بوابة الوفد:
2025-11-18@23:32:18 GMT

فلسفة الصبر

تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT

هل يصح أن تتقدّم كلمة الفلسفة على الصبر، وكيف يكون للصبر فلسفته؟ الحقيقة أن كل ما يتصل بالإنسان من قريب أو من بعيد، وراؤه فلسفة، والصبر كمقوم روحى هو من خصائص الإنسان، والفلسفة تتوجه إلى الإنسان: عقله ومعرفته وسلوكه وحضارته، ثم ما يحاط بالإنسان من عوامل تنهض به أو تؤخره ناهيك عن بيئته، يطور فيها أو يتركها هملاً بغير تصريف أو تطوير، وإرادة الاحتمال هى لب لباب الفلسفة، وإذا كان تعريف الصبر فى مجال الدين هو (ثبات باعث الدين فى مقابل باعث الهوى) فإنه فى المفهوم الفلسفى إرادة احتمال، وعزم على مواجهة المصاعب، وقدرة على امتصاص السقطات الإنسانية وتوظيفها ناحية الإيجاب، وطرد السلبى منها، ولن يكون هناك نجاح قط والمرء لا يقوى على الاحتمال ولا تترقى فيه عزيمة الاصطبار.

 

الصبور هو إنسان بامتياز، والعبادة التى تقوم على أركان الصبر هى عبادة نافعة بكل تأكيد، ونصف الدين صبر، والنصف الآخر شكر. وآفاق الفلسفة وظلال الدين هما قوام الإنسان الراقى لأنهما جعلا منه إنساناً صبوراً يحتمل الآفات والمعاطب، والتسلط الغبى من الأراذل، وسفاهة الأخلاق، وقلة الأدب، وسوء التصرّف ونذالة السلوك. والاحتمال تحكيم للعقل إزاء فلتات الطيش، وضبط للنفس بمقتضاه، والانتصار للمبدأ، ومقاومة ما تكره من واقع كدر قائم على القهر والتسلط. 

يمدك رافد الفلسفة بمدد العزم والاحتمال انتصاراً للعقل، وضبطاً لحركته الواعية فى التصرّف الإنسانى. ويمدك رافد الدين بالصبر تعلقاً بالمصير، وتضييقاً للطمع فى الدنيا وترقية لمسيرتها المؤقتة، واعتباراً للانتقال منها ولو بعد حين ومهما طال بقاؤك فيها. 

للإمام أبى حامد الغزالى طيب الله ثراه نظرات فائقة فى فلسفة الصبر باعتباره خاصية الإنس، ولا يتصور ذلك فى البهائم والملائكة‏، ‏أمّا فى البهائم فلنقصانها، وأمّا فى الملائكة فلكمالها‏.‏

يرى الغزالى أن البهائم سُلّطت عليها الشهوات وصارت مسخّرة لها فلا باعث لها على الحركة والسكون إلا الشهوة، وليس فيها قوة تصادم الشهوة، وتردها عن مقتضاها حتى يسمى ثبات تلك القوة فى مقابلة مقتضى الشهوة صبراً. وتلك هى فلسفة الغزالى فى الصبر، بمجرد النظر فى مضمون التعريفات الأوليّة يتبين لك كيف يعالج هذا العقل الكبير مسألة المفاهيم، ويفتح معانيها أمام القارئ من أيسر الألفاظ. أسس الصبر على المعقولية والتصور حين سلبه عن البهائم وخصّه بالإنسان، وزانه بالفاعلية العمليّة. 

وأمّا الملائكة؛ فإنهم جرّدوا للشوق إلى حضرة الربوبية بدرجة القرب منها، ولم تُسلّط عليهم شهوة صارفة صادّة عنها حتى يحتاج إلى مصادمة ما يصرفها عن حضرة الجلال بجند.

وأمّا الإنسان فإنه خلق فى ابتداء الصبا ناقصاً مثل البهيمة لم يخلق فيه إلا شهوة الغذاء الذى هو محتاج إليه، ثم تظهر فيه شهوة اللعب والزينة ثم شهوة النكاح على الترتيب، وليس له قوة الصبر البتة، إذ الصبر عبارة عن ثبات جند فى مقابلة جند آخر قام القتال بينهما لتضاد مقتضياتهما ومطالبهما، وليس فى الصبى إلا جند الهوى كما فى البهائم، ولكن الله تعالى بفضله وسعة جوده أكرم بنى آدم ورفع درجتهم عن درجة البهائم، فوكّل به عند كمال شخصه بمقاربة البلوغ ملكين أحدهما يهديه، والآخر يقويه فتميز بمعونة الملكين عن البهائم‏.‏ واختص بصفتين‏:‏ إحداهما معرفة الله تعالى ومعرفة رسوله ومعرفة المصالح المتعلقة بالعواقب، وكل ذلك حاصل من الملك الذى إليه الهداية والتعريف‏.‏

