مفتى الجمهورية: الإسلام ترك مساحة كبيرة لاحترام عادات الناس وتقاليدهم
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
قال مفتى الجمهورية الدكتور شوقي علام إن الإسلام ترك مساحة كبيرة لاحترام عادات الناس وتقاليدهم ما دامت لا تتعارض مع أصول الإسلام، مضيفا "علينا كمفتين مراعاة السياقات والبيئات المختلفة عند إصدار الفتاوى والأحكام وفقًا لهذه الأوضاع
الخاصة".
جاء ذلك خلال لقائه اليوم الخميس، السفير إريك شوفالييه، سفير فرنسا بالقاهرة لبحث أوجه تعزيز التعاون مع دار الإفتاء المصرية.
وخلال اللقاء، استعرض فضيلة المفتي تاريخ دار الإفتاء المصرية ومنظومة العمل داخل إدارتها المختلفة، مؤكدًا على أهمية التعاون الدولي لدعم اندماج المسلمين في مجتمعاتهم الغربية التي يعيشون فيها.
وأشار فضيلة المفتي إلى أن دار الإفتاء المصرية أصدرت موسوعة فتاوى تضم ألف سؤال باللغة الفرنسية والإنجليزية والألمانية، وجاري ترجمتها إلى اللغة الإسبانية، موضحا أن هذه الأسئلة وردت من فرنسا والدول التي تتحدث اللغة الفرنسية، وقد تم إعدادها مع مراعاة خصوصية وعادات هذه المجتمعات.
في السياق ذاته أوضح مفتي الجمهورية عناية دار الإفتاء بمسألة التدريب والتأهيل مشيرا إلى عقدها مؤتمرًا عالميًا بعنوان "التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة"، عام 2016، حيث حضر المؤتمر وفود من أكثر من 80 دولة حول العالم، بهدف مناقشة سبل تأهيل أئمة المساجد في الدول الغربية ليكونوا قادرين على فهم الإسلام بشكل صحيح، ومواجهة التحديات التي تواجه الجاليات المسلمة في تلك الدول، ومساعدتهم على الاندماج في المجتمعات الغربية دون التخلي عن هويتهم الإسلامية، وكذلك التصدي للفكر المتطرف والإرهاب.
وتحدث مفتى الجمهورية عن مبادرات ومشروعات دار الإفتاء لتجديد الخطاب الديني الموجه للمسلمين في الغرب، بما في ذلك الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، التي تضم الآن 94 دولة من مختلف دول العالم، وهي كيان افتائي يهدف إلى التعاون والتنسيق مع الدول مع الحفاظ على خصوصية المجتمعات.
كما القى فضيلة مفتى الجمهورية الضوء على تطبيق "فتوى برو" وهو تطبيق إلكتروني متعدد اللغات تم إطلاقه من قبل دار الإفتاء المصرية، بهدف تقديم الفتاوى الشرعية الصحيحة المعتدلة للمسلمين في جميع أنحاء العالم، مع التركيز بشكل خاص على الجاليات المسلمة في الدول الغربية، كما تطرق للحديث عن الدليل المرجعي لمواجهة التطرف، وهو إصدار ضخم أعدته دار الإفتاء المصرية، يهدف إلى تقديم رؤية شاملة لمفهوم التطرف وأسبابه وصوره، ووضع استراتيجيات فعالة لمواجهته على المستويات الفكرية والاجتماعية والثقافية.
وفى نهاية اللقاء أعرب مفتي الجمهورية عن استعداد دار الإفتاء المصرية لكافة أشكال التعاون والحوار من أجل مساعدة المسلمين في فرنسا على الاندماج الفعال والإيجابي في مجتمعهم الفرنسي.
وأعرب إريك شوفالييه، سفير فرنسا في القاهرة عن سعادته بهذا اللقاء الأول له مع فضيلة المفتي التي سمحت له بالتعرف عن قرب بدور ومهام دار الإفتاء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مفتي الجمهورية الإسلام مساحة كبيرة دار الإفتاء المصریة مفتى الجمهوریة
إقرأ أيضاً:
سامحوني
كلام الناس
نورالدين مدني
لاحظت أنني أصبحت سريع الانفعال اتوتر لأتفه الأسباب، الأمر الذي جعلني أخطئ مع أولادي وأحفادي رغم أنهم أحاطوني بكل الحب الذي كنت افتقده في حياتي الخاصة بأستراليا الرحيبة.
إنني أدرك أسباب هذا التحول السلبي في سلوكي لأنني صدمت من التغير الكبير الذي لمسته (في القاهرة الجديدة) التي سادت في علاقاتها ومعاملاتها الجوانب المادية الجافة، لكن ذلك لا يبرر سلوكي الفظ تجاه الأقربين الذين ما حضرت للقاهرة الا للاطمئنان عليهم.
صحيح أن سطوة المادة سمة عالمية لا تقتصر على القاهرة دون غيرها من عواصم العالم، لكن ما وجدته في أستراليا الرحيبة من حياة كريمة ورعاية وخدمات افتقدتها فجأة في القاهرة.
لم اقصد المقارنة بين ما وجدته في أستراليا التي احتضنتني بعد أن ضاقت بي أرض السودان بما رحب وبين مصر التي لا ذنب لها فيما جرى من متغيرات ضاغطة أثرت في حياة الناس وسلوكهم المجتمعي، لكنني قصدت مراجعة نفسي بعدما شعرت بأنني تأثرت بهذه المتغيرات الضاغطة وأثرت سلباً في علاقاتي ومعاملتي مع من أحب.
أكتب هذا الإعتذار الخاص واتقدم بجزيل الشكر لأولادي وأحفادي وأهلي العالقين بمصر ولكل الذين تكبدوا مشاق الحضور من مناطق بعيدة لزيارتنا، والشكر موصول لزملاء المهنة من الصحفيين الذين شرفونا بالزيارة وحتى الذين حيونا من على البعد عبر وسائل التواصل الإجتماعي.
بقيت لنا أيام معدودة في أم الدنيا التي ما زالت بخير رغم كل مظاهر القسوة التي شوهت سلوك بعض مواطنيها وبعض من تأثروا بالحياة فيها، أسأل الله عز وجل أن تزول أسباب معاناة السودانيين في الداخل و في جميع أنحاء العالم، وأن يسود السلام في بلادنا وفي العالم أجمع، وأن نسترد جميعنا عافيتنا النفسية والمجتمعية بلا منغصات أو مهددات أو ضغوط.
أرجوا أن تسامحوني على كل هفوة اقترفتها تجاهكم مهما صغرت أو كبرت، وأسأل الله أن يجمعنا على خير وفي خير، وأن يشملنا جميعاً بواسع رحمته وكريم رعايته أنه نعم المولى ونعم النصير.