بوابة الوفد:
2025-01-31@03:37:14 GMT

مركز شباب المراشدة

تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT

فى بداية الثمانينيات لمست أيدينا مفاتيح الكهرباء لإضاءة المصابيح بعد أن شق التيار الكهربائى لأول مرة بعد سنوات من التعاقد مع لمبات الجاز التى ألقينا بها فى متحف التاريخ بدون توجيه كلمة شكر اكتفاء بقبول عذرها عما سببته للغالبية من أمراض نتيجة التلوث الشديد، بحثنا مع أول ضوء للمصباح الكهربائى عن ضوء آخر للعقول وهو التفكير فى إنشاء مركز شباب بالقرية -قرية المراشدة بقنا- أو يكفى أن نقول قرية المراشدة التى نالت شرف زيارة الرئيس السيسى لها مرتين وأكرمها بعدة مشروعات نقلتها من قاع التاريخ إلى مقدمة الحضارة بمشروعاتها المتطورة فى العديد من المجالات.


التفكير فى إنشاء مركز شباب فى هذه الفترة -فترة الثمانينيات- التى كان فيها الصعيد بالكامل وخاصة منطقة قبلى التى تبدأ من قنا منفى للمغضوب عليهم والضالين والفاسدين والفشلة، كانت سياسة النظام فى ذلك الوقت هى تكدير هؤلاء بنقلهم إلى الصعيد الذى يعانى من التهميش والتجاهل المتعمد، ولكنه كان فى حقيقة الأمر هو تكدير لأهل الصعيد فى تعاملهم مع مسئولين يعلمون أنهم غير مرغوب فيهم من القاهرة وفى القاهرة، فزاد التكدير الفاسدين فسادا والفاشلين فشلا، واختلط الفشل والفساد بالاهمال والتجاهل ونتج عن هذا الخليط مجتمع متجهم غاضب للداخل لا يبوح بأسراره لكنه كان يبحث عن حقه كلما كانت تتاح له بارقة أمل.
الأمل كان معقودا على أبناء الصعيد، وأنا أخص أبناء قرية المراشدة الذين عاشوا على مصابيح الكهرباء، ومن خلال الأبناء الذين اتيحت لهم فرص التعليم على مضض أو على استحياء، ولكنهم تمسكوا بها، اجتمع بعض هؤلاء بعد أن شبوا عن الطوق، وأعدوا المذكرات تلو المذكرات لجهات الاختصاص لإنشاء مركز شباب فى القرية يقوم بدور متنفس للشباب الذى تكاثر بفعل الكهرباء التى جلبت معها التليفزيون والراديو وتعمرت المساجد والساحات، ونجح هؤلاء الشباب يتقدمهم أول أستاذ جامعى فى القرية الأستاذ الدكتور محمد حسن عبدالرحمن أستاذ القانون بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بأسيوط، فى اقناع جهة الاختصاص بإشهار مركز الشباب مؤقتاً بعد صراع شديد استغرق عدة سنوات، وواصل فريق التأسيس المعركة، وتم اشهار مركز الشباب بشكل رسمى، وسلك طريق التطوير والتطور، وشب عن الطوق فى مقره الدائم وأصبح أحد المعالم الهامة فى القرية ومصدر فخرها عندما تحول إلى مركز شباب نموذجى ومحل فخر المحافظة والمركز ووزير الشباب والرياضة.
رئيس تأسيس المركز سلم الراية لقيادات جديدة حتى وصلت إلى المحاسب سيف الدين أبوالفضل رئيس مركز الشباب الحالى الذى حوله إلى قلعة رياضية نموذجية تضاهى أندية العاصمة فى القاهرة مستغلا مساحة المركز الكبيرة وموقعه الاستراتيجى فى قلب القرية فى منطقة المنشية التى تعد القرية النموذجية بمركز الوقف. مركز الشباب أصبح يضم على يد المحاسب سيف الدين وزملائه أعضاء مجلس الإدارة ملعبا خماسيا وملعبا قانونيا، وعدة صالات للألعاب المتنوعة، ويعد حاليا لمجموعة أنشطة مختلفة داخل مركز الشباب الذى يضم فى عضويته خيرة أبناء المراشدة، تساعد فى تحول مركز الشباب إلى متنفس لأهل القرية يضم قلعة ثقافية واجتماعية وبعض الأنشطة التى تدر دخلا على المركز.
زيارتى لمركز شباب المراشدة والتى تعد الأولى بعد نقل محل اقامتى إلى القاهرة فى منتصف الثمانينيات أكدت لى أن الإدارة فن،/ وفن الإدارة يحتاج إلى نوعيات بشرية خاصة المحاسب سيف الدين أبوالفضل من هؤلاء الذين أخلصوا لقلعة الشباب على حساب وقته، ما يجعلنى أدعو الحكومة الجديدة وفى المقدمة وزير الشباب أن يذلل باقى العقبات التى تواجه مشروعات هذا المركز النموذجى الذى يرتاده شباب وطنيون ينحازون للوطن ولقيادته السياسية فى كافة القضايا التى تواجه الجمهورية الجديدة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجمهورية الجديدة حكاية وطن محمود غلاب الرئيس السيسي التيار الكهربائي مرکز الشباب مرکز شباب