فالبهيمة لا معرفة لها ولا هداية إلى مصلحة العواقب، بل إلى مقتضى شهواتها فى الحال فقط فلذلك لا تطلب إلا اللذيذ‏.‏

وأمّا الدواء النافع مع كونه مضراً فى الحال فلا تطلبه ولا تعرفه، فصار الإنسان بنور الهداية يعرف أن اتّباع الشهوات له مغبّات مكروهة فى العاقبة، ولكن لم تكن هذه الهداية كافية ما لم تكن له قدرة على ترك ما هو مضرّ، فكم من مضرٍّ يعرفه الإنسان كالمرض النازل به مثلاً ولكن لا قدرة له على دفعه، فافتقر إلى قدرةٍ وقوّةٍ يدفع بها فى نحر الشهوات فيجاهدها بتلك القوة، حتى يقطع عداوتها عن نفسه. فوكل الله تعالى به ملكاً آخر يسدده ويؤيده ويقويه بجنود لم تروها، وأمر هذا الجند بقتال جند الشهوة، فتارة يضعف هذا الجند، وتارة يقوّى ذلك بحسب إمداد الله تعالى عبده بالتأييد، كما أن نور الهداية أيضاً يختلف فى الخلق اختلافاً لا ينحصر.

كلام الغزالى يدفع لجهاد الإنسان ظلمات نفسه ضد كل ما فيه مضرّة، وأبرزها ظلمه لنفسه من قريب. والقرآن الكريم يقول (وقد خاب من حمل ظلماً) لكن أشد أنواع الظلم هو ظلم النفس لنفسها. والأكثر شدة هو ظلمها لغيرها، والظاهر أن ظلم النفس لغيرها نتيجة لظلمها لذاتها، فلن تر ظالماً مطلقاً إلا ونفسه معوجة منحرفة غير مستقيمة بحال. كل الآفات النفسية يعكسها على سواه، فيظلم غيره ويتمادى فى الظلم لأنه كان من قبل ظلم نفسه وأمعن فى ظلمها، وتلك هى الخيبة النكراء المقرونة بالتشويه الباطن للدخائل النفسية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مجدى إبراهيم بالإنسان الله تعالى

إقرأ أيضاً:

الميزان: «الصبر» أهم درس ستتعلمه.. توقعات الأبراج وحظك اليوم الإثنين 17 نوفمبر 2025

تكثر عمليات البحث حول توقعات الأبراج وحظك اليوم الإثنين 17 نوفمبر 2025، كواحدة من أبرز الموضوعات التي تستحوذ على اهتمام من لديهم شغف بقراءة ومتابعة تطلعات الفلك وحركة النجوم والكواكب.

توقعات الأبراج وحظك اليوم

وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص توقعات الأبراج وحظك اليوم وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.

توقعات برج الحمل اليوم

- قد يكون اليوم مضطربا، فمن ناحية، الكثير من الأشياء لن تسير على رغبتك، ومن ناحية أخرى، ستجد نفسك في مواقف صعبة بسبب من هم حولك.

- لا تبالغ في ردة فعلك، ولكن حاول استعادة هدوئك، وحاول فرض ذلك على الآخرين وعندئذ سوف تخرج سالما من هذا الموقف غير السار.

توقعات برج الثور اليوم

- اليوم هو أحد الأيام التى تحقق فيها التقدم والنجاح، وتحدد خطواتك وتحسبها جيدا.

- على الرغم من نجاحك في حياتك العملية، إلا أن حياتك مع الشريك قد تتدهور مع مرور الوقت بسبب تراكم بعض المشكلات وعدم قدرة كل منكما على إيجاد الحلول المناسبة لها.

توقعات برج الجوزاء اليوم

- تضغط على أعصابك كثرة الأعمال والواجبات المتفرقة، وتعكر مزاجك الذي يتقلب بين لحظة وأخرى.

- واجه سلبيات هذا اليوم بالصبر والاعتدال والتواضع.

- لا تجبر نفسك على العمل في هذه الظروف السيئة.

توقعات برج السرطان اليوم

- عليك أن تنسى هموم العمل اليوم وتركز على عواطفك.

- لقد أهملت مشاعرك فترة طويلة، ولذلك ننصحك بالتعبير عنها للآخرين.

- اقترب من الناس وعبر عما تشعر به دون خجل.

-تفكيرك واضح وذكاؤك خارق فحاول أن تستغله لصالحك.

توقعات برج الأسد اليوم

- هذا اليوم سوف يكون مميزا للغاية فأنت أخيرا تجد حلا لأكثر مشاكلك التي كنت تعاني منها.

