الوطن:
2024-07-01@12:07:31 GMT

عبدالمنعم إمام يكتب: 30 يونيو.. يوم الجماعة الوطنية

تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT

عبدالمنعم إمام يكتب: 30 يونيو.. يوم الجماعة الوطنية

لم يخرج الشعب المصرى فى تاريخه الحديث بكامل فئاته إلا فى ثورة 1919، وفى ثورة 25 يناير - 30 يونيو، تلك الأيام عبّرت فيها الجماعة الوطنية المصرية بكل مكوناتها عن هويتها بوضوح، عندما رفضت مشروع الاحتلال الإنجليزى للتفاوض عنها فى المرة الأولى، وعندما تمسّكت بدولة مدنية ديمقراطية، ورفضت مشروع الجماعة الإرهابية لاختطاف الوطن فى المرة الثانية.

سنجد الجماعة الوطنية المصرية حاضرة خلف ممثليها فى مواقف كثيرة، ولكنها لم تحضر بنفسها فى الشارع إلا فى هذه الأيام، حين ثارت ودافعت عن هويتها، فلقد كانت خلف جيشها منذ 9 يونيو 1967 وحتى تحقّق انتصار 6 أكتوبر، تدعمه وتقف وراءه، سنجدها حاضرة فى دعم كل ما هو مصرى وتفخر به، من نجيب محفوظ وأحمد زويل، حتى الاحتفال بانتصارات منتخب كرة القدم، بينما ستجد الجماعة الإرهابية حاولت قتل نجيب محفوظ، ولم تعتبره رمزاً مصرياً أصيلاً، الجماعة الوطنية لم تقرأ كلها لنجيب محفوظ، ولكنها شعرت بأنه ابنها ومنها ويعبر عنها وعن وعيها، أما الجماعة الإرهابية فكانت تراه عدواً يُهدّد جوهر مشروعها ومحاولتها تشويه هذا الوعى، بل لا تعترف بأنه يمثل هويتها، إذ إن هويتها غير تلك الهوية الوطنية لهذا الوطن.

إننى ابن ثورة يناير - يونيو، وأقولها بعظيم الفخر، إنها ثورة كل الشعب المصرى، عندما انضمت فئاته كافة خلف شبابه، معلنين تمسّكهم بدولة مدنية ديمقراطية لا مكان فيها للاستبداد، ثم عاد الشعب بقوة ليجتمع بكل أطيافه، دفاعاً عن هويته الوطنية، التى هدّدتها جماعة لا ترى فى الوطن إلا حفنة من التراب، فقال الشعب كلمته وحافظ على هويته.

مشاهد كثيرة لن تُمحى من ذاكرة هذا الشعب، وصنعت كرة ثلج، ومثّلت خطراً حقيقياً يواجه الوطن وشعبه، ومحاولة تشويه ومحو وطمس هويته.

حاولت الجماعة الإرهابية -وما زالت- أن تُصوّر هذا الصراع على أنه تمت تغذيته بالإعلام الموجّه أو بأموال خارجية، وهذه حالة متقدّمة ليس فقط من الإنكار، ولكن فى أساسها جهل حقيقى بطبيعة الصراع، وأنه لم يكن حول السلطة، ولكنه حول الهوية والمسار الذى تسير فيه هذه الدولة، ورغم أى عثرات يواجهها هذا المسار فإن الجماعة الوطنية تدرك بفطرتها السليمة أنها ستتخطى هذه العقبات مهما طال الزمن ومهما حاول البعض تشويه الفطرة السليمة وإظهار الصواب على أنه خطأ.

ولم يدرك العالم الغربى جوهر هذا الصراع واعتبرته بعض الدوائر انقلاباً على ما سموه المسار الديمقراطى، وهو رؤية ضيقة لجوهر هذا الصراع تستند إلى تعريفات ضيقة فى العلوم السياسية، وهو أمر مفهوم من هذه الدوائر حسنة النية أحياناً أو سيئة النية فى أحيان أخرى، والتى سعت إلى تمكين الجماعة الإرهابية من الحكم ضمن مشروع إقليمى طويل الأمد يتخذ من الديمقراطية واجهة لتنفيذ أجندة أخرى.