إقرأ أيضاً:

«الأزمة الاقتصادية» الباب الخلفى لمجتمع دموى

لم يعد الرأى العام المصرى يندهش أو حتى يهتز لأننا أصبحنا نبحر فى كل اللا معقَول بسبب الأحداث التى تفوق كل التوقعات والتكهنات وحتى الخيالات التى غالبًا ما تنتهى بسنياريوهات دمويه للعنف الأسرى أو بدافع الحب، هزت نسيج أسطورة المجتمع المصرى المتدين المعروف بالتدين والحياء، خلافات قد تكون تافهة تنسف كل المشاعر الإنسانية، وتدمير كلى وجزئى لكل أدبيات «العيش والملح»، والعشرة الطويلة على المرة قبل الحلوة.. الحقيقة المفزعة بأن هناك ظاهرة خطيرة بدأت تنتشر فى البيوت المصرية التى تحولت إلى قنابل موقوتة تسقط عند أول اختبار صعب للظروف المعيشية و«العيشة الضنك».. بسبب البطالة والظروف الاقتصادية الصعبة الذى يمر بها، تدل بل تؤكد على هشاشة العلاقات الأسرية. وتبادل الأدوار فى تحمل المسئولية بين أزواج ضعاف النفوس ومنزوعى العلاقة الروحية والربانية التى توثق الأخلاق وتهذب النفوس بالخوف من الله والظلم... لتتحول كل المشاعر إلى نزعة انتقامية تنتهى برغبة أكيدة بالتخلص من كليهما،. غالباً ما تقع الزوجة الطرف الأضعف كضحيه لهذا الخلل..جرائم قتل بشعه تهز عروش السماء وينفطر لها القلب وتخرج عن كل التوقعات أو حتى ما يستوعبه المنطق والعقل..والأسباب تافهة الذبح هو سيد كل نزاع بين العاشقين أو الزوج والزوجه وأمام أعين أولادهم فاجعة بكل المقاييس، تزامنًا من تزايد وتيرة العنف بشكل غير مسبوق فى ظاهرة باتت تهدد المجتمع المصرى بشكل خطير، للأسف الإعلام والدراما الهابطة ساعد فى تأجيجها هذه الظاهرة.