- لا تتراجع عن اتخاذ القرار الصائب نحو تغيير محل إقامتك لتكون بجوار عملك وتستفيد من الوقت الذي كنت تهدره.

سوف يفاجئك الحبيب قريبا بقرار ما.

توقعات برج العذراء اليوم

- ستشعر اليوم أنك عاطفي جدا خاصة أثناء تعاملك مع شركائك في العمل.

- ننصحك بقضاء وقت فراغك اليوم برفقة الحبيب.

- ربما يدعوك عدد من الأشخاص المميزين والمحترفين والمبدعين لمشاركتهم في مشروع جديد كنت تحلم به منذ فترة طويلة.

- هناك شيء ما يحدث بعيدا عن منزلك ولكنه في الحقيقة يلفت انتباهك.

توقعات برج الميزان اليوم

- ينتابك اليوم شعور بالاضطراب والقلق، ويبدو أن الرياح قد تسير عكس اتجاهك.

- لا تجعل هذا الأمر يحبطك أو يصيبك بخيبة الأمل ولا تتأثر بتباطؤ الأحداث.

- انتهر أي فرصة للاسترخاء وشحن طاقتك.

- ستتعلم اليوم درسا مهما جدا وهو الصبر.

توقعات برج العقرب اليوم

سيقرر مجموعة من أصدقائك الالتقاء بك اليوم في منزلك للتحدث في بعض الأمور المهمة، وقد ينفذ هؤلاء الأشخاص ما تطلبه منهم على الفور، لأن الجلسة اليوم ستكون شيقة وممتعة، وربما تقرروا تكرر هذه المقابلة قريبا جدا، ولكن في مكان آخر.

توقعات برج القوس اليوم

- تشعر هذه الأيام أنك متعلق بشخص ما في العمل، فكن متفائلا فربما ترتبط بهذا الشخص في القريب العاجل، ولا تنزعج إذا عبر لك بعض الأشخاص عن متعتهم في الحوار معك فأنت شخصية مميزة جدا.

- قم بعمل صداقات جديدة وكن اجتماعيا.

توقعات برج الجدي اليوم

- عندما يكون للتوتر والغضب مكان في حياتك اليوم، ستشعر أنك بحاجة إلى شخص ما يخفف عنك.

- ربما تمر بمواقف صعبة خلال تعاملك مع من حولك اليوم.

- ربما تلجأ إلى تناول كميات كبيرة من الطعام حتى تنسى هذه المواقف ولكن ذلك ليس حلا.

- ركز على المشاكل وحاول أن تجد لها حلا.

توقعات برج الدلو اليوم

- لا تتردد في إعادة هيكلة أي شيء في حياتك.

- التغيير قد يكون مخيفا في البداية، ولكن تأكد أنه مطلوب من أجل تحقيق التقدم.

-ربما لا تكون مضطرا للتغير وجهتك أو تركيزك بشكل كبير، ولكن من المحتمل أن تكون بحاجة إلى ضبط بعض الأمور.

توقعات برج الحوت اليوم

-تهتم اليوم ببعض الأمور والقضايا الغامضة بطريقة غريبة.

- تبحث عن مهنة جديدة في مكان بعيد عن أسرتك.

- ابتعادك عن الأسرة لفترات طويلة ليس سهلا.

- ستصلك رسالة غامضة من شخص ما غير معروف.

اقرأ أيضاًالثور: يوم سعيد بانتظارك.. توقعات الأبراج وحظك اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025

تحذيرات لهؤلاء.. توقعات الأبراج وحظك اليوم السبت 15 نوفمبر 2025

توقعات الأبراج حظك اليوم برج العذراء.. «تحصل على راتب طال انتظاره»

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة الأزهر: ضعف الصلة بالله سبب قلق الشباب.. والإيمان يمنح العزة
  • عالِم أزهري يوضح سبب حذف وإثبات اللام في آيات الصبر بالقرآن الكريم
  • التنمية في عُمان فلسفة جديرة بالاحتفاء
  • ندوة البحوث الإسلامية تسلِّط الضوء على مفهوم الحُريَّة المسئولة ودورها في بناء الحضارة
  • الميزان: «الصبر» أهم درس ستتعلمه.. توقعات الأبراج وحظك اليوم الإثنين 17 نوفمبر 2025
  • علي جمعة: الإنجاز بلا أخلاق خطر يهدد الإنسان والحضارة
  • من له يُعطى فيزداد.. القس مينا باسيليوس يقدم عظة الأحد
  • مكانة الكلمة وخطورتها
  • ذكرى وفاة الشيخ نصر الدين طوبار.. «الأوقاف» تحيي سيرة صوتٍ صدح بالإيمان والدعاء
  • هل تشفي سورة الفاتحة من الأمراض؟.. دينا أبو الخير توضح الحقيقة| فيديو