كانت لحظة 30 يونيو هى بداية النهاية لكل هذا المشروع غير الوطنى، وخطوة على الطريق الذى بدأه الشعب المصرى نحو جمهورية جديدة منشودة، تلك الجمهورية التى ينبغى أن تكون حاضنة للجماعة الوطنية بكل مكوناتها المعارضة والمؤيدة، والآن بعد انتهاء مرحلة تثبيت أركان الدولة والقضاء على الإرهاب، بات واجباً أن نعيد النظر فى العودة إلى روح 30 يونيو والاتجاه الجاد نحو الإصلاح السياسى الحقيقى الذى هو أساس الجمهورية الجديدة التى تحتضن شبابها وتدعمه فى مواجهة تلك الأفكار الظلامية، فى ظل دولة تحافظ على فلسفة وقيمة النظام الجمهورى من خلال تفعيل واحترام الدستور الذى هو الضمانة الحقيقية للاستقرار والتقدّم.

* رئيس حزب العدل وعضو مجلس النواب

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ثورة 30 يونيو الجماعة الإرهابیة الجماعة الوطنیة

إقرأ أيضاً:

كاتب صحفي: «30 يونيو» أنقذت الشعب من جماعة حاولت هدم الهوية الوطنية

قال الكاتب الصحفي زكي القاضي، إنّ ثورة 30 يونيو العظيمة أنقذت الشعب المصري من جماعة كانت تحاول هدم الهوية الوطنية، وتقوض دور مصر في المنطقة والعالم.

وأضاف خلال مداخلة هاتفية على قناة «إكسترا نيوز»: «الشعب المصري الجبار أستطاع أن يسقط هذه الجماعة دوليًا، لأنهم كانوا يدعون قبل 30 يونيو انتهم منتشرين في 80 دولة حول العالم، والحمد لله منذ 30 يونيو لم يظهر إلا فلول جماعات الإخوان في بعض الدول التي تحتضنهم، لكن الجماعة هدمها المصريون».

وتابع: «كان لابد أن يحدث ذلك منذ أن أسس حسن البنا هذه الجماعة التي كانت تحاول أن تفتت المصريين، وقدرنا نسقطهم، وهو إنجاز عظيم وفخر للمصريين جميعًا اللذين شاركوا فى ثورة 30 يونيو».

وأكمل: «جماعة الإخوان فى هذه السنة كان لازم الشعب المصري يشوفها بشكل مُعلن لأنها كانت تمارس دورها من 80 سنة، وكانوا يحاولون تفتيت عقيدة المصريين، ويدخلون للمصريين بأعمال البر والخير على قصد أنهم بيساعدوهم، لكنهم كانوا بيبنوا في الجماعة وقيادتهم وكوادرها لدخول مجلس الشعب».

مقالات مشابهة

  • احتفاءً بذكرى ثورة 30 يونيو.. «الوثائقية» تعرض فيلم «آخر أيام الجماعة»
  • كاتب صحفي: «30 يونيو» أنقذت الشعب من جماعة حاولت هدم الهوية الوطنية
  • حزب المؤتمر: ثورة 30 يونيو خلصت المنطقة بالكامل من مخطط الجماعة الإرهابية
  • محمد عامر يكتب: حقيقة الوطن ووهم الجماعة.. «30 يونيو» معجزة شعب
  • سمير مرقص يكتب.. 30 يونيو: مصر تدافع عن نفسها
  • النائب علاء عابد يكتب: 30 يونيو.. ثورة إرادة شعب وبطولة جيش وشجاعة قائد
  • عصام هلال عفيفي يكتب: حطمت مطامع الإخوان
  • أحمد فؤاد أباظة يكتب: يوم قال الشعب كلمته
  • «30 يونيو» ملحمة وطنية أطاحت بالفاشية الدينية (الوطن السياسي)
  • اقرأ في «السياسي» ملحق الوطن الأسبوعي: 30 يونيو.. ملحمة وطنية أطاحت بـ«الفاشية الدينية»