فمنتهى الهدوء والثبات والثقة قام زوج ببث فيديو مباشر بـ «سيلفى» مع زوجته التى قطع راسها أمام بناتها الثلاث بعد ٩ سنوات من العشرة انتهت بمشهد انتقامى دموى.. وآخر سابق «بطلها» طبيب قتل زوجته الطبيبة وأطفاله الثلاثة ذبحا فى دقائق وسط بركة من الدماء..وفى شوارع الإسماعيلية جريمة هزت أنحاء المحافظة، بعدما أقدم الشاب عبدالرحمن نظمى، الشهير بـ»دبور»، على ذبح عامل وسط الشارع أمام أعين المارة باستخدام سلاح أبيض «ساطور». ولم يكتف الشاب بذلك، بل فصل رأس العامل عن جسده وتجول بها بين المارة فى مشهد مرعب وسط ذهول، إذ سجل مقطع فيديو قتل شاب لجاره وفصل رأسه بطريقة مروعة باستخدام سكين، وفى محافظة الغربية قام شاب بقتل أفراد عائلته بطريقة بشعة، قام بالتخلص من عائلته المكونة، من والدته وشقيقه وشقيقته ذبحا بالسكين، وإشعال النيران فى أجسادهم بمركز قطور ، مشاهد الذبح اليومية التى ملأت أسماعنا هنا وهناك لم تفرق بين الطبقات بل انها النهاية البشعة لكل فئات المجتمع سواء المثقفة أو حتى الأمية، فى ظل انتشار «السوشيال ميديا» وسرعة البرق فى نشر الأفكار المسمومة الذى تسبب فى انتهاك الخصوصية للمواطن المصرى البسيط «أبوضحكة جنان» الشهير بخفة الدم و»القفشات» التى يحول المواقف الصعبة إلى ضحكات وابتسامات.. للأسف لم يعد دمه خفيفًا بل أصبح دمه رخيصًا، وتنوعت الأسباب التى يرجع إلى غياب الوعى الثقافى والدينى، وتعاطى المخدرات الرديئة الصنع آلتى انتشرت حالياً فى السوق المصرى والتى تفتك بالعقل وتغيبه وأسباب كثيرة وخطيرة أهمها ضياع الوازع الدينى وانهيار الأخلاق والضغوط والتوترات الاقتصادية الباب الخلفى الذى أفرز مجتمعًا مضغوطًا نفسياً وعصبيا وجسدياً عجز عن توفير حياة كريمة، يمكن تلخيصها فى عدة عوامل متداخلة، إذ إن تدهور الأوضاع الاقتصادية من تضخم وارتفاع الأسعار وزيادة معدلات البطالة، يعزز من مشاعر الإحباط والضغوط النفسية، مما يؤدى إلى تصاعد العنف كوسيلة للتنفيس عن الغضب. بالإضافة إلى ذلك يؤثر الفقر والظروف الاجتماعية الصعبة على تزايد الفجوة بين الطبقات الاجتماعية وضعف الخدمات الاجتماعية الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية، يعمق الإحساس بعدم العدالة الاجتماعية ويزيد من السلوكيات العدوانية.، ولابد من وضع السياسات العاجلة وزيادة الوعى الثقافى والاجتماعى ونشر الخطاب الدينى، عدة عوامل حربية كخطة عاجلة لوقف نزيف وجراح مجتمع فى طريقه إلى الانهيار، إلى جانب تراجع القيم المجتمعية، أدى إلى تغيرات فى التركيبة الاجتماعية وانخفاض الوعى بالقيم الإنسانية والتسامح، زادت من انتشار السلوكيات العدوانية والعنف كجزء من سلوكيات الاحتجاج أو الدفاع عن النفس، إضافة إلى أن تعدد مصادر الأسلحة والمخدرات فى بعض المناطق يجعل العنف أكثر شيوعًا.

 

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

‏[email protected]

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • «الأزمة الاقتصادية» الباب الخلفى لمجتمع دموى
  • أصبحت أفعالكم لا تليق بمقام أم الدنيا
  • الرئيس المقاول
  • محافظ القليوبية يكرم طلائع مركز شباب منطي لفوزهم بالمركز الأول في مهرجان الكشافة
  • محافظ القليوبية يكرم طلائع مركز شباب منطى لفوزهم بالمركز الأول بمهرجان الكشافة
  • «ترامب».. لا بد منه!
  • قضية القضايا
  • عادل حمودة يكتب: الجيوب والقلوب
  • الملاكمة فى مركز شباب المعمورة