية مناظرة رئاسية بعد ثماني ساعات بين المرشحين جو بايدن ودونالد ترامب.

 اما في لبنان فجمود رئاسي.

 كأن زيارة امين سر دولة الفاتيكان وكلامه الواضح والصريح من عين التينة بالذات لم يغيرا في الواقع شيئا.

 فلا رئيس مجلس النواب على استعداد للدعوة الى جلسة انتخاب، ولا فريق الممانعة مستعد ان يتخلى عن استراتيجية التعطيل، لأنه لا يزال يراهن على تغيرات ميدانية يمكن ان تصب في مصلحة مرشحه.

في الاثناء،اسرائيل تواصل حربها النفسية ضد حزب الله ولبنان . اذ  ذكرت القناة 12 الاسرائيلية ان الجيش بدأ بنقل قوات الى الحدود مع لبنان.  ومن واشنطن اعلن  وزير الدفاع الاسرائيلي ان جيشه قادر على اعادة لبنان الى العصر الحجري، لكنه اضاف ان حكومته تفضل حلا ديبلوماسيا للوضع على الحدود بين اسرائيل ولبنان.

 فهل  التلويح بالقوة مقدمة لاستعمالها، ام فقط للضغط وصولا  الى حل ديبلوماسي؟

 مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

 بعد نمرهم المحترق بجنودهم في غزة، ها هو فهدهم مشظى بضباطهم في الضفة، ثم يعتلون المنابر مهددين ومتوعدين بفتح جبهات جديدة، دون الاعتبار من تجاربهم المريرة..

 انهم الصهاينة الذين لقنتهم جنين درسا صعبا فجر اليوم ، فاتت بعبواتها اللاهبة على عربة  فهد العسكرية وهي تنقل جنودهم بمهمة عدوانية، فوقعوا بين قتيل وجريح، اعترف الاحتلال بمقتل ضابط منهم واصابة ستة عشر عسكريا بجراح مختلفة..

لم يختلف الحادث الصعب هذا في الضفة عما يعانيه جيشهم في مناطق غزة، لا سيما حي الشجاعية، حيث حاولوا اقتناص بطولات وهمية، فتصدى لهم المقاومون مكبدين قواتهم المتوغلة خسائر مادية ومعنوية، ولم يكن للجيش الخائب الا ارتكاب المزيد من جرائم الحرب بحق الاطفال والنساء والمدنيين المجتمعين في مراكز النزوح والايواء ..

 ولا عاصم لهذه الحكومة الصهيونية من شر افعالها، وان آوت الى مزيد من القرارات الارتجالية المبنية على ضيق الخيارات وضياع الاهداف، فانها ستغرق لا محالة بخيباتها والدم الذي سفكته غيلة على مدى اشهر تسعة من العدوان .

 على ان اغتيالها السياسي سيكون بنيران اعتى اسلحتها، وهو جناح سموترتش – بن غفير، اللذين يتقلبان على نيران الغضب من قرار المحكمة القاضي بالزام الحكومة تجنيد الحريديم. اما عسكرهم ومجندو الاحتياط فمتروكون لويلات الميدان بلا غطاء سياسي ولا رؤية واضحة، وبلا تأمين ما يحتاجونه من عديد وعتاد، ومن يتحمل المسؤولية المباشرة هو بنيامين نتنياهو العاجز عن تجنيد الحريديم والعاجز عن قيادة الحرب بحسب المتحدث السابق باسم الجيش العبري رونين منليس ..

 اما حسبة الشمال فلا تزال الاصعب على الحكومة وجيشها المنهك، ورغم سيل التهديد والتهويل ضد لبنان، والذي تشاركها فيه دول واعلام وجهات، فان المقاومة على قرارها، ومجاهديها عند منصات الصواريخ والمسيرات، يؤدبون المحتل ويلاحقون جنوده اسنادا لغزة ودفاعا عن لبنان، وهو القرار الذي جددته قيادتا حزب الله وحركة أمل خلال اجتماعهما اليوم، مع اكبارهما لبطولة المقاومين وصمود اهلهم في لبنان وغزة..

 والى الجمهورية الاسلامية التي يتحضر اهلها لاستحقاق الانتخابات الرئاسية المبكرة غدا، فان القرار والخيار الحاسم – ايا كان الرئيس القادم – هو نصرة القضايا المحقة وفي اولويتها اليوم غزة...

 مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

 من خارج السياق، وفي مؤشر واضح الى تكريس التهدئة في سوريا بعد سنوات الحرب، أتى اليوم إعلان المدير العام للإدارة العامة في وزارة الدفاع السورية اللواء أحمد يوسف سليمان في مقابلة مع التلفزيون السوري الرسمي عن تسريح عشرات الآلاف من جنود الاحتياط بدءا من الشهر المقبل وحتى نهاية العام الحالي، على ان يتكرر الامر في العام المقبل، مع المحافظة على الجاهزية القتالية… أما الترجمة  اللبنانية الفورية للخبر السوري الملفت، فعلى مستويين:

المستوى الاول، تكريس فشل الرهانات الخارجية والداخلية، التي دفع ثمنها  لبنان غاليا جدا، سواء على مستوى احتلال الجرود الشمالية الشرقية او لناحية تغلغل المجموعات الارهابية التي قتلت من قتلت، وخطفت من خطفت من عسكريين ومواطنين لبنانيين، فضلا عن مأساة النزوح السوري التي يتفاقم اثرها السلبي يوما بعد يوم.

اما المستوى الثاني، فسؤال اصبح اليوم ملحا أكثر من اي يوم مضى، عن سبب تلكؤ المرجعيات السياسية الرسمية، ولاسيما الحكومية العليا، عن اجراء التواصل اللازم والطبيعي مع الجانب السوري، للبحث الجدي في سبل العمل على اعادة النازحين الى بلادهم، طالما الهدوء بات أمرا مسلما به.

 وفي انتظار الجواب الذي لن يأتي من مسؤولين اعتادوا الدوس على الكرامة الوطنية، ومصالح الناس، يبقى المشهد المقلق على الجبهة الجنوبية في صدارة الاهتمام، في ضوء التهديدات الاسرائيلية المتواصلة للبنان.

 واليوم، كشف مصدر رفيع في حزب الله لل او.تي.في. ان رسائل وصلت الى واشنطن من اكثر من طرف في المنطقة مفادها أنه في حال شن العدو اي حرب مفتوحة على  لبنان فهذا يعني حرفيا صراعا “كبيرا كبيرا كبيرا” على مستوى المنطقة بمعنى أن عددا من القوى الاقليمية لن تقف على الحياد.

 وأضاف المصدر الرفيع في حزب الله أنه خلال ال48 ساعة الماضية وصلت الى الحكومة  اللبنانية رسائل من أطراف دولية عدة كالولايات المتحدة وألمانيا وغيرهما، تشير الى أن ما حصل من تصعيد في الأسبوعين الأخيرين بدأ يتراجع وان المناخ في اسرائيل ليس مناخ الذهاب الى حرب.

  مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

 يتابع اللبنانيون، فجر اليوم، المناظرة الأولى بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس السابق، المرشح، دونالد ترامب. ويتابعون غدا الانتخابات الرئاسية الإيرانية، لكنهم، أي اللبنانيون، محرومون من ان يتابعوا هذا الاستحقاق في بلدهم. الولايات المتحدة الاميركية معنية بأكثر من بلد في العالم، لكنها لا تنشغل عن استحقاقها الرئاسي، وإيران المنخرطة في أكثر من ملف في المنطقة، لا تنشغل عن إستحقاقها الرئاسي دقيقة واحدة، أما لبنان فمأخوذ رهينة، وممنوع أن ينجز استحقاقاته بدءا باستحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية التي مضى على الفراغ في سدتها عشرون شهرا.

 في يوميات حرب غزة المعطيات تشير إلى أن الجيش الاسرائيلي ينقل المزيد من القوات من قطاع غزة إلى جبهة لبنان خشية توسع الحرب الحالية مع حزب الله، ويدور الحديث عن قوات إضافية غير تلك الموجودة على الجبهة. ويأتي قرار نقل القوات من غزة إلى الحدود الشمالية، وفقا للقناة  الاسرائيلية 12، على خلفية انتقال الجيش الاسرائيلي إلى المرحلة الثالثة من الحرب على غزة، التي تشمل عمليات دهم واغتيالات موضعية، وبعد استكمال المهمة ضد  حماس في رفح، ودائما بحسب القناة الاسرائيلية.

 وفي سياق التحذيرات المتعلقة بلبنان، اعربت فرنسا عن قلقها الشديد حيال خطورة الوضع، وقال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان إن فرنسا التي تطلب تنفيذ القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، تبقى "ملتزمة تماما الحؤول دون أي خطر تصعيد على الخط الأزرق والتوصل الى حل دبلوماسي.

 مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

 حالة غليان دبلوماسية اعادت فيها السفارات تفعيل اجراسها لرعاياها في بيروت مستندة في تخوفها الى طبول تقرعها اسرائيل على جبهة الشمال، غير ان سياق التصريحات الاسرائيلية ظل على الأداة الشرطية، وربطت النار بالنار من دون ان تبلغ مرحلة الجهوزية العسكرية للحرب. وارتفع صوت الدبلوماسية على الحل العسكري ولاسيما بعد عودة وزير الدفاع يوآف غالانت من واشنطن واجرى وزيرا الدفاع  والداخلية جدلا حول قدرة اسرائيل في اجلاء ما تبقى من سكان الشمال حال اندلاع المعركة، فيما قال غالانت إن الدولة العبرية لا تريد حربا ضد حزب الله، لكن بإمكانها أن تلحق ضررا جسيما في لبنان إذا ما فشلت الجهود الديبلوماسية.بدورها نقلت رويترز عن غالانت قوله إن الجيش الإسرائيلي قادر على إعادة لبنان إلى العصر الحجري في أي حرب.

 وهو العصر نفسه الذي تهدد به اسرائيل منذ اول طلقة للمقاومة في الثامن من تشرين واضاف اليه مسؤولون  اسرائيليون ومغردون  بضعة تهويل عن ضربات تطال بيروت والجبل وعددا من الاماكن السياحية .وتثبيت جدار الدبلوماسية جاء عبر وصف السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون  اللحظة بالحاسمة في المنطقة  

 وقالت : لقد استمر هذا الصراع بما فيه الكفاية، ونحن بدءا من الرئيس الأميركي جو بايدن إلى كل موظف في هذه السفارة، نركز على منع المزيد من التصعيد، وإيجاد حل دبلوماسي ينهي المعاناة على جانبي الحدود".

 وسلكت الدبلوماسية خط بروكسل في لقاء  وزير  الخارجية عبدالله بوحبيب مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، لمتابعة مساعي لبنان لخفض التصعيد وتجنب حرب واسعة في الجنوب تنذر بحرب إقليمية مفتوحة.

 ويبدي الاتحاد الاوروبي قلقا من نشوب هذه الحرب لانها سوف تتسبب بموجة نزوح الى اوروبا ومن دول عدة فيما الاتحاد لليوم لا يزال في نزاع مع ازمات النزوح بسب تدمير بلدين : سوريا واوكرانيا ومع تفعيل جرس الانذار بدا أن الخماسية الرئاسية حول لبنان اضافت الى مهامها مسألة تبريد الجبهات،

 وقال السفير الفرنسي هيرفي ماغرو  للجديد إن هدف حراك الدول الخمس هو عدم توسع الحرب في الجنوبموضحا ان عودة هذه الحركة تأتي في إطار الاسراع لايجاد حلول لكل الازمات العالقة  بما في ذلك ملف رئاسة الجمهوريةوبين خياري  الدبلوماسية والعصر الحجري.

عاد العصر الحريري , ووصل النجل الاكبر للرئيس الشهيد رفيق الحريري الى بيروت معلنا استنئاف عمل سياسي انمائي .واذ كانت  عبارة " كل شي بوقتو حلو "  للرئيس  سعد الحريري اخر ما نطق به  قبل  تعليق العمل السياسي , فان شقيقه الاكبر بهاء التقط الوقت الحربي. واعلن انه سيتسكمل ما بدأه الوالد. (الوكالة الوطنية)

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: العصر الحجری على الجبهة جو بایدن فی الضفة حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

حربٌ في لبنان وأسئلة حول سعة نيرانها

تتواصل منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023 الحرب بين حزب الله وإسرائيل على حدود لبنان الجنوبية، بموازاة حرب الإبادة الجماعية التي تخوضها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة.

وتتراوح العمليات الحربية بين القصف الصاروخي والغارات الجوية وإطلاق المسيّرات وعمليات الاغتيال. وهي أدّت لغاية 21 حزيران/يونيو 2024 (بحسب «داتا مشروع الصراعات المسلّحة وأحداثها» الذي نشرت «الجزيرة» بياناته بالإنكليزية) إلى مقتل 543 شخصاً على الجانب اللبناني (بينهم حوالي 400 عضو ومسؤول في حزب الله) في 6142 هجمة إسرائيلية، و21 شخصاً على الجانب الإسرائيلي (معظمهم من الجنود) في 1258 هجمة شنّها حزب الله. كما أدّت إلى دمار هائل في قرى وبلدات لبنانية حرق الجيش الإسرائيلي أراضٍ زراعية محيطة بها بالفوسفور الأبيض وهجّر منها حوالي الـ80 ألف شخص. في المقابل، أصابت نيران حزب الله العديد من المواقع العسكرية الإسرائيلية، كما ضربت عدداً من المستعمرات والمدن وفرضت على 90 ألفاً من سكّانها النزوح.

وتخطّت الصواريخ والغارات حدود لبنان ووصلت إلى سوريا، حيث أغارت إسرائيل على مواقع لحزب الله وخطوط إمداده هناك، في حين استخدم الحزب منصّاته القريبة من الجولان المحتل ليردّ منها على الإسرائيليين.

حزب الله وإيران وإسرائيل وأمريكا وحساباتها
بهذا المعنى، فإن الحرب التي يتساءل الجميع عن موعد «وقوعها» وقعت فعلاً وتتواصل منذ أشهر طويلة، ولَو أنها ما زالت بشكل أساسي محصورة جغرافياً وتقوم على تبادل نيران من دون محاولات تقدّم أو تبديل مواقع أو تغيير معادلات.

ورغم التهديدات الإسرائيلية الدورية بتوسيعها وباجتياح لبنان و«إعادته إلى العصر الحجري» (على ما يردّد المسؤولون الإسرائيليون)، إلا أن الأمور لم تخرج بعدُ عن الإطار المذكور وعن تركيز القصف على منطقة جنوب نهر الليطاني من ناحية، وإصبع الجليل والجليل الأعلى من ناحية ثانية، مع عمليات تتخطّى كل فترة الحيّزين المذكورين من باب السعي إلى تثبيت الردع أو استعادة المبادرة أو تبادل الرسائل النارية.

ذلك أن الحزب الشيعي اللبناني الذي بدأ الحرب بدعم إيراني (وبمعزل عمّا تبقّى من الدولة اللبنانية) وفق معادلة مفادها الاشتباك الصاروخي المضبوط والمحدود مؤازرةً لحركة حماس، أعلن منذ البداية أنه لن يوقفها ولن يغيّر قواعد الاشتباك فيها قبل نهاية الهجوم الإسرائيلي على غزة. وهو بالتالي وضع نفسه في موقع الاستمرار في تبادل النيران من دون الدفع نحو تصعيد يُفضي إلى مواجهات عنيفة ومفتوحة، إذ لا مصلحة له ولا لطهران في ذلك، في وقت لم تنقطع فيه المفاوضات المباشرة وغير المباشرة بين الإيرانيين والأمريكيين حول العقوبات والبرنامج النووي.
وإسرائيل التي اعتمدت الردّ بالقصف العنيف على مواقع حزب الله وعلى المدنيين الجنوبيين، خارقة بين الحين والآخر قواعد الاشتباك لجهة عمق نيرانه، لجأت في الوقت نفسه إلى عمليات اغتيال لأعضاء ومسؤولين في الحزب بهدف إضعافه تنظيمياً وميدانياً. وبدا ذلك لفترة كافياً لها ومستنزِفاً لعدوّها.

وأمريكا التي راقبت وتراقب كلّ ما يجري، ظهرت «حريصة» على استمراره ضمن معادلته القائمة إلى حين الاتفاق على وقف إطلاق نار يسري على غزة وعلى الجنوب اللبناني. وهي إذ نقلت أكثر من مرّة تهديدات إسرائيل إلى بيروت، عمدت أيضاً إلى القول بإمكانية التوصّل إلى حلّ سياسي يتخطّى الظرف الراهن وتعقيداته ويعمد إلى ترسيم حدود برّية (على طريقة الترسيم البحري) بين لبنان وإسرائيل وإعادة تفعيل قرار الأمم المتّحدة 1701 وما يتطلّبه الأمر من إجراءات على جانبي الحدود.
مآزق المراوحة ومخاطرها

لكنّ عامل الوقت والتطوّرات العسكرية منذ نيسان/أبريل 2024 بدأت تزعزع الصيغ والحسابات المشار إليها.

فحزب الله الذي أصيب بخسائر كبيرة في الأشهر الأولى من الحرب رفع منذ مدّة مستوى أدائه العسكري، واستخدم أسلحة جديدة أكثر تطوّراً، وبعث برسائل إلى الداخل الإسرائيلي من خلال عرضه صوراً دقيقة لأهداف محتملة لصواريخه. كما هدّد أمينه العام قبرص إن سمحت لتل أبيب باستخدام موانئها ومطاراتها في أي هجوم على لبنان. وأراد بذلك إظهار مقدرته على إلحاق الأذية بالعمق الإسرائيلي وتخطّي كل الخطوط الحمر وتعميم الضرر (بما يطال قبرص الأوروبية) إن شنّ الإسرائيليون هجوماً واسعاً.

وإسرائيل التي لم تنجح في إنهاء القتال في غزة رغم كل التدمير والقتل، والتي تعاني حكومتها ضغوطاً لوقف النار وتحرير الأسرى والرهائن بصفقة تبادل، تعاني من ضغوط إضافية من قبل المهجّرين من الشمال. وهي إذ تبدو غير قادرة بعدُ على تنفيذ تهديداتها ضدّ لبنان لجملة اعتبارات بعضها مرتبط بمحدودية طاقتها النيرانية من دون تذخير أمريكي متواصل وإفراج عن الشحنات المجمّدة مؤقتاً من قبل واشنطن، وبعضها على صلة بالخشية من حجم الأضرار المحتملة في بناها التحتية (لا سيما في حيفا ومنطقتها) وفي عدد من المواقع الحيوية في الشمال والوسط إن استهدفها حزب الله، إلا أنها مضطرة لتغيير تعاملها مع الوضع على حدودها حيث لم تنجح لا بالقصف ولا بالتهديد في فرض وقف النار ودفع الحزب الشيعي للانسحاب من خطوط انتشاره.

أما أمريكا، فكلّما اقترب سباقها الرئاسي من المفاصل الحاسمة، كلّما ازداد تخوّف إدارتها من انفجار الأوضاع على نحو يضعف قدرتها على التأثير وعلى اللجم، ويدفع إيران لتحريك قوى جديدة (ميليشيات عراقية) أو لمدّ قوى منخرطة حالياً في عمليات زعزعة استقرار اقتصادي عالميّ (الحوثيين) بأسلحة أكثر فاعلية. وهذا بالطبع يؤثّر على فرص جو بايدن الذي يفضّل تجميداً للأوضاع وتقليصاً لرُقع القتال يُتيح لديبلوماسيّته العمل وادّعاء إنجاز سياسي قبل الاستحقاق الانتخابي.

ويمكن القول إن ثمة تاريخين مهمّين لتوضيح مسار الأمور في المقبل من الأسابيع. تاريخ 24 تموز/يوليو الذي يُفترض أن يتحدّث فيه نتنياهو أمام مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين، والذي ستسبقه وتليه مجموعة لقاءات بين الإسرائيليين والأمريكيين للبحث في الأحوال الفلسطينية واللبنانية ومسائل شحنات الأسلحة الثقيلة المطلوبة إسرائيلياً والمجمّدة أمريكياً، مع ما سيرافق ذلك من مباحثات حول عزم تل أبيب «القيام بعمل عسكري ضد حزب الله» والسيناريوهات المكمّلة لهكذا عمل أو المتناسلة منه ومخاطرها وموقف واشنطن منها. وتاريخ 1 أيلول/سبتمبر الذي حدّدته الحكومة الإسرائيلية موعداً ينبغي بحلوله أن يكون جميع النازحين من الشمال قد عادوا إلى مناطقهم.

ويمكن القول أيضاً إن السيناريو الأكثر ترجيحاً حتى الآن، في ظلّ كل ما جرى ويجري، هو تصعيد إسرائيلي في منطقة جنوب الليطاني، لا يدفع نحو تغيير جذري في قواعد المواجهة الدائرة، ولا يبقيها في الوقت عينه في نفس مراوحتها ومستوى عنفها السائد، بهدف فرض تفاوض لاحق على شروط وقف النار. والأكيد أن حزب الله يدرك ذلك ويتحضّر له، ومثله أهل الجنوب، ممّن صارت إيقاعات الحرب المفروضة عليهم مرافقةً لحياتهم اليومية وراسمةً لمعاناتهم وحرائق أرضهم.

(القدس العربي)

مقالات مشابهة

  • تقرير: غالانت أيّد فتح جبهة في الشمال ضد حزب الله ثم تراجع
  • حربٌ في لبنان وأسئلة حول سعة نيرانها
  • مقدمات النشرات المسائيّة
  • حزب الله يستهدف الأجهزة التجسسية في موقع إسرائيلي على الحدود الجنوبية
  • هل ستندلع حرب لبنان قريباً؟ قناة إسرائيلية تكشف!
  • القنابل الإسرائيلية دمرت مساحات كبيرة من قرية لبنانية وسط مخاوف من اتساع الحرب
  • تقرير لـMiddle East Eye: في حال اندلاع حرب.. حزب الله لن يكون عدواً سهلاً لإسرائيل
  • الساعون إلى منع حرب إسرائيل على لبنان لن ييأسوا
  • الجنوب أسير الحل الدبلوماسي الأميركي